لجريدة عمان:
2025-08-09@13:31:00 GMT

الحرب وهواجسها

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

يطول أمد الحرب بين إيران وإسرائيل مما يشير إلى أنها ليست مجرد ضربة ثم رد فعل انتقامية كسابقتها بل هي ضربات متبادلة بين الطرفين؛ اغتيال قيادات وعلماء، واستهداف مواقع محددة، ثم تدّخل أمريكا غير المستغرب فعليا لضرب مواقع نووية إيرانية بعد دعمها المقنع لإسرائيل منذ بداية الهجمات، وضمن فضاء الهجمات المتبادلة بين أطراف الحرب يعيش الخليج العربي بمواطنيه ومقيميه قلق التصعيد وآثار الحرب، ما بين جوار إيران الجغرافي -وما يمكن أن ينتج عن هذا الجوار من آثار مترتبة عن الحرب- وبين تحالفاتها الاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث المصالح الأمريكية الموزعة في المنطقة والتي قد تدفع إيران لاستهدافها أو تدفع أمريكا لحمايتها، وفي كل الأحوال لا يمكن تجاوز الأمر وتحييده وكأنه شأن الآخر البعيد.

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الأحد تنفيذ القوات الأمريكية هجوما جويا ناجحا على 3 منشآت نووية في إيران، متضمنا فوردو ونطنز وأصفهان، بعد ساعات من إقلاع عدة قاذفات «بي-2» تابعة لسلاح الجو الأمريكي من قاعدة في الولايات المتحدة عبرت المحيط الهادي، في خطاب تلفزيوني وجّهه إلى الأمة من البيت الأبيض، وبعد ما يزيد قليلاً على ساعتين من إعلانه قصف المواقع النووية في إيران، وصف الرئيس الأمريكي العملية بأنها «نجاح مذهل» معربا عن أمله بفتح خطوته الباب أمام «سلامٍ طويل الأمد» «لا يوجد جيش آخر في العالم قادر على فعل هذا، الآن هو وقت السلام»! حيث لن تملك إيران بعد الآن إمكانية التحول إلى قوة نووية، كما أنه يستبعد إمكانية حصوله على نوبل للسلام مهما فعل من إنجازات تؤهله «في نظره» لذلك، وكان قد بدأ منشوره بالإشارة إلى أنه «سعيد للغاية» بالإعلان عن ترتيبه، بالتعاون مع وزير خارجيته ماركو روبيو، معاهدة «رائعة» بين الكونغو ورواندا، بشأن حربهما، كما نجد في قوله «لن أحصل على جائزة نوبل للسلام عن ذلك، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام لوقف الحرب بين الهند وباكستان، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام لوقف الحرب بين صربيا وكوسوفو»! أما إيران؛ كردة فعل على قصف مواقعها أعلنت أن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على منشآتها النووية يُعدّ «عملا وحشيا ومخالفا للقانون الدولي»، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة الهجوم الأمريكي، كما أعلنت إيران أن موقعها النووي المحصن في فوردو لم يلحق به سوى أضرار طفيفة، في انتظار تمحيص الروايتين الأمريكية والإيرانية، وفي سياق تخوف الجميع في المنطقة من أضرار التلوث الإشعاعي ومخاطره قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الضربات العسكرية الأخيرة على مجمع إيران النووي في أصفهان، طالت ستة مبان، بالإضافة إلى أربعة كانت قد تضرّرت من قبل، وأضافت في بيان لها أن «المنشآت التي استُهدفت اليوم لم تكن تحتوي على مواد نووية، أو ربما كانت تحتوي على كميات ضئيلة من اليورانيوم الطبيعي أو منخفض التخصيب، ما يعني أن أيّ تلوّث إشعاعي سيكون محدوداً من المباني التي طالها الضرر أو الدمار «ولعل من البديهي اليوم التساؤل مع كل هذه التوترات في المنطقة عن مركز رصد وقراءة مستويات الإشعاع في الأجواء والمياه العمانية.

