الجميّل: حصر السلاح خطوة تاريخية.. وحان وقت المصالحة الوطنية
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، أن قرار الحكومة اللبنانية تكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح يشكّل محطة مفصلية في مسار إعادة تكوين الدولة وبسط سيادتها، معتبرًا أنه يتكامل مع التغيير الحاصل بدءًا بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة والشروع بالإصلاحات.
وفي حديث قناة "المشهد"، أشار الجميّل إلى أن إدراج بند حصر السلاح على جدول أعمال مجلس الوزراء هو خطوة غير مسبوقة، معتبرًا أن العبرة تبقى في التنفيذ، وموضحًا أن جلسة الخميس ستتطرق لتفاصيل إضافية، مؤكدًا أن القرار لا يجب أن يُقرأ بمنطق الرابح والخاسر، مشددًا على أن الهدف ليس تسجيل انتصارات على الخصوم، بل بناء دولة لجميع اللبنانيين.
وأضاف أن مشاركة وزراء حزب الله في الجلسة واتخاذ القرار تؤشر إلى تحوّل كبير، في ظل واقع جديد بعد الحرب المدمّرة التي أظهرت محدودية خيارات الحزب وكلفة رهاناته، خاصة على الطائفة الشيعية التي دفعت الثمن الأكبر.
وأوضح الجميّل أن رئيس الجمهورية جوزيف عون يتعاطى مع حزب الله بحكمة، وقد بذل جهودًا لإقناعه، لكن لا يمكنه الانتظار طويلاً، مؤكدًا أن الدولة اليوم أمام خيارين: إمّا إعادة تكوين السلطة أو السقوط في نموذج الفوضى الإقليمي.
وردًا على سؤال عن احتمال زيارة وفد من حزب الله إلى بيت الكتائب، شدد الجميّل على أن الموقف من الحزب نابع من رفض منطق السلاح والأجندة الخارجية، وليس عداءً للطائفة الشيعية، داعيًا إلى شراكة لبنانية حقيقية لا تقوم على الغلبة، معتبرًا أن لا مجال للقاء مع حزب الله ما لم يتخلَّ عن سلاحه ويلتحق بمشروع الدولة، لافتًا إلى أن زيارة "الحزب" لميرنا الشالوحي تندرج ضمن العلاقة العضوية مع التيار الوطني الحر، الذي يتحرك اليوم بخطاب مختلف نتيجة الضرورات، لكن ذلك لا يمحو 20 سنة من التحالف مع الحزب.
وعن مشاركة "الكتائب" في الحكومة، قال الجميّل إن هذه الحكومة هي الأولى منذ سنوات خارج هيمنة حزب الله، مشيدًا بمستوى الكفاءات فيها، ومعتبرًا أن وزارة العدل تمكّنت من تحقيق إنجازات مهمة أبرزها تحرير تحقيقات انفجار المرفأ.
وأكد دعم حزبه لرئاسة الجمهورية طالما أن الرئيس يمثّل الشرعية اللبنانية المستقلة، وليس تابعًا لأي أجندة خارجية، كما شدد على أهمية فصل السلطات وعدم تدخل وزير العدل في عمل القضاء، إنما توفير الحماية لعمله بحرية واستقلالية.
وعن التحقيق في انفجار المرفأ والمسار القضائي، أشار الجميّل إلى أن التحقيقات كانت معطّلة لأكثر من عامين، وأن الوزير عادل نصار ساهم في إعادة تفعيلها، متوقعًا صدور القرار الاتهامي قريبًا، مؤكدًا احترام المسار القضائي وعدم التساهل مع المطلوبين.
وشدد على أن معالجة ملف السلاح تُعد شرطًا أساسيًا لفرض المحاسبة وتطبيق القانون، مشيرًا إلى أن وجود "حالة شاذة" خارجة عن القانون يضعف هيبة الدولة ويعرقل كل الملفات من الأمن إلى الاقتصاد.
