الفاشر تتحول إلى بؤرة لمعاناة الأطفال بعد 500 يوم من حصار الدعم السريع
تاريخ النشر: 29th, August 2025 GMT
تحولت مدينة الفاشر في شمال دارفور بالسودان إلى بؤرة لمعاناة الأطفال، وذلك بعد نحو 500 يوم من حصار قوات الدعم السريع لها، ما تسبب في قطع خطوط الإمداد بالكامل.
وتقول الأمم المتحدة إن الفرق الصحية وفرق التغذية المتنقلة التابعة لها علقت خدماتها بسبب نفاد الإمدادات وعدم القدرة على إدخال الإمدادات الجديدة، وذلك في وقت تستمر فيه حرب دامية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" خلّفت حتى الآن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ.
آلاف الأطفال محاصرين
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير أصدرته أمس إن ما لا يقل عن 600 ألف شخص - نصفهم من الأطفال - نزحوا من الفاشر والمخيمات المحيطة بها خلال الأشهر الأخيرة وداخل المدينة، وما يزال نحو 260 ألف مدني، بمن فيهم 130 ألف طفل، محاصرين في ظروف بائسة، وقد انقطعت عنهم المساعدات لأكثر من 16 شهرا، وفق المنظمة.
وذكرت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، أن حياة الأطفال في الفاشر على المحك، مطالبة بالسماح لليونيسف بالوصول بشكل فوري وكامل، إلى الأطفال المتضررين من خلال توسيع فترات التوقف في القتال للسماح بالوصول إلى جميع الأطفال المحتاجين.
"مأساة مدمرة"
ونبهت المسؤولة الأممية إلى أن الخسائر التي لحقت بالأطفال كارثية، مضيفة "ما يحصل مأساة مدمرة، وأطفال الفاشر يتضورون جوعا بينما تُمنع خدمات التغذية المنقذة للحياة التي تقدمها اليونيسف".
وأشارت كاثرين راسل، إلى أنه منذ بدأ حصار الفاشر في أبريل 2024، تم التحقق من أكثر من 1,100 انتهاك جسيم في هذه المدينة وحدها "بما في ذلك قتل وتشويه أكثر من 1000 طفل، فيما قد قُتل العديد منهم في منازلهم، داخل مخيمات النزوح، أو في الأسواق".
وتحدثت المسؤولة الأممية عن اختطاف العديد من الأطفال وتجنيدهم واستخدامهم من طرف الجماعات المقاتلة، مشيرة إلى أنه نظرا لمحدودية الوصول وصعوبات التحقق، فإن عدد الأطفال المتأثرين هو بالتأكيد أعلى بكثير.
ولفتت إلى أنه وخلال هذا الأسبوع قتل سبعة أطفال في هجوم على مخيم أبو شوك للنزوح الداخلي، الواقع في ضواحي الفاشر.
سوء التغذية الحاد
وأعلنت اليونيسف أن سوء التغذية الحاد ينتشر بسرعة كبيرة في الفاشر، إذ أن ما يقدر بـ 6,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في غياب تام للغذاء العلاجي والرعاية الطبية.
ووفق أرقام اليونيسف فقد تم تقديم العلاج لأكثر من 10,000 طفل في الفاشر من سوء التغذية الحاد الوخيم منذ يناير، وهو ما يقرب من ضعف الرقم المسجل في العام الماضي.
وأضافت المنظمة أن الوضع في المنطقة الأوسع مثير للقلق أيضا؛ ففي يوليو "سجلت محلية مليط - التي تستضيف العديد من النازحين من الفاشر - معدل سوء تغذية حاد بنسبة 34.2%، وهو رقم قياسي منذ بدء الحرب في السودان".
هجمات على المرافق الصحية
وتقول الأمم المتحدة إن المرافق الصحية تتعرض لهجمات مستمرة، حيث تم قصف 35 مستشفى و6 مدارس، بما في ذلك مستشفى الفاشر التعليمي السعودي للأمومة، الذي قُصف أكثر من عشر مرات، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد، بمن فيهم أطفال.
