ال باييس: ترحيل المهاجرين يضرب عصب الاقتصاد الأمريكي والعواقب تتسارع
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، تقريرًا، يسلط الضوء على تأثير حملات مداهمات الهجرة التي تقودها إدارة ترامب على قطاعات البناء والزراعة في الولايات المتحدة، وكيف تُعيق توفّر اليد العاملة وتلحق ضررًا بالاقتصاد الوطني.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ: "حي النسيج في لوس أنجلوس يشهد فراغًا تامًا، ويؤكد مربو الأبقار في تكساس أن العمال لم يعودوا يتوافدون لحلب الأبقار.
وتابعت: "في فينتورا بكاليفورنيا، يقر نائب العمدة دوغ هالتر بأن حملات المداهمة التي نفذتها سلطات الهجرة قرب "هوم ديبوت" أدّت إلى اختفاء العمال من أصول لاتينية، حيث رأى فقط أشخاصًا من البيض، وهو أمر غير مألوف في المنطقة".
وبيّنت الصحيفة أنّ: "هذه المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة المجهزة عسكريًا تؤثر على سوق العمل، إذ يفرّ العمال غير المصرح لهم، ما يترك أصحاب الأعمال في تحدٍ للحفاظ على استمرارية أعمالهم. ويشكّل المهاجرون غير المصرح لهم نحو خمسة في المئة من القوة العاملة الأمريكية، خصوصًا في قطاعات البناء وتجهيز الأغذية التي تعاني نقصًا مزمنًا".
وتابعت: "في ظل حملة الترحيل الكبرى التي يسعى ترامب لتنفيذها، انخفض حجم القوة العاملة الأمريكية في مايو/ أيار، مع تراجع أعداد العمال المولودين خارج البلاد. ويُقدّر أن ولاية كاليفورنيا قد تخسر 275 مليار دولار من إنتاجها الاقتصادي و23 مليار دولار من الإيرادات الضريبية سنويًا، مع أضرار لقطاعات حيوية مثل البناء والزراعة، وفق تقرير صادر عن المعهد الاقتصادي لمجلس منطقة الخليج وجامعة كاليفورنيا في ميرسيد".
ويحذّر المدير التنفيذي لشركة "أوواهي بروديوس" في أيداهو، شاي مايرز، من خطورة ترحيل العمال، مشيرًا إلى حاجته السنوية لنحو تسعين عاملًا زراعيًا يحملون تأشيرات من المكسيك لرعاية أربعة آلاف هكتار، واصفًا الوضع بأنه "سوف نموت جوعًا دون هؤلاء العمال، بسبب صعوبة تأمين عدد كافٍ منهم"، مما اضطره لترك بعض المحاصيل دون زراعة.
40 بالمئة من العمّال بلا وثائق قانونية
قالت الصحيفة إنّ: "المزارع الأمريكية تعتمد على عمال، أكثر من 40 بالمئة منهم بلا أوراق إقامة قانونية. وشهد القطاع حالة ترقّب بسبب تذبذب موقف إدارة ترامب، التي ألمحت أولًا إلى استثناء المزارع والفنادق والمطاعم من المداهمات، ثم عادت وزارة الأمن الداخلي لتؤكد ضرورة ملاحقة كل من لا يحمل تصريح إقامة، بغض النظر عن مكان العمل".
وأوضحت الصحيفة أنّ: "هذا التقلّب يعكس خلافات داخل البيت الأبيض بين المتشدّدين، مثل المستشار ستيفن ميلر، الذين يطالبون بترحيل صارم، وبين وزيرة الزراعة، بروك رولينز، التي أبدت تفهّمًا لمخاوف نقص اليد العاملة". فيما أشار مدير مركز سياسات كاليفورنيا، إدوارد رينغ، إلى أنّ: "ترامب يدرك خطورة تدمير القطاع الزراعي".
وأفادت الصحيفة أنّ: "مئات المدن الأمريكية شهدت تظاهرات ضد سياسة الترحيل، خصوصًا بعد مداهمات مكثفة في لوس أنجلوس أدت إلى غياب العمال وإغلاق المصانع والمتاجر، مع تراجع عدد الزوار والعمال بنسب كبيرة".
وأشارت إلى أنّ: "ترامب خصّص مساعدات بمليارات الدولارات لمزارعيه لتعويض خسائر حربه التجارية مع الصين، واعتبر العمال الزراعيين أساسيين أثناء جائحة كورونا في 2020، مع مرونة في منح التأشيرات. ولفت في تصريحات قبل أيام إلى أنه يسعى لتمكين المزارعين من تحمّل مسؤولية العمال "ذوي السمعة الطيبة" الذين يعملون لسنوات طويلة".
