كيف ينقذ الذكاء الاصطناعي الملايين من التسمم الغذائي؟
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
أظهر فريق دولي من الباحثين كيف يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف الأغذية الملوثة في الحقول والمصانع قبل وصولها إلى المستهلكين، ما قد ينقذ ملايين الأرواح سنوياً من التسمم الغذائي.
وبقيادة جامعة جنوب أستراليا، استعرضت ورقة بحثية نُشرت في مجلة "Toxins" كيف يمكن لتقنية التصوير الطيفي فائق الطيف (HSI) المدمجة مع التعلم الآلي (ML) التعرف على السموم الفطرية، وهي مركبات خطيرة تنتجها الفطريات وتلوث الطعام أثناء النمو والحصاد والتخزين، بحسب موقع "ميديكال إكسبريس".
- اقرأ أيضاً: ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
600 مليون إصابة
تسبب السموم الفطرية مشكلات صحية خطيرة، مثل السرطان وضعف المناعة واضطرابات الهرمونات.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تؤدي ملوثات الغذاء، بما فيها السموم الفطرية، إلى إصابة نحو 600 مليون شخص ووفاة 4.2 مليون سنوياً.
كما تقدّر منظمة الأغذية والزراعة أن حوالي 25% من محاصيل العالم ملوثة بفطريات منتجة لهذه السموم، ما يبرز الأهمية الاقتصادية والصحية للتصدي لهذا الخطر.
- طالع أيضاً: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة لأبحاث الأمراض النادرة
اكتشاف سريع
قال الباحث الرئيسي، أحسان كبير، إن الطرق التقليدية لاكتشاف السموم الفطرية بطيئة ومكلفة وتتلف العينات، ما يجعلها غير مناسبة للفحص في الوقت الفعلي.
وعلى النقيض، يتيح التصوير الطيفي فائق الطيف الكشف السريع عن التلوث وقياسه في العينات الغذائية بالكامل دون إتلافها.
وأثبتت مراجعة لأكثر من 80 دراسة حديثة شملت القمح والذرة والشعير والشوفان واللوز والفول السوداني والفستق، وهي من أكثر الأطعمة إنتاجاً في العالم وتشكل العمود الفقري لاقتصاد العديد من الدول، أن أنظمة (HSI) المدمجة مع (ML) تتفوق باستمرار على الطرق التقليدية.
- انظر أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
تقليل المخاطر
أكد البروفيسور سانغ هيون لي، قائد المشروع البحثي، أن التقنية فعّالة بشكل خاص في تحديد الأفلاتوكسين B1، أحد أخطر المواد المسببة للسرطان في الغذاء، وتوفر حلاً قابلاً للتوسع وغير تدميري لسلامة الغذاء.
ومع مزيد من التطوير، يمكن نشرها على خطوط الإنتاج أو في أجهزة محمولة، ما يقلل المخاطر الصحية والخسائر التجارية عبر ضمان وصول منتجات آمنة فقط إلى المستهلكين.
ويعمل فريق البحث حالياً على تحسين دقتها وموثوقيتها باستخدام التعلم العميق والذكاء الاصطناعي.
أمجد الأمين (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أستراليا الأبحاث العلمية التسمم الأبحاث الطبية الذكاء الاصطناعي السموم تسمم غذائي الذکاء الاصطناعی السموم الفطریة
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تكتب قصة نجاح في الذكاء الاصطناعي
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي طفرة نوعية تعكس صعود الإمارة إلى مصاف المراكز العالمية للابتكار والتطوير التقني، إذ كشفت بيانات غرفة تجارة وصناعة أبوظبي عن ارتفاع عدد الشركات المتخصصة في هذا القطاع إلى 673 شركة ما بين يونيو 2023 ويونيو 2024، محققًا نمواً سنوياً لافتاً بنسبة 61 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وتم تقدير عدد الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عالمياً بنحو 90.904 شركات حتى العام 2024، وهو ما يُبرز مكانة أبوظبي مركزا بارزا ضمن هذا المشهد المتسارع.
وتُظهر المؤشرات أن أبوظبي تُعد أسرع مراكز النمو في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما ترسّخ موقعها وجهة عالمية رائدة في الابتكار والمشاريع البحثية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وتُرسّخ أبوظبي مكانتها مركزا عالميا في تبني الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات الإستراتيجية، من خلال وضع معايير دولية مدعومة بمنظومة مؤسسات وهيئات رائدة، وتشمل هذه المنظومة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، الذي يتولى صياغة السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالبحث العلمي، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
وتضم المنظومة مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، ومعهد الابتكار التكنولوجي، ومركز "AI71" للحلول التطبيقية، ومنظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي "Hub71"، ومجموعة جي 42 للتكنولوجيا، وشركة سبيس 42 لتكنولوجيا الفضاء، مما يعكس تكامل الجهود نحو بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتقنيات المستقبلية.
وذكرت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن ما يزيد عن 58 بالمئة من شركات الذكاء الاصطناعي في الإمارة تتركز أنشطتها حول الابتكار والبحث والاستشارات، ما يُبرز بيئة أعمال متقدمة تعتمد على المعرفة والبحث العلمي، وتأسست 150 شركة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعةً بالاستثمارات الإستراتيجية، خلال النصف الأول من العام الجاري ، وتوافر بنية تحتية متطورة، إلى جانب الطلب المتزايد من مختلف القطاعات الحيوية في أبوظبي.
وأكد شامس علي خلفان الظاهري، النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لغرفة أبوظبي، أن قطاع الذكاء الاصطناعي في الإمارة يشهد تحولًا متسارعًا من مرحلة التبني المبكر إلى مرحلة النضج والتطبيق المؤسسي الفعلي، مع تزايد الأنشطة التي ترتكز على البحث العلمي، والاستشارات الإستراتيجية، والحلول المؤسسية المتقدمة.
وأشار إلى أن هذا النمو لا يُقاس بالأرقام فقط، بل يُجسّد مجتمعًا نابضا بالحياة يضم نخبة من رواد الأعمال والعلماء والقادة العالميين الذين يَرون في أبوظبي بيئة مثالية لإطلاق المشاريع التكنولوجية الطموحة، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام".
وأكد على ريادة منظومة الذكاء الاصطناعي في أبوظبي والتي تعكس قوة الشراكة بين الحكومة وقطاع الأعمال، والتكامل بين الخبرات العالمية والمواهب الناشئة، والربط الفعّال بين البحث العلمي والصناعة، موضحا أن الغرفة تلعب دورا محوريا في تعزيز هذه الروابط، وتهيئة بيئة داعمة للابتكار، ليكون معيارًا ثابتًا وليس استثناءً.
وتمثل خارطة الطريق الإستراتيجية الجديدة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي للفترة 2025–2028؛ محورا أساسيا في دفع التحول الاقتصادي، إذ تركز على تعزيز سهولة ممارسة الأعمال، وتطوير السياسات الداعمة، وتعزيز تكامل المنظومة الاقتصادية.
وتضم مجموعة العمل المعنية بدعم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا نخبة من قادة القطاع الذين يسهمون بفاعلية في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، ويُسهم هذا التعاون في منح الإمارة ميزة تنافسية فريدة، ويُرسّخ مكانتها مركزا رياديا للابتكار والمشاريع التكنولوجية المتقدمة.