حسين الروشدي يحصد الثالث عالميا في مسابقة الأمير محمد بن سلمان العالمية للخط العربي
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
(عمان) حقق الخطاط العماني حسين بن سعيد بن خميس الروشدي المركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، والتي أقيمت في معرض الكتاب الدولي 2025، بمشاركة نخبة من الخطاطين من مختلف دول العالم ينتمون إلى مدارس واتجاهات فنية متعددة.
وتوّج "الروشدي" بعد تصفيات أولية شهدت توافد أكثر من ثلاثمئة خطاط وخطاطة من بلدان متعددة يمثلون مدارس فنية وأساليب متنوعة في الخط العربي، حيث خضع جميعهم لمراحل تقييم دقيقة أشرف عليها خبراء مختصون في هذا الفن العريق، وتم اختيار تسعة أسماء فقط للمرحلة النهائية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض.
وتميزت المرحلة الختامية للمسابقة بطابع تنافسي نفذ فيها المتسابقين لوحات فنية حيّة مباشرة أمام لجنة التحكيم والجمهور خلال وقت زمني محدد استمر لسبع ساعات متواصلة، ركز على المهارة والدقة في التعامل مع تفاصيل الحرف العربي وتكويناته الجمالية، وامتدت فعاليات المنافسة على مدى ثلاثة أيام متتابعة قدم فيها الخطاطين عمل جديد في كل يوم بمستوى يحافظ على جودة الإنتاج والاستمرارية في تقديم أفكار إبداعية تحت ضغط الوقت والجهد، وفي نهاية الحدث راجعت لجنة التحكيم (التي ضمت أسماء بارزة في مجال الخط العربي) تم خلالها الإعلان عن النتائج النهائية.
وعبّر الخطاط حسين الروشدي عن سعادته الكبيرة بهذا التتويج، مؤكدا أن تحقق بالدعم الذي وجده من أسرته وأساتذته وكل من آمن بموهبته منذ انطلاقته الأولى، كما توجه بالشكر إلى الجهات المنظمة على حسن التنظيم وحرصهم على إبراز هذا الفن الأصيل من خلال منصة دولية بهذا الحجم، وأهدى الإنجاز إلى عُمان امتنانا لما قدموه من دعم لمسيرته الفنية طوال السنوات الماضية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حسين عبد البصير: مقبرة أمنحتب الثالث تعود للحياة بعد 20 عاما من الترميم
بعد أكثر من عشرين عامًا من أعمال الترميم الدقيقة، التي شاركت فيها بعثات مصرية وأجنبية تحت إشراف اليونسكو، عادت مقبرة الملك أمنحتب الثالث بالأقصر لتفتح أمام الجمهور في حدث أثري طال انتظاره، لما تحمله من قيمة فنية وتاريخية فريدة تعود إلى ذروة ازدهار الدولة الحديثة في مصر القديمة.
وفي هذا السياق، كشف الدكتور حسين عبد البصير، عالم الآثار في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد عن كواليس مشروع الترميم، والتحديات التي واجهت القائمين عليه، وأهمية افتتاح المقبرة في هذا التوقيت من الناحية الأثرية والسياحية والعلمية.
الدكتور حسين عبد البصير: ترميم مقبرة أمنحتب الثالث استغرق سنوات بسبب عوامل طبيعية وتحديات دوليةأكد الدكتور حسين عبد البصير، عالم الآثار أن مقبرة الملك أمنحتب الثالث تعرضت لتلف كبير على مدى سنوات طويلة، نتيجة عوامل متعددة مثل الرطوبة، والأملاح، وتكسر الصخور، وتلف بعض الرسوم والجدران.
وأوضح عبد البصير أن الترميم لم يكن مجرد عملية تنظيف أو تجميل، بل شمل إصلاحًا بنيويًا شاملًا للحفاظ على الاستقرار الإنشائي للمقبرة ومنع أي انهيارات مستقبلية، مشيرًا إلى أن المقبرة كبيرة الحجم وتضم غرفًا متعددة ورسومًا جدارية دقيقة تعد من أروع ما خلفته الحضارة المصرية القديمة.
وأضاف أن الفريق القائم على المشروع استخدم تقنيات حديثة في الترميم، من بينها المسح الثلاثي الأبعاد، ومراقبة الصخور، والحفاظ على ألوان الرسوم التي تأثرت بالعوامل الجوية على مر القرون.
وأشار إلى أن العمل تم على مراحل متقطعة بسبب طبيعة المشروع، إذ استلزم فترات توقف ثم إعادة انطلاق، نظرًا لأن التمويل والتنسيق مع الخبراء الأجانب ودراسة الوضع الإنشائي والبيئي احتاجت وقتًا طويلًا.
وبين عبد البصير أن المشروع جاء بقيادة أجنبية وبشراكة مع اليونسكو وجهات مصرية، ما تطلّب تنسيقًا دقيقًا والتزامًا بالمعايير الدولية والمحلية، خاصة أن الحفاظ على التراث العالمي يخضع لقوانين صارمة وإجراءات دقيقة.
وأوضح أن الاضطرابات السياسية والأمنية بعد ثورة 2011 اثرت على وتيرة العمل في كثير من المشروعات الأثرية، ومنها المقبرة، بسبب تراجع الاستقرار وتقلص التمويل والاهتمام السياحي مؤقتًا.
وأكد عبد البصير أن الفريق حرص على أن يكون افتتاح المقبرة آمنًا، وألا يؤدي الإقبال السياحي الكبير المتوقع إلى تعريضها لأي تلف جديد، مشيرًا إلى أن المشروع تضمن تجهيزات أمان وترتيبات تنظيمية دقيقة لضمان الحفاظ على المقبرة بعد فتحها للزوار.
وفيما يتعلق برمزية المقبرة التاريخية والثقافية، قال عبد البصير إن الملك أمنحتب الثالث يعد من أعظم فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، ويمثل عصره ذروة الازدهار الفني والسياسي، موضحًا أن الرسوم والمناظر داخل المقبرة تعد من أرقى ما وصلنا من فنون ذلك العصر، وفتحها أمام الجمهور يمثل فرصة نادرة لرؤية هذا الإرث الإنساني الفريد عن قرب.
وأضاف أن الافتتاح يأتي في توقيت مناسب جدًا، بالتزامن مع استعداد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، مما يخلق زخمًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا حول التراث المصري.
وشدد عبد البصير على أن إنجاز مشروع بهذا الحجم وبهذه الدقة يعكس كفاءة الدولة المصرية في مجال حفظ وصيانة التراث، ويؤكد أن مصر تستطيع منافسة كبرى المؤسسات الدولية في تنفيذ مشاريع ترميم عالية المستوى.
وختم حديثه قائلًا إن فتح المقبرة يمثل أيضًا فرصة علمية وبحثية كبيرة أمام علماء المصريات وخبراء الترميم، إذ يتيح لهم دراسة ميدانية أعمق، وربما اكتشاف تفاصيل جديدة لم ترصد من قبل داخل المقبرة الملكية.