ومنذ عام 2020، انضم نحو 5.5 ملايين مهاجر إلى سوق العمل، لكن ترامب يبرّر حملات القمع بحماية الأمن والوظائف، وتحظى بتأييد أكثر من 80 بالمئة من الأميركيين بحسب استطلاع مركز "بيو" في آذار. وسجّلت إدارة الهجرة في حزيران متوسط 1600 توقيف يوميًا، بزيادة 450 بالمئة عن عهد بايدن، رغم عدم نشر بيانات يومية رسمية.
إطلاق مسار قانوني للعمل
أفادت الصحيفة أن القيصر الحدودي في إدارة ترامب، توم هومان، صرّح بأنه لم يناقش مع الرئيس آرائه الأخيرة حول الزراعة والفنادق، رغم التوتر القائم بين احتياجات اليد العاملة وسياسة الهجرة. وقال: "نحتاج إلى يد عاملة ومسار قانوني".
وأشار إلى مخاوف أصحاب الفنادق والمزارعين، وأنّ حملات المداهمة مستمرة مع التركيز على المجرمين الأكثر خطورة. فيما أوضحت الصحيفة أن سيد ميلر ومايرز وآخرين يرون أنّ: "تسهيل إصدار تأشيرات العمال الزراعيين المؤقتة يحل مشكلة الهجرة غير النظامية ويضمن استمرارية اليد العاملة". لكن المزارعين يؤكدون أن الحصول على عمال قانونيين يستغرق 90 يومًا أو أكثر، مع تكاليف تصل إلى 21.250 دولارًا لكل عامل موسمي مقابل 125 يوم عمل، وفقًا لفيليب مارتن.
وسلّطت الصحيفة الضوء على تزايد الضغوط داخل القطاع، حيث يسعى ممثلو رابطة مربي الماشية في كانساس إلى إقناع البيت الأبيض بالسماح للعمال غير الموثّقين الملتزمين بالقانون بالحصول على وضع قانوني، نتيجة نقص اليد العاملة في المزارع ومصانع تجهيز اللحوم، وفقًا لما ذكره المدير التنفيذي مات تيغاردن.
وأبرز تيغاردن: "إما أن نعتمد على عمال أجانب لإنتاج طعامنا، أو نستورد الغذاء من الخارج"، مضيفا: "من منظور الأمن القومي والغذائي، لا نرغب في استيراد الطعام". ودعا معهد اللحوم، ممثل شركات إنتاج اللحوم والدواجن، إدارة ترامب إلى إدراج شركات التعبئة والتجهيز ضمن مبادرات تحسين برامج العمال الزراعيين.
وفي السياق نفسه؛ أكد رئيس رابطة مزارعي الفستق، ريتشارد كريبس، أن مجموعته تسعى للاستفادة من حملة ترامب ضد الهجرة غير النظامية لدعم برنامج خاص بالعمال الزراعيين المؤقتين على غرار "برنامج براسيرو" الذي أُطلق منتصف القرن الماضي ومكّن ملايين المكسيكيين من العمل في الزراعة داخل الولايات المتحدة.
الصناعة تردّ
أكدت المدير التنفيذي للجمعية الأمريكية للفنادق والإيواء، روزانا ماييتا، في رسالة إلكترونية أنّ: "الجمعية أجرت عدّة اجتماعات مكثفة مع مسؤولي الإدارة لعرض التحديات الخطيرة التي تواجهها بسبب نقص القوى العاملة".
وبيّنت الصحيفة أنه على بُعد نحو 70 ميلاً شمال غرب لوس أنجلوس، في مقاطعة فينتورا، يشهد موسم جني الفراولة وكرنب بروكسل ذروته. وبعد أيام من حملات المداهمة المكثفة التي استهدفت العمال الزراعيين، وسُجلت مقاطع فيديو لوكلاء يطاردون العمال في الحقول، عاد معظمهم إلى العمل.
ويُعد هذا الموسم فترة عمل مستقرة، حتى إن العمال الذين كانوا قلقين من مداهمات وكالة الهجرة والجمارك قبلوا المخاطرة. وكان العمال يطلبون من الغرباء التعريف بأنفسهم، متوترين من وجود كاميرات أو أشخاص يتجسسون على الحقول عبر الأسوار المعدنية.
