رئيس مدينة سنورس يتفقد مستشفى فيديمين المركزي
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
تفقد اليوم محمد فتحي إمام رئيس مركز ومدينة سنورس، يرافقه خالد الصغير نائب رئيس المركز لشؤون القرى مستشفى فيديمين المركزي، لمتابعة سير العمل، والتأكد من انتظام تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، وذلك في إطار الاستعدادات النهائية لـ افتتاح قسمي "العناية المركزة و حضانات الأطفال" بالمستشفى.
تفقد " أمام "حالة النظافة العامة بالمستشفى، والمناطق المحيطة بها، ومدى تواجد الأطباء والأطقم الطبية، وتوافر الأدوية والمستلزمات، كما تفقد عددا من الاقسام وعددا من غرف المرضى، كما تناقش رئيس المركز مع عدد من المرضى وذويهم حول الخدمات المقدمة لهم.
وناقش رئيس المدينة إدارة المستشفى حول كيفية سرعة توفير أطباء لقسم العناية المركزة لتشغيل القسم، كذلك استكمال الأجهزة الطبية الخاصة بقسمي الحضانات والعناية، تمهيدًا للافتتاح والتشغيل الكامل للقسمين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مستشفى اخبار الفيوم رئيس مدينة سنورس
إقرأ أيضاً:
الاستخدام الخاطئ للأدوية خطر صحي داهم.. ودعوات لتعزيز الثقافة الطبية
مع التقدم الطبي وتوفر العديد من خيارات العلاج، لم يعد الوصول إلى الدواء هو التحدي الأكبر، بل يكمن التحدي الحقيقي في ثقافة استخدامه، ومستوى الوعي المجتمعي الذي يرافق هذا الاستخدام.
فعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الصحية والمجتمعية في التوعية بضرورة التعامل المسؤول مع الأدوية، فإن العديد من الممارسات الخاطئة لا تزال شائعة، وتهدد بكلفة صحية باهظة على الفرد والمجتمع. ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية تعزيز الثقافة الطبية حول تعاطي الأدوية، وفهم مخاطر الاستخدام العشوائي لها.
وتقول الصيدلانية شيخة بنت سلمان الرحبية من مستشفى المسرة إن من أبرز الأخطاء الشائعة التي يتم رصدها لدى أفراد المجتمع، هي تناول الأدوية بناءً على تجارب الآخرين دون الرجوع إلى طبيب أو صيدلي مختص، وهو سلوك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا في حالات الأمراض المزمنة أو لدى الأشخاص المصابين بالحساسية أو الذين يتناولون أدوية متعددة. وتضيف: "إن البعض قد يتوقف عن تناول الدواء أو يغيّر جرعته من تلقاء نفسه دون مبرر طبي، ما يؤثر على فعالية العلاج وقد يتسبب في مضاعفات صحية. كذلك، ينتشر بين بعض المرضى الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية؛ إما بصرفها دون الحاجة، كما في حالات العدوى الفيروسية التي لا تستدعي مضادا حيويا، أو بعدم الالتزام بإكمال الجرعة المقررة، ما يفتح الباب أمام نشوء سلالات بكتيرية مقاومة للمضاد، الأمر الذي يهدد مستقبل العلاج ذاته".
ممارسات خطرة
من جانبها، أوضحت الصيدلانية ندى الديهنية من مركز سلامة الدواء أن هذه الأخطاء لا تقتصر فقط على جرعات أو توقيت استخدام الدواء، بل تمتد لتشمل ممارسات خطرة أخرى مثل الاحتفاظ ببقايا الأدوية لاستخدامها لاحقًا دون الرجوع لطبيب، أو خلط أنواع متعددة من الأدوية في وقت واحد دون معرفة التداخلات المحتملة فيما بينها. كما أشارت إلى أن "الاعتقاد السائد بأن الأدوية الطبيعية والعشبية آمنة تمامًا هو مفهوم مغلوط؛ إذ إن العديد من هذه المنتجات قد تتفاعل مع الأدوية الكيميائية وتؤدي إلى نتائج غير متوقعة أو مضرة".
قلة الوعي
وحول مستوى الوعي المجتمعي بالتفاعلات الدوائية والآثار الجانبية، ترى أن الوعي لا يزال غير كافٍ لدى شرائح كبيرة من المجتمع، رغم جهود الجهات الصحية في التثقيف. الكثير من المرضى لا يقرأون النشرة المرفقة بالدواء، ولا يفصحون للطبيب أو الصيدلي عن جميع الأدوية أو المكملات الغذائية التي يتناولونها، ما يضاعف من خطر التفاعلات غير المرغوب فيها. وترى أن هذا القصور يعود جزئيا إلى نقص التثقيف الصحي المنظم، وأيضًا إلى الاعتماد على مصادر غير موثوقة من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر معلومات خاطئة أو غير دقيقة حول الأدوية وطرق استخدامها.
وتضيف أن بعض المرضى لا يزالون يعتمدون على المعلومة الشفوية من معارفهم أو من تجارب سابقة دون إدراك لاختلاف الحالات الصحية والظروف العلاجية من شخص لآخر. كما أشارت إلى أن "الأثر السلبي لهذا الوعي المحدود يتجلى أيضًا في تعامل بعض المرضى مع الأدوية كحلول فورية لأي عرض صحي، دون النظر إلى التشخيص الدقيق".