وأوضحت المنظمة أنه تم أيضا تدمير المركز الصحي العلاجي في مخيم أبو شوك، مما حرم آلاف الأطفال - الذين يعانون من سوء التغذية - من العلاج.
الكوليرا تتفشى
وتأتي هذه الأوضاع في وقت يتفشى فيه مرض الكوليرا على نطاق واسع في السودان بما في ذلك مدينة الفاشر، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 96,000 حالة اشتباه بالإصابة و2,400 حالة وفاة، مع ما يقرب من 5,000 حالة و98 وفاة في دارفور وحدها.
وفي المخيمات المكتظة بالسكان حول الطويلة وزمزم والفاشر، أصبح الأطفال الذين أضعفهم الجوع معرضين بشدة للأمراض القاتلة التي تنتقل عن طريق المياه، وفق اليونيسف.
وبجانب الكوليرا تتفشى في مناطق واسعة من السودان أمراض أخرى بينها الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وسوء التغذية والإسهال الحاد، فيما تم رصد حالات اشتباه بالحصبة والتهاب الكبد الوبائي والدفتيريا، في شرق تشاد، حيث يوجد عشرات آلاف النازحين السودانيين.
وتقول منظمات الأمم المتحدة إنها تواجه العديد من التحديات للاستجابة لهذه الأزمات، بما في ذلك فجوة التمويل المتفاقمة مؤخرا، والتي تُجبر العديد من شركائها على إيقاف عملياتهم وتعرقل الاستجابة.
دعوة لفك الحصار
في السياق ذاته ناشد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، المجتمع الدولي مساعدة حكومته لفك الحصار عن الفاشر، كما ناشد السودانيين العودة للخرطوم، وقال إن الخدمات ستعود لها وفق جداول زمنية محددة.
وأشار في تصريحات صحفية إلى أنه طلب من مجلس الأمن الدولي استخدام سلطته القانونية لإنهاء الحصار المستمر على مدينة الفاشر.
كما دعت الحكومة السودانية إلى ضرورة أن ينتبه العالم إلى "المأساة التي طال أمدها، والقيام بخطوات عملية لفك أسر أهل الفاشر" مؤكدة أن أكثر من نحو مليون و150 ألف مواطن يعانون من الحصار، منهم أكثر من 600 ألف مواطن نازح، ونحو 250 ألف يعيشون في وضع مأساوي داخل الفاشر.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ أبريل الماضي أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على غالبية الطرق المؤدية إلى الفاشر، ما جعل التنقل من وإلى المدينة محفوفا بالمخاطر، خصوصا للمدنيين الحاملين لأي بضائع تجارية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفاشر السوداني السودان الاطفال معاناة الصراع الفاشر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سوء التغذیة الحاد الأمم المتحدة الدعم السریع بما فی ذلک العدید من أکثر من إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
أشارت مصادر سودانية إلى أن مُسيرة لميليشيات الدعم السريع استهدفت حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية.
ويأتي ذلك في إطار المعارك المُستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.
وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.
وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".
وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.
وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
قالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.
ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.
وذكرت المصادر أن الجيش السوداني يبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه لا نهاية للحرب إلا بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع.
وأضاف قائلاً: "سنواصل القتال ضد ميليشيا الدعم السريع".
وأعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة.
وطالب مجلس حقوق الإنسان بتحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن الانتهاكات في الفاشر.
وأصدر مجلس حقوق الإنسان مشروع قانون يهدف إلى إدانة انتهاكات الدعم السريع في الفاشر,
وأكد مجلس حقوق الإنسان الدولي ارتفاع مخاطر الجوع والمرض في السودان.
وأكد المجلس رسميا وجود مجاعة في الفاشر وكادوقلي.
وقال فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان إن أجزاء كثيرة في الفاشر أصبحت ساحة جريمة.
قالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنها تُحذر من تفاقم كارثة نزوح آلاف الأسر من دارفور وكردفان في السودان.
وأضافت: "النازحون من دارفور وكردفان في السودان يواجهون انتهاكات خطيرة".
وأكملت قائلةً: "الأوضاع في الفاشر غربي السودان تتجه إلى الانهيار السريع".