ابتكار تقنية حديثة تقدم أملاً لعلاج مرض السكر من النوع الأول
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
في تقدم طبي رائد، نجح علماء متخصصون في زرع خلايا جزر بنكرياسية معدلة بتقنية "كريسبر"، لدى مريض مصاب بداء السكري من النوع الأول، ما أتاح إنتاج الأنسولين لأشهر دون الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة.
يقدم هذا الإنجاز تفاؤلا متجددا بشأن مرض المناعة الذاتية، الذي يجبر ملايين الأشخاص حول العالم على الاعتماد يوميا على الأنسولين المحقن والمراقبة المستمرة، إذ يستخدم هذا العلاج المبتكر تقنية "كريسبر"، لتحرير الجينات لتعطيل جينين مسؤولين عن تحديد الخلايا الغريبة للخلايا التائية في الجهاز المناعي.
وتسمح تعديلات التمويه المناعي هذه لخلايا المتبرع، المأخوذة من متبرع غير مصاب بالسكري، بالبقاء على قيد الحياة والعمل داخل جسم المتلقي دون الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة، وكانت تمثل في السابق عقبة رئيسية أمام زراعة خلايا الجزر، حسب البحث الذي نشر بالتفصيل في مجلة "نيتشر".
وعلى الرغم من أن التجربة شملت مريضا واحدا فقط تلقى جرعة منخفضة من الخلايا لفترة محدودة "وهي غير كافية حتى الآن لتحقيق الاستقلال عن الأنسولين"، إلا أن إثبات قدرة هذه الخلايا على تجنب الهجوم المناعي يمثل إنجازا محوريا نحو علاج خلوي مستدام وصديق للمناعة.
ويتمثل الهدف النهائي في تطبيق هذه التعديلات الجينية المعدلة للمناعة على خلايا الجزر المشتقة من الخلايا الجذعية، إيجاد علاج قابل للتطوير ومستدام، فإمكانية تحرير المرضى من الأدوية المثبطة للمناعة مع استعادة قدرتهم على تنظيم سكر الدم بشكل طبيعي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في علاج داء السكري من النوع الأول.
وما تزال هناك تحديات، منها التحقق من فعالية هذا النهج ومتانته على المدى الطويل، وتأكيد قدرته على التهرب المناعي في تجارب سريرية أوسع. ولكن مع تقدم هذا العلاج الخلّوي المعدل جينيًا، فإنه يُبشِر بعصر جديد في الطب التجديدي والعلاج المناعي الخلوي لمرض السكري وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تقنية كريسبر الأنسولين مرض المناعة الذاتية خلايا الجزر الخلايا الجذعية
إقرأ أيضاً:
هل تساعد المانغو في الوقاية من السكري؟
أظهرت دراسة جديدة أن ثمرة المانغو – رغم احتوائها على نسبة مرتفعة من السكر – قد تكون أكثر فاعلية في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني مقارنةً ببعض الوجبات الخفيفة منخفضة السكر.
وتُشير الدراسة، المنشورة في مجلة "فوود" العلمية، إلى أن العلاقة بين تناول المانغو وانخفاض خطر الإصابة بالسكري ترتبط بكونها غذاء طبيعيا متكاملا يحتوي على الألياف والفيتامينات والمغذيات النباتية، وليس مجرد مصدر للسكريات.
في المقابل، فإن الوجبات الخفيفة المصنعة منخفضة السكر، رغم سهولة تناولها، تفتقر إلى القيمة الغذائية وقد تحتوي على مواد مضافة تجعلها أقل فائدة للصحة.
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة في جامعة ولاية فلوريدا بتمويل من "مجلس المانغو الوطني" الأميركي، وشملت 24 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عامًا، لم يُشخَّص أيٌّ منهم مسبقًا بمرض السكري.
قُسّم المشاركون إلى مجموعتين:
تناولت المجموعة الأولى ثمرة مانغو طازجة يوميًا تحتوي على نحو 32 غرامًا من السكر.
بينما تناولت المجموعة الثانية ألواح غرانولا منخفضة السكر تحتوي على 11 غرامًا فقط من السكر، مع تساوي عدد السعرات بين المجموعتين.
وخلال فترة التجربة التي استمرت 24 أسبوعًا، راقب الباحثون مستويات السكر في الدم، وحساسية الأنسولين، ونسبة الدهون في الجسم.
وفي نهاية الدراسة، سجّل الباحثون لدى مجموعة المانغو تحسنًا ملحوظًا في التحكم بمستويات السكر، وزيادة في حساسية الأنسولين، وانخفاضا في كتلة الدهون، مما يشير إلى انخفاض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
تفسيرات الخبراء
يرى الباحثون أن النتائج تُبرز الفرق بين السكريات الطبيعية في الفواكه والسكريات المضافة في الأطعمة المصنعة.
ويقول الدكتور جيسون نغ، أستاذ الغدد الصماء في جامعة بيتسبرغ: "من المثير للاهتمام أن طعاما يحتوي هذا القدر من السكر مثل المانغو يمكن أن يكون خيارا صحيا. لكن الفارق أن المانغو فاكهة كاملة تحتوي على الألياف ومركّبات مضادة للأكسدة تُبطئ امتصاص السكر وتدعم عملية الأيض".
وتتفق معه الخبيرة شيبنِم أونلويشلِر، كبيرة الباحثين في "معهد لندن للتجديد الحيوي"، التي قالت إن الفواكه الكاملة مثل المانغو "تحتوي على ألياف ومغذيات نباتية تساهم في تنظيم امتصاص الكربوهيدرات وتحسين توازن البكتيريا المعوية".
وأكدت أن الاعتدال هو المفتاح، موضحةً أن الإفراط في تناول أي فاكهة عالية السكر قد يُلغي تأثيرها الإيجابي.
ما الذي يجعل المانغو مفيدة؟
يحتوي المانغو على مجموعة من المركّبات التي تساعد في الوقاية من السكري، منها:
الألياف الغذائية التي تبطئ امتصاص الغلوكوز وتقلل من ارتفاع السكر بعد الوجبات. البوليفينولات والأحماض الفينولية التي تمتلك تأثيرات مضادة للالتهاب ومحفّزة لحساسية الأنسولين. البيتا كاروتين واللوتين وفيتامين C التي تحمي خلايا البنكرياس وجدران الأوعية الدموية من الأكسدة. البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذان يساهمان في الحفاظ على التوازن الأيضي للجسم.