عدن ((عدن الغد)) خاص:

معلمو مدارس عدن ينفذون وقفات احتجاجية في طوابير تجمع الطلاب، رفضا لتحويل مرتباتهم للبنوك والمصارف


نفذ معلمون وتربويون في  مدارس العاصمة المؤقتة  عدن اليوم وقفات إحتجاجية في طوابير الطلاب  رفضا لتحويل مرتباتهم الي البنوك المصارف والبريد.

وقد اصطف المعلمون والتربوييون، صفا واحدا امام سارية العلم والطلاب أثناء بدء الدوام الدراسي، حاملين اليافطات الكرتونية مكتوب عليها:  "أنا معلم أرفض تحويل راتبي للبنوك" وشعارات أخرى تندد بالحكومة ووزارة المالية وصفتها بالفساد.

وفي تصريح صحفي لمدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان أنور المحضار راجح الذي تواجد حينها في احدى مدارس المديرية لتدشين العام الدراسي الجديد، أوضح أن المعلمين والتربويين يقوموا اليوم بوقفات احتجاجية على كافة مستوى المدارس لمدة يومين طلبا من نقابة المعلمين بإقامة الوقفات، وأشار إلى أن ستستمر الوقفات إلى أن يطرأ جديد بالعزوف عن تحويل وصرف مرتبات منتسبي التربية والتعليم إلى البنوك والمصارف.

ونوه المحضار في سياق الحديث بأن المعلم تكبذ الضناء والتعب في أوقات سابقة بالبحث عن راتبه في مكاتب البريد ودائما ما كان لايحصل عليه بسبب عدم قدرة المكاتب من توفير السيولة المالية.

وأكد أن على الجميع احترام دور المعلم وليس في ايصاله مشقة إلى حد لا يطاق حيث كان المعلمين والتربويين يستلمون مرتباتهم داخل مدارسهم معززين مكرمين.

بدورها أكدت مديرة مدرسة ردفان للتعليم الأساسي بمديرية الشيخ عثمان مريم حسين علي، على استمرار الوقفات للمعلمين داخل المدرسة تنفيذا لطلب النقابة لمدة يومين بعدها سيتم التصعيد حسب بيان نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين التي زار أعضاءها المدرسة أمس.

اما فيما يخص دور المعلم والمعلمة وتقديم رسالته التعليمية والتربوية للطلاب والطالبات بينت مديرة المدرسة بأن مدرسة ردفان لديها معلمين ومعلمات متعاقدين لهم فترة طويلة لايحصلون على مرتبات مؤكدة أنه من هذا الشهر، ستصرف المرتبات لهم حسب توجيهات تلقوها من وزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس والذي وعدنا بذلك.

وكانت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بعدن قد أصدرت بيانا أمس بشأن الأعداد لوقفة احتجاجية كبرى ستقام امام ديوان وزارة المالية بخورمكسر .

ودعت كافة المعلمين والتربويين الحضور يوم الخميس تاريخ ٣١ اغسطس ٢٠٢٣ لتنفيذها وسيتم خلالها، المطالبة برفض قرار وزير المالية رقم (6) لسنة 2023م بشأن نقل مرتبات موظفي القطاع الحكومي في الجنوب الى البنوك الخاصة وكذا منتسبي وزارة التربية والتعليم إضافة إلى فتح التعزيزات المالية لراتب أغسطس المتوقف وعدم صرفه حتى اليوم من وزارة المالية بسبب رفض المعلمين والمعلمات قرار تحويل رواتبهم للبنوك الخاصة.

من / محمد عبدالواسع

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

احتجاجات توغو تُعبّر عن غضب شبابي من التوريث.. لكن هل التغيير ممكن؟

لومي- توغو – هدأت الهتافات، وأُزيلت الحواجز من الشوارع، وساد هدوء مريب في العاصمة بعد أيام من الاحتجاجات الجماهيرية في توغو.

لكن تحت السطح، لا يزال الغضب يتصاعد، والقوات الأمنية منتشرة عند تقاطعات رئيسية، فيما يخشى كثيرون أن العاصفة لم تنتهِ بعد.

