مختصون لـ "اليوم": العادات وتكاليف الزواج سبب "العزوف" والطلاق.. والحل في الوعي والتيسير
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
أكد مستشارون أسريون ومختصون لـ "اليوم" الأثر الكبير لغلاء مهور الزواج في عزوف بعض الشباب عن الزواج، علاوة على العادات القديمة التي تسببت في رفع كلفة الزواج، وأكدو على أهمية دور الجهات الخيرية في عملية التيسير المالي والدعوي.
أخبار متعلقة "اليوم" تفتح ملف غلاء تكاليف الزواج.. مظاهر تتحدى فتاوى التيسير والظروف الاقتصاديةعاجل: قبل إقراره بـ 3 شهور.
. "اليوم" تنشر اعتماد نظام الفصلين الدراسيينعاجل: شباب ومختصون لـ"اليوم": غلاء تكاليف الزواج يهدد الاستقرار والحل في التوعية والتيسير100 ألف ريال مهر وحفلات عالية الاسعار
قال د. خالد بن سعود الحليبي مدير عام جمعية التنمية الأسرية بالأحساء، أن سلطة العادات تبقى قوية النفوذ في النسق الاجتماعي
النمطي، الذي يتقبل – دون وعي - كل عادة جديدة تفرضها قاعدة (ماذا سيقول الناس عنا إن لم نفعل)، فمن يصدق بأن المهر في مجتمعنا قد تضاعف حتى بلغ (100 ألف ريال ) وربما أكثر.
وأضاف أن الحفلات التي كانت لا تتجاوز اثنتين فقط، غدت خمسًا وستًا وربما أكثر، بأسماء متنوعة، فحفلة للملكة للرجال، وحفلة للزفة الأولى للنساء على نطاق العائلة، وعرس للرجال في فندق أو صالة أفراح، وعرس للنساء مثله، بل أكثر، حتى ليذكر لي بعضهم بأن الكوشة وحدها التي لا تستخدم غير بضع ساعات وقت العرس فقط، قد تبلغ (50 ألف ريال أو أكثر)، ثم قد يعقبها استقبال للزوج للرجال، واستقبال للزوجة للنساء، بعد عودتهما من السفر، وربما حفلة وداع للعزوبية من صويحبات العروس، وأعتذر إن كنت قد نسيت غيرها.
وقال الحليبي: "كيف إذا ضممت إلى ذلك شقة غالية الإيجار، وتأثيثًا فاخرًا، ثم سفرًا للخارج، لا تسل بالطبع عن استهلاك المهر في (ساعة يد) قد تبلغ وحدها: (50 ألف ريال) ولا تقل عن (25 ألف ريال)، ولا عن الحقائب والعطور والملابس التي يجب أن تكون كلها من الماركات العالمية!! بينما كان المهر سابقًا يُحفظ معظمه في (الذهب) الذي يمثل ثروة نامية للمرأة، كما أنه الزينة المفضلة عندها.
وأكمل: "بلغ الأمر أن يجد الزوج نفسه ملزمًا – اجتماعيًا – بشراء سيارة جديدة وفاخرة ولو بالقروض أو بالأقساط؛ حتى يتجمل أمام عروسه!! ثم ماذا؟ انهيار في رصيد الزوج، ونقص مستمر لسنوات في الراتب الذي ستقتص منه البنوك والشركات بسبب الأقساط ما لا يقل عن 40٪ كما تقول دراسة علمية حديثة جدًا قامت بها جمعية (أسرة) في بريدة، ما يجعله عاجزًا عن تحقيق أحلام الزوجين الوردية التي كانا يتواعدان بها خلال فترة الملكة؛ مما يؤثر على ٥٣٪ منهم في عدم القدرة على توفير الاحتياجات المنزلية -بعد الدخول - فضلا عن طلبات الزوجة الإضافية التي ستكون بنفس المعايير السابقة غالبًا!!.
وقال الحليبي باختصار: "المجتمع يحتاج إلى قدوات يُرجعون الأمر إلى مساره الطبيعي، ويتحملون تكلفة (ماذا يقول عنا الناس إن لم نفعل) حتى لا يرتفع سن الزواج في مجتمعنا أكثر من (٣٠) عامًا كما هو الحال الآن ، إلا تفعلوه فانتظروا ما لا تحبون".
