مافيا المعادن، الأخوين نور الدائم ومجدي طه
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
لم تعد وزارة المعادن وزارة معنية برسم السياسات والتشريعات الخاصة بقطاع التعدين، ولم تعد معنية بتنظيم الأنشطة المتعلقة باستخراج المعادن والثروات الجيولوجية، بل صارت ملكية خاصة لحركة عسكرية تنظر إليها كحق إلهي لا يحب لأحد أن يتكلم فيه. ففي وعي قيادات حركة تحرير السودان، هذه الوزارة هي المصدر الوحيد والحصري لجلب الأموال إلى خزينة الحركة، فهي غنيمة يجب تحصينها بأشرس العناصر وأكثرهم ولاء لمشروعها.
لم تقتصر السيطرة على الوزارة فقط على الوزراء، بل تعدتها إلى إدارات وشركات تعمل في حقل التعدين. قامت الحركة وقبل توليها الوزارة بدراسة الوزارات القادرة على تعويض خزينة الحركة عن الأموال التي كانت تأتيها سابقاً من خلال مناصرتها ومشاركتها لصالح جهات إقليمية. وصلت الحركة إلى خلاصة أن المعادن هي الوزارة القادرة على سد تلك الفجوة، ولكن ليس فقط من خلال منصب الوزير، بل عبر مشروع شامل يعيد هيكلة الوزارة والإدارات التابعة لها لتكون تحت قبضة الحركة..
هدفت تلك الهيكلة إلى وضع شخصيات تنتمي إثنياً وتنظيمياً للحركة، ومن ثم إنشاء شركات والحصول على تصديقات للتعدين في مربعات كثيرة. قامت الحركة بعمليات إغراق وهيمنة على قطاع التعدين من خلال تعيين شخصيات تنتمي إليها ليكونوا شركاء مع شركات أجنبية، فضلاً عن هيمنة على ولايات كبيرة عبر تلك التصديقات التي حصلت عليها. الهدف الأساسي من كل تلك الخطوات هو أن تضمن الحركة سيطرتها بالكامل على معادن السودان..
وللعودة إلى مثلث مشروع الهيمنة والفساد، قامت الحركة باحتواء وتعيين شخصيات تكون أذرعاً لتحقيق أهدافها من داخل أجهزة الدولة. فمثلاً لا حصر تم تعيين أحمد هارون مديراً عاما لهيئة البحوث الجيولوجية، وهي الجهة المعنية بإصدار التقارير الفنية والتقييمات الأولية لمناطق الامتياز التي تتم من خلالها عمليات التراخيص. كما تم تعيين مجدي طه، وهو شقيق نور الدائم طه، شريكاً من قبل شقيقه مع إحدى الشركات الصينية. وغيرهم من الشخصيات التي شكلت عصابة ومافيا داخل وزارة المعادن..
تم تمليك البرهان كافة المعلومات وتقارير الفساد التي قامت بها الحركة، وتواصلها مع جهات خارجية وإنشاؤها لشراكات بأسماء شركات تتبع للحركة لضمان سيطرتها على قطاع التعدين.يملك البرهان وأعضاء مجلس السيادة معلومات كاملة عن عملية تهريب الذهب التي قامت بها جهات نافذة في الحركة..
أمام البرهان فرصة كبيرة لمحاربة هذا الفساد واجتثاثه، وفتح تحقيق حول الشركات التي تم إنشاؤها في الفترة الفائتة ولعمليات السرقة وتضارب المصالح التي وقعت على واحدة من أهم الوزارات التي يعتمد عليها الاقتصاد السوداني.ما يحتاجه البرهان وأعضاء مجلس السيادة هو الشجاعة والمواجهة لاجتثاث وتفكيك أكبر مافيا في تاريخ السودان.
حسبو البيلي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: