في غرفة العناية المركزة بمستشفى غزة المعمداني، يرقد الرضيع هاني زيارة، ذو الأربعة أشهر، على سرير صغير لا يليق بحجم الألم الذي يحمله جسده الغض، بعد أن فقد قدمه في قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي دمّر منزل عائلته بمدينة غزة، وتركه مصاباً بجروح بالغة في أنحاء جسده.

ضحكات هاني التي كانت تملأ المكان قبل القصف، تحولت إلى أنين صامت، لا تكاد تسمعه سوى والدته، التي تجلس إلى جواره تغالب دموعها، وتحاول أن تُلملم ما تبقى من حكاية ابنها الذي لم يُمهله الاحتلال حتى يتعلم المشي، فقطع ساقه قبل أن يخطو خطوته الأولى.



????"هاني" رضيع غزة.. غارة إسرائيلية تخمد ضحكته وتبتر قدمه⤵️

????️والدة الرضيع "هاني" للأناضول:

— القذيفة الإسرائيلية أصابته وبترت قدمه، وكل من في المنزل أُصيب

— أناشد العالم ومنظمة الصحة إخراجه من غزة للعلاج.. أخشى أن أفقدهhttps://t.co/FgWSPPdJ2Z pic.twitter.com/75KORieBzs — Anadolu العربية (@aa_arabic) June 28, 2025
"صاروخ سرق ضحكته"
تروي الأم تفاصيل اللحظة التي غيّرت حياة هاني للأبد، فتقول: "كان الانفجار قوياً، اختلط الركام بالغبار، ولم نعد نعرف من نادى على من". 

ثم تضيف بحسرة: "بحثت عن هاني بين الحجارة، حتى عثرت عليه بقدم مبتورة ووجه مغطى بالدم، لم أصدق أنه ما زال حياً".

ومع هاني، أُصيب جميع من في المنزل خلال القصف، لكن حالته كانت الأشد، إذ لم ينجُ جزء في جسده من الإصابة. 

تقول والدته: "هاني يعاني من تهتك في المثانة والشرج، وجروح عميقة في الأمعاء، إلى جانب شظايا منتشرة في كل أنحاء جسده"، مشيرة إلى أنه خضع لعدة عمليات، لكنه لا يزال بحاجة لتدخلات جراحية إضافية عاجلة.

فيديو غير عادي إطلاقا..

الرضيع هاني زيارة "٤ شهور"، والذي بترت قدمه بعد قصف الاحتلال منزلاً في حي التفاح بمدينة غزة. pic.twitter.com/QlWKd1IfjD — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 27, 2025
منع السفر يعمق المأساة
طالبت الأم وناشدت العالم ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة نقل هاني إلى الخارج، لتلقي العلاج في ظروف طبية لائقة، بعد الانهيار الكامل الذي ضرب المنظومة الصحية في غزة. 

وتقول: "لم يعد لدينا دواء ولا مستلزمات طبية، لم يبقَ سوى الألم... إنقاذ هاني ممكن فقط إذا خرج من هنا".

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى وجود ما بين 12 إلى 14 ألف حالة في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل، من بينهم أكثر من 4 آلاف و500 طفل، بحسب بيان نُشر في 25 فبراير/ شباط الماضي. لكن مع استمرار إغلاق معبر رفح منذ أيار/ مايو 2024، واقتصار المغادرة على حالات نادرة بتنسيق دولي عبر "كرم أبو سالم"، بات الأمل في العلاج خارج القطاع أشبه بالمستحيل.


ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، استهداف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر المنشآت الصحية، وأخرج أكثر من 80% من المستشفيات عن الخدمة، بحسب بيانات وزارة الصحة، ما جعل الوصول إلى أبسط أشكال الرعاية الصحية أمراً بالغ التعقيد، لا سيما للجرحى من الأطفال.

وتصاعدت نداءات الاستغاثة الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية والطبية في القطاع، ووصفت وزارة الصحة بغزة الوضع مؤخراً بأنه "كارثي"، وسط تفشي الأمراض، ونقص حاد في الأدوية، وانعدام أي مقومات للرعاية الحرجة.

والرضيع هاني ليس سوى نموذج من بين آلاف الأطفال الذين تعرضوا لإصابات مروعة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة. 

كما يُقدّر عدد المفقودين بأكثر من 11 ألفاً، مع نزوح ما يزيد عن 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة يقطنون غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة الرضيع الفلسطيني الأطفال فلسطين غزة أطفال رضيع بتر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

16 شهيدا بغزة وهجوم إسرائيلي كثيف على حي الزيتون

أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 16 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم الخميس، من بينهم 5 من منتظري المساعدات.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة وفاة 8 أشخاص، بينهم 3 أطفال، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع بذلك عدد الشهداء نتيجة المجاعة إلى 235، منهم 106 أطفال.

