يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، في قمة مرتقبة بولاية ألاسكا الأمريكية، يُتوقع أن تشكل محطة فارقة في مسار الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل مخاوف أوروبية من تجاوز كييف في أي تسوية سياسية.

وتعد هذه الزيارة الأولى لبوتين إلى دولة غربية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، كما أنها أول لقاء مباشر بينه وبين ترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري.

 

وسيجتمع الزعيمان عند الساعة 11:30 صباحًا في قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون" الجوية، التي لعبت دورًا محوريًا في مراقبة روسيا خلال حقبة الحرب الباردة.

BREAKING: Donald Trump lands in Alaska, all dressed and ready to negotiate with Vladimir Putin. pic.twitter.com/dnvBa6LI8S — PaulleyTicks (@PaulleyTicks) August 15, 2025
أكد الكرملين أن القمة ستشهد محادثات ثنائية مغلقة، ما أثار قلق العواصم الأوروبية من أن يحاول بوتين دفع ترامب نحو اتفاق أحادي يفرض شروطه على أوكرانيا. 

ومن المقرر أن يعقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا عقب المحادثات.

قال ترامب، عشية القمة، إنه لن يكون "لقمة سائغة" لبوتين، مضيفًا: "سأعرف خلال الدقائق الأولى إن كان الاجتماع جيدًا أو سيئًا. إذا كان سيئًا سينتهي سريعًا، وإذا كان جيدًا فقد نصل إلى سلام قريب". 

وأوضح أنه لن يوقع أي اتفاق نهائي بشأن أوكرانيا دون إشراك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة ثلاثية لاحقة.

في المقابل، رحّب بوتين بالجهود الأمريكية لإنهاء النزاع، مشيرًا إلى إمكانية بحث اتفاق لضبط انتشار الأسلحة النووية. 


أما زيلينسكي، الذي لم يُدعَ إلى القمة، فوصفها بأنها "مكافأة" لبوتين، مؤكداً رفضه التنازل عن أي أراضٍ لصالح روسيا.

وعلى الصعيد الميداني، تواصل القوات الروسية تحقيق تقدم في جبهات عدة، حيث أمرت السلطات الأوكرانية بإجلاء سكان خمس بلدات في دونباس عقب اختراق روسي بعمق 10 كيلومترات، وهو أكبر تقدم من نوعه منذ أكثر من عام، وفق معهد دراسات الحرب الأمريكي.

رغم تعدد المبادرات الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب، بما في ذلك جولات تفاوضية في إسطنبول، فإن جميعها فشل في إحراز تقدم ملموس، باستثناء اتفاقات تبادل الأسرى، وكان أحدثها تبادل 84 أسيرًا من كل طرف بوساطة إماراتية.

ويحمل مكان انعقاد القمة رمزية خاصة، إذ تقع القاعدة العسكرية المضيفة بالقرب من مدينة أنكوريج، وكانت مركزًا حيويًا للعمليات الأمريكية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، ثم في مراقبة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. 

غير أن اختيار ألاسكا كموقع للقمة أثار جدلاً بين سكانها؛ إذ يرى بعضهم أن استقبال "مجرم حرب" أمر غير مقبول، فيما يعتبر آخرون أن ترامب قد يكون "أفضل مفاوض للسلام العالمي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب بوتين ألاسكا زيلينسكي بوتين اوكرانيا ترامب ألاسكا زيلينسكي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان: بوتين يتلاعب بالمبعوثيْن الأميركيين كما لو كان عازف ناي ماهرا

وجّه الصحفي والكاتب الأميركي البارز توماس فريدمان انتقادات لاذعة إلى نهج الرئيس دونالد ترامب ومبعوثيْه إلى روسيا، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في طريقة التعامل مع الحرب الأوكرانية.

وأكد -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز– أن المشكلة لا تكمن في نياتهما، بل في جهلهما بطبيعة الصراع، إذ يتعاملان معه كما لو كان صفقة عقارية كبرى، مما يجعلهما -برأيه- "مغفّليْن نافعين" يستغلهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة إلى المصطلح الذي كان الشيوعيون الروس يطلقونه على الأجانب الذين يُستغلون لخدمة إستراتيجيات أعدائهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: مقتل أبو شباب ضربة لإسرائيل ونهايته بهذا الشكل كانت حتميةlist 2 of 2صحف عالمية: تزايد المخاوف في غزة من تهجير قسري تريده إسرائيلend of listالنفوذ الضائع

ويرى الكاتب الأميركي أن بوتين لا يتصرف كسمسار عقارات، بل كقائد قومي توسعي على غرار الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر في بولندا، وأن هدفه من غزو أوكرانيا ليس التنمية أو الربح بل تحقيق وهم تاريخي.

ويقول إن هذا السياق يجعل وجود مفاوضين بخلفية عقارية عبئا على الولايات المتحدة وليس ميزة، لأنهم يفشلون في فهم أن الحرب والسلام ليستا لعبة محصلتها إيجابية، بل هي صراع محصلته صفرية بين قيم ديمقراطية وعدوان فاشي.

