موارد أفريقيا توفر مستقبلا واعدا للطاقة المتجددة بالقارة
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
في أعماق مقاطعة كيب الشمالية بجنوب أفريقيا، جنوب صحراء كالاهاري، يرتفع ضوء ساطع فوق عشرات الألواح الشمسية، المرآة تميل المرايا بدرجات متفاوتة على مدار اليوم، متتبعةً أشعة الشمس ومسقطةً إياها على برج.
يحتوي البرج على مُستقبِل يمتص الحرارة الشديدة، ويغلي الماء، وينتج بخارا عالي الضغط. ويُحوَّل هذا البخار بعد ذلك إلى 50 ميغاواط من الكهرباء، ما يكفي لتشغيل أكثر من 40 ألف منزل لمدة 24 ساعة.
يعد مشروع "كاي إتش آي سولار ون" واحدا من العديد من المشاريع التي تتطلع إلى إضافة الطاقة المتجددة إلى شبكة الكهرباء في جنوب أفريقيا، والتي تعتمد بشكل كبير على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
ومع ذلك، وفي حين يستعد مئات المندوبين للاجتماع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور قمة المناخ الأفريقية هذا الأسبوع، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى المزيد من هذه المشاريع لتوفير الكهرباء لملايين البشر في القارة الذين يحتاجون إليها ومحاربة آثار تغير المناخ.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، يعيش نحو 600 مليون شخص في قارة يبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليار نسمة بدون كهرباء، مما يترك الأطفال بدون أضواء للدراسة في الليل والمنازل بدون طاقة للأجهزة.
يُقدّر البنك الدولي أن معدلات التزويد بالكهرباء في وسط وغرب أفريقيا من بين أدنى المعدلات في العالم. ففي غرب أفريقيا، حيث لا يحصل 220 مليون شخص على الكهرباء، يصل معدل التزويد بالكهرباء إلى 8% فقط.
ويؤدي نقص الكهرباء أيضًا إلى الحد من قدرة القارة على الحصول على الرعاية الصحية الجيدة والتعليم والنمو الاقتصادي الناتج عن إمدادات الطاقة الكافية والمتواصلة.
وكان تبني القارة للطاقة المتجددة بطيئا مقارنة بالاقتصادات الأكثر تقدما مثل الصين والدول الأوروبية والولايات المتحدة، والتي تمثل 80% من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة في جميع أنحاء العالم. وتبلغ نسبة الطاقة المتجددة المركبة في أفريقيا 1.5% فقط.
إعلانوبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في يوليو/تموز الماضي، تمتلك أفريقيا 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، حيث تخلق الصحاري والمناخ الدافئ في القارة إمكانات هائلة لمشاريع الطاقة الشمسية.
ورغم ذلك، لم تتلق أفريقيا سوى 2% من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة في عام 2024.
في قمة المناخ التي عُقدت في يناير/كانون الثاني من هذا العام، التزم القادة الأفارقة برفع قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا إلى 300 غيغاواط بحلول عام 2030.
وتعادل هذه الكمية من الطاقة إنتاج نحو 114 محطة طاقة كبيرة، أي ما يكفي لتزويد مدينة كبيرة أو دولة صغيرة بالطاقة. وفي الوقت نفسه، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إمكانية توليد 90% من طاقة أفريقيا من مصادر الطاقة المتجددة، بما فيها الطاقة الشمسية، بحلول عام 2050.
ويتضمن ذلك مصادر أخرى للطاقة المتجددة إلى جانب الطاقة الشمسية، حيث اختارت بلدان مثل جنوب أفريقيا مزيجًا من الطاقة يتضمن الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح.
وأظهرت بعض التحليلات الأخيرة لبيانات الصادرات الصينية أن صادرات الألواح الشمسية إلى أفريقيا زادت بشكل كبير خلال الأشهر الـ12 الماضية.
