أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل، بأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد أن أي مفاوضات جديدة مع واشنطن يجب أن تراعي مخاوف إيران، مشيرًا إلى أنه من غير الممكن العودة للمفاوضات النووية مع واشنطن بالشكل الذي كانت عليه قبل الحرب.

إيران: أي مفاوضات جديدة مع واشنطن يجب أن تراعي مخاوفنا وتستند إلى الاحترام المتبادلإيران: نقترب من اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وأضاف عراقجي: "نواصل تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات، كما أن مفاوضاتنا مع الأوروبيين مستمرة لكن تفعيلهم آلية الزناد خطأ جسيم سيعقد الوضع أكثر".

مشهد المفاوضات الروسية الأوكرانية

وعلى صعيد آخر؛ قالت الدكتورة كاميلا زاريتا، مستشارة الاتحاد الأوروبي، إن مشهد المفاوضات الروسية الأوكرانية يشهد تعقيدات شديدة نتيجة الوقائع العسكرية المتسارعة والتوترات الجيوسياسية المتنامية، مؤكدة أن الجهود الأمريكية والأوروبية لا تزال مستمرة لدفع المسار الدبلوماسي، غير أن النتائج تبقى مليئة بالمخاطر بسبب تشابك الملفات.

وأوضحت زاريتا، في مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن تضارب الأهداف يزيد من صعوبة الموقف حيث تتمسك أوروبا باعتبارات السيادة الإقليمية، فيما تصر روسيا على اعتراف دولي بأربع مناطق تطالب بضمها إلى جانب شروط أمنية تمس استقلالية كييف، معتبرة أن هذه التباينات جعلت الحرب أشبه بحرب بالوكالة تخضع لحسابات قوى دولية متعددة.

 العلاقات الروسية الصينية

وأضافت مستشارة الاتحاد الأوروبي أن تعاظم الشراكة بين موسكو وبكين يعمّق التحديات القائمة، إذ باتت العلاقات الروسية الصينية واقعًا استراتيجيًا جديدًا، تسعى من خلاله موسكو إلى تعزيز قدراتها وتغيير موازين القوى، وهو ما يضيف طبقات إضافية من التعقيد على فرص الحلول السياسية.

طباعة شارك إيران وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة الملف النووي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيران وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة الملف النووي

إقرأ أيضاً:

ما موقف دول جوار أفغانستان من عودة واشنطن إلى باغرام؟

كابل- أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبة بلاده في استعادة قاعدة باغرام الجوية شمال العاصمة كابل، ردود فعل قوية من 4 دول مجاورة لأفغانستان هي روسيا والصين وباكستان وإيران، التي أجمعت على رفض أي وجود عسكري أميركي جديد في المنطقة، محذرة من "تهديدات للأمن والاستقرار الإقليمي".

وجاء هذا الموقف في بيان مشترك صدر عقب اجتماع وزراء خارجية هذه الدول في موسكو أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، مؤكدين ضرورة احترام سيادة أفغانستان و"رفض إقامة أي قواعد أجنبية داخلها أو حولها".

وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت إن الحكومة "ترفض مطلب ترامب بشأن عودة قواته إلى القاعدة، والشعب الأفغاني لن يقبل تسليم أراضيه لأي جهة مهما كانت، وقد أجرينا مفاوضات بشأن فتح السفارات في كابل وواشنطن".

مخاوف

تُعد قاعدة باغرام، التي كانت القلب العملياتي للوجود الأميركي في أفغانستان بين عامي 2001 و2021، رمزا للحرب الطويلة التي أنهتها واشنطن بانسحابها "الفوضوي" منها في أغسطس/آب 2021.

وتثير العودة المحتملة للولايات المتحدة مخاوف من إحياء المواجهة الجيوسياسية بينها ومنافسيها في آسيا، وترى موسكو أن الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان يشكل اختراقا مباشرا لمنطقة نفوذها التقليدي بالمنطقة. وتخشى من أن تتحول القاعدة إلى مركز مراقبة لأنشطتها في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، مثل طاجيكستان وأوزبكستان، حيث تنتشر قواعد روسية دائمة.