سلوك ترامب -بحسب فريدمان- يمثل واحدة من أكثر حلقات السياسة الخارجية الأميركية خزيا

بوتين التقى ويتكوف وكوشنر في الكرملين بموسكو يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2025 (الفرنسية)

ويضيف الكاتب أنه في هذا النوع من الحالات تحتاج أميركا إلى رجل دولة من طراز وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر أو نظيره جيمس بيكر يفقه الفرق بين العقارات وبين قضايا الحرب والسلام.

ويذكّر بأنّ رؤساء أميركيين سابقين، أبرزهم رونالد ريغان، كانوا يفهمون أن أي تسوية مع قوة "عدوانية" يجب أن تنطلق من حماية القيم والمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها، لا من منطق الصفقات.

لذلك فإن سلوك ترامب -بحسب المقال- يمثل واحدة من أكثر حلقات السياسة الخارجية الأميركية خزيا، لأنه يتصرف كوسيط محايد يسعى لتحقيق مكاسب من الجانبين، بدل دعم الديمقراطية الأوكرانية ومواجهة العدوان الروسي.

إعلان

ويشير الكاتب إلى أن بعض الأصوات الانعزالية داخل الحزب الجمهوري -مثل الجناح الذي يقوده جيه دي فانس نائب الرئيس- تتهم الداعين لدعم أوكرانيا بالرغبة في حروب لا تنتهي. لكنه يوضح أنه منذ بداية الحرب توقع أن تنتهي الحرب بتسوية "قذرة" لا تمنح أوكرانيا كل ما تطمح إليه.

بيد أن الكاتب يفرّق بين "صفقة قذرة" تحمي مصالح أوكرانيا والغرب، وأخرى "مقززة" تمنح بوتين قدرة على إعادة إشعال الحرب متى شاء.

ويرى أن السبب وراء ضعف النفوذ الأميركي هو عدم وجود عملية واضحة لصنع السياسات وتذبذب الرئيس ترامب.

ويوضح المقال أن النفوذ في الدبلوماسية لا يُقاس بالمال فقط، بل بالقوة العسكرية التي يمكن جلبها، والعزلة الاقتصادية التي يمكن إلحاقها بالخصم. والأهم من ذلك، تأليب شعب الخصم ضد قيادته.

ترامب يضعف أميركا

وينتقد المقال ترامب بما سمي تعطيل" قدرة الولايات المتحدة على ممارسة نفوذها، إذ إنه هو من أوقف التمويل العسكري لأوكرانيا، ومنع تزويدها بأسلحة نوعية مثل صواريخ توماهوك، وروّج سردية "كاذبة" تعتبر أوكرانيا المعتدية.

كما وجه ترامب رسالة "إذلال" لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي بقوله إنه بلا "أوراق" تفاوضية من دون واشنطن.

ويعتقد الكاتب أن رئيسا أميركيا "طبيعيا" كان سيعمل لمصلحة بلاده، ولكان مارس ضغوطا على بوتين من خلال تعزيز أوراق أوكرانيا التفاوضية وإضعاف موقف روسيا عبر استهداف رأيها العام.

وتساءل الكاتب: ماذا لو تصرف ترامب كرئيس أميركي وقور بناءً على المصالح والقيم الأميركية؟

ويجيب عن السؤال قائلا إنه (أي ترامب) لم يكن ليخبر الأوكرانيين "الشجعان" أنه ليس لديهم أوراق، بل كان سيزودهم بالأوراق لتعظيم نفوذهم بينما يخبر الشعب الروسي بصوت عالٍ أنه لا مستقبل لهم لأن بوتين "سرق جميع أوراقهم".

ومن جانب آخر، وصف المقال بوتين بــ"الأحمق الواهم" مؤكدا أنه سيُذكر في التاريخ بحربه ضد أوكرانيا التي جعلت روسيا مستعمرةً للطاقة لدى الصين ودولة هامشية صغيرة.

ودلل على كلامه بالإشارة إلى موقع روسيا من الثورة التكنولوجية، حيث تحتل المرتبة الــ28 عالميا خلف لوكسمبورغ في تصنيف معهد ستانفورد العالمي لحيوية الذكاء الاصطناعي. وأرجع الكاتب السبب في ذلك إلى إهدار الرئيس الروسي موارد بلاده البشرية في حرب "عقيمة" لا طائل من ورائها.

مقالات مشابهة

  • واشنطن: اتفاق السلام في أوكرانيا «قريب جداً»
  • نجل الرئيس الأمريكي: ترامب قد ينسحب من دعم أوكرانيا
  • اقتراب اتفاق السلام فى أوكرانيا وسط تصعيد روسى وضغوط دولية مكثفة
  • المبعوث الأميركي: اتفاق لإنهاء حرب أوكرانيا “قريب جدًا”
  • الجنائية الدولية: مذكرة اعتقال بوتين باقية رغم أي اتفاق سلام في أوكرانيا
  • قمة قريبة بين ترامب وبوتين وتحذيرات أوروبية لأوكرانيا
  • توماس فريدمان: بوتين يتلاعب بالمبعوثيْن الأميركيين كما لو كان عازف ناي ماهرا
  • أوكرانيا تؤكد سعيها لـسلام حقيقي مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحرب
  • فيديو.. مودي يكسر بروتوكولا رسميا خلال استقبال بوتين
  • ويتكوف يلتقي وفدا تفاوضيا أوكرانيا وبوتين يتمسك بأهداف الحرب