التهاب الأنف التحسسي الأسباب، الأعراض وطرق العلاج الحديثة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
د.مصطفى عنتر - أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة - ميديكلينيك اليحر
نظرة عامة على التهاب الأنف التحسسي
يشير مصطلح "التهاب الأنف" إلى التهاب الممرات الأنفية. يمكن أن يسبب هذا الالتهاب مجموعة متنوعة من الأعراض المزعجة، بما في ذلك العطاس، والحكة، واحتقان الأنف، وسيلان الأنف، والتنقيط الأنفي الخلفي.
من يصاب بالتهاب الأنف التحسسي؟
يُصيب التهاب الأنف التحسسي حوالي 20٪ من الأشخاص من جميع الأعمار.
متى يبدأ التهاب الأنف التحسسي بالظهور؟
يمكن أن يبدأ التهاب الأنف التحسسي في أي عمر، مع أن معظم الأشخاص تظهر عليهم الأعراض في مرحلة الطفولة أو بداية البلوغ. غالبًا ما تكون الأعراض أشد لدى الأطفال والأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر. مع ذلك، تميل شدة الأعراض إلى التفاوت على مدار حياة الشخص. يمر بعض الأشخاص بفترات لا تظهر فيها أي أعراض على الإطلاق.
أسباب التهاب الأنف التحسسي
يحدث التهاب الأنف التحسسي نتيجة تفاعل أنفي تجاه جسيمات صغيرة محمولة في الهواء تُسمى )مسببات الحساسية (وهي مواد تُثير رد فعل تحسس.لدى بعض الأشخاص، تُسبب هذه الجسيمات أيضًا ردود فعل في
الأنف( التهاب الأنف التحسسي) والرئتين )الربو)، والعينين )التهاب الملتحمة التحسسي)، أو مزيجًا من هذه الحالات.
أنواع التهاب الأنف التحسسي
التهاب الأنف التحسسي الموسمي مقارنةً بالتهاب الأنف التحسسي الدائم.
●تتضمن المواد المسببة للحساسية التي تسبب عادة التهاب الأنف التحسسي الموسمي حبوب اللقاح من الأشجار والأعشاب والحشائش.
●مسببات الحساسية الأكثر شيوعًا لالتهاب الأنف التحسسي الدائم هي عث الغبار، والصراصير، ووبر الحيوانات، والفطريات والعفن. ويميل علاج التهاب الأنف التحسسي الدائم إلى أن يكون أصعب.
العلامات والأعراض الشائعة
تشمل الأعراض ما يلي:
●الأنف - إفرازات أنفية مائية، انسداد الممرات الأنفية، العطس، حكة الأنف، التنقيط الأنفي الخلفي، فقدان حاسة التذوق، ضغط أو ألم في الوجه.
●العيون - حكة واحمرار في العينين، شعور بوجود رمل في العينين، تورم وتغير لون الجلد أسفل العينين إلى اللون الداكن.
أخبار ذات صلة
●الحلق والأذنين - التهاب الحلق، احتقان أو فرقعة الأذنين، حكة في الحلق أو الأذنين.
●النوم - التنفس من الفم، الشخير، الاستيقاظ المتكرر، التعب أثناء النهار، صعوبة القيام بالأنشطة العادية مثل العمل.
في حالة التهاب الأنف التحسسي الدائم (طوال العام)، تشمل الأعراض السائدة التنقيط الأنفي الخلفي، واحتقان الأنف المستمر.
علاج التهاب الأنف التحسسي
يشمل علاج التهاب الأنف التحسسي مايلي:
أولاً: تقليل التعرض وتجنب المحفزات
في بعض الأحيان، يمكن علاج التهاب الأنف التحسسي ببساطة عن طريق تجنب مسببات الأعراض. على سبيل المثال، إذا كان أحد أقاربك لديه قطط تسبب العطس وحكة في العين، يمكنك تجنب التواجد في منزله لفترات طويلة أو تناول مضاد للهيستامين قبل عدة ساعات من الزيارة. مع ذلك، يصعب تجنب معظم مسببات الحساسية.
ثانياً: بخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفية
تُعدّ الكورتيكوستيرويدات الأنفية وهي الستيرويدات التي تُعطى عن طريق بخاخ أنفي العلاجَ الأولَ لأعراض التهاب الأنف التحسسي. لهذه الأدوية آثار جانبية قليلة، وتُخفّف الأعراض بشكل كبير لدى معظم الناس.
