الأسبوع:
2025-06-23@05:53:20 GMT

أمريكا والحرب الضارية…!

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

أمريكا والحرب الضارية…!

أثارت تصريحات "ترامب" بشأن الحرب بين إسرائيل، وإيران تساؤلات عدة حول الموقف الأمريكى الحقيقى منها، وما إذا كانت نية "ترامب" تميل حقًّا إلى وقفها كونها تمثل خطرًا جسيمًا على حلفائه العرب وغير العرب فى المنطقة فى حال توسعها أو خروجها عن نطاق السيطرة. ويظل الهدف المضمر من تلك الحرب لا يختلف عن هدف إسرائيل المعلن وهو تدمير البرنامج والمنشآت النووية الإيرانية، وإضعاف النظام السياسى الإيرانى وربما الإطاحة به.

لقد سارعت الإدارة الأمريكية منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة 13 يونيو الجارى إلى التأكيد على النأي بنفسها عن المشاركة الفعلية فيها. ورغم أنها ساعدت إسرائيل فى اعتراض الصواريخ أوضحت واشنطن أن حكومة "نتنياهو" تتصرف بمفردها فى الهجوم على إيران، وأن واشنطن كانت على علم بموعده، ووافقت على تنفيذه.

وكان قد نقل عبر الإعلام أن إدارة "ترامب" أبلغت حلفاءها فى المنطقة بعدم اعتزامها الانخراط الفعلي فى الحرب بين إسرائيل وإيران ما لم تقدم طهران على استهداف قواعد، أو مصالح أمريكية فى منطقة الخليج. ورغم تنديد بعض قادة الدول العربية والإسلامية بالهجوم الإسرائيلي على إيران، وتوجيه دعوات لضبط النفس، ومناشدات بخفض التصعيد فإن تصريحات "ترامب" اكتست صبغة تحذيرية وخطيرة على نحو متصاعد خلال الأيام الماضية. ففى أحدث منشوراته قال "ترامب"- وكأن الصراع قائم بين واشنطن وطهران-: (إن صبر الولايات المتحدة الأمريكية من إيران بدأ ينعدم)، مطالبًا إيران بـ(الاستسلام غير المشروط)، وأضاف قائلاً: (نعرف تمامًا أين يختبئ المرشد الأعلى فى إيران، هو هدف سهل، ولن نقضى عليه على الأقل فى الوقت الحالى).

لقد بدا للعالم اليوم أن "ترامب" بدأ يغلق الباب أمام الفرص الدبلوماسية الداعية لوقف الحرب.

جاء ذلك بعد تصريحات أدلى بها لشبكة (سى إن إن) الأمريكية بعد عودته من مؤتمر مجموعة الدول السبع فى كندا قال فيها: (إن الستين يومًا التى أمهلها لإيران انتهت دون إبرام أى اتفاق)، وأضاف: (إيران لا تكسب هذه الحرب، ويجب عليها الانخراط فى التفاوض على الفور قبل فوات الأوان). وعلى غرار الجيش الإسرائيلى دعا "ترامب" سكان العاصمة طهران إلى إخلائها فورًا. وبادر بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومى الأمريكى أعلنت القوات الأمريكية من خلاله نقل 28 طائرة للتزود بالوقود إلى المنطقة، وعشرات المقاتلات، فيما أبحرت حاملة الطائرات (يو إس إس نيميتز) من بحر الصين الجنوبى باتجاه المنطقة. كما أرسلت بريطانيا ودول غربية طائرات حربية إلى قبرص تحسبًا لأى تصعيد يقتضى مساعدة أوروبية عسكرية فعلية للجهد العسكري الإسرائيلي.

ولهذا قد لا تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية استهداف إيران للمصالح والقواعد الأمريكية فى الشرق الأوسط لتتدخل إلى جانب إسرائيل، وتأكد ذلك من خلال لهجة ترامب وتهديداته وتحذيراته التى تشى طبقًا للمحليين بأن الساعات والأيام القليلة الماضية قد لا تكون فاصلة فى تاريخ المنطقة. ولهذا سارعت الصحف الإسرائيلية تصدرها صحيفة "جيروزاليم بوست" فدعت الرئيس "ترامب" إلى مساعدة إسرائيل فى إتمام تفكيك نظام خامنئي. ولقد أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن تدمير قاعات تخصيب اليورانيوم فى (نطنز)، بالإضافة إلى مخابئ صواريخ الحرس الثورى الإسلامى. وهو ما دعا الصحافة إلى أن يعتريها التعجب، من الصمود، بالإضافة إلى مخابئ صواريخ الحرس الثوري الإسلامي. أما ما أثار التعجب فهو صمود "آية الله خامنئي" الذي شبهته الصحافة بـ"ظلام الصحراء".ِ

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

أمريكا تلعب بالنار

في الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد22 يونيو يعلن المجرم ترامب عن استهداف منشأة "فوردو" النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بعد مرور أسبوع من العدوان الصهيوني على ايران، في مشهد كان الجميع يترقبه بقلق كبير، لكن الصورة الآن أكثر وضوخاً، فأمريكا قد اعتزمت الدخول إلى المعركة، وبالتالي جر المنطقة إلى المجهول.

