- الاحتلال ينفّذ بشكل ممنهج وموجّه إبادة جماعية في القطاع عبر سلاح «العطش»

- انتصار إسرائيل على حماس لا يجب أن يكون على جثث 40 ألف امرأة وطفل ورضيع

- حرمان شعب بأكمله من المياه جريمة إبادة يتم تنفيذها ببطء ومع سبق الإصرار

- الناس لا يموتون فقط بالقصف بل يختنقون بالسموم نتيجة تلوّث المياه وأزمة الصرف

- الأسرة الدولية صمتت على تحويل غزة إلى أكبر سجن مفتوح في التاريخ الحديث

- تدمير إسرائيل لـ89٪ من منشآت المياه والصرف ليس صدفة بل استهداف متعمّد

- التحدي لم يعد في إصدار الأحكام القضائية ضد إسرائيل.

. لكن في التصدي لتعطيلها

شدَّد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في المياه والصرف الصحي، بيدرو أروخو أغودو، على أن «ما يجري في غزة عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان»، وقال المسئول الأممي، إسباني الجنسية، لـ«الأسبوع»: «انتصار إسرائيل على حماس لا يجب أن يكون على جثث 40 ألف امرأة وطفل ورضيع».

وأضاف أن «ممارسات إسرائيل انتقلت من نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي الذي عرفته فلسطين منذ النكبة، إلى استراتيجية مكشوفة للإبادة الجماعية، حيث يُستخدم العطش والجوع كأدوات قتل»، وأن «قطع إمدادات المياه عن المدنيين في غزة لا يمثل فقط انتهاكًا فاضحًا للقانون الإنساني، بل يرقى إلى جريمة إبادة جماعية».

وبحسب تعبيره، فإن «حرمان أكثر من مليوني إنسان من المياه النظيفة هو سلاح قتل بطيء لا يترك مجالًا للنجاة، لاسيما للأطفال والرضّع»، ولفت إلى أن «القانون الدولي لا يترك شكًّا في أن تدمير الموارد الحيوية عمل يُعاقَب عليه بوصفه جريمة حرب».

جريمة مكتملة

أكّد المسئول الأممي أن «الحرمان الجماعي من المياه، حال استخدامه بشكل ممنهج وموجَّه، يُعد إبادة جماعية»، خاصة أن «الماء ليس رفاهية، بل ضرورة بيولوجية لحياة الإنسان، وحرمان شعب بأكمله منه يعني تجريدهم من حق البقاء»، مستشهدًا بنظام روما الأساسي: «منع الغذاء والماء والدواء يدخل ضمن تعريف جريمة الإبادة».

وأكد أن «الإنسان لا يستطيع الصمود أكثر من أسبوع دون ماء، وإن توفّر بكميات قليلة، ومُلوثة كما في غزة، فإنها تصبح سببًا رئيسيًا للأمراض القاتلة»، مشيرًا إلى أن «تلوّث المياه في غزة يؤدي إلى تفشي أمراض الإسهال، والزحار، والفشل الكلوي، ما يهدد حياة الأطفال في ظل غياب شبه كامل للرعاية الصحية».

وشدّد على أن «ما يجري ليس عرضًا جانبيًا للحرب، بل هو جزء جوهري من استراتيجية قتل جماعي بالوسائل البيئية والصحية»، وأوضح أن «أزمة المياه في غزة ليست نتيجة لحرب واحدة، بل امتداد لانتهاك طويل الأمد للقانون الدولي».

«الخزان» يحتضر

لفت المسئول الأممي إلى أن «الوضع البيئي في قطاع غزة هشّ بطبيعته، إذ يعتمد على خزان جوفي ساحلي مشترك مع إسرائيل». وبيّن أن «عدد سكان غزة يبلغ 2.2 مليون نسمة، منهم 1.7 مليون لاجئ طُردوا من أراضيهم الأصلية، ويُجبرون على استخراج ثلاثة أضعاف ما يمكن أن يوفّره الخزان الجوفي طبيعيًا».

ونبّه إلى أن «الاستخدام المفرط أدى إلى تسرب مياه البحر وتملّح المياه العذبة». وتابع: «إسرائيل منعت دخول 70٪ من المواد اللازمة لبناء محطات الصرف الصحي، بزعم استخدامها المزدوج، ما أدى إلى تدهور البنية التحتية وتسرّب المخلفات البشرية إلى الخزان».

وأكد أن «إسرائيل دمّرت أو ألحقت ضررًا جسيمًا بـ89٪ من منشآت المياه والصرف الصحي»، وأن «100٪ من مياه الصرف تُصرَّف حاليًا دون معالجة، وتتسرب مباشرة إلى الخزان، وهو ما يجعل مصدر الحياة نفسه سببًا للهلاك الجماعي».

حد المخاطر

كشف المسئول الأممي أن «الفرد في غزة لا يحصل اليوم إلا على 5 لترات فقط من المياه يوميًا»، وهو رقم «أقل بثلاثة أضعاف من الحد الأدنى الطارئ الذي حددته منظمة الصحة العالمية بـ15 لترًا»، وأنه «في الظروف العادية، يحتاج الفرد إلى 100 لتر يوميًا».

وحذّر من أن «الخطر لا يكمن فقط في ندرة المياه، بل في تلوّث ما هو متاح منها»، مضيفًا أن «كثيرًا من الكميات القليلة المتوفرة ملوّثة بمخلفات بشرية وسموم»، وأن «هذه المياه الملوّثة باتت سببًا في تفشي الأمراض، وأداة مباشرة لتهديد الصحة العامة».

ولفت إلى أن «التقارير الصادرة عن اليونيسف رصدت أكثر من 70 ألف حالة إسهال أسبوعيًا بين الأطفال دون سن الخامسة، كثيرٌ منها مصحوب بنزيف معوي وجفاف حاد»، واعتبر أن «هذا الموت الصامت يحدث وسط ضجيج القصف»، مضيفًا أن «الأطفال يواجهون خطر الهلاك الكامل، ليس فقط بسبب القصف، بل أيضًا نتيجة العطش والانهيار الصحي».

الماء كسلاح

اعتبر المسئول الأممي أن «استخدام الموارد الحيوية كسلاح في النزاعات المسلحة، وعلى رأسها المياه، يُعد تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء التي يضعها القانون الدولي»، وأن «استخدام المياه كوسيلة لإخضاع أو معاقبة المدنيين يدخل ضمن تصنيفات جرائم الحرب».

وقال إن «هذا الموقف لا يتغيّر بتغير الحكومات أو الأزمات، بل يرتكز على مرجعية قانونية واضحة»، منبّهًا إلى أن «الجمعية العامة للأمم المتحدة صوّتت بأغلبية ساحقة لصالح وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية»، مشيرًا إلى أن هذا القرار «ليس رمزيًا، بل يعكس حجم الكارثة».

ولفت إلى أن «خطاب كبار مسئولي الأمم المتحدة تضمّن توصيفات صادمة: أراضيهم تُبتلع، اقتصادهم يُخنق، وشعبهم هُجّر»، وقد «ردّت إسرائيل بإعلان الأمين العام، أنطونيو جوتيريش، شخصًا غير مرغوب فيه»، و«هذا التصعيد يشير إلى ضيق إسرائيل من الموقف القانوني المتزن للمنظمة».

وأشار إلى أن «المؤسسات القضائية الدولية لم تقف صامتة»، بدليل أن «محكمة العدل الدولية قبلت دعوى جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية، فيما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق».

لكنه أشار إلى أن «التحدي لا يكمن في الأحكام، بل في تنفيذها». وقال: «السلطة التنفيذية تقع ضمن صلاحيات مجلس الأمن، حيث يُستخدم الفيتو الأمريكي بشكل ممنهج لحماية إسرائيل». وتابع: «الهوة بين النصوص القانونية والتطبيق تتّسع يومًا بعد آخر، ما يقوّض فعالية العدالة الدولية».

آليات.. ولكن

أكد المسئول الأممي أن «الأمم المتحدة تمتلك آليات قانونية رادعة، لكنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لتفعيلها»، محذّرًا من أن «عدم تنفيذ الأحكام الصادرة بشأن غزة يُمثّل انتكاسة خطيرة لشرعية النظام القانوني العالمي»، خاصة أن الاحتلال مُلزم بـ«توفير المياه وخدمات الصرف الصحي بموجب القانون الدولي الإنساني».

وبيّن أن «هذا الالتزام يشمل الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وقطاع غزة، التي تُعدّ جميعها أراضيَ محتلة بشكل غير قانوني»، وأن «الدعوى المقدَّمة من جنوب أفريقيا، والمدعومة من أكثر من خمسين دولة، تمثّل تحركًا جماعيًا قانونيًا مهمًّا».

وأضاف أن «مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية ضد قادة إسرائيل تُعد تطورًا غير مسبوق»، لكنه أشار إلى أن «غياب التنفيذ يظل العقبة الأهم، ما يطرح علامات استفهام حول جدوى العدالة الدولية»، داعيًا إلى «إجراءات دولية صارمة تتجاوز الإدانة، وتصل إلى العقوبات الاقتصادية».

صمت عالمي

ونبّه المسئول الأممي إلى أن «صمت الأسرة الدولية تجاه ما يجري في غزة هو تواطؤ مؤسف ومخزٍ»، مضيفًا أن «الصمت لم يقف عند حدود الحصار، بل شمل التمييز العنصري وممارسات الاستعمار الحديث»، وأن «الحصار المفروض على غزة منذ نحو عقدين حوّل القطاع إلى أكبر سجن مفتوح في العالم».

وأضاف: «المواقف الأوروبية أيضًا لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، ما سمح لإسرائيل بمواصلة مشروعها الاستيطاني، والإعلان عن سياسة تطهير عرقي علني»، مؤكدًا أنه لا بد من «فرض تدابير اقتصادية على إسرائيل، وعلى الشركات المتورطة في تمويل جرائمها».

واستشهد بوثيقة المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، حول دور الشركات الخاصة في دعم الإبادة الجارية في غزة، وقال: «في إطار ولايتي كمقرّر خاص بالحق في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، طالبتُ بإنهاء حصار الطاقة الإسرائيلي الذي يؤثر على المرفقين».

وأشار إلى أن وكالة الأونروا فقدت أكثر من 310 من موظفيها جراء القصف الإسرائيلي، ودعا إلى عودتها لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال، قبل أن يختتم حديثه برسالة شديدة اللهجة إلى المجتمع الدولي.

شدّد المسئول الأممي في رسالته على أن «ما يحدث في غزة ليس خافيًا على أحد، الجميع يرى ويسمع، والمجزرة تُرتكب على الهواء مباشرة»، وأن «2.2 مليون إنسان، بينهم 1.7 مليون لاجئ طُردوا من ديارهم، يُقتلون جوعًا وعطشًا في ظل صمت عالمي».

وأكد أن «هذا التغاضي لا يمكن تبريره بأي حجج»، وأن «ما نراه إبادة موثقة بالكاميرات، تُنفذ في إطار نظام عالمي تغذّيه الكراهية والإسلاموفوبيا. حان وقت التحرّك. الصمت ليس موقفًا، بل شراكة في الجريمة».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل الأمم المتحدة حماس حصار غزة إبادة جماعیة الصرف الصحی من المیاه أکثر من فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مليون مكالمة بالساعة.. مايكروسوفت تساعد جيش إسرائيل في التجسس على الفلسطينيين

كشف تقرير نشرته غارديان عن تعاون وثيق بين الوحدة 8200 الإسرائيلية وشركة مايكروسوفت لمراقبة وتخزين كل المكالمات الهاتفية التي تُجرى من قبل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وهو ما يعد أحد أكبر مشاريع التجسس العالمية.

واعتمد المشروع أساسا على تقنيات "أزور" للتخزين السحابي التي تقدمها مايكروسوفت، إذ تَقابل المدير التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا مع قائد وكالة المراقبة العسكرية الإسرائيلية المعروفة عالميا باسم الوحدة 8200 يوسي سارييل في عام 2021 بمقر الشركة.

ويؤكد التقرير أن ناديلا منح الوحدة 8200 وصولا إلى منطقة منفصلة ومخصصة داخل منصة "أزور" السحابية لتخزين كل مكالمات الهواتف التي تتم من قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء ومراقبتها وتحليلها لاستخدامها بشكل مباشر في العلميات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يتحكم كاملا بقطاع الاتصالات التي تجري داخل قطاع غزة والضفة الغربية، فإن تعاونه مع "أزور" مكّنه من تسجيل ومراقبة كل المكالمات التي تجري سواء أكانت من جهات مدنية أم عسكرية وبشكل يومي، فكيف حدث ذلك؟

تسهيل الغارات الجوية والضربات العسكرية

أظهر التقرير المشترك الذي نشرته غارديان مع مجلة "+972" والمنصة العبرية "لوكال كول"، أن منظومة مراقبة المكالمات بدأت نشاطها في عام 2022، ومنذ تلك الفترة تمكنت من تسجيل ملايين المكالمات الصوتية من المدنيين والعسكريين على حد سواء.

وتشير ثلاثة مصادر مختلفة داخل الوحدة 8200 إلى أن خدمات "أزور" السحابية ساهمت في تسهيل الغارات الجوية القاتلة على قطاع غزة والضفة الغربية، فضلا عن مساهمتها في تشكيل العمليات العسكرية وتحديد الأهداف بدقة.

كما أكدت المصادر أن الوحدة 8200 تدخلت بشكل مباشر لتأمين خوادم مايكروسوفت التي تضم المنظومة الجديدة، إذ وجهت الوحدة تعليماتها لمهندسي الشركة لتطوير نظم الأمن الخاصة بهذه الخوادم تحديدا، ويتوقع بأن تكون البيانات حاليا مخزنة في خوادم الشركة الواقعة في هولندا وأيرلندا.

مشروع الوحدة 8200 بدأ عام 2022 وتضمن تسجيل كل المكالمات الهاتفية من فلسطينيي قطاع غزة والضفة (هآرتس)

واعتمدت الوحدة 8200 بشكل مباشر على المعلومات والأدلة المستخرجة من المكالمات المسجلة في خوادم "أزور" للبحث والتعرف على الأهداف التي ترغب في قصفها داخل غزة، إذ وضح أحد المصادر أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على هذه البيانات عند البحث عن الأهداف ضمن المناطق السكنية الكثيفة، وذلك في محاولة منهم لتأكيد وجود الهدف بالمنطقة عبر التصنت على المكالمات التي تجري من قبل المدنيين في المناطق المحيطة به، كما ارتفع معدل استخدام المنظومة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

إعلان

وتشير بعض المصادر في حديثها مع غارديان إلى أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع -بحسب ادعائهم- كان حماية الإسرائيليين، إذ كان المشروع سببا في إيقاف عدد كبير من الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين، رغم فشله في إيقاف هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

الضفة الغربية هي الهدف الرئيسي

ورغم استخدام المنظومة الجديدة في العمليات العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة، فإن الهدف الرئيسي كله كان مراقبة فلسطينيي الضفة الغربية الذين يبلغ عددهم 3 ملايين مواطن يعيشون تحت سطوة الجيش الإسرائيلي.

