في حضرة الغياب العربي.. مأساة غزة تعرّي الواقع السيئ
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
صالح البلوشي
من ينظر إلى خريطة الوطن العربي يدرك أنها تمرّ بأسوأ حالاتها في تاريخها الحديث، إذ تكاد تفتقر إلى الاستقرار في معظم بلدانها. فالسودان، مثلًا تم تقسيمه قبل أن يدخل في حرب أهلية طاحنة، ولا يزال عاجزًا عن الخروج منها حتى اليوم. أما مصر، فتعيش أوضاعًا اقتصادية بالغة السوء، فضلًا عن ضغوط سياسية متزايدة بسبب رفضها مشاريع توطين الفلسطينيين في سيناء.
وفي سوريا، وبعد حرب أهلية استمرت 14 عامًا، تبرز مخاوف جديدة من انزلاق البلاد إلى حرب طائفية، على ضوء المذابح والقتل على الهوية التي شهدها الساحل السوري، ثم السويداء لاحقًا، إلى جانب مناطق أخرى.
أما لبنان، فيواجه ضغوطًا أمريكية متواصلة لنزع سلاح حزب الله، رغم مرور تسعة أشهر على وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني، الذي لا يزال يواصل اعتداءاته اليومية وسط صمت دولي غير مستغرب. فما أسباب هذا الضعف العربي؟ ولماذا أصبحت اجتماعات جامعة الدول العربية مجرّد مادة للتندر والسخرية في الشارع العربي؟
هل يعود ذلك إلى ما يُعرف بـ"الربيع العربي"، الذي لم يأتِ بالديمقراطية المنشودة، ولا بالعدالة الاجتماعية التي كانت الشعوب تطمح إليها، بل أسهم في تقسيم ليبيا واليمن، وتدمير سوريا وتفكيك وحدتها الداخلية؟
أم أن الأمر نتيجة مباشرة للتحولات الإقليمية العميقة التي أعقبت أحداث 7 أكتوبر، والتي قلبت ميزان العلاقات الدولية والإقليمية؟
أم أن المشكلة في الأصل تكمن في غياب الرغبة الحقيقية لدى بعض الدول العربية في التدخل في الشأن الفلسطيني، بسبب موقفها من حركة "حماس" التي تُعد امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما لا يلقى قبولًا لدى عدد من الأنظمة العربية؟
وسط هذا المشهد القاتم، يبرز السؤال المؤلم: دول تعاني من هذا القدر من التفكك والانقسام، كيف لها أن تمارس ضغطًا على الولايات المتحدة لإجبار الكيان الصهيوني على وقف مسلسل القتل اليومي وسياسة التجويع الممنهجة بحق المدنيين في غزة؟.. دول لم تستطع حل أزماتها الداخلية، فكيف لها أن تحلّ أزمة غزة؟
في زمن السقوط العربي الجماعي، لم يعد يُنتظر من الأنظمة أن تنقذ غزة أو أن تكبح جماح آلة القتل الصهيونية. لكن ما يجب ألّا يسقط بالتوازي هو صوت الشعوب، وضمير المثقفين، ووعي الأجيال.
ومع ذلك، فإن الواقع مؤسف إلى حدٍّ بعيد؛ إذ نشهد شبه غياب للمثقفين العرب عن المشهد الفلسطيني، وكذلك للإعلاميين والفنانين ومؤسسات المجتمع المدني. بل إن مواقف بعض المثقفين والإعلاميين كانت مخجلة، وذهب بعضها إلى حدّ التماهي مع الخطاب الصهيوني، وكأنهم باتوا أكثر تطرفًا من الصهاينة أنفسهم!
إن الصراع مع الكيان الغاصب ليس صراعًا سياسيًا أو عسكريًا فحسب، بل هو صراع وجودي؛ على الحق، وعلى الذاكرة، وعلى المعنى. وإن عجز النظام العربي الرسمي، لأسباب نعرفها جميعًا، عن ملء هذا الفراغ، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المجتمعات العربية والإسلامية، لتملأ هذا الغياب بالكلمة، بالموقف، وبالحد الأدنى من التضامن، كي لا تتحوّل المأساة إلى مجرد خبر عابر في نشرة المساء.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عادل إمام يعود إلى الأضواء بعد سنوات من الغياب
شهد مهرجان المسرح المصري لحظة استثنائية عندما ظهرت صورة الفنان الكبير عادل إمام إلى جانب عمالقة الفن الراحلين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، خلال عرض افتتاح الدورة الجديدة.
وكان عادل إمام قد عاد ليتصدر المشهد الإعلامي مجددًا بعد غياب طويل عن الأضواء، إذ شهد الشهران الماضيان ظهورين نادرين له أعادا اسمه إلى صدارة محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي.
والتقطت له صورة خلال عقد قران حفيده، في مناسبة عائلية خاصة، لاقت انتشارًا واسعًا بين محبيه الذين عبروا عن سعادتهم بظهوره بعد فترة عزلة فنية وإعلامية
أما الظهور الثاني، فكان في صورة نشرها الكاتب أكرم السعدني نجل الفنان الراحل صلاح السعدني، جمعته بالزعيم وشقيقه عصام إمام، حيث أكد السعدني أن الصورة التُقطت مؤخرًا وأن عادل إمام يتمتع بصحة جيدة وروح مرحة كما عهدها جمهوره.
ولم يعلن الزعيم رسميًا عن أي عمل جديد منذ فيلمه الأخير «فلانتينو» الذي عُرض عام 2020، وهو آخر ظهور له على الشاشة قبل أن يتوارى تدريجيًا عن الساحة الفنية، مكتفيًا بمتابعة أعمال نجليه رامي ومحمد إمام اللذين يواصلان مشوارهما السينمائي والدرامي.
ورغم غيابه عن العمل منذ أكثر من أربع سنوات، لا يزال عادل إمام يحتفظ بمكانته كأحد أهم رموز الفن العربي، إذ تجاوزت ثروته التقديرية وفق تقارير إعلامية غير رسمية 100 مليون دولار، معظمها من مشاريعه السينمائية الناجحة وأعماله التلفزيونية الممتدة على مدار أكثر من خمسة عقود.
وفي السياق ذاته أثارت صورة متداولة للفنان المصري عادل إمام خلال أدائه مناسك العمرة ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعدما ظهر فيها جالسًا على كرسي متحرك داخل الحرم المكي، غير أن وسائل إعلام محلية، أكدت أن الصورة مفبركة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأن أسرة الزعيم لم تصدر أي بيان رسمي بشأن سفره إلى السعودية أو أدائه العمرة مؤخرًا، لتضع بذلك حدًا للشائعات التي اجتاحت المنصات.
في المقابل، جددت عائلة عادل إمام تأكيدها على أن حالته الصحية مستقرة، نافية الأنباء التي ترددت عن تدهورها، وقال المنتج عصام إمام، شقيق الفنان الكبير، في تصريحات صحفية إن الزعيم "بصحة جيدة ويعيش حياة طبيعية داخل منزله"، فيما شدد نقيب الممثلين أشرف زكي على أن الصور والمقاطع التي تزعم نقله إلى المستشفى "عارية تمامًا من الصحة".