التوعية الصحية
وفي ما يتعلق بدور الصيدليات في هذا الإطار، تؤكد الرحبية أن الصيدليات تمثل خط الدفاع الأول في التوعية الصحية؛ بحكم قربها من المجتمع وسهولة الوصول إليها، مبينة أن الصيدلي لا يقتصر دوره على صرف الدواء، بل يتعدى ذلك إلى تقديم الاستشارات الدوائية والتأكيد على أهمية الالتزام بالتعليمات الطبية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوزيع المواد التوعوية مثل النشرات والبروشورات. وترى الرحبية أن حملات التوعية التي تنظمها الصيدليات، سواء داخل المؤسسات الصحية أو في الفضاءات العامة، تؤدي دورا مهما في تثقيف المرضى، خصوصا حول الأمراض المزمنة والأدوية شائعة الاستخدام".
فيما تشير ندى الديهنية إلى أن هذا الدور يمكن تعزيزه من خلال مبادرات مبتكرة مثل تخصيص وقت للاستشارة الدوائية قبل صرف أدوية معينة، أو التعاون مع الجهات التعليمية والمؤسسات المجتمعية لتقديم ورش تثقيفية، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى مراكز صحية متخصصة. وأشارت إلى تجربتها الشخصية في توعية المجتمع حول كيفية التخلص الآمن من الأدوية المنتهية أو غير المستخدمة، حيث لاحظت أن عددًا كبيرًا من الناس لا يدركون أن رمي الأدوية في سلة المهملات أو المجاري يسبب أضرارًا بيئية وصحية، ما يعكس الحاجة المستمرة للتثقيف.
وفي إطار تعزيز الوعي، تقترح شيخة الرحبية مجموعة من الخطوات التي ترى أنها ضرورية، مثل تعزيز التثقيف الصحي في المدارس والجامعات منذ سن مبكرة، وتنظيم حملات إعلامية دورية بلغة واقعية ومبسطة، وربط صرف بعض الأدوية باستشارة إلزامية من الصيدلي، وتفعيل منصات التواصل التابعة للمراكز الصحية لمتابعة الاستخدام الدوائي للمرضى بشكل منتظم. وتدعو إلى تشجيع البحث المحلي الذي يدرس سلوكيات المجتمع تجاه تعاطي الأدوية من أجل وضع سياسات مستندة إلى واقع فعلي، لا سيما أن الحلول المبنية على البيانات غالبًا ما تكون أكثر فاعلية واستدامة.
التحديات الطبية
أما من وجهة نظر الأطباء، فيقول الدكتور مازن بن سعيد العذالي، أخصائي الطب الباطني بمستشفى المسرة إن ضعف الثقافة الطبية لدى المرضى يشكل أحد أبرز التحديات التي تواجه الطواقم الطبية. ويقول: "إن الكثير من حالات فشل العلاج أو حدوث مضاعفات تكون نتيجة مباشرة لسوء استخدام الأدوية، مثل تجاهل التعليمات المتعلقة بالجرعة أو توقيت الدواء، أو إيقاف العلاج عند الشعور بالتحسن دون الرجوع إلى الطبيب". ويرى أن هذه السلوكيات تؤدي أحيانًا إلى تطور مقاومة الأدوية أو إلى حاجة لتدخلات علاجية أكثر تعقيدًا قد تشمل التنويم في بعض الحالات.
وأشار الدكتور العذالي بأن الأطباء يواجهون بشكل مستمر حالات تسبب فيها الاستخدام الخاطئ للدواء بمضاعفات خطيرة، خاصة مع الإفراط في تناول المسكنات الذي قد يؤدي إلى تقرحات معدية أو تلف في الكبد أو الكلى. كما أن التوقف المفاجئ عن تناول بعض الأدوية، كالمضادات الحيوية، قبل استكمال المدة المحددة، يتسبب في عودة الأعراض بشكل أقوى، ويؤدي إلى نشوء سلالات مقاومة يصعب علاجها.
ويضيف: "إن المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين المرضى -مثل اعتقادهم بأن تحسن الحالة الصحية يسمح بإيقاف العلاج- هي من أكبر المعضلات التي تواجه الأطباء. ويرى أن الحل يكمن في التوعية المستمرة، وفي بناء علاقة ثقة وتواصل مباشر بين المريض والطبيب، بما يسمح بمناقشة أي مخاوف أو استفسارات دون تردد".
مسؤولية مشتركة
وفي حديثه عن دور المؤسسات الصحية والإعلامية، يشدد العذالي على أن التثقيف الصحي ليس مسؤولية جهة واحدة، بل هو مسؤولية مشتركة بين الأطباء والصيادلة ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية. ويرى أن الإعلام، خصوصًا في العصر الرقمي، يمكن أن يؤدي دورًا جوهريًّا في تصحيح المفاهيم، بشرط أن يستند إلى مصادر علمية دقيقة، وأن يُقدّم محتوى مبسط وقريب من حياة الناس. ويؤكد على أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الرسائل التوعوية بطريقة مبتكرة وفعالة، خاصة لفئة الشباب.
ويختتم الدكتور العذالي حديثه بالتأكيد على أن الاستخدام الآمن والصحيح للأدوية لا يتحقق إلا من خلال وعي جماعي ومسؤولية متبادلة بين المريض والمختصين والمؤسسات، مشيرًا إلى أن الوقاية تبدأ من المعلومة الصحيحة، وأن كل خطوة في اتجاه تعزيز الثقافة الدوائية هي خطوة نحو مجتمع صحي ومستدام.