إلى ذلك، أكد الجميّل أن الأميركيين مستعدون لحماية لبنان، مشيرًا إلى أن الورقة الأميركية التي ستُناقش الخميس تتضمن جميع المطالب اللبنانية، بما فيها الانسحاب الإسرائيلي" وعدم انتهاك السيادة، داعيًا إلى التعاطي مع هذا الطرح بجدية، معتبرًا أن قرار الحكومة بتكليف الجيش بحصر السلاح خطوة حاسمة، مؤكدًا أن حزب الله مكبّل عسكريًا ولا قدرة لديه على الدخول في مواجهة مع الجيش، داعيًا الحزب إلى الجلوس إلى الطاولة وبدء مصالحة وطنية.
وعن احتمال إعادة لبنان إلى الوصاية السورية، أكد الجميّل أن القرار بيد الشعب اللبناني، مشيدًا بأداء رئيس الحكومة نواف سلام، وداعيًا إلى شراكة سياسية بدل البحث عن "الزعيم الأوحد".
وحثّ أهل طرابلس على التعبير عن انتمائهم اللبناني بوجه أي محاولات لتشويه صورتهم، مشددًا على أن المطلوب هو علاقات ندية مع سوريا، لا وصاية، وأن العلاقة يجب أن تمرّ عبر الدولة، لا عبر القنوات الشخصية.
وكشف الجميّل أنه بحث مع رئيس الحكومة ملف المطلوب حبيب الشرتوني، وتم وضعه بيد السوريين عبر وزارة العدل، وهناك استعداد سوري للتعاون في هذا السياق.
وفي ملف العلاقة مع إسرائيل، تساءل الجميّل: "هل نبقى في حالة حرب أبدية؟"، مشددًا على أن الدولة يجب أن تدخل في مسار تفاوضي سواء عبر إعادة إحياء اتفاق الهدنة أو التوصل إلى اتفاق سلام، بهدف إنهاء التوتر الدائم على الحدود وجذب الاستثمارات.
ورفض الجميّل التعليق على طموحه الرئاسي، مؤكدًا أنه مستمر في نضاله السياسي منذ كان في عمر الـ16، وأنه يدعم حاليًا الرئيس عون، على أن يُبحث في الاستحقاق الرئاسي لاحقًا بناءً على مصلحة لبنان. مواضيع ذات صلة الجميّل: لا يمكن التخاذل بالتعاطي مع ورقة حصر السلاح (الحدث) Lebanon 24 الجميّل: لا يمكن التخاذل بالتعاطي مع ورقة حصر السلاح (الحدث) 06/08/2025 21:08:43 06/08/2025 21:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الجميّل: لا إصلاح بوجود السلاح ولوضع الشراكة الوطنية أولوية Lebanon 24 الجميّل: لا إصلاح بوجود السلاح ولوضع الشراكة الوطنية أولوية 06/08/2025 21:08:43 06/08/2025 21:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة: المصالح السياسية أعاقت إطلاق سراح المختطفين وحان الوقت لوضع حد لذلك Lebanon 24 هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة: المصالح السياسية أعاقت إطلاق سراح المختطفين وحان الوقت لوضع حد لذلك 06/08/2025 21:08:43 06/08/2025 21:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الجميّل: لحصر السلاح وترجمة موقف الرئيس بخطوات عملية Lebanon 24 الجميّل: لحصر السلاح وترجمة موقف الرئيس بخطوات عملية 06/08/2025 21:08:43 06/08/2025 21:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً قوات أميركية إلى لبنان؟ برّاك يكشف Lebanon 24 قوات أميركية إلى لبنان؟ برّاك يكشف 20:43 | 2025-08-06 06/08/2025 08:43:05 Lebanon 24 Lebanon 24 جريمة يرتكبها شقيق "أبو سلة".. أعلن قتل "مُخبر"! Lebanon 24 جريمة يرتكبها شقيق "أبو سلة".. أعلن قتل "مُخبر"! 