السر في الحديد.. طريقة ذكية لإزالة مواد كيميائية ضارة من الماء
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
تعرف "المواد الكيميائية الدائمة" بأنها مركبات صناعية شائعة الاستخدام في العديد من التطبيقات التجارية مثل تصنيع منتجات مقاومة للبقع والحرائق والشحوم والتربة والماء.
وقد استُخدمت في أواني الطهي غير اللاصقة والسجاد والبسط والأثاث المنجد وتغليف المواد الغذائية ورغاوي مكافحة الحرائق المستخدمة في المطارات والقواعد العسكرية.
وتعد هذه المواد جزءا من فئة كبرى من المواد الكيميائية الدائمة (مواد البيرفلوروكتان والبولي فلورو ألكيل)، وقد ارتبط كلا النوعين بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض الكبد وخلل في الجهاز المناعي ومشاكل في النمو والسرطان.
ولمواجهة أخطار المواد الكيميائية الدائمة وتأثيراتها على مصادر مياه الشرب، يسعى العلماء إلى البحث عن المواد والأساليب التي تمكنهم من التخلص منها، حيث تستخدم معظم فلاتر المياه الكربون المنشط، وهو فحم مسامي لديه قدرة كيميائية على التقاط المواد والغازات الضارة أو غير المرغوب فيها، ومنها إزالة المواد الكيميائية الدائمة والملوثات الأخرى.
لكن الباحثين في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية وجدوا أن مسحوق الحديد يمكن أن يكون بديلا غير مكلف للكربون وأكثر فعالية بـ26 مرة، بحسب دراسة صدرت في دورية "ينفيرومينتل ساينس آند تكنولوجي".
وفي الدراسة الجديدة، أوضح العلماء أن مسحوق الحديد، الذي يُسمى علميًا "الحديد المجهري صفر التكافؤ"، يُستخدم أيضا لإزالة الملوثات من النفايات السائلة.
ويقول منغ جي، طالب الدكتوراه في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة وأحد المشاركين في الدراسة، في تصريح للجزيرة نت "يُستخدم مسحوق الحديد بشكل شائع في معالجة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي نظرًا لرخص سعره، فهو أرخص من الكربون المنشط، ونحن في دراستنا استخدمنا الحديد صفر التكافؤ، وهو حديد معدني على شكل مسحوق ناعم".
ويوضح منج جي أن هذا النوع من الحديد قادر على إزالة المواد الكيميائية الدائمة من الماء بشكل أساسي من خلال امتصاص الغلاف الخارجي بدلاً من التحلل الكيميائي، وتتم العملية بطريقتين رئيسيتين، الأولى عن طريق التفاعلات الكارهة للماء، حيث تنجذب جزيئات المواد الكيميائية الدائمة، التي تحتوي على عدة روابط الكربون والفلور وهي كارهة للماء، إلى سطح الحديد.
إعلانأما الطريقة الثانية فعن طريق التفاعلات الكهروستاتيكية، حيث يحمل سطح الحديد شحنات موجبة عندما يكون الرقم الهيدروجيني للماء أقل من 7، مما يجذب جزيئات المواد الكيميائية الدائمة ذات الشحنة السالبة، الأمر الذي يُعزز الامتصاص.
وبحسب تصريحاته الخاصة للجزيرة نت، يقول منغ جي "المواد الكيميائية الدائمة هي مجموعة كبيرة من المركبات الاصطناعية التي تتميز بروابط كربون-فلور قوية، مما يجعلها شديدة المقاومة للتحلل في البيئة".
ويضيف "منذ خمسينيات القرن الماضي، استُخدمت هذه المواد على نطاق واسع في مختلف التطبيقات الصناعية والمنتجات الاستهلاكية نظرًا لمتانتها وخصائصها الطاردة للماء والزيت"، ويضيف "هذه المواد عرفت باسم المواد الكيميائية الدائمة لأنها لا تتحلل بفضل روابط الكربون والفلور القوية، مما يسهل على هذه المواد الكيميائية البقاء في البيئة وتلويث مياه الشرب، وبسبب عدم قدرتها على التحلل يمكن أن تتراكم في أجسامنا وفي البيئة، مما يؤدي إلى كثير من الأضرار والأخطار على الإنسان".
