قانون قيصر.. ما تفسيرات تناقض السياسات الأمريكية في سوريا؟
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
شكّل رفض مجلس النواب الأمريكي، تضمين تعديلات على موازنة الدفاع الأمريكية للعام 2026، بما فيها إلغاء قانون "قيصر" وهو الطلب الذي تقدم به النائب الأمريكي، جو ويلسون، صدمة في الأوساط السورية، التي كانت تأمل أن يُلغى القانون على اعتبار أنه يُكبل سوريا بقيادتها الجديدة، بعقوبات فُرضت زمن النظام البائد.
ورغم رفض لجنة القواعد والأحكام في مجلس النواب الأمريكي لكل التعديلات المقترحة على قانون موازنة الدفاع المتعلقة بالشؤون الخارجية، بما في ذلك التعديلات المتعلقة بسوريا، فإن الخطوة أظهرت تضارباً في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، فمن جهة تؤكد واشنطن أنها تدعم الإدارة السورية الجديدة، ومن جهة أخرى تُظهر حذراً في ملف إلغاء العقوبات المفروضة على دمشق بشكل كامل.
انقسام أمريكي حيال سوريا
يُفسر المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا، إلى وجود ما يشبه حالة الانقسام في مجلس النواب الأمريكي، حول الخطوات التالية في سوريا، رغم تأكيده أنّ رفض تمرير مشروع قانون إلغاء قيصر، لا يخص سوريا بشكل مباشر.
ويوضح الغبرا، لـ"عربي21" أنّ: "أمريكا مهتمة بالنجاح في سوريا، بحيث يوجد طرف يثق في هذه المرحلة بالحكومة الجديدة، وقدرتها على التغيير الإيجابي الذي سيستغرق وقتا، مقابل طرف لا يثق بحكومة دمشق"، مضيفاً: "هذه المشكلة التي نُعاني منها في الملف، بمعنى أن هناك حالة من الانقسام في طريقة التفكير".
وبحسب الغبرا، فإنّ: "الغريب هو أن الانقسام الأمريكي حيال سوريا ليس حزبياً"، موضحاً: "عددا من النواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لديهم رغبة بالتأنّي في موضوع رفع قانون قيصر، مقابل قسم آخر من الحزبين، أيضاً يطالب بالإسراع في إلغاء القانون".
وعن موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد المستشار السابق أنّ: ترامب يعارض استمرار قانون قيصر، وقال: "بذلك يبدو أن الحوار الأمريكي سيستمر، وما يؤثر هو ما يحدث في سوريا من نجاحات أو فشل، ومثال ذلك أنّ واشنطن كانت ذاهبة لإلغاء قيصر، لكن قبل الأحداث الدامية في السويداء، حيث بدأت الأصوات في أمريكا تتعالى لعدم رفع القانون".
خلافات أمريكية
من جهته، يؤكد رئيس المجلس السوري- الأمريكي، فاروق بلال، أنّ: "رفض طلب إلغاء قانون قيصر، كان من بين طلبات كثيرة مرفوضة متعلقة بالسياسات الخارجية الأمريكية (مشاريع متعلقة بأوكرانيا، وإيران وغيرها)، بمعنى أن الحالة لا علاقة لها بسوريا، والسبب في رفضها هو وجود خلافات على بعض التعديلات بين أعضاء النواب من الحزبين الأمريكيين".
وقال بلال لـ"عربي21"، إنه: "من الممكن إدخال مشروع قرار إلغاء "قيصر" في اللحظة الأخيرة، وذلك في حال عدم وجود أي اعتراض عليه في مجلس النواب، وكذلك يمكن إضافة مشروع قرار رفع القانون في مجلس الشيوخ بتقديم قرار مشابه، بعد نجاح المجلس السوري الأمريكي بإضافة قرار عن طريق السيناتور جين شاهين في مجلس الشيوخ".
