إسرائيل تعيد تفعيل خطة سموتريتش الاستيطانية
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
أثار منح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الضوء الأخضر لتنفيذ خطة "إي 1" الاستيطانية في الضفة الغربية، تساؤلات عديدة حول الخطوة التي تهدف لعزل مدينة القدس وفصل شمال الضفة عن جنوبها.
وزعم سموتريتش أن المخطط يحظى بدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– والإدارة الأميركية، وأنه سيقضي على فكرة الدولة الفلسطينية ويستبق أي خطوة للاعتراف بها من الزعماء المنافقين في أوروبا، حسب تعبيره.
وفي مواجهة هذه التطورات، كشف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي خلال حلقة 2025/8/14 من برنامج "ما وراء الخبر" عن "الأبعاد الكارثية" للمخطط الإسرائيلي.
ووفقا لتحليل البرغوثي، فإن مشروع سموتريتش لا يعني فقط تقسيم الضفة الغربية إلى جزأين منفصلين وعزل القدس، بل دفن فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ودفن فكرة الحل الوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كما أن المخطط يعني "دفن" اتفاق أوسلو بالكامل، ودفن كل المراهنات على مفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية.
وتتضمن الخطة بناء حوالي 3500 وحدة سكنية في مستوطنة معاليه أدوميم، في مشروع اضطرت إسرائيل لتأجيله لسنوات وسط معارضة دولية.
وجاء الإعلان بالتوازي مع تصريحات نتنياهو حول تأييده رؤية "إسرائيل الكبرى" وحملة عسكرية مستمرة في الضفة الغربية قتلت أكثر من ألف فلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مهادنة أميركيةوفي السياق نفسه، رفض البرغوثي التفسيرات الأميركية المهادنة، مشيرا إلى تناقض الإدارة الأميركية عندما تدعي إمكانية الموافقة على حل الدولتين شريطة اتفاق الطرفين، بينما إسرائيل تعلن رفضها القاطع لقيام دولة فلسطينية.
وبنبرة أخرى، رسم البرغوثي صورة قاتمة للواقع الحالي، مؤكدا أن ما يراه على أرض الواقع هو تنفيذ خطة سموتريتش، موضحا أنه لا يرى فرقا بين نتنياهو وسموتريتش.
إعلانوحذّر من أن هذه الحكومة "الفاشية" لم يشهد التاريخ مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية إلا حكومة هتلر النازية في ألمانيا، داعيا إلى فرض عقوبات على إسرائيل فورا وليس فقط على سموتريتش.
وفي المقابل، طرح المحلل الإستراتيجي بالحزب الجمهوري أدولفو فرانكو رواية مختلفة تماما حول الموقف الأميركي من الخطة.
ووفقا لمنظور فرانكو، فإن الرئيس دونالد ترامب لم يصدّق على هذه الخطة ولم يدعمها، ولا يبدو أن سموتريتش تحدث مع أي جهة مسؤولة في الإدارة الأميركية اتخذت قرارا نيابة عن الرئيس.
وبحسب مصادر البيت الأبيض التي نقل عنها فرانكو، فإن عدم دعم الرئيس الأميركي لهذه الخطة واضح، واصفا إياها بالرأي المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح فرانكو أن الولايات المتحدة لا تعارض حل الدولتين مطلقا، لكنها تعارض الاعتراف الآني بدولة فلسطين لاعتبارها أن المفاوضات ضرورية.
ومن منظور أوروبي مختلف، صنف المستشار السابق في دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي جيمس موراند، سموتريتش بأنه ينتمي لأقصى اليمين المتطرف في إسرائيل ولديه أفكار خطيرة تستدعي ردا حازما من الجانب الأوروبي.
ويرى موراند أن الحل الأوروبي يكمن في العودة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ستعترف فرنسا والمملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين كرد مباشر على سموتريتش.
وفي إطار الدعوة للعمل، يلفت موراند إلى ضرورة التحرك الأوروبي العملي، مؤكداً أن الأوروبيين بحاجة للتصرف ومنع التعامل التجاري مع المستوطنين.
واعتبر موراند أن تنامي الرأي العام الأوروبي المناهض لهذه الممارسات له تأثير متزايد على القادة الأوروبيين، معتبرا أن الوقت قد حان لتجاوز مرحلة الإدانات الفارغة إلى الإجراءات العملية الملموسة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سموتريتش يطلق مشروعا استيطانيا ويصرح: الضفة جزء من إسرائيل بوعد إلهي
أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، انطلاق برنامج استيطاني لربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بمدينة القدس المحتلة، بعد أكثر من 20 عاما من التأجيل، مؤكدا أن الخطة تحظى بدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال سموتريتش في مؤتمر صحفي إن "الدولة الفلسطينية تشكّل خطرا على إسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم"، مضيفًا أن "الضفة الغربية جزء من إسرائيل بوعد إلهي".
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ستصادر آلاف الدونمات وتستثمر المليارات بهدف إدخال مليون مستوطن إلى الضفة الغربية.
من جانبه، صرّح رئيس مجلس مستوطنة "معاليه أدوميم" أن مشروع التوسعة الجديد "سيقضي على حلم الدولة الفلسطينية"، مشددًا على ضرورة "عدم الخضوع للانتقادات الدولية"، معتبرا أن "تغيير الواقع على الأرض هو الضمان الحقيقي لأمن إسرائيل"، وأنهم "لن يتراجعوا حتى إحلال السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية".