يمانيون:
2025-10-08@00:50:21 GMT

مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية

تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT

مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية

د. أسماء عبدالوهاب الشهاري

لقد سقطت هيبة إسرائيل بدون رجعة وتحولت إلى خيبة أملٍ كبيرة وإلى خزيٍ وعار وفضيحةٍ مدويةٍ أمام العالم أجمع وأمام الصديق للكيان الغاصب قبل غيره. فلا مئات المجازر وعمليات الإبادة الجماعية والتصفية العرقية لشعب بأكمله؛ ولا آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني وغزة العزةِ والإباء يمكن أن تغير هذه الحقيقة أو أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء.

إنما تزيده هذه المذابح الجماعية وآلة القتل الصهيونية الدموية الإجرامية خزياً إلى خزيه وانتكاسةً فوق انتكاساته.

لقد تعرّى هذا الكيان الغاصب وسقطت جميع أكذوباته التي سعى لصنعها طوال عقودٍ من الزمن عندما أُسقطت أسطورة جيشه الذي لا يقهر وترسانته العسكرية الضخمة الدفاعية والهجومية والمستحيلة الاختراق-حسب ترويجهم وزعمهم-. فقد سقط الجدار وتحول الليل إلى نهار في بضع لحظات استطاعت أن تغير وجه الأرض وأن تغير المعادلات وتقلب الطاولة على وجوه المجرمين والطغاة.

ولا جديد. وعلى الصهاينة فالأمر معتاد وليس بغريب. حقائق معروفة عبر التاريخ منذ القدم بيد أن الصلف الصهيوني يسعى دوماً لتجديدها وترسيخها في ذاكرة وعقول الأجيال وتذكيرنا بها وربطها في ذاكرة وجداننا مع كميات مهولة من القهر والألم والوجع الذي لا يُطاق ولا يُحتمل ولا تستطيع لغات الدنيا كلها ولا معاجم اللغة بإحاطة التعبير عنها أو حتى وصفها بأقل وصف يمكن أن يليق بها. كأن آلة القتل الوحشية الصهيوأمريكية والغربية بذلك تريد أن تضع حواجزا عالية جداً وعقوبات مرعبة يصعب تصديق وقوعها حتى وهي كائنة أمام أعيننا -لكنه الإجرام الصهيوني المتعطش للدماء والمقتات عليها والمتجاوز كل الخطوط الحمراء والمسرف في اقترافها والتجرؤ عليها الكرة تلو الكرة- ظناً منه أن ذلك قد يثنينا عن نيل الحرية وعن السعي للانتصار للمقدسات والقضية. لكن هيهات فبعض الظن إثم!

مجازر بالتجزئة وبالجملة. سعت لمحو أسر بأكملها من الوجود في غزة فيما لا يتجاوز أحد عشر يوماً فقط تزامنت مع عملية #طوفانالأقصى التي باغتت العدو الغاصب يوم 7/10/2023 وأظهرت عجز الصهاينة وأنهم كما وصفهم القرآن ” إن يقاتلونكم يولونكم الأدبار ثم لا ينصرون”. أما انتقام الصهاينة لكرامتهم المهدرة إلى الأبد، فقد نتج عنها استهداف أكثر من 450 أسرة والشهداء أكثر من 3500 والجرحى أكثر من 12000 ولا يزال القصف الوحشي مستمراً كما لا يزال المئات تحت الركام. الاستهداف على مدار الدقيقة مع شحة إن لم يكن انعدام وشلل في كل مقدرات العيش وعلى رأسها التجهيزات والمعدات الطبية والأدوية مع حجم الكارثة المهول. كل ما يمكنك أن تتخيله وما تعجز حتى عن تخيله لدرجة أن العمليات تجرى في الطرقات وبدون مخدر!

الاستهداف الشيطاني الأرعن لم ينل المسعفين وسيارات الإسعاف فحسب بل أنه نال المستشفيات المكتظة بالشهداء والجرحى والأطقم الطبية ومئات النازحين بعد قصف منازلهم واستهداف كل مظاهر الحياة؛ فقد لجأوا إليه لأنه لا مكان آخر يذهبون إليه. ولأنه مشفى يعتبر قصفه من كبائر المحرمات في كل دساتير الأرض وقوانين ومواثيق العالم. لكن الصهاينة لا يراعون مقدساً ولا يعترفون بحرمة شيء. وفي لحظة واحدة يتم إبادة المئات -على مرأى ومسمع من العالم أجمع- وسط مستشفى المعمداني الأهلي بقنبلة محرمة أمريكية وهذه كانت هدية بايدن لأطفال ونساء فلسطين بعد زيارته لربيبته إسرائيل. هذا هو الوجه الحقيقي لأمريكا التي تتشدق دوماً بحقوق الإنسان والإنسانية!