ويمكن القول إنّ واشنطن تحاول إبقاء العقوبات كأداة ضغط على الحكومة السورية الجديدة، بموازاة تخفيف العقوبات، وذلك لضمان امتثال دمشق للشروط الأمريكية، المتعلقة بالحوكمة، والأقليات، والعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
قانون قيصر
أقرّ قانون "قيصر" في أواخر 2019، لمعاقبة كل من يقدم الدعم للنظام السوري السابق، ويلزم القانون واشنطن بفرض عقوبات على الدول التي تقدم المعونات الخاصة بإعادة الإعمار في سوريا.
وكانت التوقعات تذهب إلى أن واشنطن ستُلغي القانون بعد انفتاحها على الحكومة السورية الجديدة، إلا أن أمريكا اختارت تخفيف مفاعيل "قيصر"، وإجراء تعديلات عليه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا قانون قيصر سوريا السياسات الأمريكية قانون قيصر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس النواب قانون قیصر فی سوریا فی مجلس
إقرأ أيضاً:
استهانة بشهداء سوريا وتضحياتهم.. «مصطفى بكري» يستنكر إلغاء عيد نصر أكتوبر في سوريا
استنكر الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، قرار رئيس الإدارة السورية الحالية أحمد الشرع، بإلغاء عيد الاحتفال بنصر أكتوبر 1973، قائلاً: «عندما يقوم أحمد الشرع بإلغاء عيد الاحتفال بنصر أكتوبر 73، فهو بذلك يكشف عن هويته وموقفه الحقيقي».
وأوضح مصطفى بكري، في منشور على «إكس» أن هذا يعد تفريطًا في دماء الشهداء وإهانة لتضحيات السوريين في هذه الحرب العظيمة، متسائلاً: «هل استفتى السوريين على هذا الموقف أم هو استكمال لقرارات هيئة تحرير الشام؟!».
ارشيفية
وكانت شهدت حرب أكتوبر 1973 في بدايتها تقدماً كبيراً للجيشين السوري والمصري في الجولان وشبه جزيرة سيناء.
وكان رئيس الإدارة السورية الحالية أحمد الشرع، أصدر أمس الأحد، مرسوماً جديداً يقضي بإعادة تنظيم العطلات والإجازات الرسمية في البلاد، في خطوة مثيرة للجدل بعد أن شمل القرار إلغاء عطلة حرب أكتوبر وعيد الشهداء، اللتين كانتا من أبرز المناسبات الوطنية في سوريا على مدى عقود.
ويحمل المرسوم رقم 188 لعام 2025، وينص على تحديد الأعياد الرسمية والأيام التي يستفيد خلالها العاملون في مؤسسات الدولة من عطلة مدفوعة الأجر بالكامل، وذلك بدلاً من نظام الإجازات السابق الذي كان معمولاً به بموجب المرسوم رقم 474 الصادر في 30 ديسمبر 2004.
وقد أثار المرسوم الجديد جدلاً واسعاً وخلافاً حادّاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد الكشف عن إلغاء عطلات مرتبطة بمناسبات تاريخية، وإضافة أخرى جديدة.
فقد ألغى القرار عطلتين كانتا مخصصتين لذكرى حرب أكتوبر 1973، ولذكرى إعدام السلطات العثمانية لعددٍ من الناشطين عام 1916. بحسب «بي بي سي» عربي
كما شمل المرسوم إضافة عطلتين جديدتين مرتبطتين بالثورة السورية، في حين لم تتضمن قائمة العطلات أعياداً مرتبطة بالأكراد.
كما اعترض البعض على إلغاء عطلة ذكرى حرب أكتوبر 1973، بينما استنكر آخرون «التخلي عن يوم الشهيد».
كما ضمت قائمة المعترضين من نددوا بـ«تجاهل أعياد الأكراد والأشوريين».
اقرأ أيضاًمصطفى بكري يجري الكشف الطبي مرشحا على القائمة الوطنية لشمال ووسط وجنوب الصعيد
في ذكرى الحرب المجيدة.. مصطفى بكري: انتصار أكتوبر فخر لكل مصري وعربي وعنوان للصمود والتحدي
مصطفى بكري في الذكرى الـ 52 لحرب أكتوبر: انتصار تاريخي سيظل يؤرق إسرائيل ويفسد أحلامها للأبد