في ظلال الحرب الضارية التي تعصف بمنطقة دارفور السودانية، تبرز قصة الفتاة "قسمة علي عمر" كمأساة تلامس أعماق الضمير الإنساني.

إذ تعرضت هذه الفتاة البريئة لأبشع صنوف التعذيب، وفق ما نقل، على يد أحد عناصر قوات الدعم السريع، حيث وثق الجاني فعلته المروعة بتعليقها على شجرة مستخدما حبلا، لتنتهي حياة قسمة تحت وطأة الألم والعذاب.

هذا المشهد البشع أثار موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون عن أسفهم العميق لما آل إليه مصير قسمة، مؤكدين أنها فارقت الحياة مظلومة تحت تعذيب مليشيا الدعم السريع.

وكل ذلك فقط لأنها أرسلت رسالة صوتية بلغة قبيلتها الزغاوة لأحد أقربائها، فاتهموها زورا بالتعاون مع جهات معادية، رغم براءتها وعدم تورطها في أي صراع أو علاقة بالحرب.

⭕️ في مشهد موجع احد أفراد مليشيا الدعم السريع يقوم بربط و تعليق امرأة من دارفور في انتهاك واضح لكل معاني الإنسانية..#الدعم_السريع_منظمة_ارهابية

pic.twitter.com/rJ0Nebnu2S

— درويش ®️ (@Derwish249) September 10, 2025

وكتب آخرون "قسمة، ابنة مدينة نيالا وابنة قبيلة الزغاوة، دفعت ثمن لغتها وانتمائها، ليغدو رحيلها شهادة دامغة على وحشية المليشيا التي لا ترحم النساء ولا الأبرياء".

وقال ناشطون إن قسمة علي عمر رحلت وهي معلّقة على شجرة، كشمعة أطفأها الظلم، لكنها بقيت تنير درب الحق بدمائها الطاهرة.

وعلق سودانيون على الجريمة بالقول، "قسمة لم ترحل موتا عابرا، بل استشهدت لتكون شاهدة على وحشية المليشيا التي لا تفرق بين امرأة ورجل، ولا بين بريء ومقاتل".

وأضافوا أن رحيلها كسر حاجز الصمت، وصارت صورتها تروي أن هذه الحرب ليست ضد السلاح وحده، بل ضد الهوية، وضد اللغة، وضد الذاكرة أيضا.

وأشار مدونون إلى أنها لم تترك خلفها وصية مكتوبة، لكن دموعها المسفوكة وآخر أنفاسها تحت التعذيب قالت الكثير: قد يقتل الجسد، لكن تبقى الكرامة عصية على الموت.

إعلان

وأكد سودانيون أن قسمة علي عمر لم تعد مجرد فتاة من نيالا، بل أصبحت أيقونة للمظلومين، وصوتا أبديا يصرخ في وجه الجلادين: "أنتم يمكن أن تغتالوا الأرواح، لكنكم لن تُسكتوا الحقيقة".

كما أشار بعض الناشطين إلى الأثر المدمر الذي تتركه الحرب على الأبرياء، وبشكل خاص النساء اللواتي يتعرضن لانتهاكات جسيمة في ظل النزاعات، مؤكدين أن تعذيب النساء وتعليقهن في الأشجار – وهو ما حدث مع قسمة علي عمر- جريمة بشعة تجسد مستوى القسوة الذي تبلغه الحروب.

()حسبنا الله ونعم الوكيل، ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم()
() حسبنا الله ونعم الوكيل، ولاحول ولاقوة الا بالله العظيم()
[] قبل يومين مر على بالقروبات والوسائط، مقطع لفتاة متماسكة وقويةأسيرة لدى المليشيا ،وظهرت متحدثة من المليشيا ، بلهجة حادة وتهديدية،وهى تحمل هاتف الفتاة التى… pic.twitter.com/68GcrzUNrR

— أحمد البلال الطيب (@ahmed_albalal) September 10, 2025

وفي مواجهة الاتهامات لقوات الدعم السريع، أصدرت الأخيرة بيانا عبر حسابها الرسمي على منصة تليغرام جاء فيه:
"في فبركة ساذجة تُضاف إلى مسرحيات التضليل الرخيص، روّجت غرف الإعلام التابعة للفلول وأبواق الحركة الإسلامية الإرهابية مقطع فيديو يظهر امرأة معلقة على شجرة بعد ربط أطرافها بحبل، في مشهد يراد منه تصوير تعرضها للتعذيب، مع ظهور شخص يرتدي الزي العسكري المميز لقواتنا".