يرى السفير الأفغاني السابق لطيف بهاند أن العودة الأميركية ستُفسَّر في روسيا كتحرك هجومي لا دفاعي، لأنها تمنح واشنطن قدرة مراقبة فورية لعمق آسيا الوسطى، وهو المجال الذي تعتبره موسكو منطقة نفوذها التاريخية.

وأوضح للجزيرة نت أن روسيا لن تسمح بتحول أفغانستان إلى منصة عسكرية جديدة للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الوجود الأميركي هناك قد يشجع دول آسيا الوسطى على إعادة التفكير في شراكاتها الأمنية مع موسكو، وأن أي تمركز أميركي جديد سيقوض جهودها في قيادة "صيغة موسكو" الخاصة بالتسوية الأفغانية، ويعيد واشنطن لاعبا أساسيا في فضاء تعتبره روسيا عمقا إستراتيجيا.

إعلان

ويعتقد مراقبون أفغان أن معارضة موسكو تأتي أيضا من خشيتها أن تُستخدم القاعدة في رصد نشاطها العسكري في أوكرانيا والقوقاز، خاصة مع تزايد التوتر مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تهديد

أما الصين فتنظر إلى أفغانستان من زاويتين أمنية واقتصادية، وتخشى أن يؤدي الوجود الأميركي إلى تهديد مبادرة "الحزام والطريق" التي تمر عبر باكستان وآسيا الوسطى وتعد أحد أعمدة سياستها الاقتصادية الخارجية. ويقول السفير الأفغاني السابق جاويد أحمد، للجزيرة نت، إن عودة واشنطن إلى قلب المنطقة قد تهدد هذه المبادرة التي تمثل جوهر النفوذ الاقتصادي الصيني.

ويضيف أن بكين تخشى أن تتحول قاعدة باغرام إلى مركز استخباري متقدم لمراقبة أنشطتها في إقليم شنغيانغ وآسيا الوسطى، وربما التأثير على استقرارها الداخلي. ويشير إلى أنها تفضل أن تكون أفغانستان دولة حيادية ومستقرة، لا منصة لأي نفوذ أجنبي، مؤكدا أن الوجود الأميركي يربك التوازن الإقليمي الذي تعمل بكين على تثبيته منذ انسحاب واشنطن.

من جانبها، تجد باكستان نفسها في موقع بالغ الحساسية وتتبنّى موقفا أكثر حذرا، إذ تخشى أن تؤدي أي عودة للقوات الأميركية إلى توتر علاقتها مع حركة طالبان. وترى أن الاستقرار في أفغانستان يجب أن يكون "نتاج حوار داخلي" لا عبر تدخل خارجي، كما أنها باتت أقرب إلى الصين اقتصاديا عبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، مما يجعلها أكثر انسجاما مع موقف بكين الرافض للوجود الأميركي.

Voir cette publication sur Instagram

Une publication partagée par أفغانستان بالعربي (@afghanarabc)

ويقول عضو مجلس الشيوخ الباكستاني السابق أفراسياب ختك إن إسلام آباد تخشى أن تؤدي أي عودة للولايات المتحدة إلى توتر علاقاتها مع طالبان التي تعتبر ذلك انتهاكا لسيادة أفغانستان. ويضيف، للجزيرة نت، أنها لا ترغب في تكرار تجربة ما بعد 2001 حين تحولت إلى ساحة ضغوط سياسية وأمنية بسبب وجود القوات الأميركية في المنطقة.

وبرأيه، تحاول باكستان اليوم الموازنة بين شراكتها القديمة مع واشنطن وتحالفها الاقتصادي العميق مع الصين، مؤكدا أن موقفها الرافض ينطلق من حسابات براغماتية.