العادات الاجتماعية الموروثة
وقال رائد النعيم مدير مركز أسرية للإرشاد الأسري، إنه لا يمكن إغفال دور العادات الاجتماعية الموروثة التي تحوّلت من مظاهر فرح إلى
عوائق مالية خانقة، تثقل كاهل الشباب، وتحرمهم من بناء أسرٍ مستقرة؛ مما يخلّف مشكلات أسرية واجتماعية متراكمة، ومن أبرز هذه العادات: المبالغة في المهور، واشتراط هدايا الذهب بأسعار خيالية، وإقامة حفلات تتجاوز القدرة المالية، لا لإرضاء الطرفين؛ بل لإرضاء المجتمع والظهور بمظهر “لائق” في نظر الآخرين ، بل نجد أن بعض الشباب يُؤجِّل الزواج لفتراتٍ متباعدة، خشية التكاليف الباهظة.
وقال النعيم: "الحل يبدأ منّا نحن أفراد المجتمع؛ فالعادات ليست وحيًا منزلًا، بل هي اجتهادات بشرية قابلة للتغيير. وقد زوّج النبي ﷺ عبد الرحمن بن عوف بوزن نواة من ذهب، ودعا ﷺ إلى التيسير بقوله: “أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة”.
وكما جاء في قصة علي رضي الله عنه حين خطب فاطمة رضي الله عنها، فقال له النبي ﷺ: «ما عندك شيء؟» قال: «لا»، فقال: «فأين درعك الحُطمية؟»، قال: «هي عندي»، فأمره أن يُزوّجه بها.
وأضاف: "فلنُعد النظر في عاداتنا، ولنُعطِ الأولوية لبناء بيت سعيد لا لحفل عابر، ولبركة الزواج لا لبهرجته، ولنفرح بزواج أبنائنا وبناتنا".
الخطاب الديني هو العامل الرئيس في عملية التغيير
وقال عبدالله الخميِّس مستشار أسري وتربوي، إن حفلات الزفاف مبالغ في تكاليفها، كل ذلك يترتب عليه ديون طائلة ومرهقة كافية لعزوف
العديد من الشباب عن الزواج، وهذا ما حذر منه العديد من المختصين الذين شددوا على ضرورة الابتعاد عن كل ما يعيق الشاب عن الزواج.
وقال الخميس: "فقهاء المسلمين بينوا أن الهدي الإسلامي يحث على التيسير في الزواج والتسهيل في المهور، كما أكدوا أن المغالاة تفقد البركة ، ولعل من أهم الحلول التي تساهم في تقليل هذه الظاهرة كما يلي: تنويع الدعم المؤسسي سواءً حكومي أو خيري لتوفير بدائل اقتصادية تفتح آفاقًا واسعة للشباب، زيادة الوعي المجتمعي في التقيل من المفاهيم التي تربط الكرم بالبذخ والتبذير ، نشر التجارب الناجحة في التقليل من مظاهر التبذير في الأفراح والمناسبات الاجتماعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، مشاركة خطباء المساجد لنشر الوعي من خلال المنهج الإسلامي فيما يتعلق بأمور الزواج.
وقال الخميس: "ساهم العديد من أفراد مجتمعنا وبعض الجمعيات الخيرية في مبادرات سابقة في محاربة العزوف عن الزواج وهنا نذكرها على سبيل الاختصار ومنها: مبادرة “أيسره مؤنة” في منطقة القصيم (السعودية) أطلقها أمير القصيم أخيراً للتوعية بأهمية الحدّ من غلاء المهور ونشر ثقافة التيسير، وهي تركز على تغيير السلوك عبر حملات توعوية تعتز بمضامين شرعية وتُبرز قصص زواج ميسّر، مبادرات جمعية تيسير الزواج بالأحساء تحت مسمى (رعاية) من خلال مجموعة متنوعة من البرامج كالمساهمة في مساعدة الشباب بالأمور المالية، وتثقيفهم بالدورات التدريبية المتخصصة، ونشر كلمات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف نشر ثقافة الزواج الناجح. ويبقى الخطاب الديني هو العامل الرئيس في عملية التغيير من خلال خطب الجمعة وكلمات المساجد والبرامج الدينية بأسلوب يساهم بتشجيع الناس بأن يكونوا طرفًا فاعلًا في إنجاح مشاريع التخفيف من تكاليف الزواج.
