تقرير مجلس الأمن: تماسك القاعدة في اليمن وسط تخادم انتهازي مع الحوثيين
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
أكد تقرير لمجلس الأمن الدولي على وجود علاقة "انتهازية" بين القاعدة في اليمن وجماعة الحوثي، في الوقت الذي قالت إن التنظيم في جزيرة العرب عاد ليظهر قدرة ملحوظة على التماسك وإعادة التنظيم مذ تولي اليمني سعد العولقي زعامة التنظيم في اليمن مذ مارس العام الماضي.
وفي تقرير رفعته لجنة مجلس الأمن العاملة بموجب القرارات 1267 (1999)، 1989 (2011)، 2015 (2015) بشأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتنظيم القاعدة، وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات إلى مجلس الأمن الدولي بتاريخ 24 يوليو الماضي- فإن العلاقة بين القاعدة والحوثيين تجلت معظمها في تهريب ونقل طائرات مسيرة وأسلحة بين الطرفين، موردا أسماء أفراد من القاعدة قاموا بتهريب أسلحة للحوثيين برا وبحرا.
وأفاد التقرير أن زعيم القاعدة الجديد في "سعد العولقي"، منذ تعيينه في مارس/ آذار 2024، أجرى تغييرات بنيوية في هيكل التنظيم، شملت تحسين ظروف المقاتلين، والحد من عمليات الاختراقات الأمنية، ما عزز من قبضته وسلطته داخل التنظيم.
وحسب التقرير فإن الدول الأعضاء، في مجلس الأمن، ترى أن الجماعة أكثر تماسكا، وقدرة على الصمود، واستعدادًا للعمليات الخارجية. لافتة إلى أن العولقي ربما يكون بصدد العمل تدريجيا على إعادة تحديد علاقة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بالقيادة المركزية لتنظيم القاعدة.
ووفق التقرير فإن التنظيم حافظ على قوام يتراوح بين ألفي إلى ثلاثة آلاف مقاتل، بالرغم من الأذى الذي لحق به نتيجة تعرضه لضربات استهدفت عناصره من المستوى المتوسط.
"ويعمل العولقي على تقليص نفوذ القيادة المركزية لتنظيم القاعدة بقيادة سيف العدل المقيم في إيران، وسط حديث عن انقطاع الاتصالات المباشرة بين الطرفين. وساعده في هذا التحوّل القيادي المعروف "إبراهيم القوصي"، أو "خبيب السوداني"، الذي لعب دورًا أساسيًا في امتصاص حالة التململ التي سادت في أوساط التنظيم عقب وفاة الأمير السابق للتنظيم في اليمن "خالد باطرفي"، والذي أعلن التنظيم عن وفاته رسميًا في إصدار مرئي عام 2024"، وفقل للتقرير.
وأشار تقرير اللجنة التابعة لمجلس الأمس أن انتقال القيادة إلى العولقي جاء كجزء من إعادة التماسك الداخلي للتنظيم في مرحلة ما بعد باطرفي.
ومما جاء في التقرير أن "التنظيم نفذ نحو30 هجومًا خلال الشهور الماضية، كان معظمها في محافظتي أبين وشبوة، استخدمت فيها طائرات مسيّرة هجومية مسلحة قصيرة المدى.
"وفي يناير/ كانون الثاني، عُثر بحوزة مقاتلي التنظيم على أجهزة تشويش على الطائرات المسيرة، نجحت في إسقاط بعض المسيّرات الأمنية التابعة للحكومة" كما جاء في التقرير.
"ويستخدم النظيم أيضا طائرات مسيرة للمراقبة بهدف رصد قوات الأمن، على سبيل المثال في مديرية مودية بمحافظة أبين. وتشمل أهدافه في المدى الأطول العمل على برنامج داخلي أوسع نطاقا لصناعة المسيّرات، واكتساب القدرة على تصنيعها".
وبشأن العلاقة بين الحوثيين والقاعدة وحركة الشباب في الصومال كشف التقرير عن علاقة ميدانية انتهازية بين الطرفين، تُسهلها ديناميات قبلية وجهات مُيّسرة.
وكانت إحدى الدول الأعضاء أوردت أسماء مهربين متورطين في تهريب ونقل طائرات مسيّرة وأسلحة بين الطرفين، أبرزهم أبو صالح العبيدي، الذي ينشط في نقل الأسلحة للحوثيين من المهرة إلى مأرب والجوف. إلى جانب شخص آخر يدعى أبو سلمان المصري، كان يدير شبكات التهريب البحري (يُعتقد أنها مموّلة من طرف القاعدة).
كما وثّق التقرير استمرار الدعم المتبادل بين تنظيم القاعدة في اليمن وحركة الشباب المجاهدين في الصومال.
ويفيد التقرير أن الحالة المالية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب يظهر تحسنا طفيفا، فقد واصلت الجماعة تلقي الدعم من حركة الشباب المجاهدين.
ولفت إلى أن التنظيم في اليمن استضاف مئات المقاتلين من حركة الشباب الصومالية لتدريبهم وتسليحهم، في سياق محاولة من الطرفين لفك الحصار المالي والميداني. وطبقا للتقرير أن القاعدة في اليمن دعت علنًا حركة الشباب إلى تكرار تجربة "طالبان" في أفغانستان (ما يعكس حجم الانسجام الإيديولوجي والعقائدي بين الطرفين، رغم تباين البيئات القتالية).
