ليس بالحلوى فقط نُحيي الذكرى.. في يوم مولد سيد الخلق: هل نحن حقًا من اشتاق إليهم؟!
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
ولأيامك رائحة، وليس كعطرك صلوات الله وسلامه عليك سيدي، عطر لا تمحوه القرون، وإن كتبنا في ميلادك فإنما يضاء الحرف بمداد أنوارك، وإن ذكرنا فضائلك فإنما يعجز عن ذكر كل ما فيك كل قول، وفّاك العليم الخبير رب العزة العظيم في قرآنه الكريم، ونحن مهما علمنا فقراء لغة وعلما فكيف نوفيك؟!
هلت علينا الذكرى، وميلادك ليس كأى ذكرى، نحن الذين آمنا برسالتك ولم نرك، نحن الذين شرفنا بأنك ذكرتهم شوقا لأصحابك، فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «إِنْيِ لمُشْتَاقٌ إلى إِخْوَانِي»، فقلنا: أَوَلَسْنَا إخْوَانَك يا رسول الله؟ قال: «كلَّا أنتم أصحابي، وإخواني قومٌ يؤمنون بي ولم يروني»، فجاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقال عمر رضي الله عنه: إنه قال: «إني لمشتاق إلى إخواني، فقلنا: ألسنا إخوانك؟ فقال: «لا، إخواني قوم يؤمنون بي ولم يروني»، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا أبا بكر، ألا تُحبُ قومًا بلَغَهم أنَّكَ تُحِبُني فأَحَبُوك لحُبِكَ إيَّاي، فأَحِبَّهُم أَحَبَّهُم الله».
نحن السعداء إذن بحبك ما أحيينا سنتك وبقينا على عهدك وكنا قولا وعملا مسلمين حقا، نحن السعداء الذين سيردون على حوضك يوم تشخص الوجوه والأبصار وتذهل كل مرضعة عما أرضعت "یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ شَأۡنࣱ یُغۡنِیه"، لكننا فى ذلك اليوم، بينما الناس محاصرون بالأهوال، نأتيك، نشرب من يدك شربة لا نظمأ بعدها أبدا، شريطة ألا نكون ممن أحدثوا بعدك أمورا لا تليق بكمال وجمال هذا الدين وبهديك القويم، يا سيدا فاق السادات كلهم، يا أذن خير، ولسان صدق، وفيض رحمة، وشفيع أمتك العظيم..
أى شرف أن يشتاق إلينا الحبيب المصطفى، صَفْوةَ البَشَرِ جميعا، الذى قدره ربى ختاما لأنبيائه منذ بدء الخليقة، كما أخبرنا أبو هُرَيْرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ أصْحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "قالوا: يا رسولَ اللهِ، متى وَجَبَتْ لك النُّبوَّةُ؟"، أي: متى ثَبَتَتْ لك النُّبوَّةُ، "قال: "وآدَمُ بين الرُّوحِ والجَسَدِ" يعني: بعدَ خَلْقِ جَسَدِ آدَمَ، وقبلَ نَفْخِ الرُّوحِ فيه" فأنت صلَّى اللهُ عليك وسلَّم سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وأعْظَمُ الذَّرِّيَّةِ قَدْرًا وأرْفَعُهُم ذِكْرًا، وهذا يَعني أنَّك كنت نبيًّا منذُ ذلك الوقتِ، في عِلْم اللهِ الأزَليِّ.
يا ختام الأنبياء من لم يكن من هؤلاء السعداء كان من الخاسرين، وفى ذكرى مولدك يجدد المحبون العهد، من أرادوا أن يكونوا حقا ممن اشتقت إليهم، ويبوء كل خاسر بذنبه، فإذا كانت الحلوى التى مع قرب هذا العيد تزين المحال، وتضع السكر فى أفواه الكبار والصغار.
إذا كانت تلك الحلوى دليلا على بث البهجة ونشر الفرح فى كل بيت احتفالا بهذا اليوم العظيم، يظل لإعلان المحبة شروط أخرى، وللفرح بميلادك العظيم مظاهر أكبر، رغم أن كل احتفال بهذا اليوم لا يمكن أن يقارن بعظمته، وإن خرج علينا من يقول إن الاحتفال بيوم مولدك بدعة، وهو ما ردت عليه دار الإفتاء المصرية مؤكدة أن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات، لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح برسول الله، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
لكن الإفتاء توضح أيضا كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالتأكيد على أن المراد مِن الاحتفال تجمع الناس على ذكره، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وقراءة سيرته العطرة، والتَّأسي به، وإطعام الطعام على حبه، والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقرباء، والبر بالجار والأصدقاء، إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته.
وتضيف دار الإفتاء: وقد نصَّ جمهور العلماء على أنه يُنْدَبُ تعظيم يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإبراز الشكر له، وذلك بصيامه والإكثار مِن الذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن ونحو ذلك من مظاهر الشكر والتعبد لله احتفاءً بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم.