20:36 | 2025-08-06 06/08/2025 08:36:19 Lebanon 24 Lebanon 24 التيار الوطني الحر: لا لتدمير سلاح المقاومة بل لتسليمه للجيش Lebanon 24 التيار الوطني الحر: لا لتدمير سلاح المقاومة بل لتسليمه للجيش 20:27 | 2025-08-06 06/08/2025 08:27:46 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال جلسة الغد.. خطوة سيقوم بها "وزراء الثنائي" Lebanon 24 خلال جلسة الغد.. خطوة سيقوم بها "وزراء الثنائي" 20:26 | 2025-08-06 06/08/2025 08:26:01 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر المعلومات.. هذا ما حصل بين بري وعون بعد جلسة الثلاثاء Lebanon 24 آخر المعلومات.. هذا ما حصل بين بري وعون بعد جلسة الثلاثاء 20:18 | 2025-08-06 06/08/2025 08:18:03 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة آخر المعلومات عن العمليّة الأمنيّة في حيّ الشراونة... هذا مصير "أبو سلة" Lebanon 24 آخر المعلومات عن العمليّة الأمنيّة في حيّ الشراونة... هذا مصير "أبو سلة" 12:13 | 2025-08-06 06/08/2025 12:13:33 Lebanon 24 Lebanon 24 إصابة 3 ضباط في صور.. إليكم ما حصل Lebanon 24 إصابة 3 ضباط في صور.. إليكم ما حصل 22:11 | 2025-08-05 05/08/2025 10:11:36 Lebanon 24 Lebanon 24 خبر حزين ومُفاجئ.. .. وفاة ممثلة شهيرة عن 33 عاماً جراء إصابتها بسرطان نادر (صور) Lebanon 24 خبر حزين ومُفاجئ.. .. وفاة ممثلة شهيرة عن 33 عاماً جراء إصابتها بسرطان نادر (صور) 10:49 | 2025-08-06 06/08/2025 10:49:04 Lebanon 24 Lebanon 24 صحته تدهورت وأصبح يُشكل خطراً.. فنانة شهيرة جداً تُدخل شقيقها دار رعاية Lebanon 24 صحته تدهورت وأصبح يُشكل خطراً.. فنانة شهيرة جداً تُدخل شقيقها دار رعاية 22:04 | 2025-08-05 05/08/2025 10:04:23 Lebanon 24 Lebanon 24 تغيير مفاجئ داخل الجلسة Lebanon 24 تغيير مفاجئ داخل الجلسة 08:15 | 2025-08-06 06/08/2025 08:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 20:43 | 2025-08-06 قوات أميركية إلى لبنان؟ برّاك يكشف 20:36 | 2025-08-06 جريمة يرتكبها شقيق "أبو سلة".. أعلن قتل "مُخبر"! 20:27 | 2025-08-06 التيار الوطني الحر: لا لتدمير سلاح المقاومة بل لتسليمه للجيش 20:26 | 2025-08-06 خلال جلسة الغد.. خطوة سيقوم بها "وزراء الثنائي" 20:18 | 2025-08-06 آخر المعلومات.. هذا ما حصل بين بري وعون بعد جلسة الثلاثاء 20:17 | 2025-08-06 عبّود: نُقدّر دعم القيادة السعودية وحرصها على أمن لبنان فيديو بالفيديو: أسعار الحامض ترتفع بشكل كبير.. فما السبب؟ Lebanon 24 بالفيديو: أسعار الحامض ترتفع بشكل كبير.. فما السبب؟ 17:30 | 2025-08-05 06/08/2025 21:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: الطلب على المياه يزداد… والأسعار تتخطى المعدلات Lebanon 24 بالفيديو: الطلب على المياه يزداد… والأسعار تتخطى المعدلات 20:49 | 2025-08-02 06/08/2025 21:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 "هاي شو الصورة؟".. شاهدوا ماذا حصل مع كاظم الساهر في حفله على مسرح إهدنيات (فيديو) Lebanon 24 "هاي شو الصورة؟".. شاهدوا ماذا حصل مع كاظم الساهر في حفله على مسرح إهدنيات (فيديو) 09:30 | 2025-08-02 06/08/2025 21:08:43 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر آخر المعلومات حصر السلاح الجمی ل أن مؤکد ا أن حزب الله أبو سلة على أن إلى أن ما حصل
إقرأ أيضاً:
قيادي بـالثنائي الشيعي اللبناني: ما جرى بجلسة الحكومة خطوة متسرعة وخطيرة جدا
قال قيادي بارز في "الثنائي الشيعي" اللبناني ("حزب الله" و"حركة أمل") إن "ما جرى في جلسة الحكومة الأخيرة أمس الثلاثاء، والتي بحثت موضوع حصر السلاح بيد الدولة، أمر لا يمكن اعتباره سوى خطوة متسرعة وخطيرة جدا، تُمثّل انزلاقا نحو تنفيذ إملاءات خارجية، وتحديدا الورقة الأمريكية التي تدعو إلى نزع سلاح المقاومة".