وقد أظهرت الدراسات أن الستيرويدات الأنفية أكثر فعالية من مضادات الهيستامين الفموية في تخفيف الأعراض
وأفضل عند استخدامها بشكل صحيح، بحيث يبقى الدواء في الأنف بدلًا من أن يتسرب إلى الجزء الخلفي من الحلق. إذا كان أنفك متقشرًا أو يحتوي على مخاط، يمكنك تنظيفه ببخاخ أنفي من محلول ملحي قبل استخدام بخاخ أنفي يحتوي على الكورتيكوستيروئيد.
ثالثاً: مضادات الهيستامين
تُخفف مضادات الهيستامين الحكة والعطس وسيلان الأنف المصاحب لالتهاب الأنف التحسسي، لكنها لا تُخفف احتقان الأنف. قد يُخفف استخدامها مع الستيرويدات الأنفية أو مزيلات الاحتقان الأعراض بشكل أكبر من استخدام أحد هذه الأدوية بمفردها.
رابعاً: بخاخات أنفية مضادة للهيستامين
ايلاستين ،اولوباتادين ، تُستخدم يوميًا أو عند الحاجة لتخفيف أعراض سيلان الأنف الخلفي، والاحتقان، والعطس. تبدأ هذه البخاخات مفعولها خلال دقائق.
خامساً: بخاخات المحلول الملحي
يُعدّ غسل الأنف باستخدام المحلول الملحي مفيدًا بشكل خاص لعلاج التنقيط الأنفي الخلفي، والعطس، وجفاف الأنف، والاحتقان. يُساعد هذا العلاج على إزالة مسببات الحساسية والمهيجات من الأنف. كما تُنظّف غسولات المحلول الملحي بطانة الأنف. يُساعد غسل الأنف بالمحلول الملحي قبل استخدام بخاخ الأنف الطبي على امتصاص الدواء أيضاً.
العلاج المناعي لمسببات الحساسية
يعتبر العلاج المناعي محاولة تغيير طريقة تفاعل الجهاز المناعي مع مسببات الحساسية. أكثر أشكال العلاج المناعي شيوعًا هو الحقن المنتظمة. يعتمد تحديد ما إذا كنتَ مرشحًا للعلاج المناعي على تاريخك المرضي، بالإضافة إلى نوع مسببات الحساسية لديك. يتضمن ذلك إجراء فحوصات جلدية و/أو دم لتأكيد نوع مسببات الحساسية.
يُعطى العلاج المناعي عادةً من قِبَل أخصائي حساسية، وهو متاح للوقاية من الآثار الجانبية أو علاجها، وتعديل الجرعات أو جداول العلاج عند الحاجة. يبدأ العلاج بحقن أسبوعية لعدة أشهر، بجرعات متزايدة تدريجيًا، تليها حقن شهرية للصيانة، وقد تكون على شكل حبوب تحت اللسان تعطى عدة أشهر في السنة.
"مادة إعلانية"
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مسببات الحساسیة العلاج المناعی
إقرأ أيضاً:
تنظيم يوم الدوار بالتعاون بين قسمي الأنف والأذن والأعصاب في قصر العيني
نظّم قسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العيني، بالمشاركة مع قسم المخ والأعصاب والفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي، فعاليات «يوم الدوار – Vertigo Day» التي عُقدت بقاعة المؤتمرات.
جاء ذلك في إطار دعم اللقاءات العلمية البينية بين الأقسام الإكلينيكية والأكاديمية، وتعزيز تكامل التخصصات الطبية لخدمة منظومة التعليم الطبي والقطاع العلاجي بمستشفيات جامعة القاهرة.
أقيمت الفعالية تحت رعاية الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، وبحضور الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور مسعد عبدالعزيز، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة، والدكتورة نيرفانا الفيومي، رئيسة قسم المخ والأعصاب والفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي، وبالحضور المتميز للدكتور أسامة عبدالنصير، أستاذ أمراض الأنف والأذن والحنجرة بالكلية، والدكتور محمد شبانة، رئيس وحدة السمعيات بالقسم، إلى جانب نخبة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب.
ترسيخ العلاقات البينية في العلوم الطبية بقصر العينيوأكد الدكتور حسام صلاح مراد أن هذا اليوم العلمي يعكس حرص كلية طب قصر العيني على دعم التكامل بين الأقسام الإكلينيكية والأكاديمية، باعتباره أحد أهم توجهات الكلية لترسيخ العلاقات البينية في العلوم الطبية المختلفة، بما يسهم في تطوير منظومة التعليم الطبي والمنظومات العلاجية داخل مستشفيات جامعة القاهرة.
