أنهى مركز مهارات قبس للتدريب بالهفوف تأهيل 25 فتاة، بعد أن أتممن بنجاح برنامجًا تدريبيًا متخصصًا في مهارات الإلقاء وفنون التأثير.
ويمثل هذا الإنجاز خطوة هامة ضمن جهود المركز المعتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والتابع لجمعية قبس للقرآن والسنة والخطابة.
أخبار متعلقة طقس الصباح الباكر.. ضباب خفيف على أجزاء من المنطقة الشرقيةطقس الجمعة.

. استمرار الموجة الحارة على أجزاء من الشرقيةوأوضح مدير إدارة البرامج بالمركز، محمد المهنا، أن دورة ”فن الخطابة: مهارات الإلقاء وفن التأثير“ تندرج ضمن سلسلة من البرامج التأهيلية النوعية التي تستهدف صقل مواهب الناشئة وتنمية قدراتهن.تدريبات مكثفةوأشار إلى أن المشاركات خضن تجربة تدريبية تفاعلية ومكثفة ساهمت بشكل مباشر في كسر رهبة الوقوف أمام الجمهور، وعززت لديهن مهارات الإقناع والتواصل الفعال.
من جانبها، بينت المدربة المعتمدة ابتسام الشيخ، التي قدمت الدورة، أن البرنامج لم يقتصر على الجانب النظري، بل ركز بشكل أساسي على التطبيقات العملية لمهارات التحدث بثقة.
وأضافت أن التدريب شمل محاور حيوية لتنظيم الأفكار، والتحكم المدروس في نبرة الصوت، والاستخدام المؤثر للغة الجسد، بالإضافة إلى تقنيات بناء الكاريزما الشخصية والثقة بالنفس.
ويكتسب هذا البرنامج أهمية إضافية كونه قُدِّم بشكل مجاني وتزامن مع مناسبة يوم المتحدثين المحترفين، مما يعكس حرص المركز على الإسهام بفاعلية في صناعة جيل من الشابات المتمكنات من أدوات التعبير والتأثير، بما يعزز من حضورهن ومشاركتهن الإيجابية في مختلف المحافل المجتمعية.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات محمد العويس الأحساء المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الأحساء مهارات الإلقاء

إقرأ أيضاً:

إعادة تأهيل

يميل الكاتب والفيلسوف الكندي آلان دونو في كتابه «نظام التفاهة» ــ وهو بالمناسبة كتاب «آسر ومرعب»، فيما لو جاز القول ــ إلى التشكيك بعملية التثاقف التي عرفناها على مدى عقود طويلة في حياتنا، وذلك عبر نقده ودراسته لتوجه عام بدأ بالازدياد والتموضع بوضوح مع مرور السنين: لقد تربع التافهون على سُدّة السلطة، بينما نجد أن «المتوسطين» هم من يملكون القرار اليوم فعليا. في حين أصبح العمل وسيلة للعيش والتكسب أكثر من كونه مهنة حقيقية (كما من المفترض أن يكون). لقد تسلّل الكسل الفكري ليختبئ وراء الكمال التقني. أما الشغف بالعمل المنجز بإتقان أو حتى الشعور البسيط بالمسؤولية فقد صار عيبا، بل لنقل تحول ذلك إلى عدو مفترس يريد فرض «تفاهته» على أيّ منجز ليلغيه. تشوّهت الأوساط الأكاديمية بمتطلبات الربحية والدعاية. والطلاب أصبحوا مجرد منتجات مصمّمة لتلبية احتياجات فئة محدّدة من العملاء: الشركات. والأنكى أن الباحثين يشاركون في هذا التلاعب بالمعرفة لأغراض تجارية، إذ لا خيار لهم سوى قبول التمويل الخاص، الذي يجعلهم جزءا لا يتجزأ من عملية الضغط.

كلّ هذا النظام، «نظام التفاهة»، كان واضحا مؤخرا في تشييع الفنان اللبناني زياد الرحباني، الذي بدا وكأنه انقسم إلى «عمليتي تشييع»؛ الأولى، لدى إخراج الجثمان من المشفى، حيث تظاهر محبّوه وأصدقاؤه ليلقوا عليه تحية وداع أخيرة، وقد جاء حاملا للكثير من الحب لفنان جعل فنّه تعبيرا صادقا عن هذه الفئة التي كتب ودافع عنها. لكن اللافت ركوب البعض هذه الموجة (ولا بدّ أن نشير فعلا إلى أنهم ليسوا من أصدقاء زياد الفعليين الذين رفضوا في الواقع الظهور على شاشة التلفزيون)، لإلقاء خطابات وكلمات أمام الكاميرات التلفزيونية افرغوا فيها كلّ تفاهاتهم، التي تماشت أساسا مع تفاهة المراسلين. ما يضعنا فعلا أمام معضلة كبيرة: لقد أصبح الإعلام المرئي في لبنان مرتعا لعديمي الموهبة وللمتسلقين، لا تعرف كيف وصلوا إلى هذه المرحلة المتقدمة من «الغث»، وكأنهم كلما زادوا في تفاهتهم زادوا في شعبيتهم.

