يمن مونيتور/ رويترز

قالت مصادر أمنية بحرية إن فرق الإنقاذ تمكنت، يوم الخميس، من انتشال أربعة ناجين إضافيين من طاقم السفينة التجارية “إترنيتي سي”، التي تعرضت لهجوم من قبل جماعة الحوثيين قبالة السواحل اليمنية، في هجوم أدى إلى غرق السفينة ومقتل عدد من أفراد طاقمها، فيما لا يزال 11 شخصاً في عداد المفقودين.

وبحسب المعلومات، فإن إجمالي عدد الناجين حتى الآن ارتفع إلى عشرة أشخاص، بينهم ثمانية فلبينيين، وهندي، وحارس أمن يوناني. وكان الأشخاص الذين تم العثور عليهم الخميس قد أمضوا أكثر من 48 ساعة في المياه قبل إنقاذهم، في حين لا تزال عمليات البحث مستمرة.

وتعرضت السفينة، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، لهجوم مزدوج هذا الأسبوع باستخدام زوارق مسيّرة وصواريخ أطلقت من زوارق سريعة، وفق ما أفادت به المصادر ذاتها. الهجوم الأول وقع ظهر الاثنين، تلاه هجوم آخر صباح الثلاثاء، مما اضطر الطاقم إلى القفز في البحر في محاولة للنجاة.

وتعد “إترنيتي سي” ثاني سفينة يتم إغراقها من قبل الحوثيين خلال أيام، بعد حادثة مماثلة استهدفت السفينة “ماجيك سيز”. وتشير التقديرات الأولية إلى أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم في الهجوم على “إترنيتي سي”، ما قد يمثل أولى الوفيات المؤكدة نتيجة هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ يونيو/حزيران 2024.

ووفقاً لمصادر بحرية، يُعتقد أن الحوثيين يحتجزون ستة من أفراد الطاقم، من أصل 22 كانوا على متن السفينة، بينهم ثلاثة حراس أمن. وقد اتهمت البعثة الأمريكية في اليمن جماعة الحوثي بـ”اختطاف” عدد من الناجين، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم دون شروط.

من جانبها، قالت جماعة الحوثيين إن قواتها البحرية أنقذت عدداً من أفراد الطاقم، ووفرت لهم الرعاية الطبية ونقلتهم إلى موقع آمن، دون أن تذكر تفاصيل إضافية عن مصيرهم.

وفي تعليقها على الوضع، أعربت إيلي شفيق، رئيسة قسم المعلومات في شركة “فانجارد تيك” البريطانية لإدارة المخاطر البحرية، عن قلق بالغ على مصير المفقودين والمحتجزين، مؤكدة أن الأولوية يجب أن تكون لسلامتهم والإفراج عنهم سريعاً.

يُذكر أن الهجمات البحرية التي تشنها جماعة الحوثي منذ أواخر عام 2023 تأتي في إطار ما تصفه الجماعة بـ”التضامن مع غزة”، وقد تسببت هذه الهجمات في اضطراب كبير بحركة الشحن العالمية، وأجبرت العديد من الشركات على تعليق عملياتها في البحر الأحمر.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: استهداف البحر الأحمر الحرب الحوثيون اليمن سفينة

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: تهديدات الحوثيين تعيد الاضطرابات إلى البحر الأحمر وخليج عدن

يبرز تهديد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران قبل أيام لاستهداف السفن الأمريكية كرسالة واضحة عن قدرة الجماعة على قلب موازين الاستقرار البحري في منطقة استراتيجية حيوية للتجارة العالمية. 

تقرير حديث لموقع "ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس" الأمريكي يشير إلى أن هذه التحركات تمثل خرقًا صريحًا لاتفاق وقف النار الذي أبرمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما يضع شركات الشحن الدولية أمام تحديات مزدوجة: بين المخاطر الأمنية وارتفاع تكاليف الملاحة والتحولات اللوجستية التي تضطرها لإعادة رسم مسارات رحلاتها.

ويشير التقرير إلى أن هذه التحركات، رغم محدودية احتمالية دفع واشنطن نحو ضربات عسكرية جديدة، تعكس هشاشة الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، الأمر الذي قد يعيد إلى الواجهة تأثيرات سياسية واقتصادية تمتد من أسعار الشحن إلى إيرادات قناة السويس، فضلاً عن كلفة التأمين وارتفاع أسعار الوقود، ما يجعل المنطقة نقطة حساسة يجب مراقبتها بعناية من قبل جميع الأطراف الدولية.