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن نائب الرئيس الوطني لمنظمة عمال المزارع المتحدة، رومان بينال، قوله إنّ: "العمال الزراعيين يعيشون من أزمة إلى أخرى"، لافتًا إلى أن عمال الحقول في مقاطعة فينتورا عملوا لأيام وسط دخان حرائق الغابات في لوس أنجلوس خلال يناير، وكذلك أثناء مداهمات الهجرة في وادي وسط كاليفورنيا خلال نفس الشهر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الولايات المتحدة كاليفورنيا الولايات المتحدة كاليفورنيا الاقتصاد الأمريكي ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العمال الزراعیین الید العاملة إدارة ترامب لوس أنجلوس الصحیفة أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يهاجم قادة أوروبا بشكل غير مسبوق.. ضعفاء يتحدثون كثيرا
شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما لاذعا على الدول الأوروبية، واصفًا إياها بأنها مجموعة دول "متحللة" يقودها أشخاص "ضعفاء"، منتقدا "إخفاق أوروبا" في السيطرة على الهجرة وإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وعبر ترامب خلال مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو"، عن قلقه الشديد من "الاتجاهات السيئة" التي تتجه إليها أوروبا.
وفي ذات الوقت، أكد أن الولايات المتحدة لا تريد "تغييرا كبيرا" في القارة الأوروبية.
وتابع ترامب، "أعتقد أن قادة أوروبا ضعفاء، ويريدون أن يكونوا ملتزمين جدا بالصوابية السياسية"، مضيفا أنهم "لا يعرفون ماذا يفعلون".
كما انتقد ترامب تأثير الهجرة غير المنظمة من الشرق الأوسط وأفريقيا على مدن مثل لندن وباريس، محذرا من أن بعض الدول الأوروبية "لن تظل دولاً قابلة للحياة" إذا لم يتغير الوضع، واصفا عمدة لندن صادق خان بأنه "كارثة" بسبب دعم المهاجرين له.
وعن الحرب في أوكرانيا، اتهم ترامب القادة الأوروبيين بعدم القدرة على إنهاء النزاع، قائلا "يتحدثون كثيرا لكنهم لا ينجزون شيئا، والحرب تستمر بلا نهاية".
كما شكّك في الديمقراطية الأوكرانية، مشيرا إلى أن "لم تجرَ انتخابات في أوكرانيا منذ وقت طويل، ووصل الأمر إلى نقطة لم تعد فيها ديمقراطية".
وأشار ترامب إلى اقتراحه لخطة سلام جديدة، قائلا إن بعض المسؤولين الأوكرانيين أعجبهم المسودة، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي لم يراجعها بعد، محذرا من أن روسيا في موقف أقوى.
ومع ذلك، أعرب ترامب عن دعمه لقادة أوروبيين يتوافقون مع آرائه، مثل فيكتور أوربان في المجر، قائلاً إنه "سيؤيد" مرشحين مشابهين رغم معارضة بعض الأوروبيين.
والاثنين، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوروبا من أنها تمضي في مسارات خطِرة، بعد أيام من نشر استراتيجيته الأمنية الجديدة التي تضمّنت انتقادات حادّة للقارة بسبب قضية الهجرة.
وقال ترامب للصحافيين "انظروا، على أوروبا أن تكون في غاية الحذر. فهي تسير في اتجاهات خطِرة، وهذا أمر بالغ السوء، سيء جدا لشعوبها. نحن لا نريد لأوروبا أن تتغيّر إلى هذا الحد".
يأتي هذا بعد نشر إدارة ترامب الجمعة، إستراتيجيتها المنتظرة للأمن القومي التي تعكس تحولا كبيرا في أولويات الولايات المتحدة لتتوافق مع رؤية ترامب للعالم القائمة على شعار "أمريكا أولا".
وتنتقد الإستراتيجية أوروبا بشدة وتدعم مزاعم اليمين المتطرف بأن حضارة القارة مهددة بالزوال نتيجة الهجرة.
وذكرت إدارة ترامب أنه "أمر أكثر من معقول أنه، في غضون عدة عقود على أقصى تقدير، سيشكّل غير الأوروبيين الأغلبية في عدد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
كما دعت إلى "تنمية المقاومة" داخل أوروبا، في لغة غير مألوفة عند التطرق إلى حلفاء مقربين.
ونددت إدارة ترامب أيضا بما قالت إنها "مراقبة حرية التعبير وقمع المعارضة السياسية" في أوروبا، في إشارة إلى المساعي الرامية لتقييد أصوات أقصى اليمين، بما في ذلك أولئك المناهضون للهجرة.
وتتعهّد الوثيقة أيضا بألا يكون هناك أي توسيع لحلف شمال الأطلسي، مما يعد ضربة لتطلعات أوكرانيا في هذا الصدد.
ويصدر الرؤساء الأمريكيون عادة "استراتيجية للأمن القومي" في كل ولاية لهم في البيت الأبيض.