حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة اليوم الجمعة بعنوان: «إعلاء قيمة السعى والعمل»، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بقيمة العمل ووجوب السعى لبناء الذات والأمم.
للعملِ أهميةٌ كُبرَى ومكانةٌ رفيعةٌ فى الإسلامِ، لذلكَ أمرَنَا اللهُ سبحانَهُ بالسعىِ والضربِ فى الأرضِ مِن أجلِ الرزقِ، قالَ تعالى: {هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك: 15)، ويقررُ الإسلامُ أنَّ حياةَ الإيمانِ بدونِ عملٍ هى عقيمٌ كحياةِ شجرٍ بلا ثمرٍ.
لذلكَ حثّنَا الرسولُ صلى الله عليه وسلم على اتخاذِ المهنةِ للكسبِ، فهى خيرٌ مِن المسألةِ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» (الترمذى وحسنه).
إنَّ العملَ شرفٌ، ولو لم يكنْ الإنسانُ فى حاجةٍ للعملِ، لكانَ عليهِ أنْ يعملَ للمجتمعِ الذى يعيشُ فيهِ، فإنَّ المجتمعَ يعطيه، فلابدَّ أنْ يأخذَ منهُ على قدرِ ما عندَهُ، يُروَى أنَّ رجلًا مرَّ على أبى الدرداءِ الصحابِيّ الزاهدِ – رضى اللهُ عنه- فوجدَهُ يغرسُ جوزةً، وهو فى شيخوختهِ وهرمهِ، فقالَ لهُ: أتغرسُ هذه الجوزةَ وأنت شيخٌ كبيرٌ، وهى لا تثمرُ إلّا بعدَ كذا وكذا عامًا؟! فقال أبوالدرداء: وما عليَّ أنْ يكونَ لى أجرهَا ويأكلُ منهَا غيرى! ونغرس فيأكل من بعدنا!!
وأكثرُ مِن ذلك أنَّ المسلمَ لا يعملُ لنفعِ المجتمعِ الإنسانيِ فحسب، بل يعملُ لنفعِ الأحياءِ، حتى الحيوانِ والطيرِ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» «البخارى». وبذلك يعمُّ الرخاءُ ليشملَ البلادَ والعبادَ والطيورَ والدوابَ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خطبة الجمعة ة وزارة الأوقاف صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
يمن الأنصار يحتفل بمولد رسول الرحمة
العلامة فؤاد ناجي :
الاحتفال بالمولد النبوي هو تقدير لنعمة الخالق الجليل الدكتور حمود الاهنومي :
الرسول قدم مشروعا يتحرك فيه الجميع .. الناشط محمد الضوراني :
مولد الرسول الكريم هداية للبشرية ..
يحتفل يمن الأنصار بمولد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بإقامة اكبر تجمع بشري على وجه الأرض تجسيدا للارتباط الوثيق بالرسول والرسالة ..
