رسالة إلى الحكومة.. افتحوا باب التقاعد
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
حمود بن سعيد البطاشي
في ظل تطلعات الوطن نحو مستقبل أكثر إشراقًا، وأمام تحديات اجتماعية واقتصادية تتطلب قرارات شجاعة ومدروسة، نوجّه هذه الرسالة المتزنة إلى حكومتنا الرشيدة، آملين أن تجد آذانًا صاغية وقلوبًا واعية بحجم المسؤولية الوطنية والإنسانية.
لقد مرّت عقود على بناء جهاز الدولة الإداري، وتقلّد آلاف الموظفين مناصبهم بإخلاص وتفانٍ، أسهموا من خلالها في ترسيخ قيم العمل والانضباط والمساهمة في النهضة الوطنية.
في بداية النهضة المتجددة، اتخذت الحكومة خطوة جريئة حينما قررت إحالة كل من أكمل 30 عامًا إلى التقاعد، وهي خطوة لقيت استحسانًا واسعًا من المجتمع، كونها تفتح المجال أمام جيل جديد من الشباب لدخول سوق العمل، وتحقق التوازن المطلوب في الجهاز الإداري. غير أن ما أثار الدهشة والاستغراب هو التراجع المفاجئ وغير المبرر عن هذا القرار بعد فترة وجيزة، ليُغلق الباب مجددًا أمام الشباب الباحثين عن الأمل والمستقبل.
الواقع أن سوق العمل اليوم يئنّ من اختلالات واضحة، في مقدمتها البطالة المتفاقمة بين فئة الشباب. بعضهم تجاوز العقد الثالث من عمره دون أن يحظى بفرصة وظيفية واحدة، وآخرون يعيشون عبء الإحباط والتهميش رغم كفاءاتهم وشهاداتهم. هؤلاء الشباب، الذين من المفترض أن يكونوا عماد التنمية، أصبحوا -للأسف- عالة على أسرهم، وربما على المجتمع بأكمله، لا لذنب ارتكبوه، بل نتيجة غياب فرص التوظيف، وتعقيد آليات الإحلال الوظيفي، واحتكار الوظائف من قِبل موظفين تجاوزت خدمتهم 30 عامًا، ولا يزالون مستمرين بلا حاجة وظيفية حقيقية في كثير من الأحيان.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تم إيقاف قرار التقاعد الإجباري بعد 30 عامًا؟ هل غلبت المصالح الخاصة على مصلحة الوطن؟.. وإن كنا نؤمن بالتجديد وبضرورة ضخ دماء جديدة في مؤسسات الدولة، فلا بد أن نعيد تفعيل ذلك القرار بكل حزم وعدالة وشفافية.
نحن لا نناصب العداء لأحد، ولا نقلل من قيمة من خدم هذا الوطن لعقود، بل على العكس، نطالب بتكريمهم وصرف مستحقاتهم كاملة، وضمان حياة كريمة لهم بعد التقاعد. لكن في المقابل، فإن التمسك ببقاء البعض في الخدمة لأسباب غير موضوعية، يؤدي إلى إغلاق الأبواب في وجه أجيال جديدة تتوق لخدمة وطنها.
نأمل من حكومتنا الموقرة أن تعيد النظر بجدية في هذا الملف، وأن تضع نصب عينيها المصلحة الوطنية العليا، بعيدًا عن الضغوط الجانبية أو الحسابات الضيقة. إن فتح باب التقاعد الإجباري بعد 30 عامًا دون استثناء، سيحقق التوازن المطلوب، ويعيد الأمل إلى آلاف الأسر التي تنتظر بصيصًا من العدالة الاجتماعية.
وختامًا، فإن الأوطان لا تبنى فقط بالقرارات الجريئة، بل بالثبات عليها، ومراقبة تنفيذها، وضمان عدالتها. فهل نرى قريبًا قرارات تعيد الحياة إلى طوابير الانتظار الطويلة؟ وهل نلمس تحولًا حقيقيًا يضع الإنسان -لا غيره- في قلب السياسات الوطنية؟ نرجو ذلك، وننتظر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس الفيفا يقبل دعوة وزير الرياضة لحضور افتتاح معسكر المنتخبات الوطنية
وافق السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على الدعوة المقدمة من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لحضور حفل افتتاح معسكر المنتخبات الوطنية مارس المقبل.
جاء ذلك على هامش لقاء وزير الشباب والرياضة، مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وذلك بحضور المهندس هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم.
وتناول اللقاء تبادل الاراء لبحث افاق تطوير العلاقة بين مصر والاتحاد الدولي لكرة القدم، كما تطرق الحديث إلى استضافة اتحاد الكرة لمباراة دولية بالاستاد الرئيسي بالعاصمة الادارية وأيضا افتتاح المرحلة النهائية لمعسكر المنتخبات الوطنية وذلك خلال مارس المقبل.
كما شهد اللقاء أيضا مناقشة عدد من الملفات المهمة لتطوير كرة القدم المصرية، بما يسهم في دعم المبادرات الكروية وكذلك وضع مصر على الساحة الدولية لكرة القدم.
وأوضح وزير الشباب والرياضة أن رئيس الاتحاد الدولي قد قبل الدعوة المصرية للقدوم إلى مصر مرة اخري في شهر مارس المقبل، وذلك في حفل افتتاح معسكر المنتخبات الوطنية، حيث ستقام مباراة دولية افتتاحية بحضور رئيس الاتحاد الدولي.
وأشار وزير الشباب والرياضة إلى أن رئيس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قد قبل الدعوة للقدوم الى مصر خلال مارس المقبل.