بين 26 و28 يونيو/حزيران، نزل الآلاف إلى شوارع لومي احتجاجًا على تعديلات دستورية يقول معارضوها إنها تُبقي الرئيس فور غناسينغبي في السلطة إلى أجل غير مسمى.

رئيس توغو، فور غناسينغبي يواجه مظاهرات شعبية ضد نظام حكمه الذي ورثه من والده (أسوشيتد برس)

غناسينغبي (59 عامًا)، الذي تولى الرئاسة عام 2005 بعد وفاة والده الذي حكم 38 عامًا، أدى مؤخرًا اليمين رئيسًا لمجلس الوزراء – وهو منصب تنفيذي قوي بلا حدود زمنية في النظام البرلماني المعتمد حديثًا.

قمع عنيف وسريع للاحتجاجات

قُتل ما لا يقل عن 4 أشخاص، وأُصيب العشرات، واعتُقل أكثر من 60 شخصًا، وفق منظمات مجتمع مدني محلية. وتُظهر مقاطع فيديو موثقة ضربًا ومطاردات وجرّ مدنيين على يد رجال بملابس مدنية.

لكن في بلد اعتاد الإرهاق السياسي والمعارضة المنقسمة، شكل الأسبوع الماضي نقطة تحول.

رفض الحكم الوراثي

يرى كثيرون في هذه الاحتجاجات أكثر من مجرد رفض للتعديلات الدستورية، فهي قطيعة أجيال.
يقول الصحفي والكاتب التوغولي باب كودجو "هؤلاء الشباب لا يحتجون فقط ضد دستور جديد. إنهم يرفضون 58 عامًا من الحكم الوراثي من الأب إلى الابن، والذي لم يجلب سوى الفقر والقمع والإذلال".

المتظاهرون يدعون للعدالة ويعارضون الحكم طويل الأمد لعائلة الرئيس (أسوشيتد برس)

معظم المحتجين كانوا دون الـ25، لم يعرفوا قائدًا آخر. نشؤوا في ظل انقطاعات الكهرباء، والبنية التحتية المتدهورة، والبطالة وتقلص الحريات.

حاولت الحكومة الحد من الغضب، فتراجعت بسرعة عن زيادة بنسبة 12.5% في أسعار الكهرباء، وهي أحد مصادر الاستياء، وأفرجت بهدوء عن المغني الناشط "آمرون"، الذي أثار اعتقاله موجة غضب.

إعلان

لكن ذلك لم يوقف الاحتجاجات. يقول المحلل السياسي بول أميغاكبو، رئيس معهد تامبيرما للحكم: "اعتقال آمرون كان الشرارة. لكن القصة الحقيقية هي أن النظام لم يعد قادرًا على تقديم حل تفاوضي أو مؤسسي للأزمة، ويعتمد فقط على القوة العسكرية".

منظمات محلية ودولية اتهمت قوات الأمن في توغو باستخدام القوة المفرطة في قمع المظاهرات (أسوشيتد برس)

وأشار إلى دلائل على التصدع داخل الدولة نفسها، حيث أصدرت وزيرة الدفاع السابقة مارغريت غناكادي بيانًا نادرًا يدين العنف، ما قد يشير إلى انقسامات على أعلى المستويات.

المجتمع المدني يسد الفراغ

اللافت أن قادة الاحتجاج لم يكونوا من أحزاب المعارضة التقليدية، بل من نشطاء المجتمع المدني وفنانين ومؤثرين من الشتات.

وقال كودجو "المعارضة منهكة سياسيًا وجسديًا وماليًا. وبعد عقود من الحوار الفاشل، تصدّر الشباب المشهد".

أصدرت منظمات مدنية بيانات تدين "الاستخدام غير المتناسب للقوة" وتطالب بتحقيقات مستقلة. وقالت مؤسسة الإعلام لغرب أفريقيا إن حرية التعبير "تتقلص بشكل خطير".

رغم سيطرة قوات الأمن على الوضع حاليا فإن التوتر لا يزال قائما (رويترز)

وأكد فابيان أوفنر، الباحث في منظمة العفو الدولية، أن القمع هو جزء من "بنية قمعية ممنهجة"، ووثّقت منظمته حالات اعتقال تعسفي وتعذيب تمت في ظل الإفلات من العقاب.