ومن بين الشهداء 8 فلسطينيين سقطوا في غارة إسرائيلية فجر اليوم على منزل مأهول بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

وأفاد مصدر في المستشفى المعمداني بسقوط شهيدين في قصف إسرائيلي على حي التفاح (شرقي مدينة غزة)، كما استشهد آخران بقصف نفذته طائرة مسيرة في حي التفاح، وصلا مستشفى المعمداني.

وشنت مروحية إسرائيلية غارة استهدفت شقة في بناية سكنية بمحيط مفترق السامر في مدينة غزة، مما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى، بحسب مصدر طبي.

وفي الأثناء، نقلت الأناضول عن مصادر محلية وشهود عيان قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات نسف منازل وبنايات سكنية في حي الزيتون (جنوب شرق مدينة غزة)، تزامنا مع إطلاق قذائف مدفعية في عدة أنحاء بالمنطقة.

وفي مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة)، أفاد مصدر طبي بوصول شهيد على الأقل وعدد من المصابين جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار تجاه منتظري المساعدات في منطقة هابي سيتي قرب محور موراغ (جنوب شرق المدينة).

هجوم مكثف على حي الزيتون

هذا، وقد شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -فجر اليوم الخميس- غارات بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل على حي الزيتون (جنوب شرقي مدينة غزة) حيث دمر جيش الاحتلال 300 منزل خلال 3 أيام، وذلك عقب التصديق على خطة احتلال قطاع غزة بالكامل.

وتلاصق المناطق الجنوبية لحي الزيتون في وادي غزة -الذي يطلق عليه جيش الاحتلال محور نتساريم– وهذه المنطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، ويُمنع الفلسطينيون من الاستقرار فيها أو التوجه إليه، إلا في نطاق الحصول على المساعدات الأميركية المزعومة.

إعلان

وفي وقت سابق أمس، صدّق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير على الفكرة المركزية لخطة إعادة احتلال قطاع غزة -بما في ذلك مهاجمة منطقة حي الزيتون- التي أشار الجيش في بيان له إلى أنها بدأت الثلاثاء.

وفي هذا السياق، قال متحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني بغزة محمود بصل -في حديث لوكالة الأناضول- إن الجيش الإسرائيلي ينفذ منذ عدة أيام عملية عسكرية مركّزة في حي الزيتون، تخللتها أعمال قصف ونسف مركزة للمنازل.

وتابع المتحدث الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 300 منزل في الحي، حيث ارتكب مجازر بحق عدد من العائلات الفلسطينية، بعدما نسف البيوت على رؤوس أهلها.

وأوضح أن جيش الاحتلال ينفذ أعمال النسف باستخدام قنابل شديدة الانفجار تتسبب في تدمير محيط المنزل المستهدف بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر.

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني أن الجيش الإسرائيلي شرع -خلال تلك الفترة القصيرة- في استهداف مكثف للمباني السكنية المأهولة، التي يتجاوز ارتفاعها 5 طوابق، مما بث حالة من الرعب في نفوس قاطنيها وأجبر بعضهم على النزوح.

ويأتي العدوان الحالي المكثف على حي الزيتون بعد أن أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر (الكابينت) يوم الجمعة خطة طرحها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية- لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، مما أثار احتجاجات إسرائيلية اعتبر منظموها أن شن هذه العملية يعدّ بمثابة حكم بالإعدام على الأسرى.

وتبدأ هذه الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير المواطنين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.

وتلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي المقابل، يطرح زامير خطة تطويق تشمل محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة حماس لإجبارها على إطلاق الأسرى، دون الانجرار نحو أفخاخ إستراتيجية.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا وأكثر من 700 شهيد، و154 ألفا و525 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 235 شخصا، بينهم 106 أطفال.

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف مطار اللد بصاروخ باليستي فرط صوتي
  • 16 شهيدا بغزة وهجوم إسرائيلي كثيف على حي الزيتون
  • أنس الشريف.. الصوت الذي أزعج الاحتلال
  • أزمة دوناروما تتصاعد مع سان جيرمان ووكيله يهدد باللجوء للقضاء
  • محمد قريقع مراسل الجزيرة الذي اغتاله الاحتلال
  • الخاتم الماسي يسرق الأضواء.. والمجوهرات الفخمة لا تغيب أبدا عن إطلالات جورجينا رودريغز
  • استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي على غزة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: نشكر مصر والرئيس السيسي الذي أفسد مخطط الاحتلال في تهجير غزة
  • شاهد..حالة “عمي موسى” المواطن الذي تعرض للسرقة و الضرب بعين فكرون
  • 32 شهيدًا ومصابون في قصف إسرائيلي متواصل على غزة