عدد الشهداء 600 أم 1000 أم يزيدون.-في هذه الضربة فقط- كيف لك أن تجزم والجثث متفحمة والأشلاء متناثرة!

في غزة فقط يقتل الشهيد مرتين. ويتم تصفية الشهيد مع من تبقى من أفراد أسرته. إن كان لا يزال هنالك بقية!

وعن المذابح الصهيونية فقد حصل ذلك مئات وآلاف المرات عندما كان لا يزال المقاوم الفلسطيني البطل يتصدى للمدرعات والدبابات بالحجارة وبجسده الأعزل من أي سلاح إلا من سلاح الكرامة والعزة والإيمان والغيرة على المقدسات والانتفاضة من أجل الحرمات. ولكم أن تسألوا عن مجزرة صبرا وشاتيلا ومجزرة حي البقر وغيرها الكثير.

فكيف ستكون العقوبة اليوم من قبل أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر وقد قامت ثلة قليلة من أحرار المقاومة الفلسطينية بتمريغ أنف الكيان الصهيوني في تراب الذل والهوان وإثبات أن إسرائيل- بل وأمريكا- بكل هيلمانتها ليست معجزة ولا أسطورة بل فلتة نشأت على حين غرة من الزمن وهي حالة مؤقتة وعابرة ولا بد أن تزول كما أكد على ذلك القرآن الكريم وكلام الله العظيم الذي لا ولن يُخلف وعده. لكن من الذي سيستحق أن يُحقق على يده هذا الوعد الإلهي القاطع-عبادٌ لنا- مخلِصون ومُخلَّصون لله رب العالمين.

على الصهيوني أن يتأكد أن هذه المجازر والمذابح الجماعية لأخوتنا وأهلنا في فلسطين وغزة الثائرين ضد الظلم والإجرام والمحافظين بأشلائهم ودمائهم على المقدسات وإحياء واستمرارية القضية لن تمُر، فهي دَين مؤجل لإسرائيل وأمريكا وكل الصهاينة والمتصهينين. نعاهدهم بالله وبأشلاء أطفال غزة أن الدائرة ستدور، وأن الدين سيُسدد، وأنهم إن رأوه بعيداً فإننا نراه قريبا. وإنه لوعدٌ غير مكذوب. وان أولو القوة والبأس الشديد من أنصار الله ورجال اليمن الأحرار وشرفاء محور المقاومة ورجال الله المؤمنين قادمون.

أليس القدس بقريب.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: لا یزال

إقرأ أيضاً:

“الصهيونية وخطرها على البشرية” في ندوة فكرية بذمار

يمانيون |
احتضنت جامعة ذمار صباح اليوم ندوة فكرية وثقافية موسعة تحت عنوان “الصهيونية وخطرها على البشرية”، تناولت واحدة من أخطر القضايا التي تمسّ ضمير الإنسانية ووجدان الأمة، في سياق تأكيد الموقف اليمني الثابت إلى جانب فلسطين ومناهضة المشروع الصهيوني.

الندوة التي أُقيمت في قاعة المقالح بكلية العلوم الإدارية، شهدت حضورًا واسعًا لقيادات الجامعة وكوادرها الأكاديمية والإدارية، إلى جانب عدد من الباحثين والطلاب والمهتمين بالشأن الفكري والسياسي، الذين شكّلوا لوحة فكرية تعبّر عن وعيٍ متجذر بخطورة المشروع الصهيوني على القيم والأمم والإنسانية جمعاء.

استهلت الفعالية بتلاوةٍ مباركةٍ من كتاب الله العزيز، أعقبها ترحيب أكّد رسالة الجامعة التنويرية ودورها في مقارعة الفكر المنحرف، وإعلاء صوت الوعي في مواجهة الدعاية الصهيونية التي تعمل على تفكيك المنظومة القيمية للمجتمعات عبر الإعلام والسياسة والثقافة.

وفي المحور الأول، قدّم الأستاذ الدكتور عادل عبدالغني العنسي ورقة فكرية بعنوان “الصهيونية وتأثيرها على المسيحيين والمسلمين”، تناول فيها الجذور التاريخية والفكرية للمشروع الصهيوني الذي يتغذّى على الكراهية الدينية والعنصرية، مشيرًا إلى أن الصهيونية لم تكتفِ بالعداء للمسلمين، بل امتدّت لاختراق الفكر المسيحي وتشويهه، وتحويل بعض الكنائس إلى أدوات تخدم الأهداف الصهيونية تحت شعاراتٍ دينيةٍ مزيّفة.

