وسط التوتر عقب قرارات ترامب.. أسعار النفط تعود للارتفاع
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.13 دولار أو 1.67% لتصل إلى 68.77 دولارًا للبرميل في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.16 دولار أو 1.78% ليبلغ 66.32 دولارًا للبرميل. اعلان
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، يوم الأربعاء، بعد أن تراجعت في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع، مدفوعة بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على الهند بسبب وارداتها من الخام الروسي، إلى جانب بيانات أظهرت انخفاضًا كبيرًا في مخزونات الخام الأميركية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.13 دولار أو 1.67% لتصل إلى 68.77 دولارًا للبرميل في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.16 دولار أو 1.78% ليبلغ 66.32 دولارًا للبرميل.
وجاء هذا التعافي بعد أربع جلسات متتالية من الخسائر، إذ تراجعت الأسعار يوم الثلاثاء بأكثر من دولار للبرميل، لتغلق عند أدنى مستوى منذ خمسة أسابيع، وفقًا لبيانات وكالة رويترز.
التهديدات الأميركية للهندوقال يانيف شاه، المحلل في شركة ريستاد إنرجي، في حديث لـ "رويترز" إن "الأسواق استجابت لاحتمال فرض رسوم جمركية أعلى على الهند، لكن المستثمرين ما زالوا ينتظرون تأكيدًا رسميًا للخطوة، وتحديد نطاق تأثيرها على السوق".
وكان الرئيس ترامب قد جدد تهديده بفرض رسوم استيراد إضافية على المنتجات الهندية، احتجاجًا على استمرار نيودلهي في استيراد الطاقة من روسيا، رغم العقوبات الغربية. وتُعد الهند، إلى جانب الصين، من أبرز المشترين للنفط الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، أشار أشلي كيلتي، المحلل في بنك بانمور ليبيروم، إلى أن الهند ربما تقلص وارداتها من الخام الروسي، لكنه استبعد توقفها الكامل، قائلًا: "الهند تحقق أرباحًا استثنائية من شراء الخام الروسي بأسعار منخفضة".
Related توقعات بتسجيل أسعار النفط قفزة كبيرة بعد الضربات الأميركية لإيران.. وترقّب لرد طهرانقرار مرتقب من أوبك+ برفع إنتاج النفط وسط تصاعد التوترات الدوليةترامب يتوعد الهند بزيادة الرسوم الجمركية بسبب شرائها النفط الروسي تحرك دبلوماسي أميركي تجاه موسكوفي تطور لافت، وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو في مهمة عاجلة تهدف إلى تحقيق تقدم في ملف الحرب الأوكرانية، قبل يومين فقط من انتهاء المهلة التي حددها ترامب لروسيا إما للموافقة على اتفاق سلام أو مواجهة عقوبات جديدة.
وبحسب ريستاد إنرجي، فإن اللقاء قد يفضي إلى تقديم بعض التنازلات، لكن أي تأثير محتمل على الإمدادات الروسية من النفط قد يقابله ارتفاع في الإنتاج من جانب تحالف أوبك+، الذي يخطط لزيادة المعروض في الفترة المقبلة.
من جانب آخر، تلقت السوق دعمًا إضافيًا من بيانات معهد البترول الأميركي التي أظهرت تراجعًا كبيرًا في المخزونات الأميركية من الخام الأسبوع الماضي، حيث انخفضت بمقدار 4.2 مليون برميل، مقارنةً بتوقعات استطلاع أجرته رويترز والتي أشارت إلى انخفاض متوقع قدره 600 ألف برميل فقط.
ورغم الارتفاع الأخير، يرى محللون أن السوق لا تزال تحت ضغط. وقال المحلل المستقل غوراف شارما: "برغم كل ما يشهده سوق النفط من أحداث جيوسياسية، إلا أن خام برنت بالكاد استطاع المحافظة على مستوى 70 دولارًا للبرميل لفترة طويلة".
وأشار شارما إلى أن أسعار برنت تراجعت بنسبة 9.4% منذ بداية العام، مرجعًا ذلك إلى وفرة الإمدادات العالمية، إلى جانب ضعف الطلب نتيجة ضبابية التوقعات الاقتصادية العالمية، ما يقلل من احتمالية حدوث موجة صعود قوية ومستدامة في السوق.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا فلاديمير بوتين حركة حماس إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا فلاديمير بوتين حركة حماس قانون العقوبات روسيا برميل برنت أسعار النفط الهند إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا فلاديمير بوتين حركة حماس قوات الدعم السريع السودان فرنسا قطاع غزة غزة بنيامين نتنياهو جمهورية السودان دولار ا للبرمیل دولار أو 1
إقرأ أيضاً:
تحليل.. سبب رفض الهند إرادة ترامب بوقف شراء النفط الروسي؟
تحليل بقلمي جيسي يونغ وإيشا ميترا من CNN
(CNN)-- كان رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، يُوازن بين الحفاظ على شراكات وثيقة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والزعيم الروسي، فلاديمير بوتين، مع إصراره على أن بلاده طرف محايد في الحرب الروسية الأوكرانية، مما أثار استياء الدول الغربية التي فرضت عقوبات على موسكو.