ومثّلت المكالمات المسجلة في خوادم "أزور" مخزنا غنيا بالمعلومات الاستخباراتية التي يمكن للجيش الإسرائيلي استخدامها ضد سكان الضفة الغربية، وادعت بعض المصادر في الوحدة 8200 أن هذه البيانات استخدمت لابتزاز الأفراد أو وضعهم في الاحتجاز وتبرير قتلهم لاحقا.

موظفو مايكروسوفت يعترضون بشكل مباشر على تعاون الشركة مع الجيش الإسرائيلي (مواقع التواصل)

ومن جانبها، أكد المتحدث الرسمي لمايكروسوفت أن الشركة لا تعلم شيئا عن نوعية البيانات المخزنة في حواسيبها فضلا عن تعاونها مع الوحدة 8200 كان فقط لتعزيز الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي.

ويشير التقرير إلى أن سارييل قائد الوحدة 8200 الذي تولى منصبه في الفترة بين عامي 2021 و2024 كان السبب الرئيسي وراء هذا المشروع، وذلك بعد ملاحظته ازدياد معدل الهجمات الفردية التي نفذها شباب فلسطينيون غير معروفين لأجهزة الأمن.

لذلك اقترح سارييل مراقبة الجميع طوال الوقت بدلا من مراقبة أهداف بعينها في أوقات محددة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لاستخراج المعلومات من هذه التسجيلات، وذلك حسب وصف أحد أفراد الوحدة 8200.

وأشارت المصادر إلى أن الوحدة طورت في الوقت ذاته منظومة ذكاء اصطناعي قادرة على مراقبة وتحليل جميع الرسائل النصية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ثم تقييمها بناء على معدل الخطر الوارد فيها بشكل آلي.

هل كانت مايكروسوفت تعرف؟

تَقابل سارييل وناديلا أكثر من مرة لاحقا في عام 2021، إلا أنه لم يُشر بشكل مباشر إلى خطة الوحدة لتخزين مكالمات الفلسطينيين، وأشار إلى أن هذه البيانات أعمال حساسة وسرية، وفقا لتسجيلات داخلية للاجتماع اطلعت غارديان عليها.

ولكن التقارير الداخلية تشير إلى أن مهندسي مايكروسوفت كانوا على علم بوجود ملفات صوتية ومعلومات استخباراتية خام في خوادم "أزور" واستخدام المنصة فيه، أما موظفو مايكروسوفت في إسرائيل فكانوا على علم كامل بما تُستخدم المنصة فيه.

وعلق أحد المصادر على هذا الأمر قائلا: "ليس عليك أن تكون عبقريًا لتكتشف ذلك. فقد أخبرت مايكروسوفت أنه لم يعد لديك أي مساحة على الخوادم، وأنك تحتاج لتخزين ملفات صوتية. الأمر واضح تمامًا".

المدير التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا وفر دعما كاملا لمشروع الوحدة 8200 حسب مصادر في الوحدة والشركة (الفرنسية)

كما تعاون مهندسو الشركة مع مهندسي الوحدة 8200 من أجل تطوير المنظومة الأمنية لهذه الخوادم تحديدا، وكان التعاون بينهم بشكل يومي وفق ما جاء في أحد المستندات التي اطلعت عليها الصحيفة، وذلك على الرغم من أن الشركة وجهت تعليمات لموظفيها بعدم ذكر الوحدة 8200.

إعلان

وعند سؤال المتحدث الرسمي عن موقف ناديلا من المشروع ودعمه لسارييل، أوضح أن ناديلا لم يقدم دعمه الشخصي للمشروع خاصة أن الاجتماع كان قصيرا ولم يتضمن أي معلومات عن نوعية البيانات المخزنة كما جاء في تقرير غارديان. ولكن المستندات التي اطلعت الصحيفة عليها تشير إلى أن ناديلا قدم دعما كاملا لمشروع سارييل من أجل نقل البيانات الحساسة للوحدة 8200 إلى خوادم "أزور" السحابية حتى تنقل 70% من إجمالي البيانات إلى خوادم الشركة، وقال ناديلا: إن مايكروسوفت ملتزمة بتقديم الموارد اللازمة لدعم هذا المشروع.

