هنأ محافظ الإسكندرية، أحمد خالد حسن سعيد، الدولة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، والكنيسة المصرية، وكافة الجهات المعنية بالدولة، بمناسبة اعتماد لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) رسميًا قرار رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.


وقدم محافظ الإسكندرية، بحسب بيان صادر عن المحافظة اليوم /الخميس/، خالص الشكر والتقدير إلى وزير السياحة والآثار شريف فتحي، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكافة الجهات المعنية بالدولة على جهودهم المبذولة في تحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي يعد بمثابة إنجاز جديد يُضاف إلى رصيد الدولة المصرية، ويعكس التزامها بحماية وصون تراثها الثقافي وفقًا للمعايير الدولية. 


وأوضح المحافظ أحمد خالد أن المحافظة استطاعت من خلال التنسيق بشكل كامل مع وزارات السياحة والآثار والري وكافة الجهات المعنية من إنجاز أعمال البنية التحتية اللازمة، من طرق وكهرباء وخدمات.


وأضاف أن جهود المحافظة بدأت منذ عام 2019 بالقيام بأعمال توسعة الطريق وإنشاء الطبقة الإسفلتية بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال الإنارة والتنسيق مع الإدارة العامة للمرور لوضع كافة اللوحات الإرشادية. 


وثمّن محافظ الإسكندرية الجهود التي تمت بالموقع ككل خلال السنوات الماضية لخفض منسوب المياه الجوفية وترميم العناصر المعمارية الأثرية وتطوير بعض الخدمات السياحية، التي ساهمت بالإشادة الدولية لجهود الدولة المصرية في تنفيذ التدابير التصحيحية اللازمة لرفع هذا الموقع الاستثنائي من قائمة التراث المعرض للخطر، وضمان استدامة مكوناته الأثرية للأجيال القادمة، بما يتفق مع المعايير الدولية في مجال الحفظ والترميم. 


يذكر أن اعتماد لجنة التراث العالمي قرار رفع موقع أبو مينا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، جاء خلال اجتماعات الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي والمنعقدة حالياً بمقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد استعراض التقرير الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025، الذي أشار إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصون بموقع أبو مينا الأثري، من أبرزها إنشاء نظام رصد ومراقبة فعّال لاستقرار منسوب المياه الجوفية، الذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المستمرة. 


كما أشاد التقرير بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية في تنفيذ كافة التوصيات المطلوبة من قبل في هذا الإطار، مؤكدة على أن حالة الصون المطلوبة لإزالة الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر (DSOCR) قد تحققت بالكامل. 


وتُعد منطقة دير أبو مينا أحد أبرز المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية والثقافية الاستثنائية، إذ كانت هي المحطة الثانية للحج المسيحي بعد مدينة القدس، وقد تم إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو منذ عام 1979، تقديرًا لأهميته الدينية والمعمارية. 


ومن بين أبرز الاكتشافات المعمارية والأثرية التي كشفت عنها الحفائر في دير أبو مينا هي البئر الذي يحتوي على قبر القديس مينا، الكنيسة الكبرى، وساحة الحُجّاج، والتي تعكس جميعها عمق الأهمية الروحية والعمرانية للموقع. 


وقد أدى التوسع في أنشطة استصلاح الأراضي والاعتماد على أساليب الري بالغمر في محيط الموقع، إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل كبير، مما أثّر سلبًا على البنية الأثرية ونتج عنه إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2001. 


وفي إطار الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة المصرية للحفاظ على هذا الإرث الفريد، وحماية المكونات الأثرية للموقع والحفاظ على سلامته، تم البدء الفعلي بمشروع خفض منسوب المياه الجوفية عام 2019 بعد الانتهاء من جميع الدراسات اللازمة لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض منسوب المياه الجوفية، وتم تشغيله تجريبياً في منتصف شهر نوفمبر 2021، وافتتحه وزير السياحة والآثار الأسبق عام 2022. كما تم تنفيذ أعمال ترميم شاملة للعناصر المعمارية المتبقية بالدير، في خطوة مهمة ساهمت بشكل مباشر في استيفاء متطلبات رفع الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

طباعة شارك محافظ الإسكندرية وزارة السياحة المجلس الأعلى للآثار الكنيسة المصرية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محافظ الإسكندرية وزارة السياحة المجلس الأعلى للآثار الكنيسة المصرية منسوب المیاه الجوفیة محافظ الإسکندریة السیاحة والآثار الدولة المصریة دیر أبو مینا

إقرأ أيضاً:

إنجاز مصري جديد.. فوز خالد العناني برئاسة اليونسكو تتويج للريادة المصرية في المحافل الدولية

في إنجاز مصري جديد يضاف إلى سجل النجاحات الدبلوماسية والثقافية، فاز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليصبح بذلك أول مصري وعربي يتولى قيادة هذه المؤسسة الدولية العريقة، في لحظة تعكس حجم التقدير العالمي للكفاءات المصرية وقدرتها على الإسهام في صياغة مستقبل الثقافة والتعليم وحماية التراث الإنساني.

