اكتشاف بروتين يعكس الشيخوخة في الدماغ ويحسّن الذاكرة
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
قال عدد من علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، في سان فرانسيسكو، إنهم قد عثروا على بروتين يلعب دورا رئيسيا في التدهور المرتبط بالعمر في الذاكرة؛ فيما نشروا مقالا علميا، أكدوا فيه أنّ: "ارتفاع مستويات بروتين «Ftl-1» في منطقة الحُصين، المسؤولة عن التعلم والتذكر في الدماغ".
وبحسب ما نقل تقرير نشرته شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، قد أورد العلماء، عبر المقال نفسه، أنّ: ارتفاع مستويات بروتين «Ftl-1» في منطقة الحُصين يؤدي إلى انخفاض عدد الوصلات بين الخلايا العصبية وضعف الوظائف الإدراكية".
وتابع العلماء، بالقول إنّ: "التجارب على الحيوانات قد أظهرت أنه عند رفع مستوى هذا البروتين بشكل مصطنع لدى الفئران الصغيرة، تدهورت ذاكرتها بشكل ملحوظ. في المقابل، أدى خفض مستوى البروتين لدى الحيوانات الأكبر سنا إلى ما يمكن وصفه بـ"عكس شيخوخة الدماغ"، حيث استعادت نقاط الاشتباك العصبي بنيتها وتحسنت مؤشرات الذاكرة".
وفي السياق نفسه، استخدم الباحثون جُملة من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك جزيئات الحمض النووي الريبي على شكل "الدبوس الشعراوي" وتقنية تعطيل الجينات، لخفض مستوى بروتين «Ftl-1» بشكل فعال في الخلايا العصبية للحُصين فقط.
إلى ذلك، قالت رئيسة الفريق البحثي، لاورا ريميسال: "أهم استنتاج توصل إليه العلماء هو أن الضعف الإدراكي يمكن عكسه، وليس مجرد منعه". فيما أضافت: "على الرغم من أن الدراسات أُجريت على الفئران، فإن بروتين Ftl-1 عند البشر يؤدي دورا مشابها".
كذلك، قد ربط العلماء في وقت سابق، ارتفاع مستويات الفيريتين بالاضطرابات التنكسية العصبية، ولكن التدخل في بروتين Ftl-1 لدى البشر سيتطلب تقييما دقيقا، لأن تغيير نسبة تخزين الحديد قد يكون له عواقب.
ويشير عدد من الباحثين، أيضا، إلى أنّ: "الدماغ المتقدم في العمر يظل مرنا وقادرا على استعادة وظائفه، ويمكن استهداف السبل الجزيئية المعينة حتى في سن متأخرة لبطء أو عكس التدهور المعرفي".
ويمنح هذا الاكتشاف، بحسب التقارير التي نُشرت، أملا في تطوير أدوية جديدة تكون قادرة على إبطاء أو حتى عكس ضعف الذاكرة المرتبط بالعمر، مما يساعد على الحفاظ على صفاء الذهن في السن المتقدم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة علماء علماء علاج الشيخوخة المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مرصد جيمس ويب يكشف عن ثقب أسود يتحدى نظريات العلماء
في صورة جديدة التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي، عبر عنقود مجري يُرى في اتجاه مجموعة من النجوم تسمى "كوكبة الأسد"، تبدو مجرة صغيرة كنقطة حمراء باهتة وسط زحام المجرات.
لكنْ خلف هذا الخفوت تختبئ قصة نمو مبكّر جدا لثقب أسود فائق الكتلة، يلتهم المادة المحيطة به بنشاط، عندما كان عمر الكون نحو 570 مليون سنة فقط، حسبما أشار العلماء في بيان صحفي رسمي صادر من منصة المرصد.
كيف يرصد العلماء جرما عاش قبل مليارات السنوات؟ الإجابة تتعلق بالضوء، كلما كان الجرم أبعد خرج الضوء منه ومضى لمسافة أطول، ومن ثم زمن أطول، فإذا انطلق الضوء من مجرة بعيدة جدا جدا نشأت بعد الانفجار العظيم بـ570 مليون سنة، فذلك يعني أن ضوءها سيأخذ نحو 13.3 مليار سنة ليصل إلينا، وحينما يصل إلينا نرى المجرة في حالتها القديمة.