وأوضح التقرير أن قرار الحوثيين بتهديد مصالح الشحن الأمريكية لا يُشكل تصعيدًا كافيًا لدفع إدارة ترامب إلى شن ضربات عسكرية جديدة، لكنه يُبقي على مخاطر عالية لجميع السفن العابرة عبر البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي، بغض النظر عن علمها أو ملكيتها. وأشار إلى أن الحوثيين أعلنوا في 30 سبتمبر/أيلول الماضي إنهاء الهدنة المتفق عليها منذ مايو/أيار واستئناف استهداف الأصول المرتبطة بالولايات المتحدة، في خطوة اعتبرها المحللون تحديًا مباشرًا للاستقرار البحري.

ويُشكل البحر الأحمر ومضيق باب المندب شريانًا تجاريًا عالميًا، حيث تمر عبر قناة السويس حوالي 15% من التجارة الدولية، بما يشمل النفط الخام والغاز الطبيعي المسال وشحنات الحاويات. ونتيجة للاضطرابات، اضطر العديد من مشغلي السفن إلى التحايل حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، مما أضاف أسبوعين على مدة الرحلات وزاد من تكاليف الوقود بشكل ملحوظ.

وأفاد التقرير أن مصر تكبدت بالفعل خسائر في إيرادات قناة السويس تُقدر بنحو 7 مليارات دولار لعام 2024، أي حوالي 800 مليون دولار شهريًا، في ظل تغيير مسارات السفن وتحولات جداول الرحلات ومحطات التزود بالوقود. ورغم ذلك، ساهمت خطط التكيف هذه في الحد من تأثير الأزمة على حركة الشحن، لكنها أثرت على كفاءة النقل البحري.

كما أشار التقرير إلى أن أسعار شحن الحاويات تراجعت رغم طول الرحلات، حيث انخفض مؤشر درويري العالمي للحاويات بنسبة 5% خلال أسبوع واحد ليصل إلى 1,669 دولارًا للصندوق بطول 40 قدمًا، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2024، مع تعويض فائض المعروض من السفن عن علاوات التأخير. ومع ذلك، ظل التأمين يمثل عبئًا إضافيًا، إذ ارتفعت تغطية مخاطر الحرب إلى 0.7% من قيمة هيكل السفينة في ذروة الأزمة، مقارنة بـ0.3% قبلها، مع فرض شركات التأمين شروطًا أكثر صرامة على السفن المرتبطة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

وحذر التقرير من أن الاستهداف الحوثي للسفن غالبًا ما يكون عشوائيًا، إذ لم تصب سوى 37% من الهجمات منذ عام 2024 سفنًا مرتبطة بالولايات المتحدة أو إسرائيل، بينما استهدفت 63% سفنًا بلا صلة واضحة. وأوضح المحللون أن اعتماد الحوثيين على الاستخبارات الإيرانية والمصادر المفتوحة قد يؤدي إلى أخطاء في تحديد هوية السفن، مما يزيد من المخاطر على حركة الملاحة في المنطقة.

في النهاية، يُبقي التقرير على حقيقة أن البحر الأحمر وخليج عدن لا يزالان مناطق عالية المخاطر، حيث يواجه الشاحنون مهمة معقدة لموازنة الرحلات الطويلة، والتكاليف المرتفعة، وأسعار الشحن المتقلبة، في ممر تجاري عالمي يظل الاستقرار فيه بعيد المنال. ويخلص التقرير إلى أن أي تصعيد إضافي قد يكون له انعكاسات مباشرة على التجارة الدولية، وعلى الاقتصاد الإقليمي والدولي، مما يحتم على جميع الأطراف اتخاذ تدابير احترازية للحفاظ على الأمن البحري في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • ممارسات الحوثيين تؤجج الأزمة الإنسانية وتفاقم معاناة اليمنيين
  • شركة “سبليتهوف”: وفاة أحد أفراد طاقم السفينة الهولندية جراء استهدافها قبالة سواحل اليمن
  • اليمن.. وفاة أحد طاقم سفينة شحن هولندية تعرضت لهجوم حوثي في خليج عدن
  • الأردن.. ليبيا تتسلّم 6 من أفراد السفينة عمر المختار
  • الحوثيون يعلنون استهداف سفينة شحن هولندية في خليج عدن
  • الإعلان عن وفاة بحار جراء هجوم حوثي على سفينة هولندية بالبحر الأحمر
  • تقرير أمريكي: تهديدات الحوثيين تعيد الاضطرابات إلى البحر الأحمر وخليج عدن
  • الحوثيون يشنون حملة اختطافات جديدة في البيضاء
  • تفاصيل جديدة حول غرق السفينة “ASENA” قبالة السواحل السودانية
  • هولندا تطالب بتصنيف الحوثيين "إرهابيين" أوروبياً بعد استهداف سفينتها.