التأهيل الإلهي للنبي قبل البعثة.. إعداد رباني لمهمة خاتمة
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
ارتبط ميلاد النبي محمد ﷺ منذ اللحظة الأولى بالأنوار والعلامات الدالة على عظم شأنه، فقد روت السيدة آمنة أنها رأت نورًا أضاء أرجاء المكان ساعة ولادته، في دلالة على أنه جاء نورًا للبشرية جمعاء، كما قال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ﴾، وكان طهارة نسبه الشريف أصدق شاهد على أن العناية الإلهية اختارته ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين.
تجلت مظاهر الإعداد الرباني في طفولته، من حادثة شق الصدر التي طهرت قلبه من كل دنس، إلى بركة استرضاعه في بني سعد التي زادته فصاحةً في اللغة ونقاءً في النفس.
تنقل النبي ﷺ بين كنف أمه وجده وعمّه، فوجد في كل مرحلة رعاية خاصة تصقل أخلاقه وتوسع مداركه. كما أن عمله في رعي الغنم علّمه الصبر والرحمة والقدرة على القيادة.
شباب يتسم بالنقاء والحكمةفي مرحلة الشباب، برزت حكمته وأمانته بين قومه، فكانوا يلقبونه بـ"الصادق الأمين"، وشارك في حلف الفضول الذي رفع راية العدل ونصرة المظلوم، وأظهر عدالته في حادثة الحجر الأسود حين جمع القبائل على كلمة سواء.
كما هيأه عمله بالتجارة وسفره إلى الشام للاطلاع على ثقافات الشعوب واكتساب خبرات حياتية واسعة.
إعداد روحي ونفسيظل النبي ﷺ بعيدًا عن ممارسات الجاهلية، فلم يسجد لصنم ولم يشارك في لهوها، بل كان يميل إلى التفكر والعزلة، حتى اعتاد الخلوة في غار حراء، حيث بدأ قلبه يتفتح لاستقبال الوحي.
وكان زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها دعمًا نفسيًا ومعنويًا في مرحلة دقيقة من حياته، لتكتمل أركان الإعداد النفسي والروحي والعملي.
قدوة قبل الرسالة وبعدهاكان ﷺ قدوة للناس بخلقه وسلوكه قبل أن يُكلف بالرسالة، في إشارة واضحة إلى أن التأهيل الإلهي لم يكن وليد لحظة البعثة، بل كان مسارًا ممتدًا منذ ولادته وحتى نبوته، ليكون على استعداد كامل لحمل أعظم أمانة عرفتها الإنسانية.
جاءت هذه المعاني خلال ندوة دينية كبرى بمجمع البحوث الإسلامية في الجامع الأزهر تحت عنوان: "تأهيل إلهي لرحلة نبوية خاتمة"، ضمن فعاليات الأسبوع الدعوي الحادي عشر (سيرة ميلاد وبناء أمجاد)، التي تُنظمها اللجنة العليا للدعوة بالمجمع بمناسبة المولد النبوي الشريف، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رحلة نبوية قبل الرسالة النبي قبل البعثة النبي محمد
إقرأ أيضاً:
مصر المستقبل: أكتوبر لم يكن انتصارًا عسكريًا فقط بل ميلاد لروح لا تنكسر
قال المهندس طارق عناني، أمين شئون المصريين بالخارج، وعضو الأمانة العامة بحزب "مصر المستقبل"، إن الجيش المصري في السادس من أكتوبر عام 1973 سطّر أعظم ملاحم البطولة في التاريخ الحديث، معلنًا ميلاد فجر جديد من العزة والكرامة للأمة العربية، موضحًا أنه في هذا اليوم الخالد استعاد المصريون والعرب ثقتهم بأنفسهم، وحققوا نصرًا عسكريًا باهرًا غيّر موازين القوى في المنطقة، وأثبت أن الإرادة الصلبة والإيمان بالوطن أقوى من كل ترسانة عسكرية أو دعم خارجي للعدو.
وأضاف “عناني”، في بيان، أن حرب أكتوبر المجيدة كانت نموذجًا فريدًا في الإعداد والتخطيط والتنفيذ، حيث نجح الجندي المصري في عبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف الذي وصفته إسرائيل يومًا بأنه المانع الذي لا يُقهر، وبهذا العمل البطولي أعاد الجيش المصري للأمة العربية هيبتها، وأثبت أن النصر يولد من رحم التحدي والإصرار، موضحًا أنه لا يمكن الحديث عن حرب أكتوبر دون الإشادة بالدور العربي العظيم، فقد توحدت إرادة العرب في تلك اللحظة التاريخية، فكانت ملحمة نصر مشتركة، شاركت فيها قلوب وأموال وجيوش العرب من المحيط إلى الخليج، في مشهد لن ينساه التاريخ.
وأوضح أن حرب أكتوبر غيّرت معادلة الصراع في الشرق الأوسط، وأثبتت أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُنتزع من موقع القوة، ومن هنا، جاء بعدها مسار السلام القائم على احترام السيادة والحقوق المشروعة.
وأكد: اليوم، ونحن نحتفل بذكرى السادس من أكتوبر، لا نحتفل فقط بانتصار عسكري، بل نحتفل بروح مصر التي لا تنكسر، وبشعب آمن بقدره وصبر على الصعاب حتى صنع المعجزة؛ فلتظل راية أكتوبر خفاقة في سماء الوطن، تُذكّر الأجيال بأن مصر قادرة على صنع المستحيل متى اجتمع أبناؤها على كلمة واحدة.