ختاما: لا يمكن التنبؤ بما تخبئه الحرب، وما يخطط له أطرافها، كما لا يمكن التنبؤ بردود الفعل العالمية إزاء حروب الشرق الأوسط بعيدا عن مجرد الشجب والتنديد والإعراب عن القلق هنا وهناك، فهل من شراكات مقنعة لأطراف في الحرب، وهل من شراكات قادمة معلنة لأطراف آخرين، مؤسف أن تفقد كل الجهود الدبلوماسية في المفاوضات الدولية جدواها، محزن أن تؤول الأوضاع إلى ما صارت إليه اليوم، ولا يمكن التكهن بالقادم من مفاجآت، ومدى إمكانية وجدوى بناء جسور وقنوات مفاوضات دبلوماسية جديدة تتحرى سلام المنطقة وأمان شعوبها.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نوبل للسلام لا یمکن

إقرأ أيضاً:

قمة تاريخية بواشنطن | ترامب يجمع زعيمي أرمينيا وأذربيجان لإنهاء نزاع طويل

في خطوة وصفت بأنها فصل جديد في تاريخ منطقة القوقاز، استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض قمة غير مسبوقة جمعت بين رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وذلك على طاولة واحدة في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وخلال هذه القمة التي عكست دورا أمريكيا متزايدا في الوساطة الدولية، أعلن ترامب أن الطرفين، أرمينيا وأذربيجان، تعهدا بوضع حد "نهائي" للنزاع المزمن الذي طال أمده بين البلدين، والذي يعود إلى ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وقال الرئيس الأمريكي، موجها حديثه إلى الزعيمين: "تلتزم أرمينيا وأذربيجان بوقف دائم للقتال، وبالعمل المشترك في المجالات التجارية، وفتح آفاق السفر بين البلدين، وإقامة علاقات دبلوماسية قائمة على الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي".

وفي حديث بدا فيه واثقا من قدرته على الحفاظ على التوافق، أضاف ترامب ممازحا: "ستكون العلاقة بينكما جيدة جدا.. وإذا لم تكن كذلك، اتصلا بي وسأتولى إصلاح الأمور بنفسي".

ترشيح ترامب لنوبل للسلام

من جهته، اعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف هذا اليوم "تاريخيا"، واقترح ترشيحا مشتركا مع أرمينيا للرئيس الأمريكي لنيل جائزة نوبل للسلام، قائلا: "إذا لم يكن الرئيس ترامب هو الأحق بها، فمن يكون؟".

وشكر علييف ترامب أيضا على قراره، المعلن خلال نفس اليوم، القاضي برفع القيود المفروضة منذ سنوات على التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وأذربيجان.

أما رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، فقد أيد المقترح بشدة، مؤكدا: "أعتقد أن الرئيس ترامب يستحق نوبل للسلام، وسندافع عن هذا الترشيح وسنعمل على الترويج له".

ورحبت تركيا بدورها بالتقدم المحرز، وجاء في بيان صادر عن وزارة خارجيتها: "نرحب بالتطورات الإيجابية والخطوة المهمة نحو تحقيق سلام دائم بين أرمينيا وأذربيجان".

إعلان مشترك و"مسار ترامب للسلام"

وتوج اللقاء بتوقيع وثيقة حملت اسم "إعلان مشترك"، وقعها علييف وباشينيان تحت أنظار ترامب الذي بدا عليه الرضا، وتصافح الزعيمان كإشارة رمزية لإنهاء عقود من الصراع.

وقال علييف تعليقا على الحدث: "نؤسس اليوم لسلام دائم في منطقة القوقاز"، بينما وصف باشينيان الاتفاق بأنه "يمهد الطريق لإنهاء صراع استمر لعقود".

وتضمن "الإعلان المشترك" بندا رئيسيا يقضي بإنشاء "منطقة عبور" تمر عبر الأراضي الأرمينية وتربط أذربيجان بجيب ناخيتشيفان الأذربيجاني المنعزل غربا. هذا الممر، الذي كانت باكو تطالب به منذ وقت طويل، سيطلق عليه اسم "مسار ترامب للسلام والازدهار الدوليين"، ويعرف اختصارا بـ"TRIPP" (تريب).