وخلص التقرير الأممي المقدم لمجلس الأمن إلى أن القاعدة في اليمن ما تزال الطرف الأخطر في ساحة الجهاد العالمي، لاسيما مع قيادته الجديدة، التي فرضت إجراءات أمنية مشددة، ونسجت علاقات انتهازية مع الحوثيين في تهريب الأسلحة، وعلاقات مالية وتدريب مع حركة الشباب الصومالية، في حين يظهر داعش كتنظيم بلا أنياب حقيقية في الوقت الراهن.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحوثي تنظيم القاعدة حركة الشباب في الصومال ارهاب القاعدة فی الیمن بین الطرفین حرکة الشباب مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
تقرير يحذر من استخدام المتطرفين اليمينيين منصات الألعاب لتجنيد المراهقين
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها ليبي بروكس سلطت فيه الضوء على تحذيرات من استخدام المتطرفين اليمينيين منصات ألعاب البث المباشر، لاستهداف اللاعبين المراهقين وتجنيدهم.
يكشف البحث الجديد، المنشور في مجلة "فرونتيرز إن سايكولوجي"، كيف تستخدم مجموعة من الجماعات والأفراد المتطرفين منصات تتيح للمستخدمين الدردشة والبث المباشر أثناء لعب ألعاب الفيديو للتعرف على مستخدمين ضعفاء وتجنيدهم، وخاصة الشباب.
وحثت وكالات مكافحة الجريمة والإرهاب في المملكة المتحدة الآباء على توخي الحذر بشكل خاص من المجرمين عبر الإنترنت، الذين يستهدفون الشباب خلال العطلة الصيفية.
في خطوة غير مسبوقة، أصدرت شرطة مكافحة الإرهاب، وجهاز المخابرات البريطاني MI5، والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة الأسبوع الماضي تحذيرا مشتركا للآباء ومقدمي الرعاية من أن مرتكبي الجرائم الإلكترونية "سيستغلون العطلات المدرسية للانخراط في أعمال إجرامية مع الشباب عندما يدركون أن الدعم المتاح أقل".
صرح الدكتور ويليام ألكورن، الباحث البارز في معهد أبحاث الشرطة الدولية وحماية الجمهور بجامعة أنغليا روسكين، والذي أجرى الدراسة مع زميلته الدكتورة إليسا أوروفينو، بأن المنصات "المرتبطة بالألعاب" تُستخدم كـ"ساحات لعب رقمية" للأنشطة المتطرفة.
ووجد ألكورن أن المتطرفين "يُوجّهون" اللاعبين المراهقين عمدا من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية إلى هذه المواقع، حيث "تُصعّب طبيعة وكمية المحتوى مراقبة هذه المنصات".
وكانت الأيديولوجية الأكثر شيوعا التي يروج لها المستخدمون المتطرفون هي اليمين المتطرف، مع مشاركة محتوى يُشيد بالعنف الشديد وحوادث إطلاق النار في المدارس.
يوم الثلاثاء، حُكم على فيليكس وينتر، الذي هدد بتنفيذ إطلاق نار جماعي في مدرسته بإدنبرة، بالسجن ست سنوات بعد أن استمعت المحكمة إلى أن الشاب البالغ من العمر 18 عاما قد "تطرف" عبر الإنترنت، حيث أمضى أكثر من 1000 ساعة على اتصال بمجموعة ديسكورد المؤيدة للنازية.
وقال ألكورن: "لقد كان هناك بالتأكيد جهد أكثر تنسيقا من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة مثل البديل الوطني لتجنيد الشباب من خلال فعاليات الألعاب التي ظهرت لأول مرة أثناء الإغلاق. ولكن منذ ذلك الحين، تم حظر العديد من الجماعات المتطرفة من المنصات الرئيسية، لذلك يتسلل الأفراد الآن إلى المجموعات أو القنوات العامة على فيسبوك أو ديسكورد، على سبيل المثال، ويستخدمون ذلك كوسيلة لتحديد شخص قد يكون متعاطفا للتواصل معه".
وأضاف أنه في حين يلجأ بعض المستخدمين الأصغر سنا إلى المحتوى المتطرف لقيمته الصادمة بين أقرانهم، فإن هذا قد يجعلهم عرضة للاستهداف.
وقال ألكورن إن المتطرفين اضطروا إلى أن يصبحوا أكثر تطورا لأن غالبية المنصات حظرتهم. عند التحدث إلى فرق سلامة المجتمع المحلي، أخبرونا أن النهج الحالي يدور حول محاولة بناء علاقة جيدة بدلا من الترويج الأيديولوجي المباشر.
وتحدثت الدراسة أيضا إلى المشرفين، الذين وصفوا إحباطهم من سياسات التنفيذ غير المتسقة على منصاتهم، وعبء تحديد ما إذا كان ينبغي الإبلاغ عن المحتوى أو المستخدمين إلى جهات إنفاذ القانون.
ورغم أن الدردشة داخل اللعبة غير خاضعة للإشراف، إلا أن المشرفين قالوا إنهم ما زالوا يشعرون بالإرهاق من حجم وتعقيد المحتوى الضار، بما في ذلك استخدام رموز مخفية للتحايل على الكلمات المحظورة التي تلتقطها أدوات الإشراف الآلية، على سبيل المثال، سلسلة من الرموز مُدمجة لتمثل الصليب المعقوف.
وأبرز ألكورن الحاجة إلى محو الأمية الرقمية الحرجة للآباء، وكذلك جهات إنفاذ القانون، حتى يتمكنوا من فهم كيفية عمل هذه المنصات والثقافات الفرعية بشكل أفضل.
في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كشف كين ماكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني MI5، أن "13% من جميع الذين يحقق معهم جهاز الاستخبارات البريطاني MI5 بتهمة التورط في الإرهاب في المملكة المتحدة هم دون سن 18 عاما"، وهي زيادة قدرها ثلاثة أضعاف في ثلاث سنوات.
يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الإشراف، لكنها تواجه صعوبة في تفسير الميمات أو عندما تكون اللغة غامضة أو ساخرة.