وفاة إعلامية تطرح تساؤلات عن حق العلاج الطارئ بمصر
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
القاهرة – بعد أن أثارت حادثة وفاة الإعلامية المصرية عبير الأباصيري جدلا واسعا وانتقادات حادة حول سياسات المستشفيات الحكومية والخاصة في حالات الطوارئ، أصدر وزير الصحة والسكان خالد عبد الغفار قرارا يتيح لكل مواطن العلاج الفوري والمجاني في الحالات الطارئة دون شروط مالية مسبقة.
وهذا القرار، الذي يشكل خطرا على المستشفيات الخاصة المخالفة وقد يؤدي إلى تحويل مسؤولي المستشفيات الحكومية للتحقيق، يفتح الباب أمام تساؤلات عن فعالية الرقابة على القطاع الصحي، وهل يمكن أن ينهي ظاهرة "رفض الحالات" التي باتت تهدد حياة المصريين؟
وفي التفاصيل، هدد وزير الصحة والسكان بفرض عقوبات فورية على المستشفيات التي ترفض علاج الحالات الطارئة.
وأضاف الوزير، في بيان رسمي، أن "وزارة الصحة ملتزمة بتنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1063 لسنة 2014 بكل حسم، والذي يكفل لكل مواطن الحق في تلقي العلاج الطارئ -مجانا- خلال أول 48 ساعة في جميع المستشفيات، حكومية كانت أو خاصة دون أي مقابل مالي، وعلى نفقة الدولة".
وكان خبر وفاة الإعلامية المصرية عبير الأباصيري قد أثار موجة من الجدل والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد اتهام صديقتها مستشفى خاصا برفض استقبالها وتأخير علاجها نحو 6 ساعات لعدم سداد مبلغ 1400 جنيه (نحو 50 دولارا).
ورغم أن وزارة الصحة نفت في بيان لاحق أن يكون المبلغ المذكور مقابلا للعلاج، مؤكدة أنه كان رسوما للحصول على نسخة من الأشعة، وأنها تلقت الرعاية الطبية الطارئة فور وصولها إلى المستشفى، إلا أنها أعلنت فتح تحقيق عاجل في الواقعة.
غياب الآلياتمن ناحيتها، تقدمت عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الدكتورة مها عبد الناصر بسؤال برلماني موجّه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، طالبت فيه بتوضيح آليات تطبيق قرار مجانية العلاج في أقسام الطوارئ بجميع المستشفيات على مستوى الجمهورية، وذلك على خلفية البيان الأخير الصادر عن وزارة الصحة بشأن هذا القرار.
إعلانوقالت مها للجزيرة نت إن "قرار مجانية العلاج الطارئ ليس جديدا، إذ سبق أن أقر مجلس الوزراء عام 2014 (القرار 1063) بإلزام المستشفيات بتقديم العلاج المجاني خلال 48 ساعة من دخول المريض على نفقة الدولة أو التأمين الصحي".
وأكدت أن المشكلة تكمن في غياب آليات واضحة لتحمل الدولة التكلفة، خاصة أن وزير الصحة شدد مرارا على إغلاق أي مستشفى يرفض استقبال مريض طارئ أو يشترط دفع مبالغ مالية.
كما شددت البرلمانية على ضرورة معالجة أوجه القصور في المنظومة الصحية، سواء ما يتعلق بنقص المستشفيات أو قلة عدد الأسرّة في أقسام الطوارئ والأطباء مقارنة بالمعدلات العالمية، مشيرة إلى غياب آليات واضحة لتنفيذ القرار وغياب الرقابة الفعالة، مما يجعل تطبيقه غير مكتمل في المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء.
وتُعد واقعة وفاة الإعلامية عبير الأباصيري، بحسب مها، "ناقوس خطر" يكشف عن المآسي التي تحدث في أقسام الطوارئ، وتؤكد أنها ليست حالة فردية.
ورغم أن وزارة الصحة فتحت تحقيقا في الواقعة، فإن هناك تساؤلات عن شفافية بياناتها، خاصة فيما يتعلق بعدد شكاوى رفض علاج مرضى الطوارئ وعدد المستشفيات التي أغلقت، مما يستدعي المطالبة بإعلان هذه البيانات للرأي العام.
ولضمان حصول كل مريض على الرعاية الطبية اللازمة في الحالات الطارئة، طالبت البرلمانية مها عبد الناصر بوضع إطار واضح وصريح يضمن حقوق المواطنين ويحقق أعلى مستويات الرعاية ويقوم على:
صرف مستحقات علاج الحالات الطارئة في المستشفيات الخاصة والحكومية، بما يضمن التزام الدولة بتغطية التكلفة. زيادة الإمكانات داخل المستشفيات من حيث عدد الأسرَّة والأطباء وأجهزة الطوارئ والأدوية والفرق البشرية المؤهلة. وضع برامج تدريب مستمرة للفرق الطبية للتعامل مع الحالات الحرجة، وتعيين فرق متخصصة في أقسام الطوارئ تعمل على مدار الساعة. إلزام كل مستشفى بتعليق إرشادات واضحة للمواطنين بشأن حقوقهم وواجبات المستشفى في أقسام الطوارئ. تفعيل منظومة الشكاوى بالجدية والسرعة المطلوبة بحيث يكون التدخل فوريا وفعالًا، لا مجرد تسجيل شكلي.بدوره، قلّل المقرر المساعد للجنة الصحة في "الحوار الوطني" الدكتور محمد حسن خليل من جدوى القرار الجديد، معتبرا أنه "تحصيل حاصل" ولا يضمن حصول المواطنين على العلاج المجاني في الطوارئ لمدة 48 ساعة، لأنه لا يُطبَّق فعليا إلا في عدد محدود من المستشفيات، في ظل غياب منظومة وآليات واضحة للتنفيذ، وتردّي أوضاع القطاع الصحي، خاصة في المستشفيات الحكومية.