ما حجم البيانات المخزنة في خوادم مايكروسوفت السحابية؟

وتشير المستندات التي اطلعت عليها الصحيفة إلى أن حجم البيانات المخزنة في خوادم "أزور" السحابية وصل في يوليو/حزيران الماضي إلى أكثر من 11 ألف تيرابايت، أو ما يصل إلى 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية.

وعلى الرغم من أن جزءا من هذه الملفات قد يعود لوحدات استخباراتية أخرى في الجيش الإسرائيلي، فإن غالبيتها العظمى تعود للوحدة 8200 كما أشارت المستندات السابقة، وهي جميعا مخزنة في خوادم "أزور" بهولندا.

يوسي سارييل.. نصير التقنية والذكاء الاصطناعي في القتل

ويُعرف سارييل في أوساط الجيش الإسرائيلي بأنه مؤمن بالتقنية السحابية ويدعو لها بشكل مباشر، فضلا عن إيمانه المطلق بأهمية الذكاء الاصطناعي في الدفاع العسكري.

ويتباهى سارييل دوما بعلاقته الجيدة والحميمة مع المدير التنفيذي لمايكروسوفت ستايا ناديلا، وهو الأمر الذي أنكرته الشركة رسميا موضحة أنه لا توجد وجود علاقة شخصية بين الطرفين.

ومن جانبه لم يستجب سارييل لأسئلة غارديان المختلفة، وأحال الأسئلة جميعا إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الذي وضح بأن اتفاقات الوحدة العسكرية مع مايكروسوفت خاضعة للإشراف القانوني ولا يمكن الحديث عنها.

مشروع الوحدة 8200 في تسجيل جميع المكالمات سهّل تنظيم الغارات الجوية للجيش الإسرائيلي (الفرنسية)

وتوضح المستندات التي اطلعت عليها غارديان أن مايكروسوفت كانت تنظر لعلاقتها مع الجيش الإسرائيلي على أنها علاقة مربحة للغاية تجاريا، إذ تُدر على الشركة مئات الملايين من الأرباح وساهمت في تعزيز مكانة "أزور" كخدمة سحابية رائدة.

وتجدر الإشارة إلى أن مايكروسوفت تواجه معارضة داخلية من موظفيها عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول والهجوم الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، إذ بدأت حركة "لا لاستخدام أزور للفصل العنصري" (No Azure for Apartheid) بالتواجد بكثافة بعد تلك الأحداث.

وقامت الحركة التي تعتمد على موظفي مايكروسوفت المعارضين لتصرفات الشركة بتنظيم أكثر من فعالية احتجاجية فضلا عن الاحتجاجات المباشرة داخل فعاليات الشركة التي يحضرها كبار الرؤساء التنفيذيين بها.

مقالات مشابهة

  • خزنت مكالمات ملايين الفلسطينيين.. مايكروسوفت بخدمة جيش "إسرائيل"
  • خزنت مكالمات ملايين الفلسطينيين.. مايكروسوفت بخدمة جيش إسرائيل
  • تكنولوجيا الإبادة.. غضب واسع من تعاون مايكروسوفت مع إسرائيل بالتجسس على الفلسطينيين
  • المقرِّر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء لـ«الأسبوع»: إسرائيل تُجوِّع غزة «عمدًا»
  • جارديان: إسرائيل تستخدم مايكروسوفت لمراقبة مكالمات الفلسطينيين وقتلهم
  • مليون مكالمة بالساعة.. مايكروسوفت تساعد جيش إسرائيل في التجسس على الفلسطينيين
  • مقرر أممي: تجويع “إسرائيل” لغزة جريمة حرب
  • مقرر أممي: تجويع "إسرائيل" لغزة جريمة حرب
  • الصليب الأحمر: "إسرائيل" تمنعنا من الوصول للمعتقلين الفلسطينيين