الصحة العالمية تؤكد إصابة أكثر من مليار شخص بأمراض نفسية| تفاصيل
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
كشفت منظمة الصحة العالمية عن معاناة أكثر من مليار شخص في العالم من اضطرابات نفسية، أبرزها القلق والاكتئاب، وهو ما ينعكس بخسائر بشرية واقتصادية جسيمة، وتُعد هذه الاضطرابات ثاني أكبر سبب للإعاقة طويلة الأمد، مما يؤدي إلى فقدان سنوات من الحياة الصحية، فضلًا عن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية على الأفراد والأسر.
وأصدرت المنظمة تقريرين بعنوان "الصحة النفسية العالمية اليوم" و "أطلس الصحة النفسية 2024"، وقد أظهرا جوانب من التقدم مثل تحديث بعض الدول لسياساتها الصحية، غير أن الفجوات لا تزال كبيرة، ويأتي نشر هذه النتائج قبل الاجتماع الأممي رفيع المستوى حول الأمراض غير المعدية والصحة النفسية المقرر في نيويورك في سبتمبر 2025.
الانتحار والتكلفة الاقتصاديةوأشار التقرير إلى أن الانتحار أودى بحياة نحو 727 ألف شخص في عام 2021، وهو من الأسباب الرئيسية للوفاة بين الشباب في مختلف الدول، كما حذرت المنظمة من أن التقدم في الحد من معدلات الانتحار ضعيف للغاية، إذ من المتوقع ألا يتجاوز الانخفاض 12% بحلول عام 2030، بعيدًا عن الهدف العالمي المتمثل في خفضه بمقدار الثلث، أما اقتصاديًا فإن الاكتئاب والقلق يكبدان الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار سنويًا بسبب فقدان الإنتاجية، ما يبرز الحاجة إلى حلول أكثر فاعلية.
تحديات الاستثمار والخدماتوأشار "أطلس الصحة النفسية" إلى أن متوسط الإنفاق الحكومي على الصحة النفسية لا يتعدى 2% من ميزانيات الصحة، وهو مستوى ثابت منذ عام 2017. وتتضح الفوارق بين الدول بشكل صارخ، ففي حين تنفق الدول مرتفعة الدخل نحو 65 دولارًا للفرد، لا يتجاوز الإنفاق في الدول منخفضة الدخل 0.04 دولار، كما لا يتعدى عدد العاملين في هذا المجال 13 لكل 100 ألف شخص عالميًا، مع وجود عجز كبير في الدول الفقيرة.
العمل الجماعيوأكد الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن رعاية الصحة النفسية ليست امتيازًا بل حق أساسي.
وشدد على ضرورة الاستثمار في هذا المجال باعتباره استثمارًا في الأفراد والمجتمعات والاقتصادات، ودعت المنظمة الحكومات إلى تعزيز التمويل، وتطوير التشريعات الداعمة لحقوق المرضى، وتوسيع نطاق الرعاية المجتمعية، بما يضمن تحولًا جذريًا في أنظمة الصحة النفسية عالميًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمراض نفسية الصحة العالمية منظمة الصحة العالمية اضطرابات نفسية القلق الاكتئاب الصحة العالمیة الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد: الأسواق الناشئة أصبحت صامدة أكثر أمام الصدمات العالمية
أظهرت دراسة صادرة عن صندوق النقد الدولي أن اقتصادات الأسواق الناشئة باتت أكثر قدرة على مواجهة الصدمات الاقتصادية العالمية الكبرى، بفضل اعتماد سياسات موثوقة لمكافحة التضخم، وتعزيز أنظمة الصرف الأجنبي، ووضع أدوات حماية مالية قوية.
وأوضحت الدراسة، ضمن تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، أن الصدمات الخارجية مثل تداعيات جائحة كوفيد-19 في 2020 والعقوبات على روسيا بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا عام 2022 أثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، وكان من المعتاد أن تؤدي هذه الأحداث إلى ضغوط شديدة على الاقتصادات الناشئة التي تمتلك احتياطيات مالية محدودة وتصنيفات ائتمانية منخفضة.
لكن الدراسة أظهرت أن أطر السياسات الاقتصادية الأقوى، والبنوك المركزية المستقلة، ساعدت على تسريع النمو منذ أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، مع الحفاظ على الضغوط التضخمية ضمن مستويات منخفضة.
وأضاف مؤلفو الفصل الثاني من التقرير، الذي نشر الاثنين قبل صدور النسخة الكاملة الأسبوع المقبل، أن بعض الظروف الخارجية المواتية، مثل سياسة سعر الفائدة الصفري في الولايات المتحدة، أسهمت في زيادة الزخم الاقتصادي، غير أن التحسن في أطر السياسات كان له دور حاسم في تعزيز قدرة الأسواق الناشئة على الصمود أمام الصدمات وتقليل مخاطر التراجع الاقتصادي.
وأكدت الدراسة أن هذه التحسينات تمنح الأسواق الناشئة أدوات أفضل للتعامل مع الصدمات المستقبلية، مع إمكانية استغلال الفرص الناتجة عن السياسات النقدية والمالية العالمية لتحقيق نمو مستدام ومستقر.