امتلأت الكراسي مساء أمس في النادي الثقافي، مما دفع مقدم الأمسية الإعلامي تركي البلوشي لتوجيه سؤال للجمهور في بداية الحديث، لماذا أنتم اليوم هنا؟ وماذا يعني لكم الشاعر الراحل حمد الخروصي، ورغم الصمت المطبق على كل من كان في القاعة، إلا أن سيل المداخلات في نهاية الأمسية كان دليلا واضحا بأن ما لم تقله الأفواه سردته القلوب طيلة العشر أعوام من رحيل أيقونة ورائد في الشعر الشعبي في سلطنة عمان.

كان الحديث فياضا بالكثير من العواطف، شهادات قدمت من مقربين وأصدقاء جمعتهم إحدى محطات الحياة بالشاعر الراحل، الذي كان الاحتفاء بكونه رمزا شعريا، وبقائه طيلة العشر سنوات في كل المحافل الشعرية والأدبية وكأنه لم يرحل، في محاولة لمعرفة سر هذا البقاء، وتأملا وبحثا عن إجابة على السؤال وفهم تفاصيل ظاهرة تسمى "حمد الخروصي"، حيث قال تركي البلوشي: "حمد الخروصي كشاعر كان ينطلق من الناس وأسئلتهم، حيث بدأ من حياة الناس منطلقا للإجابة عن الأسئلة، قصيدته كانت أشبه بوثيقة، وكاميرا توثق اللحظة، ونحن هنا اليوم في رحلة لاكتشاف الخروصي من زاية (كيف بقى بيننا؟)".

"عشرة أصابع عمر مشواري" في الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر حمد الخروصي، كانت جلسة تحمل معاني الألفة والقرب من شخصية الخروصي إنسانا، ومعاني الوفاء له كشاعر، خوضا في شجن رحيله المفاجئ، وبقاء إرثه الشعري وتجربته الرائدة على المستوى المحلي والخارجي، ودون توقف عند حدود معينة بل تسليط الضوء على عدد مختلف من جوانب حياته وثقافته.

كان الحديث الذي أسهب فيه الشاعر الدكتور خميس المقيمي مليئا بالشجن، حيث بدأ بقوله: "حمد الخروصي الشاعر الذي رحل إلى القصيدة، وهو الشاعر الذي كان يكتب كما لو كانت المرة الأخيرة، حين رحل كان قد أنصف القصيدة، والقصيدة أنصفته"، وأضاف المقيمي: "رحل حمد ولكنه ترك فينا حزنا، وفراغا لا يملأ، وسؤالا لا يجاب".

وعبر الشاعر عبد الأمير العجمي عن سعادته بالجمع الغفير، مؤكدا على أن معظم الحاضرين قد تكون قد استوقفتهم محطات الحياة في ذكرى مع الراحل، متطرقا في حديثه لمشروع ناجح جمعه بالشاعر حمد ألا وهو مجلة "وهج" والتي ما زال صدى نجاحها مسموعا حتى الآن، حيث قال: "وهج حملت اسم حمد الخروصي أكثر مما حملت اسم وهج".

وقال العجمي: "بداية تأسيس المجلة لم تكن كمشروع، ولكنها كانت حلم يتحدث بهموم الناس، حيث لم ينظر حمد الخروصي إلى وهج على أنها واجهة شكلية ومجلة للحضور، وإنما كانت مرآة تعكس حديث الشارع". وعبر العجمي في حديثه عن الراحل بالكثير من الشجن والحزن والفقد الذي ما زال حاضرا في القلوب، مؤكدا على أنه شاعر متمكن وصحفي محترف وظاهرة استثنائية جمعت بين التعامل بصدق والتعامل بنبل، وهو مؤسس لمدرسة صحفية ومدرسة شعرية نفخر بهما.

وقدم الكاتب ناصر الغيلاني شهادة شخصية عن تجربة الشاعر الراحل والتي كانت قد جمعته به معرفة خلف قضبان السجن، ساردا تفاصيل معرفته به وقربه منه، مشيرا إلى أن تجربة حمد الخروصي في هذا الشأن لم يتم التطرق لها، ساردا تفاصيل محطات هذه التجربة من خلال معرفته به.

وقال الغيلاني عن الشاعر الراحل: "ما شدني في حمد هو أسئلته العميقة، والسؤال نابع من صميم كيانه، ولافتا النظر لزوايا عميقة، ويمكننا القول أن حمد جسر للشعر ليس في عمان، وإنما في الجزيرة العربية".

