الجديد برس|

أصدر حزب الله ، الأربعاء، بياناً تعقيباً على جلسة الحكومة اللبنانية بشأن نزع سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان.

وقال الحزب في بيانه، إن “حكومة الرئيس سلام ارتكبت خطيئة باتخاذ قرار يجرد لبنان من سلاح المقاومة”. وأضاف ” سنتعامل مع قرار الحكومة وكأنه غير موجود ونحن منفتحون على الحوار”. وأمس الأربعاء، جدد الأمين العام لحزب الله ، الشيخ نعيم قاسم، رفضه للتحركات الأمريكية الصهيونية لنزع سلاح المقاومة الإسلامية عبر السلطة اللبنانية.

وقال الشيخ قاسم في خطاب متلفز، إن” أميركا أتت بإملاءات لنزع قوة وقدرة لبنان والمقاومة والشعب بالكامل وهو لمصلحة “إسرائيل” بالكامل”، مؤكداً أن “هذا بلد تقدم فيه تضحيات ودماء ولن نسمح لأحد بفرض الإملاءات علينا”. وأضاف ” نحن لا نقبل أن نكون عبيدًا لأحد ومن يحدّثنا عن التنازل لأن هناك منع للتمويل نسأله عن أي تمويل يتحدث؟، نحن نرتب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم ولن يحصل حل بدون توافق داخلي، فليعلم الجميع أنه لن يحصل حل من دون توافق وهذا موضوع استراتيجي وأساسي”. وتابع ” لا أحد يستطيع حرمان لبنان من قوته لحماية سيادته وسياسته وقدراته ولا أحد يستطيع منع لبنان من أن يكون عزيزاً”. وأوضح الشيخ قاسم، أنهم أوقفوا” العدوان الذي كان سيصل إلى بيروت ويأخذ كل شيء وكان يريد تغيير استراتيجية ومستقبل لبنان”، مؤكداً أن “المقاومة قوية وعزيزة وتمتلك الإيمان والإرادة ومصممة أن تكون سيدة في بلدها وأن يكون بلدها سيداً عزيزاً مستقلاً”. وتابع ” اعلموا أن المقاومة وكل المقاومين الشرفاء مع الجيش اللبناني والشعب اللبناني سيبقون في الميدان وينتصرون، وأن جمهور المقاومة صامد ومتماسك والمجاهدون مستعدون لأقسى وأقصى التضحيات”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الحكومة اللبنانية حزب الله

إقرأ أيضاً:

من نزع السلاح إلى نزع السيادة .. الحكومة تُسلّم لبنان للاحتلال

في لحظة سياسية حرجة ومليئة بالتجاذبات الداخلية والإقليمية، أقدمت حكومة نواف سلام اللبنانية على خطوة مفصلية أثارت صدمة واسعة على الصعيد اللبناني والإقليمي، بإعلانها قرار نزع سلاح حزب الله، القوة التي طالما اعتُبرت الضمانة الوحيدة بوجه الاعتداءات الصهيونية المستمرة، والركيزة الأساسية في معادلة الردع التي فرضها لبنان على مدى عقدين من الزمن.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

هذا القرار لا يمكن عزله عن البيئة الإقليمية المشحونة، حيث تتسارع مشاريع التطبيع، وتتكثف الضغوط الأميركية على محور المقاومة، في مقابل دعم غير محدود تقدمه واشنطن للعدو الإسرائيلي عسكريًا وسياسيًا، ما يُحول لبنان إلى الساحة الأضعف والأكثر عرضة للاختراق والانقضاض.

الخطوة الحكومية أثارت ردود فعل غاضبة أبرزها من حزب الله، الذي اعتبر القرار خيانة وطنية صريحة وانخراطًا مباشرًا في مؤامرة أميركية – صهيونية تستهدف تجريد لبنان من سلاحه المقاوم، تمهيدًا لتطويعه سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، وتحويله إلى دولة مكشوفة أمام العدو الإسرائيلي الذي لا يخفي طموحه التاريخي للهيمنة على الجغرافيا اللبنانية، والعبث بأمنها ومستقبلها.

يناقش هذا التقرير في محاوره المختلفة أبعاد القرار وتوقيته، وموقف حزب الله منه، لكونه جزءًا من مشروع خارجي أوسع، كما يطرح سؤالًا مصيريًا: ماذا لو نُزع سلاح المقاومة فعلًا؟ وما الذي ينتظر لبنان في ظل تهديدات إسرائيلية دائمة وغياب أي مظلة دولية حقيقية للحماية؟

 

 خطيئة وطنية تُجرد لبنان من عناصر قوته

في بيان ناري، أعلن حزب الله أن الحكومة اللبنانية ارتكبت خطيئة كبرى بقرارها نزع سلاح المقاومة، مؤكدًا أن هذا القرار يُحقق للعدو الإسرائيلي ما عجزت عن تحقيقه عبر عدوانها على لبنان لسنوات، ويُضعف قدرة البلاد على الصمود في وجه المشروع الصهيوني – الأميركي.

الحزب وصف القرار بأنه مخالفة ميثاقية ودستورية واضحة، وضرب للبيان الوزاري الذي أقر بحق لبنان في المقاومة، مشددًا على أن رئيس الحكومة نواف سلام رضخ لإملاءات المبعوث الأميركي “براك”، ما يجعل من الحكومة أداة لتنفيذ مشروع خارجي يستهدف لبنان بالكامل.

وأكد حزب الله في بيانه أن ما قررته الحكومة هو جزء من استراتيجية الاستسلام، وإسقاط صريح لمقومات سيادة لبنان، مؤكداً أنه سيتعامل مع القرار كأنه غير موجود، ووجه رسالة حاسمة للدولة على ضرورة أن تعمل على تحرير جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، لا على تفكيك عناصر القوة التي تردع الاحتلال.