وقال "هذا ليس مجرد إدارة احتجاجات، وإنما هو إنكار منهجي للحقوق الأساسية"، وأشار إلى أن وصف الحكومة للاحتجاجات بأنها "غير مصرح بها" يتعارض مع القانون الدولي، حيث لا تتطلب التجمعات السلمية إذنًا مسبقًا.

غياب دولي مقلق

العفو الدولية دعت لتحقيق مستقل، ونشرِ قائمة المعتقلين، وشفافية كاملة من المدعين العامين. وقال أوفنر "توغو أصبحت نقطة عمياء دبلوماسيًا. نحتاج إلى موقف أكثر صرامة من الاتحاد الأفريقي والإيكواس والأمم المتحدة".

لوحة إعلانية للرئيس فور غناسينغبي في أحد شوارع لومي (رويترز)

حتى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، المعروفون بتحفظهم، حذروا في بيان نادر من "خطر الانفجار تحت وطأة الإحباط المكبوت"، داعين إلى "حوار صادق وشامل وبنّاء".

رد الحكومة

قال الوزير غيلبرت باوارا إن "ما حدث لم يكن احتجاجًا سلميًا بل محاولة لزعزعة النظام العام"، ونفى ارتكاب القوات الأمنية انتهاكات ممنهجة، مضيفًا أن الحكومة "منفتحة على الحوار"، ولكن فقط مع "جهات واضحة ومنظمة، لا دعوات مجهولة من الخارج".

ودافع عن التعديلات الدستورية باعتبارها "تمت ضمن عملية شرعية"، مؤكدًا أن من يعارضها "يمكنه اللجوء للانتخابات أو الطعن القانوني".

لكن منتقدين اعتبروا هذه الآليات شكلية في ظل هيمنة الحزب الحاكم على المؤسسات وقمعه للمعارضة.

خريطة توغو (الجزيرة)

يقول المحلل أميغاكبو "هناك مظاهر ديمقراطية، نعم، لكنها فارغة من المضمون. السلطة في توغو تُحتكر وتُصان عبر القمع والزبونية والهندسة الدستورية".

وأشار إلى أن إعلان الحكومة عن "مسيرة سلمية" مؤيدة لها في 5 يوليو/تموز هو دليل على أنها "لا تستمع، بل ترد على المعاناة الاجتماعية بالدعاية والتظاهرات المضادة".

نقطة تحول

مصير البلاد لا يزال غامضًا. الاحتجاجات هدأت، لكن الانتشار الأمني وبطء الإنترنت يعكسان التوتر القائم.

إعلان

وحذّر أميغاكبو "لسنا في ثورة بعد، لكننا في شرخ عميق. إذا استمر النظام في إنكاره، فقد تكون التكلفة أكبر مما يتوقع".

واختتم كودجو قائلا "هناك طلاق بين جيل يعرف حقوقه ونظام يعيش في وضع البقاء. شيء ما قد تغير. هل سيقود ذلك إلى إصلاح أم إلى مزيد من القمع؟ هذا ما ستكشفه المرحلة القادمة".

مقالات مشابهة

  • مأساة على شاطئ الحسوة بعدن: شاب يفقد حياته غرقا أمام أصدقائه
  • عدن تشتعل.. الانتقالي يصعّد الاعتقالات وسط احتجاجات شعبية غاضبة
  • مأساة صادمة في المعلا بعدن.. عامل يفقد حياته اختناقًا داخل محل واثنان في حالة حرجة
  • محافظ قنا: خطة لتحويل دندرة إلى وجهة سياحية ريفية وثقافية «فيديو»
  • جهود لتحويل آثار بابل العراقية إلى وجهة سياحية
  • فيديو - الدفاع المدني يناشد: حرائق اللاذقية تتوسع وتطال مناطق سكنية
  • احتجاجات توغو تُعبّر عن غضب شبابي من التوريث.. لكن هل التغيير ممكن؟
  • تركيا تدخل على خط احتجاجات التركمان في كركوك وتدعو لتمثيل منصف لهم
  • ارتفاع جنوني في أسعار الأسماك بعدن.. والموائد تخلو من الطعم!
  • طريقة مبتكرة لتحويل نفايات صناعة الألومنيوم إلى سبائك مغناطيسية