ما دلالات استهداف إسرائيل لقيادات في حكومة الحوثيين بصنعاء؟
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
يفتح إعلان جماعة الحوثي مقتل رئيس حكومتها أحمد الرهوي، ووزراء آخرين في غارة لإسرائيل على العاصمة صنعاء الخميس الماضي بابا جديدا في سياق التطورات العسكرية بين الجماعة وإسرائيل.
يعد هذا الاستهداف أول عملية ناجحة لإسرائيل في اغتيال شخصيات رفيعة داخل الهيكل الحكومي لجماعة الحوثي، ويشير إلى تحول في الحرب التي تشنها تل أبيب على الجماعة منذ نحو عامين، والتي من الواضح أنها تحولا نوعيا، وانتقلت من استهداف البنية التحتية للحوثيين، إلى استهداف القيادات بشكل مباشر.
وهذا التحول يعني أن إسرائيل باتت تملك المعلومة على الأرض في مناطق الحوثيين، بعد تأكيدها سابقا بعدم قدرتها على استهداف قيادات الجماعة نظرا لغياب المعلومات الميدانية، التي ترصد التحركات، وتتيح لها تنفيذ عمليات دقيقة، وهو ما ظهر خلال شنها غارات سابقة لاستهداف قيادات عسكرية، وباءت بالفشل، ومن ذلك إعلانها مقتل رئيس الأركان في جماعة الحوثي عبدالكريم الغماري الشهر الماضي.
وأعلنت الجماعة عن هذه العملية بعد مضي أكثر من 24 ساعة على وقوعها، ما يشير إلى حالة التكتم التي تفرضها، على مثل هذه الأخبار، وحجم الضربة التي تلقتها، ودفعتها لترتيب نفسها، وتقديم الرواية في وقت لاحق.
وتحفظت الجماعة عن ذكر باقي أسماء الشخصيات المستهدفة، واكتفت بالحديث عن رئيس الحكومة فقط، لكن تقارير صحفية، ومنشورات لأقارب وزراء في الحكومة تحدثت عن مقتل بعضهم، ومنهم جمال عامر وزير الخارجية في حكومة الحوثيين.
وتعد هذه الضربة موجعة للحوثيين، من حيث عدد المستهدفين، وتوقيتها، واستهدفت قيادات حكومية تمثل واجهتهم في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومضى على تعيينهم عام فقط، ولن تكون ذات تأثر في الشق العسكري، على عمليات الجماعة، في استهداف إسرائيل، أو العمليات البحرية التي ينفذونها، وذلك أن الجماعة تعمل عسكريا بشكل مستقل ومفصول عن المسار الحكومي المدني.
وبدا واضحا أثر الضربة من تعبير رئيس المجلس السياسي الأعلى في الجماعة مهدي المشاط، في الخطاب الذي القاه عقب إعلان مقتل رئيس الحكومة، والذي وصف العملية بأنها آلمتهم، واعتبرها ضربة حظ لإسرائيل، وتوعد بالثأر، عبر القوات المسلحة التابعة لهم، واتضح مدى قوة هذه الضربة في حديث المشاط أيضا، وإشارته إلى أن الوزارات الحكومية ستستمر في تقديم خدماتها، ما يعني وجود عدد كبير من الوزراء سقطوا في تلك العملية.
وتطابق هذه العملية بالنسبة لإسرائيل ذات النهج الذي سارت عليه في استهداف حزب الله في لبنان، وقيادات النظام في إيران، وقيادات حركة حماس، وذلك من خلال تركيزها على القيادات المؤثرة، لإحداث خلل تنظيمي، وإرباك داخلي لدى الجماعات التي تستهدفها.
ويمهد نجاح عملية الاستهداف للقيادات في صنعاء الباب أمام إسرائيل لتنفيذ عمليات مماثلة مستقبلا، بعد امتلاكها لمعلومات ميدانية وصلت إلى أعلى مستوى داخل الجماعة، وتحديدا في جناحها الحكومي، وهو ما سيغريها أكثر للمضي في عمليات الاستهداف.
بالنسبة للرد من قبل الحوثيين، فقد كشفت الجماعة موقفها العام، من خلال تعهدها بالانتقام والثأر، واستمرار عملياتهم الهجومية على إسرائيل عبر القوات المسلحة التي تتبعها، وهذا يشير إلى أن الجماعة ستواصل إطلاق صواريخها، ما يعني استمرار حالة الحرب بين الطرفين.
