الخطبة الأولى تشعل جدل الموصل: حرب الخطباء تبدأ من النوري
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
7 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: تمخض افتتاح جامع النوري الكبير في الموصل بعد سنوات من الترميم عن جدل واسع تجاوز أجواء الفرح بافتتاح رمز تاريخي ليصل إلى ما يشبه حرب الخطباء، بعدما ألقيت أول خطبة جمعة فيه من قبل محمد النوري القادم من بغداد، بقرار من ديوان الوقف السني، رغم أن الشيخ ذاكر الحساوي هو الخطيب الرسمي للجامع والمعين من قبل الوقف السني بالموصل.
وأشعلت الخطوة غضباً مكتوماً في الأوساط الدينية والمجتمعية في نينوى، إذ فُهمت على أنها محاولة لفرض خطباء من خارج المحافظة وتهميش مرجعية المدينة التقليدية، ما أثار المخاوف من فتح الباب أمام نفوذ جماعات دينية تحمل أجندات غير منسجمة مع البيئة الفكرية والاجتماعية للموصل.
طبة النوري والجدل السياسي
وارتبط اسم محمد النوري بعضويته في مجلس الأوقاف الأعلى ببغداد ونائبته في اللجنة الوطنية للتوعية والإرشاد المجتمعي، غير أن حضوره في الموصل أخذ بعداً مختلفاً بسبب انتمائه إلى جماعة “الرباط المحمدي”، وهي جماعة مثيرة للجدل يُعتقد أن لها صلات بجهات شيعية سياسية ودينية، وقد أنشأت فرعاً لها في الموصل منذ سنوات.
وأفادت مصادر محلية بأن الجماعة تحاول منذ أكثر من عقد السيطرة على المساجد الكبرى في المدينة، إذ يُتهم أتباعها بالسعي للهيمنة على أكثر من 90 جامعاً عبر تعيين خطباء ينسجمون مع خطابها الديني، في وقت يحاول فيه المجتمع الموصلي التمسك بمرجعيته السنية التقليدية التي يرى أنها تمثل خط الدفاع الأخير عن خصوصيته التاريخية.
ذاكرة ما بعد 2003
وتشير تقارير رسمية إلى أن جماعة “الرباط المحمدي” برزت بقوة بعد سقوط النظام السابق عام 2003، حين تمددت في محافظات سنية عدة كصلاح الدين والأنبار وديالى، لكنها وجدت في الموصل بعد 2017، إثر دمار داعش وانكساره، فرصة ذهبية لتعزيز وجودها عبر استغلال حالة الفوضى في المشهد الديني وانشغال السلطات بإعادة الإعمار.
وأكد مراقبون أن ما يجري ليس مجرد تنافس على منابر الجمعة، بل هو صراع مكتوم على هوية المدينة وروحها الفكرية، حيث يخشى كثيرون أن يتحول جامع النوري، الذي كان يوماً منارة علمية وروحية، إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين بغداد والموصل أو بين الجماعات الدينية المتناحرة.
خفايا المشهد وخطر الانقسام
وتداول ناشطون على منصات التواصل صوراً وفيديوهات من خطبة الجمعة الأولى، وكتب بعضهم أن “الجامع لم يُفتح ليتحول إلى منصة صراع”، فيما غرّد آخرون محذرين من “مصادرة هوية الموصل باسم التوجيه والإرشاد”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی الموصل
إقرأ أيضاً:
هل للخاطب سلطة على خطيبته؟..أمين الفتوى يجيب
هل للخاطب سلطة على خطيبته؟ سؤال أجاب عنه الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وقال فى فتوى له إن الخاطب لا يملك أي سلطة شرعية على خطيبته قبل إتمام عقد الزواج، مؤكدًا أن فترة الخطبة مجرد وعد بالزواج ولا تترتب عليها حقوق أو التزامات ملزمة، وأن طاعة الفتاة تظل لوالديها فقط في هذه المرحلة.
وأشار الى أن فكرة التحكم المبالغ فيه أو التسلط مرفوضة شرعًا سواء في فترة الخطبة أو بعد الزواج، فالعلاقة الزوجية تقوم على التفاهم والحقوق المتبادلة وليس على السيطرة أو فرض الرأي بالقوة.
كما أوضح أن الضوابط الشرعية بين الخاطب والمخطوبة هي نفسها التي تحكم العلاقة بين أي رجل وامرأة، فالخلوة ممنوعة، واللمس غير جائز، والحديث يجب أن يلتزم حدود الأدب والشرع، مؤكدًا أن الخطبة ليست عقدًا وإنما إعلان نية للزواج
حكم رفض البنت للخاطب من دون أن تراه أو يكون به عيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه : “هل رفض البنت لأى عريس من غير ما تشوفه أو يكون فيه عيب يعتبر إثم؟”.
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: لا تأثم البنت عند رفضها أي عريس فهي حرة تتزوج أو لا.
وأوضح أمين الفتوى أنه ربما تكون قد مرت البنت بأزمة نفسية أو مشكلة عاطفية تسببت لها فى عقدة من الارتباط، وتحتاج إلى دعم نفسي، وأحد يأخذ بأيديها لكى تتجاوزها، أو تكون مرتبطة بالفعل وتنتظر هذا الشخص ان يأتي ويتقدم لها.
وقدم أمين الفتوى نصيحة لأهل الفتاة بأن عليهم أن يتقربوا منها ويصاحبوها ويعطونها الأمان لكى تتكلم بدون خوف، ويعرفوا مشكلتها لكى يساعدوها على حلها بدلا من استقلالها بها وتفعل شيئا خطأ أو تضر نفسها.