الثورة / أمين العبيدي
البداية مع العلامة/فؤاد محمد ناجي حيث قال إن الحديث عن المولد النبوي الشريف هو حديث عن كل يوم في حياته صلى الله عليه وآله وسلم وعن كل تشريع من تشريعاته وعن مواقفه وأخلاقه وشمائله وسيرته وليس مقتصراً على يوم خروجه صلى الله عليه وآله وسلم من بطن أمه الكريمة، كما أنه حديث عن الإسلام ومعالمه، بل إن الحديث عن المولد النبوي الشريف هو حديث القرآن الكريم الذي ينبغي أن نعرف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من خلاله فالقرآن الكريم يقدم الرسول في قوالب عامة شاملة تدل على عظمته حينما يقول عنه الله سبحانه {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } وعندما يقول سبحانه { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وعندما يقول جل وعلا { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
وعندما يقول سبحانه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} هذه الآيات وأمثالها تشكل مرجعية لأي رواية أو حديث عن رسول الله ، فإنه لا ينبغي أن نخرج عن هذا الإطار الذي كله تعظيم ويُعتبر خطوطاً عريضة لكل ما يمكن أن يُقال عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إن الاحتفال بالمولد النبوي معناه أننا نقدر نعمة الله علينا بهدايته لنا برسوله وأننا ممتنون لله على هذه النعمة ونقدرها حق قدرها ..كما أن معناه أننا نحب الرسول ونتخلق بأخلاقه ونتزود بالمعرفة العملية الصحيحة بالإسلام وقيمه ومثله العليا وروحه وجوهره بدلاً من التمسك بقشوره التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. فالاحتفال بمولد النبي الأكرم بوعي يُعدُّ محطة انطلاق نحو مولد جديد لأمة قوية منتصرة، مستقلة تكتسي هيبتها وتحتل مكانتها العالية بين الأمم كشاهدة على الناس كما أراد الله لها وكما كان أول مولد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم باكورة ميلاد أمة الإسلام فبإمكاننا أن نجعل من هذه المناسبة في هذا الزمن مولداً لأمة مهابة الجانب ذات سيادة واستقرار وحضارة إنسانية، كما أن المولد النبوي الشريف يمثل أهمية بالغة للأمة الإسلامية فهو يعتبر خاصية حضارية لها بين الحضارات والأمم الأخرى التي لها أعياد ومناسبات مستقلة وذات خصوصية، ونحن كأمة إسلامية يمثل الاحتفال بهذا المولد الشريف جزءاً مهماً من مميزات حضارتنا الإسلامية العريقة حتى لا تذوب في معركة صراع الحضارات أو تستسلم أو تفقد مميزاتها واستقلاليتها بل إن الاحتفال الكبير بمناسبة كهذه يعكس صحوة إسلامية ويعني بأن الأمةَ في طريقها نحو استعادة عزها وكرامتها وقيادة ركب العالم كما أراد الله لدينها حينَ قال سبحانه { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}.
لقد سيطرت الجاهليةُ المعاصرة على الصدارة في العالم وطغت ثقافتها وملامحها بشراسة على كل مناحي الحياة في كل جوانب الضلال والانحراف، مما يجعل البشرية في أمس الحاجة إلى أن يعود محمد إليها لينقذها مما وقعت فيه وليس بعيداً بل هو الواقع فالرسول محمد هو رسول الأولين والآخرين والمعاصرين وكل العالم، فهو رسول الله إلى أوروبا وأمريكا وباقي القارات الخمس حيث بعث صلى الله عليه وآله وسلم بين جاهليتين وقد قضى على الجاهلية الأولى، ولم يبق غير الجاهلية الأخرى التي هي أشر من الأولى ، وهو من سيبدد جحافل ظلامها وكأن الحديث الشريف يشير إلى هذا الدور الكبير والهام عندما قال صلى الله عليه وآله وسلم (بعثت بين جاهليتين) فيكون خلاص العالم من جاهليته المعاصرة بالعودة إليه وإلى دينه وأخلاقه وقيمه ومبادئه، ولكن كيف نعود إلى رسول الله وقد لحق بالرفيق الأعلى؟ نعود إليه من خلال ما تركه فينا من بعده في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيني ).
رسول الرحمة
فيما تحدث الدكتور حمود عبدالله الأهنومي قائلا: قدَّم الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم الإسلامَ بصورة عظيمة ومحبة، فأنبت في العقول معرفة الله، وبنى فيها التصور الإسلامي الراقي عن الله وعن الكون وما فيه، والعلاقة بينهما، وأن الله هو الرحمن الرحيم، القادر على كل شيء، والعالِم بكل شيء، والحكم العدل بين العباد، وقدَّمه شعورا فياضا بالرحمة، كما قدَّمه سلوكا نيِّرا وواعيا ومعبِّرا عن تلك المعرفة وذلك الشعور بشكل طبيعي ومنسجم.
قدَّمه بأن يكون الإنسان مرتبطا بالله ومرضاته، يتحرَّك الفكر فيه مع التصور مع العاطفة مع العقل مع السلوك في آنٍ واحد، ويسمو بالإنسان فيه ويرقى به فكرا وتصوَّرا وشعورا وسلوكا وهدفا وغاية، قدَّمه على أنه حلٌّ لمشكلات الإنسان، لا مبتكِرٌ لها، وأنه يهدف إلى تكريم الإنسان أولا، والإنعام عليه بإغداق المكارم والنعم.
