لاحظنا خلال الأشهر الماضية، وقبل عودة «إسرائيل» للمفاوضات التي نقضتها سابقا بأن جيشها كثّف من عملياته العسكرية العشوائية ضد المدنيين العزل في غزة سعيا منها لكسر المقاومة في الميدان، ولكنها عجزت عن ذلك، ولهذا اضطرّت للعودة للتفاوض مع الفلسطينيين.وحقيقة لا يوجد في القانون الدولي ما يمنع أي جيش أو مقاومة من تصعيد العمليات العسكرية خلال المفاوضات، ولكنها، وفقا لبعض المنظرين، تعتبر خرقا لنيّة السلام، ومع ذلك فهي شائعة في غالبية الصراعات والحروب والمواجهات.
وتَستخدم غالبية الدول أسلوب تكثيف العمليات العسكرية خلال المفاوضات لتقوية موقعها على طاولة المفاوضات، وفرض شروطها عبر القصف المكثّف، والتركيز على تصفية القيادات الميدانية، وتهشيم البنية التحتية للمقابل لدفعه لقبول الواقع وقبول شروط الطرف الضاغط، وهذا ما سعت تل أبيب لتحقيقه خلال الأشهر الماضية وحتى الآن!.
ومع الإصرار «الإسرائيلي» على التصعيد العسكري خلال المفاوضات الحالية وجدنا أن المقاومة الفلسطينية لم تقف مكتوفة الأيدي بل قلبت المعادلة، وجعلت الجيش «الإسرائيلي» وقادة الاحتلال في مواقف هزيلة، وإحراجات ساحقة ميدانيا وسياسيا واجتماعيا.
ومن أبرز ثمار الإصرار الفلسطيني العمليات والكمائن النوعية للمقاومة، وبالذات الأخيرة منها، كونها أحرجت الكابينة الحكومية «الإسرائيلية»، والقيادة الميدانية للجيش التي فشلت بعد عشرات الوعود في إنهاء المقاومة، وبالمحصّلة إشعال الغضب الشعبي الصهيوني ضد الحكومة والحرب.
وسنذكر هنا أبرز الكمائن التي وقع فيها الجيش «الإسرائيلي» منذ نهاية عام 2023 وحتى الآن:
- كمين الشجاعية يوم 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023، وأسفر عن مقتل نحو 10 جنود وضبّاط من لواء غولاني.
- كمين المغازي يوم 22 كانون الثاني/ يناير 2024، وأسفر عن مقتل 21 جندياً وضابطاً.
- كمين الزنة في خان يونس يوم 6 نيسان/ أبريل 2024 وقُتل فيه أربعة جنود، بينهم ضابط.
- كمين تل السلطان منتصف حزيران/ يونيو 2024 في رفح، وأوقع 8 قتلى.
- كمين مركب في خان يونس يوم 24 حزيران/ يونيو 2024، وقتل فيه أربعة جنود وجرح 17 آخرون!
- كمين «كسر السيف» ببيت حانون شمالي غزة، حيث استهدفت المقاومة يوم 19 نيسان/ أبريل 2025 جيبا عسكريا للاحتلال وأوقعوا أفرادها ما بين قتيل وجريح.
- كمين «الفرقة 98» في الشجاعية، يوم 3/7/2025، والتي وجدت نفسها أمام ثلاث عمليات فدائية أوقعت قتيلا و8 مصابين من وحدة «إيغوز» النخبوية، بينهم 3 في حالة خطرة.
- كمين بيت حانون شمالي غزة يوم 7/7/2025 وتسبب بمقتل 6 جنود، وأسر اثنين، واصابة 19 آخرين.
والكمائن الأخيرة في الشجاعية وبيت حانون نُفّذَت خلال مفاوضات الدوحة، وكمين بيت حانون أفقد الجيش الصهيوني السيطرة على العمليات الأرضية، خصوصا بعد تأكيد الإعلام «الإسرائيلي» أن «مقاتلي القسام دخلوا بالكمين بلباس جنودنا ولم يَتعرّفوا عليهم».
والكمين الأخير نُفّذ بدقة متناهية بحيث إن المقاومة زرعت الألغام عند كافة المداخل، ونفّذت خطّتها على الدبابة الواقعة بالكمين، ثم هاجمت القوة المساندة، ثم أطاحت بقوتي الانقاذ الأولى والثانية، وأخيرا فجّرت الموقع المزروع بعشرات الألغام المضادّة للدبابات، وتلاها عملية فتح النيران على الموقع.
