احتجاجات المعلمين الرافضين لتحويل مرتباتهم عبر البنوك بعدن تتوسع
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
عدن ((عدن الغد)) خاص:
معلمو مدارس عدن ينفذون وقفات احتجاجية في طوابير تجمع الطلاب، رفضا لتحويل مرتباتهم للبنوك والمصارف
نفذ معلمون وتربويون في مدارس العاصمة المؤقتة عدن اليوم وقفات إحتجاجية في طوابير الطلاب رفضا لتحويل مرتباتهم الي البنوك المصارف والبريد.
وقد اصطف المعلمون والتربوييون، صفا واحدا امام سارية العلم والطلاب أثناء بدء الدوام الدراسي، حاملين اليافطات الكرتونية مكتوب عليها: "أنا معلم أرفض تحويل راتبي للبنوك" وشعارات أخرى تندد بالحكومة ووزارة المالية وصفتها بالفساد.
وفي تصريح صحفي لمدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان أنور المحضار راجح الذي تواجد حينها في احدى مدارس المديرية لتدشين العام الدراسي الجديد، أوضح أن المعلمين والتربويين يقوموا اليوم بوقفات احتجاجية على كافة مستوى المدارس لمدة يومين طلبا من نقابة المعلمين بإقامة الوقفات، وأشار إلى أن ستستمر الوقفات إلى أن يطرأ جديد بالعزوف عن تحويل وصرف مرتبات منتسبي التربية والتعليم إلى البنوك والمصارف.
ونوه المحضار في سياق الحديث بأن المعلم تكبذ الضناء والتعب في أوقات سابقة بالبحث عن راتبه في مكاتب البريد ودائما ما كان لايحصل عليه بسبب عدم قدرة المكاتب من توفير السيولة المالية.
وأكد أن على الجميع احترام دور المعلم وليس في ايصاله مشقة إلى حد لا يطاق حيث كان المعلمين والتربويين يستلمون مرتباتهم داخل مدارسهم معززين مكرمين.
بدورها أكدت مديرة مدرسة ردفان للتعليم الأساسي بمديرية الشيخ عثمان مريم حسين علي، على استمرار الوقفات للمعلمين داخل المدرسة تنفيذا لطلب النقابة لمدة يومين بعدها سيتم التصعيد حسب بيان نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين التي زار أعضاءها المدرسة أمس.
اما فيما يخص دور المعلم والمعلمة وتقديم رسالته التعليمية والتربوية للطلاب والطالبات بينت مديرة المدرسة بأن مدرسة ردفان لديها معلمين ومعلمات متعاقدين لهم فترة طويلة لايحصلون على مرتبات مؤكدة أنه من هذا الشهر، ستصرف المرتبات لهم حسب توجيهات تلقوها من وزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس والذي وعدنا بذلك.
وكانت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بعدن قد أصدرت بيانا أمس بشأن الأعداد لوقفة احتجاجية كبرى ستقام امام ديوان وزارة المالية بخورمكسر .
ودعت كافة المعلمين والتربويين الحضور يوم الخميس تاريخ ٣١ اغسطس ٢٠٢٣ لتنفيذها وسيتم خلالها، المطالبة برفض قرار وزير المالية رقم (6) لسنة 2023م بشأن نقل مرتبات موظفي القطاع الحكومي في الجنوب الى البنوك الخاصة وكذا منتسبي وزارة التربية والتعليم إضافة إلى فتح التعزيزات المالية لراتب أغسطس المتوقف وعدم صرفه حتى اليوم من وزارة المالية بسبب رفض المعلمين والمعلمات قرار تحويل رواتبهم للبنوك الخاصة.
من / محمد عبدالواسع
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
سماء عيسى يطرح احتجاجات سردية في "بيان الفئران"
الرؤية- ناصر أبوعون
"بيان الفئران" نصوص مخاتلة ومراوغة في آنٍ واحد للشاعر سماء عيسى تقف على مفترق الطرق ما بين القصة والحبكة والسرد بلغة شعرية طاغية. وإن كان النصّ السرديّ هو العُمدة في هذه المجموعة العابرة للنوعية إلا أنّ النص الوصفيّ أيضًا موجود، ولكنّه يتخفّى عمدًا تحت طبقات ركامية من السرد اللذيذ.
قد يبدو للقارئ غير المتمرّس أنّ مجموعة "بيان الفئران/ احتجاجات سرديّة" الصادرة عن دار نثر 2025، شذرات متناثرة على صفحات الورق، أو متباعدة الرؤى، ومتشظية على أثر انشطار نواتها بفعل التصادم الحاد بين الأفكار المتحررة والصراعات النفسية المكبوتة؛ إلا أنّ هناك حبكة وعقدة تمسك بكل الخيوط/ (العناوين الفرعية)، وتشكّل وحدة عضوية رصينة؛ على الرغم من عدم تتالي الأحداث، والتي قصد سماء عيسى عدم لَضْمها في سلك واحد؛ بل إنه تقصّد -عمدًا مع سبق الإصرار الإبداعيّ والترصد الفنّي- في تشكيل بناه السرديّة صناعةَ نوعٍ من الفوضى الإبداعية التي ظاهرها أشتات من المشاهد، وباطنها وحدة متماسكة.
وعلى منحى آخر اتكأ الشاعر سماء عيسى في كتابة (احتجاجاته السرديّة/ بيان الفئران) على استراتيجية العلاقة السببيّة في بناء حبكة صغرى داخل كل مقطع سرديّ منفصل، وذلك فيما يشبه لعبة مكعبات (الروبيك) مع إخفاء الحبكة الكبرى/العمود الفقري للمجموعة السردية كاملةً، والتي تشبه المكعب الأيقونيّ الذي لا يمكن الوصول إليه أو حلّ اللغز المنضوي ما بين السطور؛ إلا بإجراء عملية ربط معقدة بين الأحداث المتناثرة من مطلع المجموعة إلى منتهاها، ومن ثَمَّ فإن الفهرسة الشكلية للعناوين في المبتدأ تنطوي على خدعة كبيرة وإن كانت غير متعمدة من الكاتب وجاءت كتقليد طباعيّ وفني في صناعة الكُتُب.
ومما يزيد الأمر صعوبة على القارئ غير المتمرّس، أنّ الأحداث لا تسير بطريقة خطيّة، فضلًا عن ظهور شخصيات جديدة في كل مشهد لا علاقة لها بشخصيات المشهد السابق، ولا تمّت بأية صلة ظاهرية بشخصيات المشاهد اللاحقة، ومما يزيد القارئ حيرة أنّ الزّمن في المجموعة دائريٌّ أو يكاد يكون منعدمًا البتّة، والكاتب يتقصّد التأرجح بالقارئ -مثل الحركة الصامتة لـ(بندول) الساعة الحائطية- بين لقطات الفلاش باك، والمشاهد التنبؤية لإخراجه من كهفه المظلم إلى دائرة الضوء ليكتشف أكثر من وجه للحقيقة.
ومن الملفت للنظر أيضًا استدعاء الشاعر سماء عيسى لجوقة من الحيوانات في أكثر من مشهد؛ أو داخل البنية السردية، وتوظيف صورتها الرمزية وما تنطوي عليه من دلالات شتى في لوحة العنوان أيضا والتي تبدو من الوهلة الأولى لافتات احتجاجية معلقة ومستفزة للقاريء فضلا عمَّا تحمله من مضامين سياسية، وهي: (أهناك كلب في كل مساء)، (أطفال فوق جياد الغزاة) (الكرسي والقطة)، (وحوش الجبال الجائعة)، (جامع النحل)، (بيان الفئران).
أمّا الملمح الأخير وهو يتبدّى جليًّا في سائر الإنتاج الإبداعي المُتعدد الوجوه للشاعر سماء عيسى ما بين المقالة والبحث التاريخي والكتابة الأدبيّة والرؤى النقدية، وهو طغيان اللغة الشعرية، وتسيّدها على المساحة الأكبر من النصّ؛ وهذا يرجع -حتمًا- لإطلالته من شرفة الشعر على سائر الأنواع الإبداعية والإنسانية.