أما التشييع الثاني، الذي دار في الكنيسة، فقد شهد بدوره هذا الحفل من الجنون، حيث بدا أكثر رسمية بحضور بعض «الشخصيات» العامة والسياسية (لو كان زياد يدرك ذلك، لخرج من تابوته وركل الجميع خارجا)، والأنكى الوسام الذي منح له، وهو الذي ابتعد دوما عن كل هذا التهريج؛ أما أسئلة المراسلين، فلم تعرف كيف تخرج من هذه الحالة المتواضعة في ثقافتها، أو كما يشير دونو، لقد تسلّل الكسل الفكري ليختبئ وراء الكمال التقني، لأن العمل أصبح «وسيلة للعيش والتكسب أكثر من كونه مهنة حقيقية».

صحيح أن هذا الحشد الذي تجمهر وراء الجنازة، كان يدلّ ــ إن دلّ على شيء ــ على حضور زياد الرحباني في نفوس اللبنانيين، بمعنى كم أن خطابه الفني والسياسي والاجتماعي، كان يعنيهم، ولا يزال حاضرا. لكن ومع ذلك كلّه علينا ألا ننسى أمرا حقيقيا: لبنان بأسره اليوم يحتاج إلى عملية إعادة تأهيل، وأول ذلك خطابه، بعد أن أضاع بوصلته في الكثير من الأشياء. أليس من المستغرب ألا نجد اليوم من يملك خطابا يمكن له أن يثير تفكير الناس، لذا نجدهم يتكئون على خطاب سابق، يعود إلى فترة كان فيها الفن والثقافة يثيران الكثير من التفكير والجدل والعمل؟ وبالطبع، أستثني من كلامي هنا، ذاك الخطاب الطائفي المقيت الذي يُجيّش كثيرين ويجعلهم بعيدين كل البُعد عن أي إنسانية حقيقية.

بهذا المعنى، أتت أيضا كلمات جورج عبدالله الذي خرج من أسره، قبل يوم من رحيل زياد. كانت كلماته القديمة، كافية لتعيد تذكيرنا بخطاب نحاول أن نتناساه؛ كانت كلمات تستعيد بديهيات حول الصراع مع الكيان والعدالة التي يجب إحلالها. أليس من المستغرب فعلا ألا تملك حتى الأحزاب «اليسارية» اللبنانية اليوم (أو ما تبقى منها)، أي رؤية واضحة لمستقبل الصراع وحول ما يجري في المنطقة من إعادة رسم خرائط، لذا اتكأت على ما قاله العبد الله والرحباني، وكأنها ترغب بذلك، في إعادة تلميع صورتها، وهي في الواقع لم تفعل شيئا، سوى إعادة صياغة مفهوم الانتهازية الذي يلف كلّ شيء اليوم في لبنان.

هذه الانتهازية وهذا الخطاب المقيت، ألم يكن فعلا في جوهر النقد الذي عملت عليه مسرحيات زياد الرحباني، الذي قال لنا إن كلّ شيء فاشل، لأن أسس البلد قد شيّدت على هذا الأساس، وأن لبنان الرحابنة (الأب والعمّ والذي غنته الأم) كان لبنان الحلم الذي لم يتحقق، بل أكثر من ذلك، هو الذي قادنا إلى هذا الشرخ وإلى هذه الحروب، وأننا بحاجة إلى إعادة تأهيله من البداية، على أسس عقد اجتماعي فعلي جديد، لا على أسس المحاصصة والبيع والشراء. بمعنى آخر، نحن بحاجة إلى خطاب حقيقي، لا إلى خطاب يثير النعرات، وإلا سوف تبقى هذه الدوامة التي لا فكاك منها.

من دون شك، ثمة صفحات تُطوى اليوم من تاريخ لبنان، لكن للأسف ليس لفتح صفحات جديدة، مشرقة، قد تقودنا إلى مستقبل نحلم به؛ بل هي عملية إعادة تدوير، سيئة الصنع، لذا من غير المستغرب أن تبقى حروبنا وتفاهاتنا مستمرة إلى ما لا نهاية.

مقالات مشابهة

  • تهديد للسلم المجتمعي.. بلدية إسبانية تحظر الاحتفالات الإسلامية
  • جوجل تتعهد بمليار دولار للتدريب على الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • بنسبة 90%.. تقليص انتظار خدمات الاستعاضة السنية بالأحساء إلى 40 يومًا
  • مجلس الشؤون الإنسانية الدولية يطلق برنامج «صنّاع محتوى التأثير الإنساني» في المجتمعات العربية
  • ملتقى التأثير المدني: الشرعية تقوم على تنفيذ مندرجات الدستور كاملة
  • رئيس الوطنية للتدريب: برنامج تأهيل النشء للقيادة مشروع وطني طويل الأمد
  • الأكاديمية الوطنية للتدريب تجري مقابلات شخصية للمتقدمين لبرنامج تأهيل النشء للقيادة
  • بطول 1500 متر و6 مسارات.. افتتاح نفق الملك عبد الله بالأحساء مطلع 2027
  • إعادة تأهيل