لقد كنت يا سيدنا أول من احتفل بمولدك بأن صمت يوم الإثنين وعندما سئلت عن صيامه قلت: "فيه ولدت وفيه أنزل علي" أى تنزل عليه القرآن.
نعم، ليس بالحلوى وحدها تبتهج القلوب فى عيدك، وإنما بكل طاعة، وأجمل الطاعات أن نحيي سنتك، ونتذكر سيرتك، ونعيدها على الأبناء والأحفاد والأخ والصديق، نتذكر أنك لم تكن فقط هاديا مرشدا، بل كنت قرآنا يمشى على الأرض، ورحمة مهداة، كنت بشرا ليس كأى بشر، وهل بعد قوله تعالى فيك فى سورة الأحزاب قول "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا(46) "، وقوله فى نفس السورة: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" وقوله فى سورة آل عمران: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" وقوله سبحانه فى سورة التوبة: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، وفى سورة الأنبياء: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، حقا أنت الأسوة الحسنة والرحمة المهداة والبشير والنذير وكل ما وصفك به رب العزة من صفات، وأنت الصادق الأمين الذى لم يجرب عليه كذب أبدا، فكيف لا نتذكر كل هذا فى كل وقت ونجعل ذكراك تذكرة لكل غافل أخذته الدنيا فى دروبها البعيدة، كيف لا تتنفس الأرواح صفاتك ونسير على نهجك ونقتدى بك فنتخذك كما أراد الله لنا "أسوة حسنة" فأى رحمة كنتها يا من منحك ربك من صفاته سبحانه "بالمؤمنين رؤوف رحيم" فأى رحمة تلك التى تجعلك تطيل السجود لأن حفيدك ركب فوق ظهرك وتقول لأصحابك "ولكنَّ ابني ارتحلَني، فكرهتُ أنْ أُعجلَه حتى يقضي حاجته)).
لقد كانت رحمتك بأحفادك مثلا يحتذى ودعوة للرحمة وغمرهم بالمحبة، وكانت مطالبتك بالإحسان إلى البنات بعد جاهلية كانت تدفنهن أحياء فكان قولك: (من ولي من البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له سترا من النار)، بل إن تشدّدك في الوصية بحق الزوجة والاهتمام بشؤونها جعلك توصى وتؤكد:
(ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهنّ عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة)، وكانت رحمتك بالخدم: (هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم)، ورحمتك باليتيم ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى).
لقد جعلت الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكمن يصوم النهار ويقوم الليل، وكنت رحيما بأعدائك يوم فتح مكة، رحيما بالجذع الذى اتخذته منبرا وأَنّ لفراقك، رحيما بالحيوان الذى أحل الله ذبحه تدعونا لإحسان الذبح واعتبرت وجود الضعفاء في الأمة، والعطف عليهم سببًا من أسباب النصر على الأعداء، فأى أسوة حسنة أنت وأى مجتمع يمكن أن نكونه إذا ما سادت أخلاقك، وسرنا على دربك، اى عالم نقى يمكن أن يكون إذا ما ساد الصدق وأدى كل من فيه أماناتهم، وأى ألفة بين النساء والرجال ستكون، وأى أطفال سينشّئون بلا عقد أو حاجات عاطفية لم يجدوها عند آبائهم، وأى تكافل سيذيب الفوارق ويحمى المحتاج، صلوات الله عليك وسلامه يا سراجنا المنير وهادينا العظيم فى يوم مولدك المبارك الذى لا نطمع فقط أن يكون يوما للحلوى والبهجة، أو يوما ننشط فيه بالعبادة وذكر فضائلك والصلاة عليك، وإنما نطمع أن يكون يوما لإعادة ضبط القلوب على قبلة القدوة، قبلة المحبة التى تقتبس من صفاتك وتسير حقا على نهجك.
اقرأ أيضاًاحتفاءً بمولد سيد الخلق.. الأزهر يطلق حملة «ولد الهدى»
المولد النبوي الشريف.. ميلاد الرحمة للعالمين
بعد إعلان الحكومة رسميا إجازة المولد النبوي.. اعرف الإجازات المتبقة في 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحلوي حلوى المولد ذكرى مولد النبي مولد سيد الخلق صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه رضی الله عنه ی الله عنه فى سورة
إقرأ أيضاً:
كيف يزيد الحب بين الزوجين؟.. وصفة سحرية للسعادة بـ6 أمور
لاشك أن معرفة كيف يزيد الحب بين الزوجين ؟، من أكثر ما يبحث عنه كل زوج وزوجة يرغب أو ترغب في استمرار الحياة الزوجية بسعادة، وقد أولت الشريعة الإسلامية اهتمامًا كبيرًا بالحياة الزوجية وتقوية الروابط الأسرية ، حتى أن الشرع الحنيف قد عنى بتعميق العلاقة بينهما، وحددت لهما كيف يزيد الحب بين الزوجين ؟، في الكثير من نصوص الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة ، وذلك لتستمر العلاقة بينهما في ظل جو من الود والمحبة والمعروف.