ولكن الآن، يبدو أن ترامب قد نفد صبره، مطالبًا مودي أخيرًا باختيار جانب، ومستخدمًا استمرار الهند في شراء النفط الروسي الرخيص كورقة ضغط في حربه التجارية.
وتضع هذه المعضلة ترامب ومودي، وهما زعيمان قوميان لطالما وصفا صداقتهما بعبارات ودية، في مواجهة متزايدة.
وتعهد ترامب في مقابلة مع قناة CNBC، الاثنين، برفع الرسوم الجمركية على الهند "بشكل كبير" خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة، لأنها لا تزال تشتري النفط الروسي. ولم يتضح بعدُ معدل الرسوم الجمركية الجديد، أو سبب اعتراضه الآن على ما دأبت عليه الهند لسنوات. لكن هذا التهديد الجديد يأتي بعد أن أعلن الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% كحد أدنى على البضائع القادمة من الهند.
وكتب ترامب على موقع "تروث سوشيال" الأسبوع الماضي: "لطالما اشتروا الغالبية العظمى من معداتهم العسكرية من روسيا، وهم أكبر مشترٍ للطاقة من روسيا، إلى جانب الصين، في وقتٍ يطالب فيه الجميع روسيا بوقف القتل في أوكرانيا - كل شيءٍ سيء!".
لكن بالنسبة لمودي، الأمر ليس بهذه البساطة. فبينما سارعت دولٌ أخرى عديدة لإبرام صفقات تجارية مع إدارة ترامب، ردّت الهند - رابع أكبر اقتصاد في العالم - بتحدٍّ، قائلةً إنها مُستهدفةٌ ظلماً، ووصفت الإجراء بأنه "غير مُبرر".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا لا تزالان تتبادلان التجارة مع روسيا في منتجات أخرى، مثل الأسمدة والمواد الكيميائية.
إليكم ما تحتاجون إلى معرفته حول سبب تردد الهند في التوقف عن شراء النفط الروسي:
لماذا تحتاج الهند إلى النفط الروسي؟
لطالما اعتمدت الهند على روسيا في الحصول على النفط الخام لدعم اقتصادها المزدهر ونمو سكانها، الذي يتجاوز الآن 1.4 مليار نسمة.
وتُعدّ الهند، أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، ثالث أكبر مستهلك للنفط عالميًا، ومع استمرار نمو معدل استهلاكها بوتيرة متسارعة، من المتوقع أن تتجاوز الصين بحلول عام 2030، وفقًا لرويترز.
وقد أدى تحول الهند إلى قوة اقتصادية عظمى إلى تحسين معيشة ملايين الأسر، والتي بدورها اشترت المزيد من السيارات والدراجات النارية، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على البنزين.
ويمثل النفط الخام الروسي 36% من إجمالي واردات الهند، مما يجعل موسكو المورد الرئيسي للبلاد، وفقًا لمويو شو، كبير محللي النفط في شركة كبلر للاستخبارات التجارية، والذي استشهد بأرقام الأشهر الستة الأولى من هذا العام.
لماذا لا تستطيع الهند الحصول على النفط من مكان آخر؟
بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، توقفت الدول الأوروبية إلى حد كبير عن شراء النفط الروسي. يتدفق الآن بشكل رئيسي إلى آسيا، حيث تعد الصين والهند وتركيا من بين كبار عملاء روسيا، ويشكل مصدر دخل حيوي لموسكو.
وتشتري دلهي النفط الروسي بخصم كبير، "ما كان ليُقدمه موردو النفط والغاز التقليديون لولا ذلك"، كما صرّح أميتاب سينغ، الأستاذ المشارك في مركز الدراسات الروسية والآسيوية الوسطى بجامعة جواهر لال نهرو.
وأضاف أن استمرار الهند في شراء النفط الروسي "قرار اقتصادي أو تجاري بحت" - وهو أمرٌ جادلت به السلطات الهندية أيضًا، ولكنه قوبل بسخرية وغضب من أوكرانيا وأنصارها.
في حين أن الهند نوّعت مصادرها النفطية على مر السنين، فإن الاستغناء التام عن النفط الروسي سيُخلّف فجوةً هائلةً يصعب تعويضها.
تستورد الهند 80% من احتياجاتها النفطية، ولا يكفي إنتاجها المحلي من النفط لتعويض هذا النقص. وقد صرحت شو، في حديثها لشبكة CNNفي يوليو/ تموز، في إشارة إلى صادرات روسيا البحرية اليومية، قائلةً: "قد تمتلك أوبك، تحالف أكبر منتجي النفط في العالم، بعض الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، لكن من الصعب مطالبتها بضخ 3.4 مليون برميل يوميًا".
كما أن خياراتها كانت محدودة بسبب إجراءات أمريكية أخرى - فقد اضطرت الهند إلى التوقف عن شراء النفط من إيران وفنزويلا بعد أن فرض ترامب عقوبات وهدد بفرض تعريفات جمركية على الدول التي تشتري من هاتين الدولتين.