ويوضح منغ جي، في تصريحاته الخاصة للجزيرة نت، أن تلوث المياه بالمواد الكيميائية الدائمة بشكل رئيسي يتم من خلال التسرب أو الجريان السطحي أو الترسيب للتصريفات الصناعية، ومخلفات مكبات النفايات، ومياه الصرف الصحي، وجريان رغوة إطفاء الحرائق، وتحلل المنتجات التي تحتوي على المواد الكيميائية الدائمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذه المواد
إقرأ أيضاً:
حملة واسعة لإزالة العشوائيات والاختناقات المرورية في أمانة العاصمة
يمانيون |
في خطوة ميدانية واسعة النطاق تستهدف تحسين مظهر العاصمة وتخفيف الازدحام المروري، دشّنت أمانة العاصمة اليوم حملة ميدانية مشتركة لإزالة البسطات والمظاهر العشوائية ومسبّبات الاختناق المروري في عدد من شوارع صنعاء، وفي مقدمتها منطقة باب اليمن وامتداد شارع خولان.
وخلال تدشين الحملة، أكد أمين العاصمة الدكتور حمود عباد، أن هذه الجهود تأتي ضمن مصفوفة الإجراءات المرورية الشاملة، وتهدف إلى إعادة الانسيابية لحركة السير وتحسين البيئة الحضرية في شوارع العاصمة، بما ينعكس إيجاباً على مستوى النظافة والأشغال والخدمات المقدّمة للمواطنين.
وأشاد الدكتور عباد بمستوى التنسيق والتفاعل بين الجهات المنفذة للحملة، والتي تشمل شرطة المرور، ومكتب الأشغال، وصندوق النظافة، ومشروع النظافة، وبمشاركة قيادات المديريات والمكاتب المعنية، مؤكداً أهمية تضافر الجهود لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وتعزيز الوعي المجتمعي بقيمة النظام الحضري.
وشملت الحملة التي انطلقت من أمام مستشفى الثورة ومدرسة الشعب في منطقة باب اليمن، إزالة البسطات العشوائية، ورفع السيارات المتهالكة، وفتح الطرق المغلقة، ضمن خطة تشمل الشوارع الرئيسية بأمانة العاصمة كمرحلة أولى.
من جهته، أوضح مدير شرطة المرور اللواء الدكتور بكيل البراشي أن الحملة تستهدف ضبط الاختناقات المرورية وتنظيم الشوارع، مشدداً على أهمية التعامل الحضاري مع المواطنين أثناء تنفيذ الإجراءات، بالتوازي مع نقل المخالفات إلى أماكن مخصصة تم تحديدها مسبقاً.
كما أكد مدير مكتب الأشغال بالأمانة المهندس عبد السلام الجرادي أن الحملة يشارك فيها 154 كادراً فنياً وإدارياً، إلى جانب تسخير آليات متعددة بينها سبعة قلابات وأربع سيارات ميدانية، وذلك لتنفيذ عمليات الإزالة والنقل بما يحقق التوازن بين تحسين المشهد الحضري والحفاظ على مصادر رزق الباعة المتجولين.
وأشاد المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين محمد شرف الدين، بروح التعاون بين الجهات المختلفة، داعياً المواطنين إلى التفاعل الإيجابي مع الحملة حفاظاً على النظافة العامة والمظهر الجمالي للعاصمة.
وتستمر الحملة لمدة شهر كامل، وسط تأكيد من الجهات المنفذة على التزامها بمراقبة دائمة تضمن عدم عودة العشوائيات إلى المناطق التي تمت معالجتها، في مسعى لتكريس بيئة حضرية منظمة ومستدامة في قلب العاصمة التاريخية.