عندما يصبح الأجنبي مقدسا.. كيف تجذرت العقدة في الوعي العربي؟
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
وتتراوح هذه الظاهرة من تفضيل الجبن الفرنسي على الفلاحي المحلي إلى اشتراط الجنسية الأجنبية في الوظائف المهمة.
وتناولت حلقة (2025/29) من برنامج "خيال أم جد؟" هذه الظاهرة من خلال عرض ساخر يمتد عبر التاريخ، بدءا من الحملة الفرنسية على مصر وحتى الوقت الحاضر، مسلطة الضوء على كيفية تطور هذا الانبهار المفرط بالثقافة الغربية وتأثيره على الهوية العربية.
وترجع جذور هذه العقدة إلى فترة الاستعمار الأوروبي للمنطقة العربية، حيث استعرض البرنامج مشهدا تاريخيا لتاجر عربي يستقبل نابليون بونابرت بترحاب، ويبدأ في تفضيل الجبن الفرنسي على المحلي لمجرد أنه قادم من فرنسا.
وتتطور القصة لتُظهر كيف انتشرت هذه النظرة عبر الأجيال، حيث يصبح كل ما هو أجنبي رمزا للتفوق والجودة.
وتمتد آثار عقدة الخواجة إلى بيئة العمل المعاصرة، حيث يحظى الخبير الأجنبي بتقدير أكبر ورواتب أعلى من نظيره العربي رغم تساوي أو تفوق الكفاءة المحلية.
ويواجه المهنيون العرب تهميشا واضحا في بلادهم، بينما تُمنح الأولوية للخبراء الأجانب في المناصب القيادية والاستشارية، حتى لو كانت خبرتهم أقل.
وتظهر هذه العقدة بوضوح في قطاع التعليم، حيث يسعى الأهل لإلحاق أطفالهم بالمدارس الأجنبية بأي ثمن، معتبرين أن التعليم الغربي أرقى وأفضل بطبيعته.
ويصل الأمر إلى حد دفع مبالغ طائلة كرشاوى للقبول في هذه المدارس، حتى لو كان الطفل غير مؤهل أو مستعد لهذا النوع من التعليم.
فقدان الهوية
ويؤدي هذا التوجه إلى فقدان تدريجي للهوية الثقافية واللغوية، حيث ينشأ جيل من الأطفال العرب بملامح عربية وعقلية غربية، منقطعين عن تراثهم وثقافتهم الأصلية.
وتتحول اللغة العربية إلى لغة ثانوية في بيوتهم، بينما تصبح اللغات الأجنبية هي وسيلة التعبير الأساسية.
كما تسيطر هذه النظرة على سلوكيات الاستهلاك أيضا، حيث يفضل المستهلك العربي المنتجات المستوردة على المحلية، معتقدا أن الجودة مرتبطة حتما بالمنشأ الأجنبي، وتشمل هذه النظرة كل شيء من الأغذية إلى الأجهزة الإلكترونية والسيارات والملابس.
إعلانوينتقد البرنامج هذه الظاهرة من خلال أشعار ومونولوجات تُذكر بالتاريخ العربي المجيد وإنجازاته الحضارية، مؤكدة أن الأمة العربية كانت منارة للعلم والمعرفة عندما كانت أوروبا تعيش في ظلمات الجهل.
وتستنكر هذه النصوص الانبهار الأعمى بالغرب، وتدعو إلى استعادة الثقة بالذات والقدرات المحلية.
ويطرح البرنامج تساؤلات مهمة حول ضرورة التمييز بين تقدير الخبرة الحقيقية والانبهار الأعمى، وبين الاستفادة من التجارب العالمية والتنكر للهوية الثقافية، ويدعو إلى مراجعة نقدية لهذه المفاهيم المترسخة في الوعي العربي الجمعي.
وتقدم الحلقة دعوة ضمنية لإعادة تقييم العلاقة مع الآخر، وبناء ثقة حقيقية بالقدرات المحلية، دون رفض التعلم من التجارب الإنسانية المفيدة، أيا كان مصدرها.
Published On 30/8/202530/8/2025|آخر تحديث: 00:54 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:54 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تكريم المشاركين في ختام "معرض التمور والعسل" بالظاهرة
عبري- الرؤية
نظم فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة الظاهرة حفل ختام معرض التمور والعسل بالمحافظة، وذلك تحت رعاية الشيخ خالد بن سالم السعدي نائب والي عبري.
وأقيم هذا المعرض للمساهمة في تسويق منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في إنتاج التمور والعسل ومنتجات المزارعين ومنتجي العسل، إذ أقيم المعرض في وادي العين (سبلة عملا) بولاية عبري، واستمر لمدة 4 أيام على فترتين صباحية ومسائية.
وشارك في المعرض كل من المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة، وبنك التنمية بمحافظة الظاهرة واللجنة الصحية بولاية عبري وعدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في إنتاج التمور والعسل والمزارعين ومنتجي العسل. وشهد المعرض زيارة سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان.
وقال إبراهيم بن حمد الهنائي نائب رئيس فرع الغرفة بمحافظة الظاهرة: "كان المعرض نافذة مضيئة أطللنا من خلالها على كنوز أرضنا المباركة وريادة أبنائنا في قطاعي التمور والعسل، ونجح المعرض في تحقيق الأهداف التي وضعناها له وأبرزها أنه وفر منصة تسويقية حيث أتاح الفرصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمزارعين ومنتجي العسل، لترويج منتجاتهم".
وكرم راعي الحفل المشاركين من الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنتجة للتمور والعسل والمزارعين ومنتجي العسل والإعلامين والمنظمين للمعرض.