وقبل أن توقف الهند مشترياتها، كانت من أكبر عملاء إيران، حيث كانت تشتري ما يصل إلى 480 ألف برميل يوميًا، وفقًا لرويترز.
وقال سينغ: "أيدينا مقيدة. هناك مساحة محدودة للغاية يمكن أن يعمل فيها اقتصاد النفط الهندي أو سوقه".
وأضاف أنه من غير المرجح أن ترضخ دلهي لمطالب ترامب في الوقت الحالي. وستواصل إدارة مودي إدارة محادثات التجارة مع الولايات المتحدة واستكشاف "الطريق التقليدي" للنفط من الشرق الأوسط بينما تعمل على فطام نفسها عن الخام الروسي - لكن سينغ قال إن هذا "لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها".
قد تؤدي التغييرات إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية، بما في ذلك في الولايات المتحدة. كما يُغذي النفط الروسي الاقتصاد الهندي، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تجارة النفط العالمية. وتجادل الهند بأن مشترياتها من روسيا أبقت أسعار النفط العالمية منخفضة، لأنها لا تُنافس الدول الغربية على نفط الشرق الأوسط.
وقال سينغ إنه عندما اندلعت الحرب بين أوكرانيا وروسيا خلال إدارة بايدن، "كان الجميع يعلمون أن الهند تشتري النفط من روسيا"، لكنه أضاف أن الدول الغربية تسامحت مع ذلك "لأنها كانت تعلم أنه إذا لم تشتر الهند النفط من روسيا، فإن التضخم سيرتفع".
إذا تحولت الهند إلى استيراد النفط من مصدر آخر بتكلفة أعلى، فمن المرجح أن يتأثر المستهلكون الأمريكيون أيضًا. إذ يُكرّر جزء من النفط الخام الروسي المُرسَل إلى الهند ويُصدّر إلى دول أخرى، لأن العقوبات المفروضة على موسكو لا تشمل المنتجات المُكرّرة خارج روسيا.
هذه ثغرةٌ أفادت كلاً من اقتصاد الهند والدول المُستقبلة الأخرى. ففي عام 2023، صدّرت الهند منتجات نفطية مُكرّرة بقيمة 86.28 مليار دولار، مما جعلها ثاني أكبر مُصدّر للمنتجات البترولية في العالم، وفقًا للمكتب الوطني للأبحاث الآسيوية.
وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA)، فإن من بين أكبر مشتري هذه المنتجات المكررة، المصنوعة من النفط الخام الروسي، أوروبا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقد حثت المنظمة المستقلة دول مجموعة السبع على سد هذه الثغرة، بحجة أنها ستثني دولًا ثالثة - مثل الهند - عن استيراد النفط الخام الروسي.
شراكة تاريخية وروابط متشابكة
تتجاوز شراكة الهند وروسيا مجرد النفط، وتمتد لعقود مضت - وهو سبب آخر لصعوبة تفكيكها.
وكانت الهند رسميًا دولة غير منحازة خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، بدأت الهند تميل نحو الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي عندما بدأت الولايات المتحدة في تقديم المساعدة العسكرية والمالية لجارة الهند ومنافستها اللدودة باكستان. وكان ذلك عندما بدأت روسيا في تزويد الهند بالأسلحة.
في السنوات الأخيرة، تقرّبت الهند من واشنطن، وكثّفت مشترياتها من الأسلحة من أمريكا وحلفائها، بما في ذلك فرنسا وإسرائيل.
ومع ذلك، لا تزال الهند أكبر مستورد للأسلحة الروسية، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). ولا يزال مودي على علاقة وطيدة مع بوتين، حتى أنه قام بزيارة مثيرة للجدل إلى موسكو العام الماضي، حيث استقبل الرئيس الروسي نظيره الروسي باحتضان واصطحبه في جولة بالسيارة.
كما أشاد ترامب ومودي سابقًا بصداقتهما، حيث أعلن ترامب في تجمع انتخابي عام 2019 أن الهند "لم يكن لديها أبدًا صديق أفضل كرئيس من الرئيس دونالد ترامب".
قال الأستاذ سينغ إنه كان من المتوقع أن تستمر الصداقة بين البلدين عند وصول ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية. لكن الأمور ساءت هذه المرة؛ فالهند غير راضية عن ادعاء ترامب الفضل في وقف إطلاق النار في أحدث صراع هندي باكستاني، أو عن اتهاماته بأن مشترياتها النفطية تُسهم في "دعم آلة حرب روسية"، على حد قوله.
وهاجم ترامب الهند أيضًا، مُعربًا عن إحباطه المتزايد لعجزه عن إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا - وهو ما وعد به في أول يوم له في منصبه. وكتب ترامب في منشور غاضب على موقع "تروث سوشيال" الأسبوع الماضي: "لا يهمني ما تفعله الهند مع روسيا. بإمكانهم معًا هدم اقتصاداتهم المتهالكة، هذا كل ما يهمني".