وأضاف القيادي الذي فضّل عدم الإفصاح عن هويته، في حديث خاص مع "عربي21": "القرار يُشكّل خرقا واضحا للدستور اللبناني، والبيان الوزاري، وخطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية، ويغفل حقيقة أساسية: لا دولة في العالم تتخلى عن سلاح يحميها في ظل احتلال وخطر وجودي على أرضها"، مضيفا: "عليهم العودة الى رأي رئيس البرلمان نبيه بري".
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف "حزب الله" الرئيسي، قد طلب -وفق تقارير صحفية- من الولايات المتحدة، ضمان وقف إسرائيل ضرباتها قبل أي بحث سياسي أو عسكري، وذلك كخطوة أولى من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه عام 2024، وأنهى قتالا دام شهورا بين الحزب وإسرائيل.
ومساء الثلاثاء، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن مجلس الوزراء قرّر تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية عام 2025، على أن تُعرض هذه الخطة على المجلس قبل نهاية الشهر الحالي.
وقد اعتُبر هذا القرار، الذي وُصف بـ "التاريخي"، بمثابة إعلان صريح بعدم شرعية سلاح حزب الله، بعدما ظلّ لعقود جزءا من المعادلة المعروفة بـ "الجيش والشعب والمقاومة".
ويأتي ذلك في أعقاب خطاب غير مسبوق لرئيس الجمهورية جوزاف عون، دعا فيه إلى سحب سلاح جميع القوى المسلحة، بمن فيهم حزب الله، وتسليمه إلى الجيش، في خطوة تعكس تحوّلا لافتا في الخطاب الرسمي وسط ضغوط إقليمية ودولية متصاعدة.
معادلة الدفاع الوطني
وبسؤال القيادي البارز في "الثنائي الشيعي" عن إمكانية قبول حزب الله بنزع سلاحه طواعية في إطار تسوية وطنية شاملة، أجاب: "حزب الله أعلن مرارا أنه لا يتمسّك بسلاحه لأغراض خاصة، بل كجزء من معادلة دفاع وطني. وأي نقاش حول هذا السلاح يجب أن يكون ضمن حوار داخلي، وضمن تسوية وطنية تحمي لبنان وشعبه، وتضمن استكمال التحرير وبناء جيش قوي قادر على الدفاع عن السيادة. أما فرض القرار من الخارج، أو تقديمه كبادرة حسن نية للعدو، فهو أمر مرفوض شعبيا ووطنيا".
ونوّه إلى أن "نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت، ومن دون ضمانات سيادية أو قدرات دفاعية بديلة، يفتح الباب أمام اجتياح إسرائيلي أو تكفيري جديد، ويعرض لبنان للانكشاف التام"، على حد قوله.
وأردف: "نحن أمام عدو يدمّر غزة منذ عامين، ويقصف الجنوب والضاحية والبقاع بشكل شبه يومي، فيما المجتمع الدولي عاجز عن ردعه. نزع السلاح الآن، يعني التخلي عن عنصر الردع الوحيد، وتقديم لبنان على طبق من فضة لقوى العدوان".
وزاد: "باختصار، من دون رؤية وطنية جامعة، واستراتيجية دفاعية حقيقية، فإن أي محاولة لسحب السلاح خارج سياق السيادة ستولّد المزيد من الانقسام، وتُهدّد الاستقرار الداخلي".
وردا على قول البعض بأن لبنان دخل مرحلة ما بعد المقاومة وما بعد حزب الله، قال: "الحديث عن ما بعد المقاومة في لبنان يُغفل حقيقة ثابتة في تاريخ هذا البلد، وهي أن المقاومة ليست طارئة أو مستجدة، بل متجذّرة في هوية لبنان منذ تأسيسه؛ فمن مقاومة الاحتلال الفرنسي مع أدهم خنجر وصادق حمزة وعبد الحسين شرف الدين، إلى مواجهة الأطماع الصهيونية منذ 1949؛ فالمقاومة ليست خيارا سياسيا ظرفيا بل نهج وطني فرضه غياب الدولة القادرة".
وشدّد المتحدث ذاته، على أن "المرحلة الحالية لا تُلغي دور المقاومة، بل تؤكد الحاجة إليها، في ظل استمرار الاحتلال، وخطر الاعتداءات، والتقصير التاريخي للدولة في بناء مؤسسة عسكرية قادرة على حماية السيادة. المطلوب اليوم ليس إنهاء المقاومة، بل تنظيم العلاقة بينها وبين الدولة ضمن استراتيجية دفاع وطني، تحفظ الإنجازات وتحمي المستقبل".
تصاعد المتغيرات الإقليمية
وأكد القيادي البارز في "الثنائي الشيعي" اللبناني، أن "المشهد السياسي في لبنان بالغ الدقة، وسط تصاعد المتغيرات الإقليمية واستمرار الضغوط الأمريكية الرامية إلى فرض شروط تصبّ في مصلحة أمن الكيان الإسرائيلي، من دون أن تترافق مع أي التزام دولي بكبح عدوانيته أو طموحاته التوسعية في المنطقة".
ولفت إلى أن "الحكومة اللبنانية الحالية تسعى جاهدة لإعادة ترميم مؤسسات الدولة، وإطلاق ورشة تعيينات واسعة في محاولة لإعادة انتظام عمل الإدارة العامة وتعزيز قدرتها على الاستجابة لتحديات المرحلة الراهنة، رغم الانقسامات السياسية والتجاذبات الحادة".
وردا على المقولة المتداولة بأن "قوة لبنان في ضعفه"، قال: "هذه مقولة مجافية للواقع. فلبنان، حين كان قويا بوحدته ومقاومته وإرادته الحرة، استطاع أن يفرض توازن الردع ويمنع الاحتلال من التمدد. القوة الحقيقية للبنان تكمن في تماسكه الوطني وقدرته على حماية سيادته، لا في ضعف مفترض يجعله عرضة للضغوط والابتزاز".
لحظة سياسية بالغة التعقيد
وحول تقييمه لأداء حكومة نواف سلام، أشار إلى أن "الحكومة الجديدة تشكّلت في لحظة سياسية بالغة التعقيد، أعقبت سنوات من الفراغ الرئاسي، وفترة طويلة من تصريف الأعمال على يد الحكومة السابقة برئاسة نجيب ميقاتي. وقد تولّت هذه الحكومة مسؤولياتها في ظل إرث ثقيل من الشلل المؤسساتي والانهيار الاقتصادي".
وتابع: "منذ بداية عهدها، انكبت الحكومة على ملفات التعيينات الأمنية والإدارية والقضائية، باعتبارها خطوة أساسية لاستعادة انتظام عمل الدولة. لكن، ورغم الحركة الواسعة على هذا الصعيد، لم نلمس حتى الآن نتائج ملموسة لهذا الجهد، سواء على مستوى الأداء المؤسسي أو معالجة الأزمات البنيوية".
واستطرد قائلا: "تقييم أداء هذه الحكومة لا يزال مبدئيا، ولكن المطلوب اليوم هو الانتقال من النهج الإداري إلى معالجة سياسية واقتصادية شاملة تحفظ السيادة وتعيد ثقة الناس بالدولة".
العلاقة بين حزب الله وحركة أمل
وبشأن طبيعة العلاقة الحالية بين حزب الله وحركة أمل، في ظل الضغوط الإقليمية والدولية على المقاومة، ذكر أن "العلاقة بين حركة أمل وحزب الله هي علاقة تحالف متين، بني على قاعدة وطنية، ومن رحم مواجهة الاحتلال والحرص على الاستقرار الداخلي".
وواصل القيادي في "الثنائي الشيعي"، حديثه بالقول: "رغم الضغوط الإقليمية والدولية التي تستهدف المقاومة ومحورها، فإن التنسيق بين الطرفين مستمر، لأنهما يواجهان معا المشروع ذاته الذي يستهدف لبنان وخياراته".