غلاء تكاليف الزواج قضية اجتماعية واقتصادية تؤرق الشباب
وقال عدنان الدريويش مستشار أسري، غلاء تكاليف الزواج قضية اجتماعية واقتصادية تؤرق الشباب والأسر في العديد من المجتمعات
وهو من أهمّ أسباب عزوف الشّباب عن الزّواج، فالشّاب الذي يكون في مقتبل عمره، ويرغب بالزّواج يُفاجأ ويُصدم من قيمة التكاليف التي ستكون عليه خاصّة أنّه لا زال في بداية حياته وله عدة أسباب من أهمها : العادات والتقاليد والتي تلعب دورًا كبيرًا في تحديد تكاليف الزواج حيث يفضل البعض المغالاة فيها كنوع من التباهي الاجتماعي، ومنها الاعتقاد الخاطئ بأنه كلما ارتفعت قيمة التكاليف كلما زادت مكانة الفتاة وأهلها عند الزوج .ومنها حب الظهور والتباهي أمام الآخرين، ومنها ارتفاع تكاليف الحياة والتي تدفع أهل الفتاة بطلب مبالغ أعلى لتغطية نفقات الزواج المتزايدة.
وقال الدريويش إن الحلول لهذه المشكلة تتنوع وتتكامل بين الزوجين والأسرة والمجتمع والمؤسسات الأهلية والحكومية ومنها: "تفعيل دور القدوة خاصة عندما يبادر الأعيان والوجهاء بتخفيف أعباء الزواج وتيسير المتطلبات والابتعاد عن المظاهر والتفاخر بها، تركيز الأسر على القيم والأخلاق والتوسط في الطلبات وعدم التبذير والتباهي والمقارنة مع الآخرين ، دعم الشباب ماليا واقتصاديا من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم بأقل التكاليف ، تثقيف الشباب بأهمية الزواج والتحذير من الديون والتبذير وبيان مآلاتهم المستقبلية .
غلاء المهور يسبب تأخير الزواج
وقال محمد السليم مدير مركز التنمية الأسرية بمدينة العيون والمستشار الأسري، علوّ المهور من أبرز أسباب تأخر الزواج والعزوف
عنه، ويُعد خللاً اجتماعياً يُثقل كاهل الشباب ويزيد من نسب الطلاق لاحقاً، والعلاج يبدأ بنشر الوعي، وتكاتف الأسر في تيسير الزواج، والاقتداء بهدي النبي ﷺ: «أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة» لتكوين أسر مستقرة ومجتمع متماسك كما يسهم غلاء المهور في تأخر الزواج والعلاج يكون بتكاتف المجتمع ونشر الوعي والاقتداء بالنبي ﷺ. ويُقترح إصدار دليل وطني للزواج الاقتصادي يرسّخ ثقافة التيسير وبناء الأسرة على أسس ثابتة
مستفيدو جمعية "رعاية"
وقال فضيلة الشيخ ناصر بن محمد النعيم رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة بالأحساء (رعاية)، إنه لا شك أن ارتفاع تكاليف الزواج أصبح من أبرز التحديات التي تواجه شبابنا وفتياتنا، وتهدد استقرارهم الأسري والاجتماعي وحتى تأخر زواجهم. ومن منطلق المسؤولية المجتمعية، جاءت جمعية “رعاية” منذ تأسيسها عام 1418هـ لتكون يدًا حانية تعين الراغبين في الزواج على تجاوز هذه العقبات، ليس فقط بالدعم المالي، بل أيضًا بالتأهيل والتوعية.
وقال النعيم إننا في الجمعية نؤمن أن التيسير الحقيقي لا يقتصر على المال وحده، بل يشمل بناء وعي مجتمعي يحفز على القناعة والاعتدال، ويحارب المظاهر المبالغ فيها التي تستهلك مدخرات الأسر وتعوق بناء البيوت.
وقال النعيم في هذا السياق: "عملت الجمعية على مسارين متوازيين:
- التيسير المالي: من خلال برامج كـ(عانية العريس)، و(شقتك علينا)، و”القرض الحسن”، التي استفاد منها أكثر من 1800 شاب وشابة خلال السنوات السبع الماضية، بمبالغ إجمالية قاربت 20 مليون ريال، ومبادرة غناة التي تمكن العريس من توفير احتياجاته لتجهيز زواجه واحتياجاته في سنوات حياته الخمس الأولى من الزواج بتكاليف أيسر من خلال شركاء المبادرة.
التثقيف والتأهيل المجتمعي: عبر برنامج “سنة أولى زواج”، واللقاءات التوعوية والتثقيفية المتخصصة، التي بلغ عدد مستفيديها أكثر من 13 ألف مستفيد مباشر خلال ثلاث سنوات فقط، والذي أثر حتى على نسبة الاستقرار الأسري بعد الزواج حيث بلغت قرابة 99% بفضل الله تعالى.
