يمانيون:
2025-07-01@04:10:23 GMT

إيران.. والمُختَرَقون الحقيقيون

تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT

إيران.. والمُختَرَقون الحقيقيون

بشير الشامي

في زمن انقلبت فيه المفاهيم، صار بعض العرب والمسلمين يُعَيِّرون (الجمهورية الإسلامية الإيرانية) بما تعرضت له من اختراقات، وكأنهم وجدوا في ذلك فرصة للطعن والتشويه، لا للتحليل الواعي أو النقد البنّاء.. ولكن لنسأل أنفسنا من المخترق فعلاً، ومن الذي سلم بلاده وأمته بأكملها لأعداء الإسلام…

الحملة الممنهجة التي تُشن على إيران ليست جديدة، لكن اللافت أن من يهاجمها اليوم لا يفعل ذلك من باب الغيرة على الأمة، بل من باب تبني رواية الأعداء أنفسهم، فهم يرددون عبارات صهيونية وأمريكية خالصة، يستخدمون نفس اللغة، ويهاجمون نفس العدو، أي كل من يرفض التطبيع ويقاوم الهيمنة ويقف في صف قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.

نعم إيران كأي دولة قد تتعرض لمحاولات اختراق أمني أو سياسي أو إعلامي، وهذا طبيعي في ظل الحصار والتآمر المتواصل ضدها، لكنها لم تخنع ولم ترفع الراية البيضاء، ولم تسلم ثرواتها أو قراراتها السيادية للصهاينة أو الأمريكان .

فهي حتى اليوم لا تعترف بالكيان الصهيوني، وتدعم المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، وتعد الدولة الوحيدة التي تمنع وجود سفارة أمريكية أو صهيونية على أراضيها، ولا تزال تدفع ثمن هذا الموقف من دماء علمائها واقتصادها وسمعتها التي تتعرض لحملات التشويه ليلاً ونهاراً .

في المقابل من يعيرون إيران بالاختراق هم من يعيشون في دول مخترقة حتى نخاعها سياسياً وأمنياً وإعلامياً وثقافياً، بل إن بعض الأنظمة العربية تحكمها أدوات مباشرة تابعة للموساد والمخابرات الأمريكية، وتعمل ليل نهار على قمع شعوبها وملاحقة كل من ينبس ببنت شفه ضد الاحتلال أو الهيمنة ..

وهنا تحديدا تكمن المفارقة العميقة …

إذا تأملنا الواقع بعمق سنجد أن الخرق الأخطر الذي أصاب الأمة لم يكن في جغرافيا الدول بل في عقول وقلوب كثير من العرب والمسلمين حيث باتوا يتبنون خطاب الأعداء ويرددون روايات الصهاينة وأدوات الهيمنة الأمريكية ويهاجمون كل من يرفع راية المقاومة ويشوهونه إعلاميا وسياسيا بكل وسيلة ممكنة، هذا هو الاختراق الحقيقي حين يعاد تشكيل وعي الأمة بما يخدم مشروع العدو ويصبح الطعن في المقاومين أشرف من الوقوف معهم .

إن الاختراق الأخطر ليس أن يتسلل جاسوس إلى منشأة بل أن يتسلل العدو إلى العقول والقلوب ليجعلنا نحتقر من يقاوم ونعظم من يخنع، وما يجري اليوم من حملات ضد محور المقاومة هو نتاج هذا الاختراق العميق الذي رعته أجهزة إعلام عربية بأموال عربية لخدمة المشروع الصهيوني بالكامل ..

وبدلا من هذه السجالات العقيمة.. فإن المطلوب اليوم هو نقاش جاد وموضوعي بين أبناء الأمة الإسلامية حول أسباب الاختراقات وآليات الصمود وسبل التحرر من التبعية، لا أن نشارك الأعداء في حفلات جلد الذات وطعن المقاومين .

في النهاية … الكرامة لا تعني عدم التعرض للخطر بل تعني الوقوف بشموخ رغم كل العواصف، وإيران رغم كل ما يقال ويشن عليها لا تزال واقفة لا تعترف بالكيان ولا تساوم على فلسطين، وهذا وحده كاف لتعرف من يقف في صف الأمة ومن يبيعها بثمن بخس.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الشيخ دعموش: إيران أفشلت أهداف العدوان الصهيوني والمقاومة في لبنان باقية ولن تُسحق

الثورة نت/..

دعا رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، اليوم الأحد إلى التمسك بخيار المقاومة وهو أحد عناوين الالتزام بخط الإمام الحسين (ع)، لا سيّما في ظلّ ما يرتكبه الكيان الصهيوني من إرهاب وعدوان، وآخرها استهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في محاولة لزعزعة نظامها.