واعتبر الدكتور العنسي أن الأنظمة الغربية، وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية التي مثّلها الرئيس الأسبق دونالد ترامب، تجسّد نموذجًا صارخًا للانقياد الأعمى وراء المشروع الصهيوني التدميري الذي يستهدف الإنسانية برمّتها.

أما في المحور الثاني، فقدّم الباحث في الشؤون القرآنية ومستشار رئيس الجامعة للشؤون الثقافية الأستاذ حسن الموشكي ورقة علمية بعنوان “بنو إسرائيل في القرآن الكريم”، استعرض فيها الرؤية القرآنية العميقة لانحراف بني إسرائيل عن منهج الله، ونقضهم للعهود، ومكرهم بالأنبياء، مؤكّدًا أن القرآن الكريم قدّم توصيفًا دقيقًا لطبيعة هذا الكيان الذي يجسّد الظلم والعدوان عبر التاريخ.

وأشار الموشكي إلى أن المشروع الصهيوني المعاصر ليس إلا الامتداد التاريخي لذلك الانحراف، وأن الأمة لا يمكنها مواجهة خطره إلا بالعودة إلى منهج الله، واستلهام الرؤية القرآنية التي تفضح مكائدهم وتضع منهج المواجهة الإيمانية السليمة.

وفي المحور الثالث، قدّم الدكتور أحمد مسعد الهادي ورقته بعنوان “مكاسب عملية طوفان الأقصى وخطورة التطبيع مع الكيان الصهيوني”، موضحًا أن عملية طوفان الأقصى المباركة شكّلت نقطة تحوّل كبرى في الوعي العربي والإسلامي، إذ أسقطت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وأعادت الاعتبار لخيار المقاومة كطريقٍ وحيد للتحرير.

وأشار إلى أن هذه العملية البطولية أطلقت موجة من الصحوة العالمية ضد جرائم الكيان الصهيوني، وفضحت ازدواجية المعايير الغربية التي تتشدق بالحرية وحقوق الإنسان، بينما تصمت عن الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة تحت غطاءٍ ديني وسياسي فاسد.

وحذّر الهادي من مسار التطبيع الذي وصفه بأنه أخطر أشكال الحرب الناعمة، كونه يسعى لتزييف الوعي وإعادة صياغة المفاهيم السياسية والثقافية للشعوب، لتمرير المشروع الصهيوني عبر أدوات إعلامية ونُخَب تابعة.

وفي ختام الندوة، صدرت مجموعة من التوصيات التي دعت إلى تعزيز الوعي بخطورة الصهيونية على المستوى الفكري والثقافي والإعلامي، وضرورة العودة إلى المشروع القرآني كمنهج حضاري شامل قدّم تشخيصًا دقيقًا لحقد اليهود ومكائدهم، وطرح حلولاً عملية لكيفية التعامل مع خطرهم.

كما أكدت التوصيات على أهمية توحيد الجهود الأكاديمية والإعلامية في فضح جرائم العدو الصهيوني، وإحياء ثقافة المقاومة في أوساط الأجيال الجديدة، وتعميق الانتماء للقضية الفلسطينية بوصفها قضية الأمة المركزية.

واختُتمت الندوة بالتأكيد على الموقف اليمني الثابت في مناصرة فلسطين، والذي يجسّد امتدادًا طبيعيًا لهوية الشعب اليمني الإيمانية، ووعيه بقداسة الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني الذي يهدد البشرية جمعاء.

مقالات مشابهة

  • عامان على طوفان الأقصى.. المرتزقة في خندق الصهاينة واليمن في موقع الصمود
  • إمبراطورية «أليسون» الجديدة والدعم الإعلامي للدولة الصهيونية
  • ندوة ثقافية في جامعة الحديدة بعنوان “خطر اليهود الصهاينة على العالم الإسلامي وأساليبهم”
  • المرتزقة في عامين من الطوفان.. اصطفاف مكشوف مع الصهاينة
  • “الصهيونية وخطرها على البشرية” في ندوة فكرية بذمار
  • التحول الجيواستراتيجي في العالم قبل وبعد الطوفان…نهاية حقبة الهيمنة الصهيونية
  • مسيرة حاشدة في أمستردام ضد حرب الإبادة الصهيونية على غزة
  • العصابات الصهيونية.. تاريخ من المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني
  • مدير المرصد السوري: مجازر وعمليات إعدام ميداني في السويداء لم يعرضها الإعلام