أستاذ علوم سياسية: رد حركة حماس على خطة ترامب موقف عبقري في توقيت حاسم
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
في ظل استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة، ومع تزايد الضغوط الدولية لوقف الحرب، أثار رد حركة حماس على المقترح الأمريكي للسلام الذي طرحه الرئيس السابق دونالد ترامب تفاعلا واسعا، من قبل شخصيات سياسية بارزة.
ويأتي هذا التطور في لحظة حرجة مع اقتراب الاحتلال من قلب المدينة، ما يضع الخطة الأمريكية في دائرة الضوء مجددا كمخرج محتمل للأزمة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن قبول حماس بمبادئ الخطة الأمريكية يمثل تحولا إيجابيا طال انتظاره، خاصة أنه جاء في وقت بالغ الأهمية، مع احتدام العمليات العسكرية وتقدم الاحتلال نحو مراكز مدنية في القطاع.
وأوضح فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المقترح الأمريكي تضمن جدولا زمنيا واضحا يبدأ بوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى، ويمر عبر إجراءات بناء الثقة، تمهيدا للوصول إلى مراحل سياسية أكثر عمقا.
وأشار فهمي، إلى أن الخطة لا تعد اتفاقا نهائيا شاملا، بل تحتوي على بنود مخصصة لكل طرف حماس من جهة، والسلطة الفلسطينية من جهة أخر، مع الإشارة إلى بعض التحفظات حول تمثيل السلطة ودورها في مراحل لاحقة من التنفيذ.
ومن جانبه، أكد رئيس لجنة العرب الأمريكيين، بشارة بحبح، في تصريحات له، أن رد حركة حماس على مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء بطريقة "عبقرية" تعبر عن رغبتها الحقيقية في إنهاء الحرب على غزة.
وأوضح أن الحركة لم تقدّم أي تنازل عن مبادئها الثابتة، خاصة فيما يتعلق بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال، كما أشار بحبح إلى أن ترامب نفسه عبر عن استيائه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلًا له خلال زيارة إلى واشنطن: "أنت تتلاعب بي".
والجدير بالذكر، أن يثير هذا التحول في موقف حماس تساؤلات حول إمكانية بلورة تسوية سياسية قريبة في غزة، وسط غياب الثقة بين الأطراف المحلية والدولية، واستمرار الاحتلال في تكثيف هجماته.
ومع ذلك، تبقى المبادرة الأمريكية موضع نقاش وجدل، وقد تكون بوابة نحو تهدئة مشروطة، أو محطة جديدة في مسار طويل من الصراع والتفاوض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة حماس قطاع غزة الاحتلال ترامب الرئيس الأمريكي إسرائيل
إقرأ أيضاً:
باحثان : موقف “حماس” من خطة ترامب كان مسؤولًا و “ذكيًا واستراتيجيًا”
الثورة نت /..
اعتبر رئيس مركز رؤية للتنمية السياسية، أحمد العطاونة، أن ردّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة “كان مسؤولًا ووطنيًا بامتياز”.
وقال العطاونة، لـوكالة “قدس برس” الفلسطينية، إن هذا الرد “فوّت الفرصة على العدو الاسرائيلي والإدارة الأمريكية لتصعيد العدوان على غزة، ولو بشكل مرحلي”.
واشار إلى أن “الرد نجح في سحب فتيل الأزمة من يد العدو، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية الكبرى المتعلقة بمستقبل المشروع السياسي الفلسطيني، وترك مناقشة التفاصيل للمفاوضات اللاحقة”.
وأضاف العطاونة أن “المقصود بالإطار الوطني الجامع الذي ورد في بيان الحركة هو الإرادة الوطنية الفلسطينية المشتركة، سواء عبر التوافق الفصائلي أو من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، في حال تمكن الفلسطينيون من إعادة الاندماج فيها بكل فصائلها، وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي”.
وشدّد على أن “الأساس ليس في اسم المؤسسة أو الشكل التنظيمي، بل في وجود توافق وطني فصائلي على القضايا الوطنية والسياسية المركزية”، معتبرًا أن تشكيل إطار وطني توافقي فلسطيني يشكل تحديًا كبيرًا وصعبًا، “خاصة في ظل تمسك منظمة التحرير بمواقفها، واعتقادها بأنها قادرة على النجاة من الاستهداف الإسرائيلي”، وفق تعبيره.
وأوضح العطاونة أن “القضية الأهم في اليوم التالي لوقف العدوان على غزة هي مستقبل القطاع، بمعنى أن يبقى جزءًا من السياق الوطني الفلسطيني..منوها إلى أن “شكل إدارة غزة ليس هو ما يشغل حركة حماس، بقدر ما يهمّها أن تكون الإدارة فلسطينية خالصة، وهي رؤية تتوافق عليها معظم الفصائل الفلسطينية”.
وأوضح جعارة لوكالة “شهاب”، أن ترامب تبنّى بنود الرد الفلسطيني ظنًا أنها صادرة من حماس وحدها، بينما جاءت في الحقيقة بعد توافق وطني مع بقية الفصائل، وهو ما منحه قوة سياسية وأفقد نتنياهو القدرة على المناورة.
وأضاف جعارة أن الرد الفلسطيني أحرج بعض الدول التي كانت ترامب قد شكرها، مثل باكستان، التي أبدت موقفًا حادًا يعارض مضمون الخطة الأمريكية.
وختم جعارة بالإشارة إلى تصريحات لنتنياهو نفسه، قال فيها: “من يظن أن حماس تنظيم غبي فهو خاطئ”، مؤكدًا أن الرد السياسي للحركة أثبت أنها فاعل وازن لا يمكن تجاوزه.
وكانت حركة “حماس” قد أعلنت، الجمعة، عن موقفها الرسمي من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف العدوان على قطاع غزة، وذلك بعد مشاورات معمقة داخل مؤسساتها القيادية، ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى لقاءات مع الوسطاء والأصدقاء، بهدف التوصل إلى موقف مسؤول يحمي ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه العليا.