أما بالنسبة لإيران، فإن المخاوف أكثر حدة، وهي تعتبر عودة واشنطن إلى كابل تدخلا سافرا في الشأن الأفغاني، ويوضح السفير الأفغاني السابق عبد الغفور ليوال، للجزيرة نت، أن أي تمركز أميركي جديد في باغرام يعني وجودا عسكريا على بُعد أقل من 600 كيلومتر من العمق الإيراني، وهو ما تعتبره طهران تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

وترى طهران -وفقا له- في هذه الخطوة عودة إلى سياسة تطويقها من الشرق والغرب، خاصة بعد تكثيف واشنطن وجودها البحري في الخليج ومياه عمان. كما تخشى من أن تستخدم الولايات المتحدة قاعدة باغرام لمراقبة شبكاتها في غرب أفغانستان.

Voir cette publication sur Instagram

Une publication partagée par أفغانستان بالعربي (@afghanarabc)

توجه مشترك

من ناحيته، يعتقد المحلل السياسي نور أحمد شريف، في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الدول الأربع تختلف في دوافعها، لكنها تتفق في رفض أي وجود أجنبي جديد، خشية أن يعيد عسكرة المنطقة. ويضيف أن واشنطن تعتبر باغرام قاعدة لوجستية مهمة لمراقبة ما تصفه بالتهديدات الإرهابية، لكن جيران أفغانستان ينظرون إليها كبوابة لتجدد النفوذ الأميركي.

إعلان

ويخلص شريف إلى أن الملف الأفغاني عاد مجددا إلى قلب الصراع بين القوى الكبرى، حيث تختلط الحسابات الأمنية بالاقتصادية في منطقة تتشكل فيها خريطة نفوذ جديدة.

يتفق الخبراء على أن الموقف المشترك لروسيا والصين وإيران وباكستان يعكس توجها نحو تقويض الهيمنة الأميركية وبناء نظام أمني آسيوي مستقل، لكنهم يرون في المقابل أن أفغانستان تبقى ساحة مفتوحة للتجاذب، يصعب أن تنأى بنفسها عن التنافس بين واشنطن وبكين وموسكو.

ويقول وزير الدفاع الأفغاني السابق شاه محمود مياخل للجزيرة نت "كلما حاولت واشنطن العودة إلى كابل، توحدت القوى الإقليمية ضدها، لكنها في الوقت نفسه لا تملك بديلا قادرا على ملء الفراغ الأمني في أفغانستان، وهذا ما يجعل الملف مفتوحا على كل الاحتمالات".

وقد اتخذت أفغانستان والصين وروسيا وإيران وباكستان، انطلاقا من فهمها المشترك للتهديدات التي تُشكلها عودة الولايات المتحدة إلى قاعدة باغرام، موقفا موحدا وحاسما، لأن أي عودة عسكرية أميركية، سواء كانت للقاعدة أو بأي شكل آخر، "ستزيد من تأجيج عدم الاستقرار".

مقالات مشابهة

  • عراقجي: إسرائيل تختلق "تهديدا وهميا" عن قدراتنا الدفاعية
  • عراقجي: إسرائيل أقنعت ترامب بشن هجوم على إيران
  • عراقجي: إيران لم تسع قط إلى امتلاك أسلحة نووية
  • ما موقف دول جوار أفغانستان من عودة واشنطن إلى باغرام؟
  • توتر متصاعد بين طهران وواشنطن.. إيران ترفض التفاوض وترمب يهدد بضربات جديدة
  • إيران تؤكد عدم استئناف المفاوضات النووية مع أوروبا
  • عراقجي يؤكد مواصلة الجهود لحماية حقوق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية
  • بعد إعادة العقوبات.. إيران تستبعد عودة التعاون مع "الطاقة الذرية"
  • هل يرسم البيان العربي الإسلامي خارطة طريق للمفاوضات ويدعم الموقف الفلسطيني؟
  • عراقجي:حل وحيد لنووي إيران.. واتفاق القاهرة لم يعد ساريا