فخاخ قاتلة: أسلاك مكشوفة تتحول إلى صعقات مميتة أثناء الأمطار
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
20 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: مع موجة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت مدن العراق، تتكشف كارثة صامتة تتجاوز الفيضانات المعتادة، حيث تحولت برك المياه في الشوارع المكتظة إلى فخاخ موت كهربائية، جراء ملامسة أسلاك متهالكة ومكشوفة غمرتها المياه.
ويفيد حادث أن شاباً فارق الحياة في إحدى مناطق العاصمة إثر صعقة كهربائية مميتة أثناء محاولته عبور شارع غمرته مياه الأمطار، فيما نجت طفلة بأعجوبة في حادثة غريبة انتشرت مقاطعها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث غيرت مسارها في اللحظة الأخيرة قبل لمس كابل مكشوف يحمل تياراً قاتلاً.
ويبدو أن هذه الحوادث ليست معزولة، إذ تؤكد الأحداث المتتالية تكرارها مع كل موجة أمطار، مما يسلط الضوء على كارثة إنسانية متجددة.
وتشير قراءات المراصد الميدانية إلى أن الإهمال الواضح في صيانة شبكات الكهرباء والصرف الصحي يفاقم الفوضى الخدمية، حيث تغيب الصيانة الدورية منذ سنوات طويلة، رغم التحذيرات المتكررة.
ولا توجد إحصائيات رسمية شاملة صادرة عن وزارة الصحة العراقية أو الدفاع المدني حول حوادث الصعق الكهربائي خلال موجة الأمطار الحالية في بغداد ومحيطها.
ويبدو أن العدد الفعلي قد يكون أعلى قليلاً بسبب عدم الإبلاغ عن بعض الإصابات غير المميتة، في حين تشير المصادر الطبية إلى أن معظم الحالات تحدث في مناطق شعبية مكتظة مثل الكاظمية والشعب والصدر، حيث تتراكم المياه بسرعة حول أعمدة الإنارة المتهالكة.
و لا يمكن نسيان أن هذه المشكلة مزمنة، تعود إلى عقود من الإهمال والفساد الإداري، كما حدث في فيضانات سابقة أودت بعشرات الأرواح بسبب الصعق نفسه.
وتتحدث مصادر أمنية وطبية عن نقل جثة الشاب فوراً إلى المشرحة، فيما أفاد مصدر خاص في أمانة بغداد بأن عشرات الشكاوى ترد يومياً حول الأسلاك المكشوفة.
وقال ناشط مدني: “الأمطار تكشف عورات الدولة، وكل قطرة مياه قد تكون قاتلة”.
ويقول المحلل السياسي علي التميمي إن ضعف إدارة المؤسسات الخدمية يعكس أزمة حكم أعمق، فيما تتحدث مصادر برلمانية عن وعود حكومية متكررة بإصلاح الشبكات دون تنفيذ حقيقي.
على صعيد آخر، تركز الآراء المختلفة المرصودة على ضرورة تدخل عاجل لعزل الأسلاك وتحسين الصرف، إذ تقول التقديرات الأولية إن عشرات الحوادث المماثلة قد تتكرر مع استمرار المنخفض الجوي.
ومن زاوية أخرى، تؤكد الوقائع أن هذه الكوارث ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة إخفاقات يمكن تلافيها، مما يجعل من الضروري محاسبة المسؤولين قبل أن تتحول الأمطار المنتظرة إلى لعنة سنوية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
فيروسات قاتلة تهدد 57 مليون طفل.. وباكستان تبدأ سباقًا مع الزمن
بدأت باكستان يوم الاثنين حملة تطعيم وطنية تستمر أسبوعين، تستهدف أكثر من 57 مليون طفل، بهدف الحد من ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال، وفقًا لما أعلنه المركز الوطني لعمليات الطوارئ في البلاد.
الحصبة الألمانية في باكستانوأضاف المركز في بيان أن الحملة، التي تستمر حتى 29 نوفمبر ستوفر لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية لـ 34.5 مليون طفل، وستُقدم لقاحات شلل الأطفال لـ 23.3 مليون طفل. وتأتي الحملة في أعقاب تدريب منظمة الصحة العالمية لأكثر من 140 ألف عامل صحي لدعم فرق التطعيم، بحسب ما أفادت به وكالة أسوشيتد برس الإخبارية الأمريكية.
تبدأ الحصبة عادةً بحمى شديدة وطفح جلدي ينتشر من الوجه إلى الرقبة وبينما يتعافى معظم الأطفال، يظل المرض سببًا رئيسيًا للوفاة بين الأطفال الصغار.
على مدار السنوات الثلاث الماضية، أبلغت باكستان عن أكثر من 131 ألف حالة إصابة بالحصبة، مما يُبرز مدى إلحاح هذه الجهود.
على الرغم من كثرة حملات مكافحة شلل الأطفال في باكستان، ورغم هجمات المسلحين على فرق التطعيم وضباط الشرطة المرافقين لهم، إلا أن حملات مكافحة الحصبة والحصبة الألمانية تُطلق عادةً كل سنتين إلى ثلاث سنوات.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا تزال باكستان وأفغانستان المجاورة الدولتين الوحيدتين اللتين لم يتوقف فيهما شلل الأطفال، وهو فيروس قاتل ومُسبب للشلل، وفقًا للمنظمة.
منذ يناير ، سجلت باكستان 30 حالة إصابة جديدة بشلل الأطفال، مما يُمثل انتكاسة في جهود القضاء على هذا المرض المُشلّ بين الأطفال.
مؤامرة غربية لتعقيم الأطفالويدّعي المسلحون في باكستان زورًا أن حملات التطعيم مؤامرة غربية لتعقيم الأطفال.
منذ تسعينيات القرن الماضي، قُتل أكثر من 200 من العاملين في مجال شلل الأطفال وضباط الشرطة المكلفين بحمايتهم في هجمات.