وأوضح البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستحصل على حقوق تطوير هذا المسار، ما سيمكّن واشنطن من الوصول إلى الموارد الغنية بالنفط في المنطقة، ويعزز نفوذها الاقتصادي والسياسي هناك.

ورغم ما بدا أنه انتصار دبلوماسي، إلا أن هناك تساؤلات حول ما ستجنيه أرمينيا من هذا الاتفاق. مسؤول أمريكي كبير، رفض الكشف عن اسمه، أجاب باختصار: "ستكسب أرمينيا أهم وأقوى شريك في العالم: الولايات المتحدة"، دون أن يفصح عن تفاصيل تتعلق بمصير إقليم ناغورني قره باغ، الذي ما زال ملفا شديد الحساسية.

وأضاف المسؤول: "الخاسرون الحقيقيون في هذا الاتفاق هم الصين وروسيا وإيران".

عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: ترامب لايثق في نوايا حماس لإطلاق سراح الرهائننائب ترامب: لا نية لدى واشنطن للاعتراف بالدولة الفلسطينية حالياً العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان 

والجدير بالذكر، أن شهدت العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان توترات حادة وحربين دمويتين من أجل السيطرة على إقليم ناغورني قره باغ، وهو إقليم أذربيجاني تقطنه غالبية من الأرمن.

والحرب الأولى اندلعت عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، وأسفرت عن انتصار أرمينيا، بينما الحرب الثانية اندلعت عام 2020، وانتهت بانتصار أذربيجان.

وفي سبتمبر 2023، شنت باكو هجوما خاطفا استمر 24 ساعة، سيطرت خلاله على الإقليم بالكامل، مما أدى إلى نزوح أكثر من 100 ألف أرميني.

وفي مارس الماضي، اتفقت باكو ويريفان على نص مشروع اتفاق سلام شامل، غير أن أذربيجان لاحقا قدمت مجموعة من الطلبات الجديدة، أبرزها تعديل دستور أرمينيا لحذف أي إشارة لمطالبة بمنطقة ناغورني قره باغ.

وقد أعلن رئيس الوزراء باشينيان استعداده لتنفيذ هذه المطالب، مؤكدا عزمه على إجراء استفتاء دستوري عام 2027. 

ورغم ذلك، ما تزال صدمة فقدان ناغورني قره باغ – المعروفة بالأرمنية باسم "أرتساخ" – تمثل جرحا عميقا يقسم الداخل الأرميني.

والجدير بالذكر، أن باب الترشح لـ جائزة نوبل للسلام لعام 2025 قد أغلق في 31 يناير، فيما لم تعلن الأسماء بعد.

وكانت دول مثل إسرائيل، باكستان، وكمبوديا قد أعلنت مؤخرا ترشيحها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل الجائزة، في ضوء وساطاته الدولية.

 

ترامب: نقترب بشدة من وقف الحرب في أوكرانياترامب يعلن عن اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان وانتهاء الخلاف للأبد طباعة شارك ترامب الاحتلال أرمينيا الرئيس الأمريكي

مقالات مشابهة

  • إيران:حشدنا الشعبي أصبح أكثر قوة وتماسكا مع باقي فصائل المقاومة في المنطقة
  • قمة تاريخية بواشنطن | ترامب يجمع زعيمي أرمينيا وأذربيجان لإنهاء نزاع طويل
  • أذربيجان وأرمينيا تقترحان ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام
  • السفياني: ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام يمس بمصداقية الجائزة ويدعم جرائم الاحتلال (فيديو)
  • أرمينيا وأذربيجان ترشحان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام
  • ساندرز يفضح الدعم الأمريكي لإسرائيل: أموالنا تستخدم لقـ تل الأطفال ونشر المجاعة
  • تايمز: هكذا يسعى ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام
  • لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام
  • منظمة المساعدات الشعبية النرويجية NPA تواصل إزالة مخلفات الحرب من المنطقة الصناعية في القصير بريف حمص
  • وزير الدفاع يبحث جهود تحقيق الأمن والاستقرار مع نظيره الأمريكي