وتابع: "هذه العلاقة ليست مصلحية ولا موسمية، بل تحمل بُعدا استراتيجيا يتجاوز الظرف السياسي، وتسعى إلى حماية وحدة لبنان وسلمه الأهلي، بقدر ما تسعى إلى الدفاع عن أرضه وشعبه".
السلاح الفلسطيني في لبنان
وحول كيفية معالجة مسألة وجود السلاح الفلسطيني في مخيمات اللاجئين التي تستضيفها لبنان، قال: "مسألة السلاح الفلسطيني داخل المخيمات هي قضية دقيقة وحساسة، وتتصل بالتوازنات الأمنية والسياسية والاجتماعية في لبنان. لا يمكن مقاربة هذا الملف بعقلية المواجهة أو الفرض، بل من خلال حوار مسؤول وشامل، تشارك فيه القوى الفلسطينية والدولة اللبنانية، ويُبنى على الثقة والضمانات المتبادلة، بهدف تنظيم السلاح وليس بالضرورة نزعه، وضمان عدم استخدامه في الداخل اللبناني".
ولفت القيادي البارز في "الثنائي الشيعي"، إلى أن "المطلوب هو معالجة تدريجية تحفظ أمن المخيمات واستقرارها، وتحول دون أي توتر مع البيئة اللبنانية المحيطة، في ظل واقع إنساني صعب يعيشه اللاجئون".
تنفيذ اتفاق الطائف
وعن موقفهم من الدعوات السابقة التي نادت بإطلاق مؤتمر تأسيسي جديد في لبنان، قال إن "الكلام عن مؤتمر تأسيسي جديد ليس في مكانه ولا زمانه ولا ظرفه، خصوصا في ظل ما يمرّ به لبنان من تحديات وطنية واقتصادية وأمنية. نحن نؤمن أن اتفاق الطائف ما زال يشكّل الإطار الوطني الأكثر توازناً للحفاظ على وحدة لبنان وتنوعه، وهو لم يُنفّذ كاملا بعد لنحكم عليه بالفشل أو القصور".
ودعا جميع القوى السياسية إلى "التكاتف من أجل استكمال تنفيذ اتفاق الطائف، لا سيما البنود الإصلاحية التي لم تُطبّق بعد، وأبرزها إلغاء الطائفية السياسية، وإنشاء مجلس الشيوخ، تمهيدا للانتقال نحو الدولة المدنية، عبر قانون انتخابي يعتمد النسبية ولبنان دائرة واحدة بلا قيود طائفية، وهو ما يُشكّل مدخلا فعليا لبناء دولة المواطنة والعدالة".
وهاجم دعوات التطبيع في لبنان تحت ضغط الانهيار الاقتصادي والسياسي، قائلا: "لبنان، كدولة عربية، يتمسك بثوابته الوطنية والقومية، ويؤمن بأن فلسطين هي القضية المركزية، وأن الكيان الإسرائيلي ما زال يُشكّل تهديدا مستمرا للبنان والمنطقة، من خلال سياساته العدوانية والتوسعية".
وشدّد على أن "أي حديث عن تطبيع مع هذا الكيان، خاصة في ظل استمرار احتلاله لأراضٍ لبنانية وارتكابه الجرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين، هو مرفوض شكلا ومضمونا، ولا يمكن أن يجد له مكانا في الوجدان الوطني اللبناني، مهما اشتدت الضغوط أو تعاظمت الأزمات".
وحول موقع لبنان مما يوصف بـ "صراعات المحاور"، أضاف: "نحن نرى أن لبنان يجب أن يبقى على مسافة واحدة من الجميع، ويعتمد سياسة متوازنة تراعي مصالحه الوطنية، دون أن يتخلى عن انتمائه العربي. والحياد، إن لم يكن مقرونا برؤية واضحة تحفظ السيادة وتؤمّن الحماية في وجه التهديدات، يبقى طرحا غير واقعي في ظل محيط متقلّب وكيان عدو لا يزال يحتل أجزاء من أرضنا وينتهك سيادتنا بشكل دائم".