رغم ما يحدثه غياب الإعلام الرسمي من إضطراب إلا أن صوت الإعلام ظل هو الذي يبين كل النواقص و مكامن الخلل في ظل عجز القادرين علي التمام.
إنتشر خبر عن طلب سفير السودان في إيرلندا و عدد من طاقم السفارة لحق اللجوء السياسي، و لما لمثل هذا الخبر من أثر ضار علي صورة الدولة و رغم أنه غير صحيح إلا أن الخارجية تأخرت و سمحت بتمدده و توسعه و في الإمكان نفيه مباشرة أو دونها عبر نشر إفادة عن نشاط و لو مصنوع لمن يقوم بأمر هذه السفارة حالياً.
ساعد علي ذلك أن السفراء كانوا أكثر موظفي الدولة طلباً للجوء بعد نهاية خدمتهم و تفضيلهم البقاء في الخارج علي العودة.
الخارجية انفردت بأنها الجهة الحكومية الوحيدة التي شهدت وقائع تنكر موظفين لعملهم.
في عهد مايو سجلت الخارجية خروج وزير سابق لها على الدولة و انضمامه لأكبر حركة تمرد إبان حربها علي الحكومة هو الدكتور منصور خالد الذي إنضم للحركة الشعبية لتحرير السودان .
سجلت الخارجية أيضاً تنكر موظف لها لمقتضيات وظيفة تولاها و ذلك من سفيرها في كينيا حينها إبراهيم طه أيوب الذي أعلن من أرض السفارة دعمه للثورة علي الحكومة.
كل هذه الحالات و غيرها لم يعقبها حساب أو سؤال بل كان أغلب مَن يقوم بذاك يجد السكوت عن فعله و ربما الرضا و المناصب الأعلي أو العودة لموقع كبير أو الترشيح له مثل ما حدث للسفير نور الدين ساتي.
الضجة الإعلامية التي تسود حالياً حول مسؤولين كبار شهدناها مع سفر السيد أركو مناوي حاكم إقليم دارفور و قائد فصيل كبير محارب مع الجيش و ما قام به من فعل بتكليف غيره بأداء مهامه كان موفقاً فيه غير أن الإعلام خلق منها إتهامات له و تشكيكاً في هدفه من السفر خارج السودان والإيحاء بأنها خطوة في طريق تمرده.
قريباً من حالة مناوي شهدنا أكبر منها في معارك كردفان القريبة حيث وقعت خسائر بشرية كبيرة وسط جنود قوات كيكل و المجاهدين بسبب التناول الإعلامي لسير العمليات العسكرية و كان المؤسف أن القائد هو من يكثر الإعلان عن تحركه و موقعه في الميدان و وجهته .
وزارة الإعلام و التي يقع عليها عبء ترتيب و ضبط العمل الإعلامي هي التي تعاني من مشكلات تغذي الإعلام السالب و تقدح في نيران الشائعات فقد أعلن عن فصل عمل الناطق الرسمي عن الوزارة و سكت بذلك صوت مهم يفترض فيه أن يعالج مثل هذا الخلل الكبير.
من مسببات اختيار الأستاذ الإعيسر وزيراً مساهمته الكبيرة و بجهده الشخصي في معركة الكرامة .
كان الإعيسر هو الأقدر علي أداء دور الناطق الرسمي للحكومة لسابق سجله و نجاحه .
فترة الإعيسر في الوزارة لم تكن ناجحة و لم تحسن من أداء الأجهزة المهمة في تفعيل الإعلام و محاصرة الشائعات فقد ظلت الإذاعة و التلفزيون و سونا على ذات الحال و لم تستطع أن تكون هي الجهة التي يلجأ لها الناس في معرفة صحة ما يدور .
تأخر إكمال الحكومة أيضاً له أثر و قد تجاوزنا الشهرين دون أن يتم التعيين للشواغر خاصة وزارة الصحة التي تبين ما وقع من خطأ كبير في تعيين وزيرها و أعقبه أيضاً وزير الثروة الحيوانية.
لم يكن الإعلان عن زيارة خارجية لرئيس الوزراء لمصر موفقاً قبل أن تعين الحكومة كلها و ينعقد مجلس وزرائها لهذا كان طبيعياً أن يكون التحضير للزيارة فطيراً و ضعيفاً بل و محرجاً .
وسائط التواصل الإجتماعي هي صاحبة النصيب الأكبر في هذا الإضطراب و ضاعف من أثرها السيئ أن السيطرة عليها استعصت و تأخرت و لا يلوح ما يبشر بتصويب لإحسان عملها.
لو أن المواعيد المضروبة لإخلاء الخرطوم من القوات العسكرية تم الوفاء بها و باشرت الحكومة عملها و خففت الأضرار و معاناة الناس و توفرت الكهرباء لعاد المواطنون إلي أعمالهم و لعظمت عائدات الخزينة العامة التي لن تستطيع التعويل على الرسوم و الضرائب بحجم النشاط الإقتصادي و التجاري و الخدمي الحالي .
الأزمات تقع و يأخذ بعضها برقاب بعض و الحل في حكومة لها القدرة علي العمل و الإنجاز و إلا لخاب (الأمل) فيها و خابت و لكن ما عسانا أن نفعل مع عجز القادرين علي التمام .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هذه التخصصات التي توجه إليها المتفوقون في باك 2025
كشف اليوم الثلاثاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري عن التخصصات التي توجها إلها المتفوقون في امتحان البكالوريا” دورة 2025″.
وقال الوزير في الندوة الصحفية التي ان الطلبية الذين تحصلوا على تقدير جيد جدا وممتاز اختاروا المدارس الكبرى بسيدي عبد الله للعلوم والتكنولوجيا وكذا التخصصات الطبية.
واضاف الوزير أن توجه الطلبة لهذه التخصصات مما يعكس الثقة التي تضعها النخبة الأكاديمية في العلووم والتكنولوجيا تجسيدا للمحور الثامن لبرنامج رئيس الجمهورية 2024-2029.