 

القرار بين منطق الدولة ومنطق المقاومة

من جانبها، ترى الحكومة أن قرارها يأتي في إطار فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها، وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، غير أن معارضي القرار من القوى الوطنية المناهظة للعدو الإسرائيلي، يعتبرون هذه المقاربة تجاهلًا للواقع الإقليمي والمعادلات القائمة منذ عقود، وتفريطًا في واحدة من أبرز أوراق القوة التي يمتلكها لبنان في وجه الأطماع الصهيونية.

ففي ظل توازن قوى غير متكافئ، وغياب ضمانات دولية حقيقية لردع الاعتداءات الإسرائيلية، يرى كثيرون أن نزع سلاح المقاومة لا يعزز السيادة بل يُقوضها، ويجعل لبنان مكشوفًا أمام تهديد دائم من كيان لا يعترف أصلًا بوجود لبنان كوطن مستقل.

 

القرار يُثبت تنفيذ الحكومة للإملاءات الأميركية – الصهيونية

يرى مراقبون أن هذا القرار لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي الأوسع، حيث تسعى الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي إلى تصفية محور المقاومة عبر ضغوط سياسية واقتصادية، وتطويق القوى المناهضة لمشروع التطبيع والسيطرة في المنطقة.

وبحسب وجهة نظر حزب الله، فإن ما جرى لا يُعد قرارًا سياديًا مستقلًا، بل هو حلقة من حلقات مؤامرة كبرى تُدار من واشنطن وتل أبيب، هدفها النهائي تفكيك بنية المقاومة في لبنان، وتحويل الدولة إلى كيان تابع خاضع للقرار الخارجي.

وتشير المعطيات إلى أن المبعوث الأميركي براك لعب دورًا حاسمًا في الضغط على الحكومة اللبنانية لتمرير القرار، مقابل وعود بدعم اقتصادي واستقرار مزعوم، ما يُثبت أن الدولة باتت جزءًا من مشروع استسلام سياسي – أمني يعرض لبنان بأكمله للخطر.

 

ماذا لو تم نزع السلاح؟ مصير لبنان بين فكي العدو الإسرائيلي والأمريكي

في حال تم تنفيذ القرار فعليًا وتجريد حزب الله من سلاحه، يُحذر مراقبون من أن لبنان سيدخل مرحلة من الهشاشة الأمنية والسياسية غير المسبوقة، فغياب السلاح المقاوم سيُفقد البلاد عنصر الردع الوحيد أمام عدو لطالما حاول النيل من لبنان، ليس فقط عبر الحروب، بل أيضًا عبر الاعتداءات الحدودية، والضغوط السياسية، والتدخلات في القرار السيادي.

وبدعم أميركي غير مشروط، ستتمكن إسرائيل من فرض وقائع جديدة على الأرض، سواء في ملف الحدود البحرية والبرية، أو في قضايا اللاجئين والتوطين، أو حتى في الصيغ السياسية المستقبلية للبنان وليس ما يحدث في سوريا ببعيد عن لبنان.

ويُخشى أن يؤدي غياب المقاومة إلى فتح الباب أمام محاولات تطبيع قسري مع العدو الإسرائيلي، تحت عناوين التطبيع التي نفذ العدو من خلالها إلى معظم الدول العربية والإسلامية مثل ،السلام الاقتصادي أو ضمان الاستقرار، ما يعني فعليًا نهاية الدور الوطني للبنان وتحوله إلى دولة تابعة ضمن محور المصالح الأميركية – الصهيونية في المنطقة.

 

قرار بلا إجماع ومصير وطن على المحك

قرار نزع سلاح حزب الله، رغم أنه اتخذ من داخل مؤسسات الدولة، يفتقر إلى الإجماع الوطني، ويطرح أسئلة مصيرية عن مستقبل لبنان وهويته ودوره في الصراع العربي – الإسرائيلي، فبين من يرى فيه محاولة لترسيخ الدولة، ومن يعتبره تفريطًا بمقومات الصمود، تبقى الحقيقة أن القرار جاء في لحظة ضعف اقتصادي وانقسام سياسي حاد، قد تجعل لبنان أكثر عرضة للابتزاز والهيمنة.

ويبقى الرهان على وعي اللبنانيين، ومتانة الموقف الوطني، وقدرة القوى الحية على منع تفكك البلاد وتحويلها إلى ساحة منزوعة الإرادة والسيادة.

مقالات مشابهة

  • حكومة سلّام .. والخطيئة الكبرى
  • مسيرات بالدراجات النارية بالضاحية الجنوبية دعماً لـحزب الله (شاهد)
  • من نزع السلاح إلى نزع السيادة .. الحكومة تُسلّم لبنان للاحتلال
  • خطة حصر السلاح.. بين حسم لبنان الرسمي ورفض حزب الله
  • خطيئة كبرى.. أول تعليق من حزب الله على تجريده من سلاح المقاومة
  • الشيخ نعيم قاسم: لا سلام في لبنان دون توافق… ولا سلاح يُسلّم للعدو
  • حزب الله: المقاومة مع الجيش والشعب اللبناني سيبقون في الميدان وينتصرون
  • الشيخ نعيم قاسم: إذا اختارت “إسرائيل” العدوان الواسع فإن الصواريخ ستسقط عليها
  • الشيخ نعيم قاسم: إذا اختارت “إسرائيل” العدوان الواسع فإن الصواريخ ستسقط عليها