ويشير تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة "إمبر" إلى أن الواردات من الصين ارتفعت بنسبة 60% في العام الماضي إلى 15032 ميغاواط، مع تحقيق 20 دولة أفريقية رقما قياسيا في واردات الألواح الشمسية خلال فترة 12 شهرا.
ورغم أن الزيادة في الألواح الشمسية كانت مدعومة في السابق بواردات جنوب أفريقيا، التي عانت من سنوات من انقطاع التيار الكهربائي بسبب أزمة الكهرباء الطويلة، فإن واردات الألواح الشمسية من خارج جنوب أفريقيا تضاعفت 3 مرات في الأشهر الـ12 الماضية.
وبشكل متزايد، تنظر شركات الطاقة، وخاصة الصينية، إلى أفريقيا باعتبارها سوقًا لمنتجات الطاقة الشمسية، حيث تتطلع إلى تلبية احتياجات القارة المتزايدة من الطاقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تلوث للطاقة المتجددة الألواح الشمسیة الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة جنوب أفریقیا من الطاقة
إقرأ أيضاً:
أول محطة لتوليد الكهرباء في مصر.. موعد تشغيل مفاعل الضبعة الأول عام 2027
تواصل مصر خطواتها المتسارعة نحو دخول عصر الاستخدام السلمي المتقدم للطاقة النووية، عبر مشروع محطة الضبعة النووية الذي يُعد أحد أضخم المشاريع القومية في تاريخ قطاع الطاقة.
وجاء تركيب وعاء ضغط المفاعل لأول وحدة نووية بالمحطة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ليُعلن عن وصول المشروع إلى مرحلة إنشائية فارقة تمهّد لبدء التجارب التشغيلية.
أكد الدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة المحطات النووية، أن تركيب وعاء ضغط المفاعل داخل قلب مفاعل الوحدة الأولى يُعد خطوة محورية، إذ يُمثل الموقع الذي تتم فيه التفاعلات الانشطارية اللازمة لتوليد الكهرباء بأسلوب آمن ومتقدم.
وأوضح أن تصنيع الوعاء احتاج إلى تكنولوجيا متطورة للغاية، وخضع لسلسلة من الاختبارات الدقيقة على مدار أشهر قبل شحنه إلى موقع الضبعة وتركيبه بنجاح.
وقال إن هذا الإنجاز يضع مصر على أعتاب مرحلة مهمة من العمل التجريبي والتشغيلي.
وأعلن رئيس هيئة المحطات النووية أن مرحلة الاختبارات التجريبية للمفاعل الأول ستبدأ رسميًا عام 2027، وهي المرحلة التي تشمل اختبارات الأمان والتشغيل والاستعداد لبدء توليد الكهرباء.
وأضاف أن توقيت بدء التجارب يعكس مدى التقدم في الأعمال الإنشائية والفنية، ويؤكد استعداد المحطة للانتقال إلى المرحلة التشغيلية وفق المعايير النووية العالمية.
اكتمال مفاعلات الضبعة وربطها بالشبكة قبل 2030أشار الدكتور شريف حلمي إلى أنه من المخطط استكمال جميع وحدات محطة الضبعة النووية الأربع وربطها بالشبكة الكهربائية قبل حلول عام 2030.
وتُعد محطة الضبعة – بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات – من أكبر وأحدث المشروعات النووية في العالم، وتوفر لمصر مصدرًا مستدامًا وموثوقًا للكهرباء يساهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الانبعاثات.
خطوة تاريخية لعصر جديد من الطاقة النووية في مصرأكد حلمي أن تركيب وعاء ضغط المفاعل يمثل نقطة تحول في المشروع، ويُبرهن على جاهزية البنية الإنشائية والفنية، كما يعكس نجاح الشراكة المصرية–الروسية في تنفيذ مشروع يتم وفق أعلى معايير الأمان العالمية.
ويأتي هذا التطور ضمن مشروع طموح تتطلع من خلاله مصر إلى تعزيز أمن الطاقة، وإدخال التكنولوجيا النووية السلمية في مزيج الطاقة الوطني بعد عقود من التخطيط.