قدَّمه متنوِّعا متكاملا يكمِّل بعضُه بعضا، منظومةً كاملةً متكاملة لا يقوم بعضه إلا بالبعض الآخر، والجانب الواحد منه يخدم الجانب الآخر، قدّمه على أنه قيم جادة، ومبادئ محترمة، ومنهجية رائعة وسامية، قدَّمه مشروعا يتحرَّك فيه جميعُ الأمة لا يحتقَر فيه عملُ عامل، ولا يُغَيَّبُ فيه دورُ إنسانٍ ذكرا أو أنثى على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والإمكانات، وعلى أنه دين الأمن والسلام، والرحمة والتكريم القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة يشرحان شرحا واسعا تحرك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهل هناك أجمل من قوله تعالى شارحا المشقة النفسية التي واجهت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند كل ما كان يخشى أن يعنَت فيه المؤمنون، فقال تعالى: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)، وهل هناك تصوير أروع من قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)، ومن قوله تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)، ومن قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) هل نجد إنسانا كاد يُهلِك نفسَه أسىً وحسرة حين لم يؤمن بعض أمته، فخاف عليهم الهلاك، فقال تعالى عنه: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً)، (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، والبخع قتل النفس، هل هناك أروع من هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهل هناك أرحم؟ وقد كاد يهلك نفسه ويقتلها أسى على أولئك الكفار؛ لأنهم لم يسلموا، لهذا نهاه الله عز وجل قائلا: (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ويكفي الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أنه ما كانت رسالته إلا رحمة لكل العالمين، وخذ من هذه العبارة (رحمة للعالمين) ما شئتَ من رقيٍّ وسموٍّ وإكرامٍ وإنعامٍّ وعطفٍ وحنانٍ وعدلٍ واهتمام إن تقديم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإسلام بهذا النحو الرائع عقليا، وإنسانيا، وعاطفيا، وسلوكيا، وواقعيا، وتكامليا، وبكونه حزمة كاملة متكاملة، ومهتما بالإنسان، وهادفا إلى رقيه، وسموه، والرحمة به، وتحريكه نحو الله، وباتجاه مرضاته، كان له الأثر الكبير في نجاحه السريع، وسرعة انتشاره، وحدوث التغيير المنشود منه، وقوة تأثيره إن تقديم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإسلام بهذا النحو الرائع عقليا، وإنسانيا، وعاطفيا، وسلوكيا، وواقعيا، وتكامليا، وبكونه حزمة كاملة متكاملة، ومهتما بالإنسان، وهادفا إلى رقيه، وسموه، والرحمة به، وتحريكه نحو الله، وباتجاه مرضاته، كان له الأثر الكبير في نجاحه السريع، وسرعة انتشاره، وحدوث التغيير المنشود منه، وقوة تأثيره.
النبي الخاتم
وعن هذه المناسبة تحدث الأخ / محمد الضوراني بقوله: في كُـلّ عام تمر علينا ذكرى المولد النبوي الشريف لخير البشر النبي الخاتم محمد “صلوات الله عليه وعلى آله” فهي مناسبة تجمع كُـلّ المسلمين لقائد الأُمَّــة الإسلامية ومعلمها وهاديها الذي بلغ الرسالة الإلهية على أكمل وجه وحمل هذه الرسالة فكان هو الصادق المخلص المجاهد الثابت في أدائها وتحملها كما أراد الله عز وجل، هذه المناسبة الإيمانية للرسول الأمين محمد “صلوات الله عليه وعلى آله” ارتباطها بمولد الهادي للبشرية بكلها الذي أرسله الله رحمة للعالمين لإخراجهم من ظلمات الباطل والجهل والضياع إلى طريق النور والصلاح والتقى، فكان بمولد الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله وسلم” أثر كبير في تحول كبير وانتقاله للعالم بكله نحو الإيمَـان بالله “عز وجل” وتوحيد الله في عبادته وفي الالتزام بأوامره التي فيها الصلاح للبشرية بكلها في زمان ساد فيه الظلم والضياع الفكري والثقافي والعقائد الباطلة والتشريعات التي هي من صنع البشر؛ فالله “عز وجل” الرحمن الرحيم بعباده لن يتركَهم يعيشون في ظل الباطل ومن يسيرون معه فأرسل الهدى والنور وقدمه للبشرية بنموذج إيمَـاني صحيح وسليم نقياً وتقياً وطاهراً من كُـلّ الضلال بأنواعه المختلفة فكانت ولادة الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” بداية صلاح البشرية بميلاده الشريف فجاء بالأمل لكل البشرية في صلاح واقعها في الدنيا والآخرة جاء بالخير بكل أنواعه جاء كمنقذ للبشرية لإخراجها من ظلمات الجهل والضياع لواقع تسلم بواسطة من مكايد الشيطان وأعوانه وحزبه فتنال من خلاله الأُمَّــة الإسلامية التوفيق والنصر والتأييد والفلاح من الله في الدنيا قبل الآخرة.