وقدم المحامي يعقوب الخروصي الشهادة العائلية، حيث غاص في عمق الذكريات كونه ابن عم الراحل، وارتبط بذكريات الطفولة، مصورا أول مشهد لحمد الخروصي وهو في سن العاشرة يقرأ قصيدة وطنية في مجلس به كبار "حارة الخبيصي" التي هي إحدى مناطق ولاية السويق.

واستطرد الخروصي في حديثه عن ابن عمه الراحل الذي كان من طفولته وحتى شبابه ملجأ للعائلة والأصدقاء، ومقصدا للجميع، معرجا لعدد من المواقف الطريفة التي جمعته بالراحل.

فمن حزن خلف القضبان، إلى ضحك الطفولة والمشاكسة، وعلاقاته الاجتماعية الواسعة، نحو تجربة شعرية رائدة لخصت أمسية النادي الثقافي مسيرة الشاعر الراحل حمد الخروصي، الذي خلف إرثا شعريا، واتجاها مغايرا للقصيدة الشعبية الحديثة، راسما حدودا واضحة المعالم لمسار الشعر الشعبي في عمان وخارجها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشاعر الراحل

إقرأ أيضاً:

وفاة شقيقة المطرب الراحل عامر منير

رحلت عن عالمنا اليوم الأربعاء 6 أغسطس شقيقة الفنان الراحل عامر منيب، وأعلنت مريم عامر منيب، عبر حسابها الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» عن وفاة شقيقة عامر منيب.

وكتبت مريم عامر منيب عبر خاصيةستوري: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقلت إلى رحمة الله تعالى عمتي الغالية السيدة أمينة منيب»، ولم تشير إلى تفاصيل الجنازة أو العزاء.

وفاة شقيقة عامر منيب أبرز المعلومات عن عامر منيب

_ وُلد عامر محمد بديع منيب في 2 سبتمبر عام 1963، في ظروف صعبة إثر رحيل والدته، حيث لم تكن حياة عامر منيب سهلة، فقد رحلت والدته مبكراً، لتتولى جدته، الفنانة الكبيرة ماري منيب، تربيته فانتقل للعيش في منزل جدته بشبرا مع شقيقه الأكبر جمال وشقيقتيه أميرة وأمينة.

- وكانت جدته الفنانة الكبيرة ماري منيب شديدة الحنان والقرب منه، فاصطحبته معها إلى مسرح نجيب الريحاني، وحرصت على تلبية كل احتياجاته، وعندما أصبح في سن الـ 16، توفيت جدته، مما اضطر للعودة إلى حضن والده عام 1969.

- في عام 1985، تخرج عامر منيب في كلية التجارة بجامعة عين شمس، وبعد حصوله على تقدير جيد جداً وتعيينه معيداً بالكلية، قرر السفر لاستكمال دراسته بالخارج، ولكن صدفة غير متوقعة جعلته يبقى في مصر ليصبح فناناً معروفاً.

- دخل الفنان عامر منيب مجال الغناء عن طريق الصدفة في عام 1990، وذلك عندما ذهب ليودع أصدقائه في إحدى الفنادق خلال تحضيره للسفر للخارج للعمل والدراسة ويطلبوا منه الغناء أمام العامة أثناء حفل عشاء.

- في عام 2011، توفي عامر منيب إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، بعد دخوله في غيبوبة لعدة أيام. وكان قد خضع لعملية إزالة جزء من القولون في ألمانيا، لكن حالته الصحية تدهورت لاحقاً.

اقرأ أيضا:

أغنية تربطه مع عمرو دياب وحلم تسجيل القرآن يتبخر.. أسرار أخفاها عامر منيب في ذكرى وفاته الـ11

«عشوة» تسببت في نجوميته بالصدفة.. محطات في حياة عامر منيب في ذكرى وفاته الـ11

«كيمو وأنتيمو».. وفاة طارق عبد العزيز في نفس يوم رحيل عامر منيب

مقالات مشابهة

  • دمشق تحتفي بالفنان الراحل زياد الرحباني في غاليري زوايا
  • الشاعر محمود عباس رئيساً لنادي أدب كفر الزيات
  • في ذكرى ميلاده.. أبرز أعمال مصطفى فهمي بالسينما والتليفزيون
  • علي بن الشايب القحطاني.. رومانسية الشاعر وذائقة المتلقي
  • أحاديث الخميس وقطوف «الحديثي»
  • وفاة شقيقة الفنان الراحل عامر منيب
  • وفاة شقيقة المطرب الراحل عامر منير
  • وزير الحج ينعي الشاب الراحل محمد القاسم
  • وفاة مخرج ضياع في حفر الباطن