وفي كلمة له خلال إحياء الليلة الرابعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال الشيخ دعموش إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية حوّلت العدوان إلى حرب استنزاف مع العدو، من خلال ردّ صاروخي مزلزل وصلت فيه القوة الصاروخية الإيرانية إلى أهدافها بدقّة غير مسبوقة، ما لم يعتده الصهاينة داخل كيانهم.

وأضاف أنّ إيران لم تسقط قدراتها ولا برنامجها النووي، ولم تُمكّن العدو من تحقيق هدفه في زعزعة نظامها، بل خرجت من هذه الحرب العدوانية أكثر تماسكًا والتفافًا من مختلف فئات شعبها، وهو ما شاهده العالم بأسره، مشيرًا إلى أنّ العدو أدرك أنّ هدف إسقاط النظام الإسلامي في إيران غير قابل للتحقق، وهو مجرد وهم وتخيلات.

واعتبر الشيخ دعموش أنّ إيران تجاوزت الحصار والضغوط والأزمات، وتطوّرت وازدهرت في مختلف المجالات، سواء في المعرفة أو التكنولوجيا أو القدرات الدفاعية، وهي مستمرة في مسيرتها بقوة واقتدار رغم كل المؤامرات الخبيثة، مؤكّدًا أنّ إيران لن تستسلم كما يريد نتنياهو وترامب، وستظل قوية بقيادة الإمام السيد علي الخامنئي .

وفي الشأن اللبناني، أشار الشيخ دعموش إلى أنّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وتصاعدها يهدف إلى الضغط على بيئة المقاومة، ودفعها نحو فكّ الالتزام، ولكن الجواب الواضح هو: المزيد من الصبر والالتفاف حول خيار المقاومة.

وأوضح أنّ المقاومة التي تمتلك قيادة مجاهدة وروحًا استشهادية لا يمكن أن تُسحق أو تخضع، خاصة عندما تحتضنها بيئتها الشعبية، وهي كانت وستبقى ثابتة في وجه التهديدات، مشدّدًا على أنّ استراتيجية الصبر لا تعني ضعفًا، بل إنّ المقاومة باتت حاجة وجودية في ظلّ عنجهية أميركية وصهيونية غير مسبوقة.

وتابع: “بعض الأصوات تدعونا للقبول باحتلال (إسرائيل) لجزء من أرضنا والسير نحو التطبيع، وهذا أمر مستحيل طالما في لبنان مقاومة شريفة تدافع عن الكرامة الوطنية”، لافتًا إلى أنّ “من التزموا بالشروط الأميركية والإسرائيلية لم يحصدوا إلا الفتات”.

وحذّر من أنّ من يريد دفع لبنان إلى التطبيع يسعى لجرّه إلى فتنة جديدة تخدم مصالح العدو، في وقتٍ يسعى فيه هذا العدو إلى تعطيل لبنان وتدمير مؤسساته من خلال هذا المسار.

في ملف إعادة الإعمار، قال الشيخ دعموش إنّ حزب الله تحمّل المسؤولية منذ اليوم الأول بعد وقف إطلاق النار، وقام بدفع نحو 80% من كلفة الترميم والتعويض، مشيرًا إلى أنّ التوقف أحيانًا يعود لأسباب تمويلية، لكن المهمة مستمرة.

وأكّد أنّ مسؤولية إعادة الإعمار تقع بالدرجة الأولى على الدولة اللبنانية تنفيذًا للبيان الوزاري، لكن الحكومة لم تتعامل مع هذا الملف بجدية ولم تضع الخطط والآليات اللازمة.

وكشف أنّ العراق لم يجد شريكًا رسميًا لبنانيًا للتعاون معه في ملف تمويل الإعمار، متسائلًا: أليس بمقدور الحكومة تأمين التمويل من احتياطاتها؟ ولماذا لا تبادر الوزارات المعنية إلى الترميم ولو بحدّه الأدنى؟.

وختم الشيخ دعموش بالتأكيد على رفض سياسة التباطؤ والتأخير في إعادة الإعمار، ورفض ربط هذا الملف بأي ملفات أخرى، محمّلًا الحكومة اللبنانية مسؤولية أي تداعيات اجتماعية ناتجة عن هذا التقصير.

مقالات مشابهة

  • من تونس إلى الأردن ولبنان: اعترافات عربية بتفوّق الدور اليمني في نصرة فلسطين
  • الشيخ دعموش: إيران أفشلت أهداف العدوان الصهيوني والمقاومة في لبنان باقية ولن تُسحق
  • عراقجي: يجب على الدول التي هاجمت إيران دفع التعويضات عن الأضرار
  • بولتون يكشف "السبب الحقيقي" الذي ضرب ترامب إيران لأجله
  • إيران.. والمُختَرَقون الحقيقيون حين يصبح المقاوم متهماً.. ومن سلم مفاتيح بلده بطلاً
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • الكشف عن الخسائر المادية التي تكبدتها إسرائيل في الحرب مع إيران
  • طقس فلسطين: ارتفاع آخر على درجات الحرارة اليوم