كتب- حسن مرسي:

أكدت ياسمين فاروق، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التنظيمات المتطرفة تعتمد بشكل رئيسي على استغلال فكرة الخوف من العذاب كأداة نفسية لترويع عناصرها.

خلال حلقة برنامج "فكر" المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أوضحت فاروق أن هذه التنظيمات تبرر ممارساتها العنيفة عبر تحريف النصوص الدينية واستغلال الغرائز الإنسانية الفطرية لتحقيق أهدافها.

وأضافت أن الخوف من العذاب في الإسلام هو شعور إيماني مشروع يدفع الإنسان إلى التوبة والعمل الصالح.

وتابعت أن المشكلة تكمن في نزع هذا الشعور من سياقه التربوي الرحيم، وتحويله إلى أداة للتخويف والإخضاع، وهو ما تمارسه تلك التنظيمات بوضوح.

وأشارت إلى أن هذا النهج يؤدي إلى "تجميد وعي الأتباع" وإخضاعهم لنمط واحد من التفكير والسلوك لا يسمح بالاجتهاد أو التعددية.

وبينت الباحثة أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو التفسير الانتقائي للنصوص الدينية، حيث يتم التركيز على الآيات التي تتحدث عن العذاب الإلهي والجحيم، مع تجاهل متعمد للآيات التي تدعو إلى الرحمة والمغفرة والتسامح.

وتابعت فاروق: "غالبًا ما تُقدَّم هذه النصوص كأدلة على أن الانضمام إلى التنظيم أو تنفيذ أوامره هو السبيل الوحيد للنجاة من العذاب، بينما تُصوَّر الكوارث الطبيعية والأزمات كعقاب إلهي لكل من يخالفهم، مما يزيد من شعور الخوف والقلق لدى بعض الشباب ويدفعهم نحو التطرف".

وأكدت الباحثة أن هذه الاستراتيجية تُستخدم لبناء حالة من الطاعة العمياء لدى الأتباع، حيث يُصوَّر الخروج عن طاعة التنظيم كخيانة تستوجب العذاب في الدنيا والآخرة.

وأوضحت أن الرد العلمي على هذا الخطاب يبدأ من فهم المنهج القرآني المتوازن، الذي يقرن الخوف بالرجاء، ولا يفصل بين التحذير من العذاب والبشارة بالرحمة.

واستشهدت بقول الله تعالى: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ"، مشيرة إلى أن رسول الله ﷺ كان يدعو: "اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار"، مما يدل على توازن تربوي بين الخوف والرجاء في الإسلام.

وأضافت فاروق أن السيرة النبوية تؤكد أن النبي ﷺ لم يكن يعتمد على التخويف والترهيب، بل ربّى أصحابه على الرجاء والرحمة، وكان باب التوبة مفتوحًا للجميع بالرفق واللين، وليس بالوعيد والرهبة.

وأكدت على أن "التوازن بين الخوف والرجاء هو السبيل الحقيقي للفهم الصحيح للدين، وليس استخدام الخوف كأداة ترهيب كما تفعل التنظيمات المتطرفة التي خالفت جوهر الرسالة الإسلامية التي وصفها القرآن الكريم بقوله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

ياسمين فاروق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف التنظيمات المتطرفة تحريف النصوص الدينية ياسمين فاروق برنامج فكر

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة مرصد الأزهر يدين حملة "فوكس" ضد الحجاب ويشيد بموقف الحكومة الإسبانية أخبار مرصد الأزهر: سرايا أنصار السنة بسوريا امتداد فكري لداعش أخبار مرصد الأزهر: ثورة 30 يونيو.. إرادة شعب صنعت تاريخ أخبار حذّر من انهيار القيم.. مرصد الأزهر يطرح رؤية تشاملة للإصلاح المجتمعي أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد مدارس رابط التقديم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية 2026 - تفاصيل الأزهر الشروط والأوراق المطلوبة للتقدم لمعهد تمريض مستشفى الدعاة مدارس الأوراق المطلوبة للتقديم في مدارس stem الأزهر وكيل الأزهر: تصحيح امتحانات الشهادة الثانوية أمانة كبرى تتم بمهنية ومصداقية مدارس "احصل عليها فور إعلانها".. ننشر رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع

أخبار رياضية

المزيد رياضة عربية وعالمية "أطفال مرضى".. إعلامي جزائري يكشف موقف إنساني لكريستيانو رونالدو (فيديو) رياضة محلية "الأولى لفيريرا".. الزمالك يخطف فوزًا قاتلاً من أمام أورانج وديًا رياضة محلية والد حامد حمدان يوجه رساله لابنه بخصوص الزمالك.. والأخير يرد رياضة عربية وعالمية "مركز صادم لصلاح".. الكشف عن المرشحين للتتويج بجائزة الكرة الذهبية 2025 "النادي وافق على شروطه.. الكشف عن الوجهة القادمة للسويسري رينيه فايلر

إعلان

أخبار

مرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تجمد وعي أتباعها عبر تحريف النصوص الدينية

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

شبورة مائية وارتفاع الأمواج.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس غدًا السبت الوطنية للانتخابات تُعلن الكشوف المبدئية لمرشحي مجلس الشيوخ 36

القاهرة - مصر

36 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: انتخابات مجلس الشيوخ 2025 الثانوية العامة 2025 كأس العالم للأندية 2025 الطريق إلى البرلمان إيران وإسرائيل سعر الفائدة الحرب الإسرائيلية على إيران صفقة غزة ياسمين فاروق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف التنظيمات المتطرفة مؤشر مصراوي التنظیمات المتطرفة صور وفیدیوهات مرصد الأزهر من العذاب

إقرأ أيضاً:

المتقون.. النموذج الصحيح للإيمان الصادق

 

السيد القائد /عبد الملك بدر الدين الحوثي

{والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} [البقرة: الآية4]، إيمانٌ بما أنزل الله، إيمان إذعان وقبول ووثوق وتصديق ويقين، فحملوه فكرة ورؤية ونظرة وتقييمًا، وحملوه- أيضًا- موقفًا واتجاهًا عمليًا في هذه الحياة، والتزامًا عمليًا فيما يفعلون وفيما يتركون، {وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ}؛ لأنهم يؤمنون بوحدة المسيرة الدينية، ويؤمنون بالله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” أنه الذي رعى عباده بالهداية على طول تاريخهم، أنه الرحيم، الحكيم، العظيم، الذي أوصل هديه والدلالة لعباده على ما فيه فلاحهم، وسعادتهم، وفوزهم، وخيرهم، في كل الأجيال، وعلى مرِّ الزمن، ليست المسألة أنه خلى عباده حتى قال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: من الآية1]، وجاء لهم برسول وكتاب. |لا|، منذ أن خلق آدم، وجعله في موقع التكليف، وأوصله إلى تلك الجنة، بدأ يرشد، بدأ ينبه: [هذا خطر عليك، هذا مصلحة لك، هذا فلاح لك، هذا خسارة عليك، {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: من الآية38]، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}[طه: من الآية124]، ينبه على مرِّ التاريخ، وقدَّم الهداية لعباده، وإيمان بأن مسيرة الرسل والأنبياء والكتب الإلهية مسيرة واحدة، تنطلق من أصلٍ واحد، من توجهٍ واحد إلى الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى”.

{وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}، واليقين بالآخرة مسألة مهمة جدًّا؛ لأن حالة الإقرار حالة قائمة في واقع كل المنتسبين للإسلام، ولكن الذي يميّز المتقين هو اليقين بالآخرة الذي ترك أثرًا عظيمًا في أنفسهم من الخوف من الله، والرغبة إلى الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى”، فكانوا في توجههم في هذه الحياة متجهين نحو طاعة الله، نحو الحذر من معصية الله، نحو القيام بمسئولياتهم، وعندهم هذا الدافع النفسي الكبير: خوفًا ورغبة، خوفًا ورجاءً، دافع نفسي كبير وعظيم، هل يؤثر على الناس في كل اتجاهاتهم في هذه الحياة إلا الخوف والرغبة، الخوف والطمع، الخوف والرجاء، فهم إلى الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” في إيمانهم به ويقينهم بالآخرة على هذا المستوى، وعند الزلل يُنيبون ويتوبون ولا يصرّون على المعصية أبدًا.

{أُوْلَـئِكَ}، بهذه الصفات البارزة والرئيسية، التي يتبعها بقية الصفات، {عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ}[البقرة: الآية5]؛ لأنهم اتجهوا في حياتهم، في مواقفهم، في مسيرة حياتهم وهم يعتمدون على ذلك الهدى، يعودون إليه، يسترشدون به، يستلهمون منه ما يفيدهم في روحيتهم، وما يدلهم في الطريق وعلى مواصلة الطريق. الآخرون من حولهم هذا له مشروعه، هذا له فكرته، هذا له رؤيته، من هناك وهناك وهناك، وهم لم يعتمدوا آراءهم، ولا أهواءهم، ولا رغباتهم، ولا شهواتهم، ولا مزاجهم، واتجهوا إلى البحث عمَّا يريده الله منهم، عمَّا يأمرهم به الله، عن المسئوليات التي يحددها الله لهم، فاعتمدوا على ذلك، والله “جلَّ شأنه” يمنحهم هو هدايةً بهذا التوجه إليه، {وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، هم في النهاية الفائزون. يقول المفسرون وأهل اللغة عن تفسير الفلاح: أنه الظفر بالخير، ويقولون عنه: أنه الفوز بالبُغْيَة، يعني: الوصول إلى ما تبتغيه، إلى ما تريده، إلى ما تؤمِّله، إلى أهدافك العظيمة والسامية.

البشر بشكلٍ عام في هذه الحياة يخرجون من هذه الحياة إما بربح وإما بخسارة، إما بفوز وإما بخسارة، عاقبة أمرهم الحتمية هي هذه: إما أن يكون كسبك في هذه الحياة، سعيك في هذه الحياة، مسيرتك في هذه الحياة توصلك إلى الفوز، وإما أن تخرج بك إلى الخسارة، والله “جلَّ شأنه” قال في كتابه الكريم: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[سورة العصر].

فالإنسان في هذه الحياة إما أن يكون من المفلحين، الناجحين، الفائزين، وإما أن تكون النتيجة هي الخسارة “والعياذ بالله”، الإنسان مهما حصل عليه في هذه الحياة وهو خارجٌ عن خط الهداية مآله ونتيجته أن يخسر كل شيء، وأن يتجه إلى عذاب الله الذي هو خسران أبدي، أما هم ففلاحهم في الدنيا فيما يتحقق في هذه الدنيا، وفلاحهم وفوزهم العظيم في الآخرة.

 

مقالات مشابهة

  • الأزهر يواجه التطرف بـ10 إصدارات في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
  • دراسة: الطقس المتطرف يعزز الوعي المناخي والبيئي
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
  • بعد قليل.. نقل شعائر صلاة الجمعة الجامع الأزهر
  • المتقون.. النموذج الصحيح للإيمان الصادق
  • استغلال الذكاء الاصطناعي لنشر صور وفيديوهات مضللة حول مظاهرات كينيا
  • الأزهر يستنكر بشدة زيارة أئمة أوروبيين للكيان الصهيوني: فئة ضالة لا تمثل الإسلام
  • مرصد الأزهر يدين حملة فوكس ضد الحجاب ويشيد بموقف الحكومة الإسبانية
  • الأزهر للفتوى: الالتزام بقوانين وقواعد المرور من الضرورات الدينية