إننا عندما نحيي مناسبة المولد النبوي الشريف ونحتفل بها في كُـلّ عام نحن بذلك نتمسك بالرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” في زمن يحاول فيه الأعداء فصل الأُمَّــة عن أعلامها وعن قادتها؛ لتنسى بذلك دينها وتنسى بذلك قيمها وأخلاقها الإيمانية، في هذا الزمن وأمريكا ومعها الصهيونية العالمية بكل أهدافهم وخططهم ومشاريعهم يعملون جاهدين على فصل هذه الأُمَّــة عن كلّ ما يربطها بدينها وإسلامها ومنابع الهدى فيها ليجعلوا منها أُمَّـة ضعيفة هزيلة لا تساوي شيئًا ولا تستطيع أن تقدم أي موقف أمام أعدائها، بعكس المشروع القرآني الإلهي المحمدي الذي جعل منها أُمَّـة تقيم الحق والعدل في هذا العالم وفق التعليمات الإلهية برسالة إيمانية للبشرية بكلها وعلى لسان خير البرية النبي المصطفى محمد “صلوات الله عليه وعلى آله” هذه النعمة لا بُـدَّ أن تحافظ عليها الأُمَّــة وتتمسك بها.
مولد النبي المصطفى فرحة وارتباط إيمَـاني للأُمَّـة الإسلامية، فعندما نحتفل بها وبمجيئها ونحييها بالذكر والشكر لله “عز وجل” عليها وبالفعاليات التي تجمع الملايين من أبناء هذه الأُمَّــة حول قائدها ومعلمها وهاديها بعد الله “عز وجل” الرسول الأكرم؛ فهي ذكرى تحمينا كأمة مستهدفة من أعدائها وتربطنا بالله “عز وجل” وتفشل مخطّطاتهم لفصل الأُمَّــة عن دينها.
مناسبة يحضرها الملايين من أبناء الشعب اليمني في مقدمة الشعوب التي تحتفل بها وتجعل منها رسالة للأعداء أنكم لن تستطيعوا فصلنا عن منابع الهداية وعن أعلامها وقادتها بل نزداد تمسكاً بهم، المولد النبوي الشريف محطة إيمانية متجددة نتزود منها الهدى والنور ونعلن تمسكنا بمنابع الهدى والتقى والإيمَـان وهو الرسول، ومهما عمل الأعداء وأعوانهم لن يستطيعوا كسر هذه الأُمَّــة أن تمسكت بمنابع الهدى والنور الإلهي الصافي والنقي والرسالة المحمدية الطاهرة.
مولد الرسول الأكرم فرحة عمت البشرية بكلها جيلًا بعد جيل وتستمر حتى قيام الساعة، وهذه الفرحة نتعلم منها ونأخذ منها النور والبصيرة والصلاح في واقعنا وفي أعمالنا؛ فنحن نحتفل بها ونقيِّمُ ونُراجِعُ أنفسَنا لنكونَ كما يريد الله والرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” أن نكون؛ لننالَ بذلك الخير في الدنيا قبل الآخرة.