وقال الشيخ النعيم: "نؤمن أن الحل يبدأ من تكاتف المجتمع مع الجهات غير الربحية والإعلامية، لترسيخ ثقافة التيسير وتغيير نظرة الناس لمفهوم الزواج الناجح، ليكون مبنيًا على المودة والسكن، لا على الكماليات والمظاهر".
ودعا الجميع: أولياء الأمور، والخطباء، ورجال الأعمال، والمجتمع بكافة مكوناته، إلى الانضمام لجهود التوعية، فكل بيت يُبنى على الرضا والتفاهم هو لبنة في أمن الوطن واستقراره.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات مهور الزواج تكاليف الزواج غلاء تكاليف الزواج العزوف عن الزواج الزواج مشكلات الزواج غلاء تکالیف الزواج عن الزواج ألف ریال من خلال
إقرأ أيضاً:
عاجل: استطلاع اليوم| مواطنون: استغلال الموسم وقلة الحجوزات وراء ارتفاع أسعار قصور الأفراح
اتفق عدد من الأهالي على أن أسعار قاعات الأفراح شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال هذه الفترة من الإجازة، مؤكدين أن ذلك يعود إلى عدة أسباب، منها ارتفاع تكاليف الكهرباء والصيانة ومصاريف العمالة التي يتحملها أصحاب القاعات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); ولفتوا إلى أن قلة عدد الزواجات مقارنة بالمواسم السابقة، وتنامي المنافسة من الشاليهات التي تقدم بدائل تنافسية تساهم في ارتفاع الأسعار.
أخبار متعلقة عاجل: "الأرصاد" يحذر: رياح نشطة على العاصمة المقدسة ومحافظة الجموم"العدل": دوائر الأخطاء المهنية الصحية تفصل في 15800 قضيةوأفاد خالد النجدي بأن ارتفاع تكاليف الكهرباء والصيانة والعمالة دفع أصحاب القاعات إلى رفع الأسعار، مؤكدًا أن قلة الزواجات أثرت بشكل مباشر على دخل هذه القاعات، مما جعلها تلجأ إلى زيادة الأجرة لتعويض التكاليف المتزايدة.
وأشار إلى وجود اتفاق بين الطرفين على تفضيل إقامة حفلات الزواج بشكل عائلي أو للجانب النسائي فقط، كحل عملي للتخفيف من الأعباء المالية.
مسؤولية أصحاب القاعات
من جهته، رأى عيسى بوحيدر أن المسؤولية تقع على أصحاب القاعات الذين يرفعون الأسعار، مشددًا على ضرورة التوجه إلى إقامة الزواج في المجالس العائلية الخاصة كبديل اقتصادي، خصوصًا لمن لا يستطيعون تحمل التكلفة العالية لقاعات الأفراح، مضيفًا أن الزواج لا يجب أن يكون حكرًا على القاعات الفخمة.
وأوضح عطية المالكي أن المنافسة بين قاعات الأفراح التي تسعى لتطوير ديكوراتها وتقديم ميزات إضافية أدت إلى ارتفاع الأسعار، معتبرًا أن الحل يعود إلى اختيار الشاب لمكان مناسب يلبي احتياجاته دون تكاليف باهظة، مع التأكيد على أن البساطة في الزواج تعد خيارًا ناجحًا للتقليل من المصاريف.
ضغط الزواجات في الصيف
وذكر سعد مبارك أن ضغط الزواجات في فصل الصيف يساهم في رفع الأسعار، مقترحًا أن تتم إقامة الحفلات في الأيام العادية خلال فصول الدراسة لتخفيف الضغط على السوق وخفض التكلفة.
وأشار مشهور المالكي إلى أن ارتفاع الأسعار مرتبط أيضًا بزيادة الطلب وقلة المعروض من القاعات، ما دفع أصحابها إلى استغلال هذا الأمر ورفع الأسعار، خصوصًا في فترة الصيف التي تشهد كثافة في حفلات الزواج.
وأكد حسن بو جبارة أن توفر الشاليهات الأصغر حجمًا ساهم في تقليل الإقبال على قاعات الأفراح، مما أدى إلى رفع أسعار التأجير لتعويض النقص في المستأجرين.
وفي مقاربة مختلفة، قال ريان الذرمان إن ارتفاع أسعار القاعات دفع بعض الشباب إلى التفكير في استثمار المبلغ الذي سيُنفق على القاعة في السفر، ومن ثم إقامة وليمة بسيطة بعد العودة، معتبرًا هذه الخطوة خيارًا اقتصاديًا ذكيًا في ظل الظروف الحالية.