وعلى الرغم من تسويق الأمريكيين لمزاعم تدمير المنشأة الإيرانية، إلا أن الحقيقة أنها لم تتأثر كثيراً، وقد نشرت وكالة فارس مقطع فيديو أنها في حالة طبيعية، إضافة إلى ذلك فإن الإيرانيين قد عملوا حسابهم لمثل هذا اليوم، وتخصيب اليورانيوم قد وضع في مكان آمن كما يقول بعض المسؤولين الإيرانيين.

وفي أول تصريح له عقب الجريمة قال المجرم نتنياهو إن التاريخ "سيسجل موقفاً مشرفاً لترامب"، لكن الحقيقة أن ترامب قد وضع براميل من المتفجرات في المنطقة، وبدأ بتفجيرات دفعة واحدة، فالخطر الآن محدق على الجميع، وعلى قادة المنطقة أن يستوعبوا خطورة المرحلة.

من جانبه قال المجرم ترامب في أول كلمة مقتضبة له: "لقد تم القضاء على منشآت التخصيب الإيرانية بشكل كامل، وأن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير إذا لم تصنع إيران السلام"، مؤكداً أن "هدف الهجمات تدمير قدرات إيران على التخصيب، وأنه لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر إما أن نشهد على سلام أو على مأساة".

 ويمكن القول إن المجرم ترامب قد رسم خطوطاً عريضاً لمستقبل المنطقة، وبدلاً من أن يحمل كيان العدو التداعيات والمالأت فإنه يحمل إيران كامل المسؤولية على كل ما يحدث، على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية هي المبلد المعتدى عليه من فجر الجمعة 13 يونيو الماضي.

على كل، لقد صب الأمريكيون الزيت على النار، والكرة الآن في الملعب الإيراني، ولا يمكن أن تساوم الأمة الإيرانية على برنامجها النووي السلمي المقدس، الذي بذلوا فيه جهوداً كبيراً خلال سنوات كثيرة، وكل السيناريوهات الآن مطروحة على الطاولة، لكن ما هو مؤكد أن المنشآت النووية التابعة لكيان العدو لن تسلم من القصف، ونحن الآن أمام مشهد جديد، تتصاعد فيه ردود الفعل إلى درجة لا يمكن لنا أن نتصورها.

القواعد العسكرية في المنطقة باتت الآن هدفاً مشروعاً للجيش الإيراني، وجميع مصالح العدو الأمريكي باتت تحت النيران.

وأمام هذا المشهد لا تبدو إيران ضعيفة على الإطلاق، فهي تمتلك الكثير من أوراق القوة لتأديب العدوين الأمريكي والإسرائيلي، فمضيق هرمز سيغلق ومعه مضيق باب المندب، والعالم برمته سيتضرر من ذلك، وهي ممرات مائية يدرك العالم خطورة اغلاقها، غير أن هذا التوتر سببه أمريكا وكيان العدو.

إذا لم يتحرك العالم بسرعة، ولا سيما المنطقة العربية والإسلامية، فإن العربدة الأمريكية الإسرائيلية ستتواصلن ولن يسلم أي بلد من تداعياتها، وإذا كان الدور اليوم على ايران، فإن دولاً أخرى سيأتيها العقاب، إذا ظل الصمت والسكوت سيد الموقف.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • برلماني :تدخل أمريكا ضد إيران لصالح إسرائيل خرقًا سافرًا لميثاق الأمم المتحدة
  • ودخلت أمريكا الحرب.. ماذا بعد؟
  • إسرائيل أول الخاسرين.. المخاطر العشرة للضربة الأمريكية لمفاعلات إيران
  • مصطفى بكري: ليس هناك خطوط حمراء أمام إيران بعد الهجمات الأمريكية.. والحرب الآن وجودية
  • أمريكا تلعب بالنار
  • دبلوماسي سابق: أمريكا لن تتورط بحرب مباشرة ضد إيران وترمب متردد بقراراته  
  • رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق: أمريكا ستغرق إذا ضربت إيران
  • نيويورك تايمز تحذر من اندفاع أمريكا غير المدروس نحو حرب مع إيران