وأوضح خليل للجزيرة نت أن أوجه القصور تتجلى في:
نقص التجهيزات داخل أقسام الطوارئ عدم كفاية الأسرة ضعف الإمكانيات المادية النقص الحاد في الأدوية الحيوية والأطباء والفرق الطبيةواعتبر أن واقعة وفاة الإعلامية عبير نموذج صارخ لمآس يومية تتكرر في بلد يتجاوز عدد سكانه 108 ملايين نسمة ويعاني معدلات مرتفعة من الحوادث والأمراض المزمنة.
وأشار الدكتور خليل إلى أن مصر، رغم تاريخها الطبي العريق في أفريقيا والشرق الأوسط، تنفق على الصحة أقل بكثير من المتوسط العالمي، في حين يعمل عدد كبير من أطبائها في الخارج بما يفوق عدد الأطباء المتاحين بالداخل، مما يضع المستشفيات تحت ضغوط مالية وبشرية هائلة، وتساءل "كيف يمكن للرقابة أن تضمن التنفيذ في ظل انعدام الإمكانيات أصلا؟".
إعلانويوجد في مصر -وفق أحدث إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- نحو 1809 مستشفيات، بينها 1145 مستشفى خاصا و664 حكوميا.
وأظهرت البيانات تراجع عدد الأسرَّة في المستشفيات الحكومية من 98 ألفا و291 سريرا عام 2013 إلى 83 ألفا و34 سريرا في 2021، في حين ارتفع عدد الأسرَّة في المستشفيات الخاصة من 26 ألفا و9 أسرة إلى 34 ألفا و470 سريرا خلال الفترة نفسها.
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، لا يتجاوز معدل إتاحة الأسرَّة في مصر 1.2 سرير لكل ألف شخص، وهو أقل من متوسط بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما يفترض أن يصل المعدل إلى 3 أسرَّة لكل ألف شخص وفق المعايير العالمية، مما يعكس فجوة واسعة بين الواقع المحلي والمستوى المطلوب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات المستشفیات الحکومیة المستشفیات الخاصة فی أقسام الطوارئ الحالات الطارئة ة فی المستشفیات وفاة الإعلامیة وزارة الصحة عدد الأسر
إقرأ أيضاً:
نقابة العلاج الطبيعي تناشد وزير الصحة سرعة إعلان تكليف دفعة 2023
كتب- أحمد جمعة:
ناشد الدكتور أحمد عزت، أمين صندوق النقابة العامة للعلاج الطبيعي، الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، ورئيس اللجنة العليا للتكليف، بسرعة الإعلان عن حركة التكليف وضمان حق الدفعة كاملة في الحصول على فرصة لخدمة وطنهم والمساهمة في المنظومة الصحية.
وقال عزت في بيان اليوم: إن النقابة اتخذت خطوات جادة وملموسة لدعم جهود الدولة في توسيع خدمات العلاج الطبيعي، حيث قرر مجلس النقابة خلال الفترة القليلة الماضية، تخصيص مبلغ 5 ملايين جنيه للمساهمة في فتح أقسام جديدة للعلاج الطبيعي داخل وحدات طب الأسرة في عدد من المحافظات، بهدف توفير الخدمة في المناطق الأكثر احتياجا، وبالتالي خلق المزيد من الفرص لتكليف الخريجين الجدد.
وأوضح أمين الصندوق أن النقابة تقدمت بطلب رسمي إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي لضرورة تكليف خريجي العلاج الطبيعي في جميع المستشفيات الجامعية، في ظل وجود عجز واضح في العديد من هذه المستشفيات، حيث يخلو بعضها تماما من ممارسي العلاج الطبيعي، مما يؤثر على جودة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى في تخصصات حيوية مثل العناية المركزة والجراحات المختلفة.
وشدد على أهمية قصر ممارسة مهنة العلاج الطبيعي على المتخصصين المؤهلين قانونيا، مطالبا بإبعاد غير المتخصصين، خاصة من خريجي كليات التربية الرياضية، عن ممارسة المهنة حفاظا على صحة وسلامة المرضى، وأكد أن النقابة تتخذ إجراءات قانونية حاسمة ضد كل من ينتحل صفة أخصائي علاج طبيعي دون وجه حق.
وأكد أن خريجي دفعة 2023 على أتم الاستعداد للمشاركة بفعالية في دعم القطاع الصحي المصري، وأن النقابة تأمل في استجابة سريعة من الجهات المعنية لإصدار إعلان التكليف في أقرب وقت ممكن، تحقيقا للاستقرار المهني لهؤلاء الخريجين وتلبية للاحتياجات الفعلية في سوق العمل الصحي.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
العلاج الطبيعي وزير الصحة دفعة 2023 أخبار ذات صلةقد يعجبك
أحدث الموضوعاتفيديو قد يعجبك
إعلان
أخبار
المزيدإعلان
أخبار مهرجان القاهرة
المزيدنقابة العلاج الطبيعي تناشد وزير الصحة سرعة إعلان تكليف دفعة 2023
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
32 22 الرطوبة: 41% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك