التسريبات (الشائعات) : قراءة في باب آخر
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
ليس بالضرورة أن تكون كل التسريبات والشائعات كاذبة ومضللة ، أو منطلقة من خيال مهووس ، بل في بعض الأحيان عمل مدروس ومخطط له بدقة ، هى ليس (قليل من الحقيقة) وكثير من الخيال ، بل هى أداة فاعلة ومؤثرة..
وما تم تناقله وتناوله عن قصص تشكيل حكومة دكتور كامل ادريس رئيس الوزراء من شائعات جزء من ذلك ، هى في الحقيقة معركة كبيرة في حد ذاتها.
– فالرجل يخطو إلى تشكيل حكومة خالية من (العسكرة والحزبية) ، و أكثر أشكال الحكم في بلاد ذات طابع عسكري أو حزبي ، ولذلك ثمة مصالح متقاطعة ومتابعة وجلة ، واهل السياسة في السودان لا يملكون الكثير من الصبر..
– أجرى مباحثاته على درجة عالية من التكتم ، وهذا أتاح للغرف ولبعض المقربين منه أو المعادين له تسويق بضاعتهم في فضاء الميديا المتلهف للجديد ، وفي فراغ مجموعات استثمار الازمات ، فأما أن يقلل دكتور كامل من عدد المستشارين أو يعجل في تكوين حكومته لإنهاء حالة الاستقطاب أو يلجأ للخيار الثالث وهو تعليق المباحثات إلى أجل لاحق ، وهذا هو الخيار الذي نصحت به د.كامل ، ورجوته عدم الدخول في (معمعة التشكيل الوزاري) إلى حين إستكشاف تعقيدات الراهن السياسي..
– ومع ذلك فإن علينا ان نستصحب ان هذه التسريبات ذات اهداف أخرى..
ومن أهمها محاولة تليين الجبهة الداخلية والقبول مرة اخرى ب(المجموعة العميلة) فهى سهلة القياد ومعدومة العمق الشعبى وشحيحة الحظ وقليلة الخبرة السياسية ورخيصة القيمة..
ولذلك يمكن اتخاذها قاعدة مدافعة ضد أى مغالبة من التيارات الوطنية ذات العمق والفاعلية السياسية ، و هذا الغطاء هو المظلة الآمنة لبعض الطامعين في لعب دور سياسي والبقاء لأطول فترة في الحكم ، ولا أظن هذا موقف حكيم ، فهو لا يخدم المصلحة الوطنية ويعرقل الإنتقال السياسي ويشكل نكوصاً عن المواثيق والعهود..
– وربما الهدف خلق حالة تباعد بين دكتور كامل ادريس رئيس الوزراء الجديد والتيارات السياسية والوطنية ، والغرق في حالة تجاذبات سياسية في ظرف دقيق وحازم..
و جاءت النتيجة خلافاً لصانعي الشائعة أو المستكشفين للموقف الشعبي واسقط الرأى العام السوداني أى محاولة لتفتيت الجبهة الداخلية أو الإختراق أو التعايش مع القوى العميلة للوطن ..
وجاءت ردود الفعل على ما تسرب من معلومات عنيفة فى كل الحالات سولء ما اسموه التشكيل الوزاري والذي اشتمل على (الاقصاء والتقريب) أو في حالة (نورالدين ساتي) ، وهو ما يشير إلى الوعى العام بالتحديات السياسية..
– واصبحت (معركة الكرامة) هى كلمة السر في قيادات الموقف الوطني ، من ساندها هو منا ومن عارضها فهو عدو للوطن ومن صمت دونها أو متخاذل متروك..
– وعليه فإن المطلوب من القوى السياسية وقبل ذلك المكون العسكري ، الخروج -دوماً- لتأكيد دعمهم لخيارات دكتور كامل ادريس وفق المعايير (كفاءات وطنية مستقلة)..
د.ابراهيم الصديق على
1 يوليو 2025م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دکتور کامل
إقرأ أيضاً:
عباس يبحث مع ملك إسبانيا تعزيز العلاقات والتطورات السياسية
إسبانيا – بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، امس الأربعاء، مع ملك إسبانيا فيليبي السادس في العاصمة مدريد، آخر المستجدات السياسية والميدانية في فلسطين.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، استعرض عباس خلال لقائه مع الملك فيليبي السادس سبل تطوير العلاقات بين الجانبين، خاصة بعد اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين، إلى جانب بحث التطورات على الساحة الفلسطينية”.
وقدم الرئيس الفلسطيني الشكر لإسبانيا حكومةً وشعباً على مواقفهم الداعمة لفلسطين في المحافل الدولية، بما في ذلك دورهم في التحالف الدولي ومؤتمر نيويورك، ومساعيهم لحشد مزيد من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، إضافة إلى دعمهم الإنساني ومساهماتهم في بناء مؤسسات الدولة.
وأكد الرئيس عباس خلال اللقاء التزام دولة فلسطين الكامل بتنفيذ الإصلاحات التي أعلنت عنها، ضمن جهود تعزيز العمل المؤسسي وتطوير الأداء الحكومي.
وفي 27 مايو/ أيار 2024 أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين.
كما بحث الجانبان الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها، والبدء في عملية إعادة الإعمار، ومنع التهجير والضم، والمضي نحو استعادة الاستقرار بما يمهّد لإنهاء الاحتلال.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حركة الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ كان من المفترض أن ينهي إبادة جماعية ارتكبتها تل أبيب على مدار عامين بدءا من 8 أكتوبر 2023، لكنها خرقت الاتفاق مرارا، موقعة مئات المدنيين الفلسطينيين بين قتيل وجريح.
وكان عباس قد وصل أمس اسبانيا بدعوة رسمية من الحكومة، في زيارة تستمر ليومين اثنين يلتقي فيها عدد من القادة والشخصيات الإسبانية.
الأناضول