وذكرت بعض الوكالات أن عدد الأحداث الخطيرة ضد الجيش «الإسرائيلي» يصعب حصرها بدقّة، ولكنها أكثر من 200 حادث أمني نوعي منذ نهاية 2023 ولغاية منتصف 2025.
وهكذا فإن ضربات المقاومة النوعية أربكت المفاوض «الإسرائيلي» وجعلته يتردّد في اتخاذ القرار الصائب خصوصا بعد أن وضعته تلك الضربات أمام معادلة جديدة لا يمكنه معها فرض شروطه على المفاوض الفلسطيني.
التناغم الفلسطيني، الميداني في غزة ، سيُجبر «إسرائيل» على النزول من برجها العاجي والقبول بالكثير من شروط المقاومة الفلسطينية رغما عن إرادتها.
الشروق القطرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة الاحتلال القسام غزة الاحتلال المقاومة القسام قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
فضيحة في صفوف الجيش الإسرائيلي.. اعتقال 7 جنود بتهم اغتصاب زملائهم
#سواليف
كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن #فضيحة_كبرى هزت #الجيش_الإسرائيلي تتعلق بجرائم #اغتصاب وتهديد جنسي.
ومددت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في قاعدة بيت ليد، اليوم الأربعاء، توقيف 7 جنود نظاميين من وحدة “حيتس” للدفاع الجوي حتى الثلاثاء المقبل، بتهمة ارتكابهم جرائم اغتصاب وتهديدات واعتداءات جسدية ونفسية بحق زملائهم في الوحدة.
وشملت القضية بحسب الشبهات إساءات جسيمة ضد حوالي 10 جنود صغار السن في إطار برنامج “مراسم التنشئة”، وتضمنت الاعتداءات أفعالا جنسية وتهديدات وتعذيبا نفسيا، في ما ينظر إليه على أنه تجاوز خطير لـ”أخلاقيات” الجيش وانتهاك صارخ لحقوق الأفراد.
مقالات ذات صلة الاحتلال يعلن مقتل جندي احتياط قالت القسام إنها أجهزت عليه إثر استهداف جرافته (صورة) 2025/07/09وخلال جلسة المحكمة، شددت القاضية على أن “التحقيق معقد ويحوي كما كبيرا من الأدلة، التي تشكل أساسا معقولا للشكوك”، مضيفة أن “نطاق القضية يفرض الاستمرار في إجراءات التحقيق خشية تعطيلها”، ما استوجب تمديد توقيف الجنود. وأدى ذلك إلى رد فعل غاضب من والد أحد المتهمين الذي صاح: “إنهم أبطال إسرائيل، لا داعي لهذا المأزق. مستقبلهم يدمر”، ليطرد لاحقا من القاعة.
محامي أحد المتهمين، إيدان دفير، أوضح أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، مضيفا: “الشكوك خطيرة، لكن من المبكر تحديد مسؤولية كل مشتبه به. موكلي لم يكن حاضرا في معظم الأحداث المركزية، ونأمل أن يظهر ذلك خلال التحقيقات”.
وجاء فتح التحقيق إثر شكوى تقدم بها أحد الجنود الشهر الماضي، كشف فيها حجم #الانتهاكات التي تعرضت لها المجموعة المستهدفة. وتحقق الشرطة العسكرية حاليا أيضا في احتمال وقوع بعض هذه الأفعال خلال فترة الحرب مع إيران، والتي كانت خلالها وحدة “حيتس” نشطة في مهام جوية حساسة.
نظرا لحساسية الأمر، يتابع القضية قائد سلاح الجو اللواء تومر بار شخصيا، فيما أعلن الجيش أن وحدات الدعم النفسي والمرافقة تقدم دعما للجنود الذين تم اغتصابهم. وأكد الجيش الإسرائيلي أن “هذه حادثة خطيرة، ويجري التحقيق فيها بدقة وبأقصى جدية ممكنة”.
وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الجيش: “يجري حاليا التحقيق في شبهات تتعلق بأعمال عنف خطيرة في إطار مراسم تنشئة في إحدى وحدات سلاح الجو. نتابع القضية بشكل دقيق، ونتبع سياسة عدم التسامح مطلقا مع مثل هذه التصرفات”.
وتسلط هذه القضية الضوء مجددا على ظاهرة “مراسم التنشئة” القسرية التي طالما أثارت الجدل داخل الجيش الإسرائيلي، وسط مطالب بحماية الجنود الجدد.