على الصعيد الداخلي تمثل هذه الضربة اختبارا جديدا للتحالف بين حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي في صنعاء، والتي تعد الحكومة وتقاسم حقائبها أحد مخرجات ذلك التحالف، إذ ينتمي رئيسها لحزب المؤتمر مع أعضاء آخرين، بينما يتبع الباقون لجماعة الحوثي، وعقب عملية الاغتيال عينت الجماعة أحد محمد مفتاح وهو أحد القيادات المحسوبة عليها كقائم بالأعمال، ويعمل نائبا لرئيس الحكومة، ولم يتم تعيين شخصية من حزب المؤتمر تخلف رئيس الحكومة المحسوب على الحزب.
ولا يُعلم أن كان هذا التعيين مؤقتا، وسيتم إسناد رئاسة الحكومة من جديد لحزب المؤتمر، أم أن الجماعة ستطبق سيطرتها بالكامل على الحكومة، خصوصا مع الأزمة التي اندلعت مؤخرا بين الطرفين، عقب اختطاف الجماعة لقيادات في الحزب داخل صنعاء، وضغوطها لإقالة أحمد علي عبدالله صالح، من قيادة الحزب.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: أحمد الرهوي حكومة صنعاء جمال عامر غارات إسرائيل استهداف صنعاء رئیس الحکومة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: التعليم والصحة وتحسين الخدمات على رأس أولويات الحكومة
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في ختام جولته بمشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بقرى مركز شبين القناطر اليوم السبت، مشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي.
ورافق رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، ووزيرة التنمية المحلية، القائم بأعمال وزير البيئة، ومحافظ القليوبية، ونائب المحافظ، ومسئولو الشركة المنفذة.
وعقب وصول رئيس الوزراء لمقر المشروع، قدم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، عرضا حول موقف تقديم الخدمات الصحية لأهالي محافظة القليوبية، مشيرًا في ضوء ذلك إلى أنه تم تقديم 7 ملايين و849 ألفًا و897 خدمة طبية لأهالي المحافظة، خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2025، ضمن جهود الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030.
وقال الدكتور خالد عبد الغفار: «قدمت المستشفيات 2 مليون و774 ألفًا و571 خدمة شملت الطوارئ، والعيادات الخارجية، والرعايات المركزة، والغسيل الكلوي والعلاج الطبيعي، إلى جانب 78 ألفًا و514 خدمة عبر 38 عيادة مسائية، و13 ألفًا و837 خدمة تشخيص عن بُعد في 5 مستشفيات، و55 ألفًا و127 خدمة من خلال 75 قافلة طبية استهدفت المناطق النائية».
وفي إطار التطوير، أوضح نائب رئيس الوزراء أنه تم رفع كفاءة أقسام طبية في 8 مستشفيات، وإدخال تخصصات جديدة بمستشفى القناطر الخيرية، وتفعيل جراحات التجميل والمخ والأعصاب والمناظير بشبين القناطر، وزيادة أسرة الرعايات ببهتيم، وإنشاء وحدة مناظير بحميات بنها، مع التطوير الشامل لمستشفى طوخ المركزي، وتفعيل عيادتي النفسية والإدمان وجراحات التجميل بمستشفى أبو النجا.
أما على مستوى الرعاية الأولية، فأشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه تم تقديم 5 ملايين و75 ألفًا و326 خدمة، واعتماد 7 وحدات صحية من هيئة الاعتماد والرقابة، وتفعيل عيادات الدعم النفسي بـ 12 منشأة، واستلام 9 منشآت ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" وتشغيل 7 وحدات من أصل 25، مع تشغيل مكتب صحة المختار، ومركز طبي قليوب على مدار 24 ساعة.
من جانبه، أشار الدكتور أسامة الشلقاني، وكيل الوزارة بالقليوبية، إلى تنفيذ 2906 دورات تدريبية تخصصية بالمستشفيات، بجانب 2624 دورة وورشة عمل بالإدارات الصحية، لمواكبة أحدث البروتوكولات العلاجية، إلى جانب المرور الرقابي على 7571 منشأة طبية خاصة و7802 منشأة غذائية، لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة.