وأشار إلى أن هذا التعاون بين قسم الأنف والأذن والحنجرة وقسم المخ والأعصاب والفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي يمثل امتدادًا لتاريخ طويل وعريق للقسمين داخل قصر العيني، وهو تاريخ أثمر عن قامات علمية كبيرة أسهمت في تشكيل هوية هذه التخصصات داخل مصر والمنطقة.
وانطلاقًا من هذا البعد التاريخي، استعرض الدكتور حسام صلاح نماذج من روّاد القسمين، فذكر من قامات قسم الأنف والأذن والحنجرة: ، الدكتور أحمد حندوسه، العميد الاسبق، وهو أحد القامات العلمية التي أثرت مسيرة القسم وأسسته، والدكتور هاشم فؤاد، عميد الكلية الأسبق وصاحب الدور البارز في تطوير التخصص
والدكتور سامح فريد، العميد الاسبق الذي يعد امتدادًا للقيمة العلمية الرفيعة التي تميز قصر العيني عبر تاريخه.
وأشار إلى رموز قسم المخ والأعصاب والفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي، ومنهم الدكتور يحيى طاهر، عميد كلية الطب الأسبق، صاحب الإسهامات المؤثرة في العلوم العصبية، مؤكدًا أن هذه الأسماء وغيرها تمثل الجسر الذي يربط بين الماضي العريق والحاضر المتطور والمستقبل الذي تخطط له الكلية. واختتم كلمته بتوجيه الشكر للأقسام المشاركة على هذا النشاط الذي يجمع الماضي بالحاضر ويعزز التكامل من أجل مستقبل طبي أفضل.
وأوضح الدكتور عمر عزام أن اللقاءات العلمية المشتركة بين التخصصات المتداخلة تمثل محورًا أساسيًا في رسالة قصر العيني تجاه المجتمع الجامعي وخدمة المريض، مؤكدًا أن التعاون بين الأقسام الأكاديمية والإكلينيكية يثري العملية التعليمية ويرفع من كفاءة الخريجين.
وأضاف أن مؤتمر «يوم الدوار» يأتي نموذجًا عمليًا لهذا التكامل من خلال تناول عرض مرضي معقّد كاضطرابات الدوار وعدم الاتزان، حيث تتقاطع فيه مسارات التشخيص والعلاج بين أقسام الأنف والأذن والمخ والأعصاب والعيون.
وبيّن الدكتور مسعد عبدالعزيز في كلمته أن الدوار يُعد من أهم الأعراض الشائعة التي يتعامل معها تخصص الأنف والأذن والحنجرة، نظرًا لارتباطه الوثيق باضطرابات الأذن الداخلية وجهاز الاتزان، مشيرًا إلى أن كثيرًا من هذه الحالات تتداخل مع أمراض الجهاز العصبي المركزي وتتطلب تقييمًا مشتركًا بين التخصصين. وأوضح أن قسم الأنف والأذن والحنجرة، من خلال عيادات السمعيات والاتزان، يلعب دورًا محوريًا في تقييم المرضى وفحص الأذن ووظائف الاتزان وإجراء الاختبارات السمعية المتخصصة، بما يساعد في التفرقة بين الأسباب المحيطية المرتبطة بالأذن والأسباب المركزية العصبية، ويدعم التعاون الوثيق مع أطباء المخ والأعصاب للوصول إلى تشخيص دقيق وخطة علاج متكاملة لصالح المريض.
وأشارت الدكتورة نيرفانا الفيومي في عرضها العلمي إلى أن الدوار وعدم الاتزان من الأعراض التي تتشعب أسبابها، وقد تعود إلى الأذن الداخلية أو الجهاز العصبي المركزي أو أمراض الرؤية، مؤكدة أن الفحص الإكلينيكي الدقيق مدعومًا بفحوصات المخ والرنين ورسم المخ يمثل أساس التشخيص السليم.
وأوضحت أن بعض حالات الدوار قد ترتبط بأمراض كالتصلب المتعدد أو الصرع أو الجلطات، مشددة على أهمية الربط بين التخصصات للوصول إلى التشخيص الدقيق وخطة العلاج المثالية.
واختُتمت بالتأكيد على أهمية استمرار هذه اللقاءات العلمية البينية بين الأقسام الطبية المختلفة، لما لها من دور في تطوير المعرفة والمهارات الإكلينيكية والبحثية، وتعزيز مكانة كلية طب قصر العيني كمنارة تعليمية وعلمية رائدة ذات تاريخ ممتد وإسهامات بارزة في مختلف فروع الطب.