وأضاف البيان "نؤكد نفي قواتنا جملة وتفصيلا لأي صلة لأفرادها بالمقطع المتداول، ونشدد على أن المشهد برمته ليس سوى فبركة إعلامية تهدف لتشويه صورة قواتنا وزرع اتهامات باطلة بارتكاب جرائم تعذيب، وهي اتهامات لا تمت إلى أخلاقنا بصلة، بل تعكس الارتباك والانحطاط لدى النظام الإرهابي وأبواقه المأجورة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يمد قواته في الفاشر والدعم السريع يعلن إسقاط مسيرة

قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن قوات الجيش السوداني نفذت عملية إسقاط جوي بطائرتين لتقديم الدعم اللوجستي لقواته بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، في حين أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط مسيرة.

وأوضح مراسل الجزيرة أن الجيش تمكن من عملية إسقاط جوي لمعدات طبية وذخائر عبر المظلات لمقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، وهذه هي العملية الثانية في أقل من 10 أيام.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت فجر اليوم طائرة مسيرة تابعة للجيش في أجواء الفاشر.

وكانت المدينة قد شهدت خلال ساعات أمس اشتباكات عنيفة بين الجانبين استخدمت فيها أسلحة ثقيلة من الطرفين.

وقال المراسل إن مدينة الفاشر تعيش هدوءا حذرا بعد تبادل لقصف مدفعي بين الطرفين عند ساعات الفجر.

وأشار إلى أنه ليس من المستبعد أن تشتعل أي من الجبهات، لأن المدينة تعيش حالة من العمليات العسكرية المستمرة التي تتوقف أحيانا وتشتعل أحيانا أخرى.

وقد أعلنت شبكة أطباء السودان، أمس الاثنين، مقتل 13 شخصا وإصابة 19 آخرين، جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على عدد من أحياء الفاشر مركز ولاية شمال دارفور.

وأدانت الشبكة الطبية المستقلة بأشد العبارات استمرار الدعم السريع في ارتكاب جرائمها ضد المدنيين العزل بمدينة الفاشر، في ظروف صحية بالغة السوء في ظل خروج أغلب المرافق الطبية عن الخدمة.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارا على الفاشر منذ العاشر من مايو/أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «الدعم السريع» تفرج عن عناصر من الشرطة بشرق دارفور
  • الجيش السوداني يمد قواته في الفاشر والدعم السريع يعلن إسقاط مسيرة
  • شاهد.. “بقال” يهاجم قيادات “المليشيا” من جديد: (حميدتي أكبر كوز ولقبه عند الرئيس السابق “حمايتي” وكان يقول البشير في رأس أي زول وأنا حالياً قنعت من الدعم السريع ومشيت وتركته)
  • مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصاً في قصف للدعم السريع على الفاشر
  • شبكة أطباء السودان: 13 قتيلا و19 مصابا في قصف الدعم السريع للفاشر
  • ميليشيا الدعم السريع تستخدم غازات كيميائية سامة في الفاشر ضد المدنيين الأبرياء
  • عاجل | مصادر عسكرية سودانية للجزيرة: قوات الدعم السريع تشن هجوما من 3 محاور على مدينة الفاشر
  • الدويم تقتص من متعاونين مع “الدعم السريع”
  • شاهد بالفيديو.. مسيرات “الدعم السريع” تدمر سوق المحاصيل في الأبيض
  • «الجيش السوداني»: قوات الدعم السريع تستهدف منشآت في الأبيض