السواحلية تتحدى إرث الاستعمار وتبرز كلغة هوية وطنية بأفريقيا
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
قال خبراء في اللغات الحية إن اللغة السواحلية التي تنتشر في منطقة البحيرات العظمى بشرق أفريقيا، وكذا جنوبها لا تزال وسيلة للتواصل بين حوالي 200 مليون شخص في أنحاء القارة السمراء.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قد أعلنت السابع من يوليو/تموز يوما عالميا لتخليد اللغة السواحلية، اعترافا بأصالتها وكثرة متحدثيها.
وتعتبر السواحلية لغة رسمية في عدد من الدول مثل كينيا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، كما أنها من اللغات الرسمية المعتمدة في الاتحاد الأفريقي.
ورغم شيوع اللغات التي فرضها الاستعمار كالفرنسية والإنجليزية في أفريقيا، فإن القارة التي يزيد عدد سكانها على 1.3 مليار نسمة تستخدم ما يقارب 2000 لغة محلية، من أكثرها استخداما السواحلية والأورومية والزولو.
وفي 30 أغسطس/آب 2019، اعتمدت مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية السواحلية لغة رسمية رابعة بعد الإنجليزية، والفرنسية، والبرتغالية.
لغة أصيلةوفي حديث للأناضول قال سليمان ناصر، نائب مدير مركز تطبيقات وبحوث اللغة التركية واللغات الأجنبية بجامعة العلوم الصحية في تركيا، إن السواحلية من أكثر اللغات انتشارا في أفريقيا، وبدأ استخدامها منذ القرن الثامن عندما بدأ التواصل مع التجار العرب والهنود، ثم اكتسبت أبعادا مختلفة خلال فترتي الاستعمار والحملات التبشيرية.
وسلط ناصر الضوء على الترابط بين اللغة وهوية المجتمع، مشيرا إلى أنّ قادة الدول الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمار، حاولوا مخاطبة شعوبهم بلغاتهم المحلية، لتعزيز الهوية القومية والإقليمية.
وتسعى دول أفريقية كثيرة اليوم إلى التخلص من اللغات التي تركها المستعمر من أجل تعزيز الهوية الوطنية التي لا يمكن أن تبنى بلسان وثقافة أجنبية وفقا لباحثين ومختصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
جامعة القاهرة تبحث حقوق الشعوب الإفريقية والتعويضات بعد حقبة الاستعمار والرق في ندوة علمية
تنظم كلية الدراسات الإفريقية العليا بـ جامعة القاهرة، اليوم الأحد، ندوة علمية بعنوان: «العدالة التاريخية والتعويضات: نحو مقاربة شاملة لإنصاف إفريقيا والشعوب ذات الأصول الإفريقية عن حقبة الرق والاستعمار»، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، وإشراف الدكتور عطية الطنطاوي، عميد الكلية.
ويحضر الندوة عدد من نواب رئيس الجامعة، ومساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، ونخبة من السفراء الأفارقة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين المتخصصين في الشأن الإفريقي، إلى جانب الطلاب والمهتمين بالقضايا الإفريقية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقًا من الدور التاريخي والمحوري الذي تضطلع به الجامعة في دعم القضايا الإفريقية والدفاع عن حقوق شعوبها، إيمانًا بأن العدالة التاريخية ليست مجرد شعار، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية، وحق أصيل للشعوب التي عانت من الرق والاستعمار ونهب الموارد.
وأوضح رئيس الجامعة أن جامعة القاهرة تحرص، من خلال منظومتها البحثية والعلمية، على تقديم دراسات معمقة ورؤى واقعية تسهم في ترسيخ مفاهيم العدالة وتحقيق التنمية المستدامة، بما يدعم الجهود الرامية إلى صناعة مستقبل أفضل للقارة الإفريقية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عطية الطنطاوي، عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا، أن الندوة تتضمن عدة جلسات علمية تناقش عددًا من المحاور المهمة، من بينها: الإطار التاريخي والفكري والأخلاقي للعدالة والتعويضات، وثقافة الاعتذار والتعويض في الفكر والواقع الإفريقي، والأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية لتجارة العبيد، والاستعمار الأوروبي في إفريقيا، وجريمة المذابح الجماعية خلال حقبة الاستعمار.
وأضاف عميد الكلية أن الندوة تتناول كذلك أسس المطالبة بالحقوق التاريخية، والخسائر الاقتصادية المترتبة على الرق والاستعمار، وخيارات التعويض بين التعويض المالي والتنمية المستدامة، إلى جانب الأطر القانونية والمواقف السياسية الدولية، ومواقف القوى الاستعمارية السابقة من قضية التعويضات، فضلًا عن دور الحركات الاجتماعية الإفريقية ومنظمات الشتات، ومواقف كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من هذه القضية.