وجاء هذا الفوز بعد منافسة قوية خلال الدورة 222 للمجلس التنفيذي لليونسكو، حيث حسم العناني النتيجة لصالحه بأغلبية 55 صوتًا مقابل صوتين فقط لمنافسه الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، في تصويت شهد متابعة دولية واسعة نظرًا لأهمية المنصب ودوره في تعزيز قيم الحوار والتنوع الثقافي عالميًا.

ويخلف الدكتور خالد العناني المديرة العامة السابقة أودري أزولاي، ليتولى المسؤولية في مرحلة دقيقة يشهد فيها العالم تحديات غير مسبوقة تتعلق بصون التراث وحماية الهوية الثقافية في ظل أزمات سياسية واقتصادية متلاحقة.

ويعد فوز العناني تتويجًا لمسيرة علمية ومهنية حافلة بالإنجازات في مجالي الآثار والسياحة، حيث لعب دورًا محوريًا في تطوير العمل الأثري بمصر وافتتاح عدد من المتاحف الكبرى، وفي مقدمتها المتحف القومي للحضارة المصرية، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي لحماية التراث ودعم السياحة.

حسين عبد البصير: فوز خالد العناني برئاسة اليونسكو تتويج لريادة مصر الثقافية عالميًا


أكد الدكتور حسين عبد البصير عالم الآثار في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد أن ترشيح الدكتور خالد العناني لهذا المنصب الدولي الرفيع يعد حدثًا تاريخيًا وخطوة مهمة تعكس الحضور العربي والإفريقي داخل كبرى المنظمات العالمية، وتجسد في الوقت نفسه ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية القادرة على الإسهام بفاعلية في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.

 العناني قامة علمية تركت بصمة بارزة في مجالات الآثار والتراث

وأوضح عبد البصير أن الدكتور خالد العناني يعد من أبرز الشخصيات العلمية والثقافية في مصر والعالم، لما يتمتع به من خبرة واسعة وإنجازات ملموسة في مجالات الآثار والتراث والسياحة، مشيرًا إلى أن فترة توليه وزارة السياحة والآثار شهدت طفرة كبيرة تمثلت في افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية وتفعيل التعاون الدولي في صون التراث الإنساني.

 ترشيح يواصل الدور الريادي لمصر داخل اليونسكو

وأشار عبد البصير إلى أن هذا الترشيح يمثل استمرارية طبيعية للدور المصري الريادي في منظمة اليونسكو منذ عقود، بعد ترشيحات الوزير فاروق حسني والسفيرة مشيرة خطاب، مؤكدًا أن العناني يحظى بدعم عربي وإفريقي واسع لما يتمتع به من شخصية توافقية واحترام دولي كبير.

دعم القيادة السياسية أعاد لمصر مكانتها الثقافية عالمياً

وشدد عبد البصير على أن هذا الإنجاز يأتي في إطار الدعم الكامل والرؤية الثاقبة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد لمصر مكانتها الدولية في مجالات الآثار والسياحة والثقافة والفنون، وجعل من حماية التراث وتعزيز الهوية الحضارية ركائز أساسية في استراتيجية الدولة المصرية الحديثة.

ترشيح يعبر عن طموح المنطقة بأكملها

واختتم عبد البصير تصريحاته مؤكدًا أن ترشيح الدكتور خالد العناني لا يعبر فقط عن طموح مصر، بل عن طموح المنطقة العربية والإفريقية في أن يكون للثقافة صوت مؤثر في صياغة مستقبل التعليم والعلوم والثقافة على المستوى الدولي، بما يليق بتاريخ مصر العريق وريادتها الحضارية عبر العصور.

طباعة شارك الدكتور خالد العناني اليونسكو الثقافة المتاحف الكبرى الثقافة والفنون

مقالات مشابهة

  • اليونسكو تشيد بجهود مصر في رفع دير مارمينا من قائمة التراث المعرّض للخطر
  • اتحاد السلة يعلن عن إطلاق موقع الإحصائيات لأول مرة في مصر
  • محافظ الإسكندرية يبحث مع مديرة اليونسكو بالقاهرة تعزيز التعاون المشترك
  • حمدي عرفة: فوز العناني باليونسكو يعكس ثقة المجتمع الدولي في الخبرة المصرية
  • إنجاز مصري جديد.. فوز خالد العناني برئاسة اليونسكو تتويج للريادة المصرية في المحافل الدولية
  • تعاون بين الشارقة والمالديف في مجال حفظ التراث الإنساني
  • إدارة آثار ما قبل التاريخ: العناني يملك رؤية متقدمة للحفاظ على التراث العالمي
  • أكد أهمية الحفاظ على التراث للأجيال القادمة.. أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل افتتاح “معرض الشرقية للحرف اليدوية”
  • تدشين مشروع أردني – أوروبي جديد يعيد الحياة إلى موقع مكاور الأثري
  • موقع عبري: طائرة مسيرّة يمنية اخترقت الدفاعات الجوية وضربت مبنى في إيلات