هذه المجرة تحمل اسما يبدو كرمز في دفتر ملاحظات فلكي "سي إيه إن يو سي إس-إل آر دي-زد8.6″، وهي واحدة من فئة أجرام حيّرت الفلكيين منذ أن بدأ ويب يفتح نافذة الأشعة تحت الحمراء على الكون الأول، سميت "النقاط الحمراء الصغيرة".
هذه الأجرام كثيرة على نحو غير متوقع، ومنشرة في الكون المبكر، وصغيرة ومضغوطة، وتظهر بلون أحمر قوي لأنها بعيدة جدا ولأن ضوءها تمدّد مع تمدد الكون.
الصورة وحدها لا تكفي لتحديد ما إذا كانت تلك النقطة الحمراء مجرة عادية أو شيئًا أكثر غرابة. هنا يأتي دور بصمة الضوء، حيث يحتوي الضوء الصادر من كل جرم في الكون على بيانات عن هذا الجرم.
استخدم الباحثون أداة "نير سبيك" على مرصد ويب لتحليل الضوء القادم من المجرة إلى ألوانه وأطواله الموجية، مثلما نفكك ضوء المصباح عبر منشور زجاجي.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الباحثون في "نيتشر كوميونيكيشنز"، فالنتيجة كانت حاسمة، حيث يشير الطيف إلى غاز شديد التأين وإشارات تُفهم عادة على أنها بيئة عنيفة حول نواة مجرية نشطة، أي منطقة يغذي فيها الغاز ثقبًا أسود في المركز.
إعلانالمفاجأة الأكبر بالنسبة للفريق البحثي ليست مجرد العثور على ثقب أسود فائق الكتلة في الكون المبكر، بل حجمه مقارنة بمجرته، فتقدير كتلة الثقب الأسود يصل إلى قرابة حوالي 100 مليون مرة كتلة الشمس، وهو رقم ضخم جدا بالنسبة لزمن بعيد كهذا.
وتشير الدراسة إلى أن هذا الثقب الأسود يبدو "مفرط الكتلة" مقارنة بكتلة نجوم مجرته، أي أنه أكبر مما توحي به العلاقات المعتادة التي نراها في الكون بين كتلة الثقب الأسود وكتلة المجرة.
هذا يعني، بصورة مبسطة، أن الثقب الأسود قد يكون سبق مجرته في "سباق النمو"، أي نما بسرعة بينما كانت المجرة لا تزال في بداياتها.
ظاهرة محيرةالنقاط الحمراء الصغيرة محيرة، لأنها تبدو ظاهريا كمجرات صغيرة، لكن سطوعها وخصائصها قد يوحيان بأن جزءا معتبرا من ضوئها لا يأتي من النجوم وحدها، بل من محرك أشد كفاءة في إنتاج الضوء، وهو مادة نشطة حول ثقب أسود.
ولهذا تُعامل أجرام مثل "سي إيه إن يو سي إس-إل آر دي-زد8.6" كقطعة مهمة من أحجية أكبر يحاول العلماء من خلالها الإجابة عن عدة أسئلة: ما طبيعة هذه الأجسام؟ وهل كانت تمثل مرحلة شائعة في بدايات المجرات؟ وكيف نمت الثقوب السوداء إلى هذه الكتلة في زمن قصير نسبيا؟
جيمس ويب، خلال سنواته الأولى، بدأ يعثر على هذه الفئة بأعداد متزايدة، مما يجعل احتمال كونها استثناءات نادرة أقل إقناعا. وإذا كانت شائعة فعلا، فهذا يعني أن العلماء ربما كانوا يقللون من سرعة تشكّل الثقوب السوداء ونموها في فجر الكون، وهذا أمر يحتاج إلى فيزياء جديدة لدراسته.