وفيما يتعلق بمشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بسعة 221 سريرا، استعرض رئيس الوزراء معدلات التنفيذ وما تم إنجازه خلال الفترة الماضية بهذا المشروع، موجّهًا بضرورة الالتزام بالبرامج الزمنية المحددة، ورفع كفاءة منظومة السلامة والصحة المهنية، وتطبيق أعلى معايير الجودة في مختلف مراحل التنفيذ.
وأوضح محافظ القليوبية أن هذا المشروع يعد أضخم المشروعات الصحية التي تُنفذ ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في المحافظة، ويمثل نقلة نوعية في الخدمات الطبية المقدمة للمركز والمناطق المحيطة به، وقد تم تصميمه بأعلى المواصفات والجودة العالمية، ويهدف إلى توفير رعاية طبية متقدمة وتخفيف العبء عن المستشفيات الأخرى بالمحافظة.
وقال الدكتور شريف مصطفى، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، إن المشروع يقام على مساحة إجمالية تبلغ نحو 20 ألف م2 تقريباً، وسيتم توريد التجهيزات الطبية وغير الطبي بمعرفة وزارة الصحة، مؤكدًا أن المشروع ليس مجرد مبنى للمستشفى، بل هو مجمع طبي متكامل، لافتا إلى أن المبنى الرئيسي للمستشفى يضم جميع الأقسام العلاجية والجراحية منها «6 غرف عمليات، و48 سريرا للغسيل الكلوي، و27 سريرا بالعناية المركزة، بالإضافة إلى 8 أسرة عناية للأطفال، و21 حضّانة للأطفال المبتسرين، و173 سرير إقامة، بالإضافة إلى 23 عيادة خارجية متخصصة».
وخلال تفقده للمشروع، استمع الدكتور مصطفى مدبولي لشرح من مسئول المشروع بالشركة المنفذة حول مكوناته، الذي أوضح أنه يضم 13 مبنى رئيسيًا وخدميًا، تشمل المبنى الرئيسي للمستشفى، مكوّن من دور أرضي + 6 أدوار، مقام على مساحة 4500 م² مسطح، ثم مبنى «البلازما وبنك الدم» وهو مكوّن من طابقين «أرضي وأول»، على مساحة 500 م² مسطح، بالإضافة إلى مبنى مدرسة التمريض وسكن الأطباء، وهو مكوّن من أرضي + دورين، على مساحة 1700 م² مسطح.
كما أن هناك 7 مبانٍ خدمية كاملة الإنشاء والتجهيز، تشمل مبنى المولدات، ومبنى المحولات، ومبنى الموزع الثانوي، ومبنى خزان الوقود الكبير، ومبنى خزان الوقود الصغير، وخزان المياه الرئيسي لمياه الشرب والحريق، وخزان المعالجة العضوية، وعدد 3 مباني غرف أمن، إضافة إلى السور بطول 550 م طولي عليه 4 بوابات رئيسية لخدمة حركة دخول وخروج الزوار والعاملين بالمستشفى.
فيما أكد مسئولو الشركة التزام الشركة الكامل بتنفيذ المشروع بأعلى مستويات الاحترافية، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والإدارية بالموقع.
وخلال تواجده بالمشروع، تفقد رئيس مجلس الوزراء الطابق الأول من المستشفى، وتم المرور على قاعة الاستقبال بالعيادات، كما تم تفقد نموذج لهذه العيادات، ووحدة الغسيل الكلوي، ثم توجه الدكتور مصطفى مدبولي ومرافقوه لتفقد مبنى البلازما وبنك الدم.
وفي ختام الزيارة، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديره للتقدم الملموس في المشروع، مؤكدًا استمرار المتابعة الدقيقة لضمان الانتهاء من الأعمال ضمن الجدول الزمني المعتمد وبالجودة المستهدفة، مشيدًا بما تحقق من تقدم على أرض الواقع، ولاسيمًا أن المشروع يُعد أحد المشروعات الكبرى ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وقد وصل إلى مرحلة متقدمة من أعمال التشطيبات، مضيفا: «الحكومة تضع التعليم والصحة وتحسين الخدمات للمواطنين على رأس الأولويات حاليا».
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يتفقد المركز التكنولوجي بإحدى قرى شبين القناطر
رئيس الوزراء: مكتبات مصر العامة تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي وتنمية مهارات الشباب