قالت دار الإفتاء المصرية ، عن كيف يزيد الحب بين الزوجين ؟، إنه ينبغي على كل منهما التجمل فيما بينهما بالمظهر الخارجي وكذلك بالأقوال الحسنة والكلمات المعسولة.
وأضافت «الإفتاء» عن كيف يزيد الحب بين الزوجين ؟، قائلة: عليكما بالتجمل فيما بينكما بالأقوال الحسنة، كما تتجملان بالملابس الأنيقة، منوهة بأنه كما أن الاهتمام بالمظهر الخارجي بين الزوجين مما يزيد في الود والمحبة بينهما.
وبينت أن التجمل في الأقوال باختيار الألفاظ الجميلة والكلمات المعسولة كذلك يزيد في استقرار الأسرة وسعادتها، لكن بشرط عدم الإفراط في المبالغة التي قد تؤدي بعد ذلك إلى نتائج عكسية.
وأوضحت أنه ينبغي على الزوج أن يحرص على مساعدة الزوجة ومعاونتها وتخفيف الأعباء عنها، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في خدمة أهله، وفي مرحلة الحمل والحفاظ على الجنين، خططا جيدًا لتنظيم فترات الحمل، بحيث يكون على فترات متباعدة حفاظًا على صحة الأم وحقوق الطفل.
ونصحت كل زوج وزوجة بعدة أمور لتعميق الروابط بينهما، قائلة: لا تفوّت فرصة تستميل بها زوجك أو زوجتك نحوك، فالحرص على إظهار الود في المناسبات الدينية والاجتماعية من أفضل الفرص لتعميق الروابط الأسرية.
وحذرت الزوجين، قائلة: فلا تهمل التهنئة بيوم ميلاد، أو يوم زواج، أو يوم نجاح، ونحو ذلك، ففي الحديث قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ»، والأهل هم أولى الناس بهذا.
وأوصت : كن لطيفًا في ردود أفعالك، وليكن كلٌّ منكما معتدلًا في تعامله مع زوجه، فلا يظلمه ساعة الغضب، ولا يعينه على الظلم ساعة الرضا، فعن الحسن رضي الله عنه وقد أتاه رجل، فقال: إن لي بنتا أحبها وقد خطبها غير واحد، فمن تشير عليّ أن أزوجها؟ قال: “زوجها رجلًا يتقي الله، فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها”. فلا يغلبن أحدكما طبعه فيظلم الآخر.
حقوق الزوجينوأفادت «الإفتاء»، بأن الزواج حقوق وواجبات مشتركة بين الزوجين، مشيرة إلى أن لكل من الزوجين حقوقٌ على الآخر، لذا ينبغي ألا ينشغل أحدهما بما له ويتناسى ما عليه من واجبات، مستشهدة بما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ الآية 228 من سورة البقرة؛ منوهة بأن هذا يعني أن للمرأة حق على زوجها.
وأردفت: كما للرجل حق على زوجته، فيجب على الزوج تلبية احتياجات زوجته النفسية: كالاحتواء والاحترام والشعور بالأمان والمشاركة في الرأي، منوهة بأنه كذلك يجب على الزوج تلبية الاحتياجات المالية لزوجته من نفقة وكسوة وطعام وشراب وغيرها.
وواصلت: وكذا الاحتياجات الاجتماعية، مثل السماح لها بزيارة والديها وأقاربها، كما يجب على المرأة أيضًا أن تراعي حقوق زوجها عليها، كالطاعة وحسن العشرة، وذلك حتى تستقيم الحياة بينهما وينعما بالاستقرار.
علاقة الزوجين مع الأهلمن ناحية أخرى أشارت “الإفتاء” إلى أن علاقة كل من الزوجين مع أهل الآخر المبنية على الإحسان والفضل تعود عليهما بالنجاح والسعادة، مؤكدة أنه ليس التعنت بين الزوجين من الدين في شيء، بل لا بد أن تُبنى العلاقة بينهما على التسامح والفضل.
وبينت أنه متى تعامل أحدكما مع والد زوجه أو والدته أو قريبه بما لا يليق، فإنه حتمًا سيؤذي مشاعره، وقد يدفعه ذلك إلى أن يعامل أقاربه بمثل هذا السوء أو أشد، ومن هنا يحصل الجفاء والنفرة، فالإحسان أساس العلاقة مع أهل الزوجين.
واستندت في علاقة كل من الزوجين مع أهل الآخر ، لما ورد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «ما كان لعلي اسم أحب إليه من “أبي تراب”، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة عليها السلام، فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج، فلم يَقِلْ عندي.
واستطردت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقدٌ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه وهو يقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب».
ولفتت إلى أنه قال ابن حجر رحمه الله: (وفيه كرم خلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه توجه نحو سيدنا علي كرم الله وجهه ليترضاه، ومسح التراب عن ظهره ليباسطه، وداعبه بالكنية المذكورة المأخوذة من حالته، ولم يعاتبه على مغاضبته لابنته رضي الله عنها مع رفيع منزلتها عنده، فيؤخذ منه استحباب الرفق بالأصهار وترك معاتبتهم إبقاءً لمودتهم).