نتفليكس تدخل عالم البودكاست المرئي بشراكة مع سبوتيفاي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
أعلنت منصتا نتفليكس وسبوتيفاي عن اتفاقية شراكة استراتيجية لنقل مجموعة من البودكاستات المرئية الشهيرة من مكتبة سبوتيفاي إلى شاشة نتفليكس، لتبدأ التجربة من الولايات المتحدة مطلع عام 2026 قبل أن تمتد إلى أسواق أخرى حول العالم.
وبموجب الاتفاق، ستعرض نتفليكس مجموعة مختارة من البودكاستات الرياضية والثقافية وبودكاستات أسلوب الحياة والجرائم الحقيقية، وهي أنواع المحتوى التي تشهد إقبالًا واسعًا في السنوات الأخيرة.
وتشمل الدفعة الأولى من العروض تسعة برامج رياضية بارزة من إنتاج Spotify Studios وThe Ringer، من بينها The Bill Simmons Podcast وThe Zach Lowe Show وFairway Rollin’ وThe Ringer’s F1 Show، إلى جانب برامج تغطي بطولات الدوري الأمريكي لكرة القدم NFL ودوري كرة السلة NBA وكرة القدم الخيالية.
كما ستُعرض على نتفليكس مجموعة من البودكاستات غير الرياضية التي تحظى بجماهيرية واسعة، من أبرزها The Rewatchables وThe Recipe Club وDissect وConspiracy Theories وSerial Killers، وهي برامج تتميز بطابعها التحليلي والسردي الجذاب الذي جعلها من أكثر الإنتاجات استماعًا على سبوتيفاي خلال السنوات الماضية.
وترى نتفليكس في هذه الخطوة فرصة لتوسيع نطاق محتواها خارج حدود الدراما والوثائقيات، إذ تُعد البودكاستات امتدادًا طبيعيًا لتجربة المشاهدة على المنصة.
وذكرت الشركة أن بعض البرامج الجديدة ستُعرض جنبًا إلى جنب مع عروض نتفليكس الأصلية، مثل The Ringer F1 Show الذي سيُطرح إلى جانب السلسلة الشهيرة Drive to Survive، في محاولة لخلق تجربة متكاملة تربط بين محتوى الشاشة والمحتوى الصوتي المرئي.
أما بالنسبة لسبوتيفاي، فالاتفاق يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز حضورها البصري وجذب مشاهدين جدد لمحتواها الأصلي، في وقت تواجه فيه منافسة متزايدة من منصات مثل يوتيوب ميوزيك وآبل بودكاست وأمازون. فمن خلال التعاون مع نتفليكس، يمكن لسبوتيفاي الوصول إلى جمهور جديد من المشاهدين الذين قد لا يستخدمون تطبيقات البث الصوتي، لكنها تراهن على أن يجذبهم الشكل المرئي للبودكاست.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس يشهد فيه السوق تحولًا واضحًا نحو دمج الصوت بالصورة. فبعدما أصبحت مشاهدة مقاطع الفيديو عبر يوتيوب نشاطًا يوميًا لملايين المستخدمين حول العالم، تسعى نتفليكس بدورها إلى اقتحام هذا المجال الذي كان حكرًا على جوجل. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن المشاهدين يقضون وقتًا متزايدًا في متابعة برامج البودكاست المرئية، ليس فقط كمصدر للترفيه بل كبديل للتلفزيون التقليدي.
وتشير الخطوة أيضًا إلى رغبة نتفليكس في تنويع محتواها لمواكبة تغير عادات المشاهدة بعد تراجع الإقبال على بعض أنواع الإنتاج التلفزيوني. ومع انتشار خدمات البث مثل ديزني بلس وأمازون برايم، أصبح الحفاظ على ولاء المستخدمين يتطلب محتوى متنوعًا ومناسبًا لمختلف الأذواق، وهو ما يتيحه التعاون مع سبوتيفاي التي تمتلك مكتبة ضخمة من البرامج الحوارية والتحليلية.
وتعليقًا على الاتفاق، قالت مصادر داخل سبوتيفاي إن الشركة ترى في هذه التجربة مرحلة اختبار مهمة قبل التوسع عالميًا، حيث من المقرر أن تشمل المرحلة التالية دول أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا. وأوضحت أن الهدف لا يقتصر على بث المحتوى عبر نتفليكس فقط، بل يمتد إلى ابتكار نموذج جديد يجمع بين البث الصوتي والبصري بطريقة تفاعلية قد تغيّر مستقبل البودكاست بالكامل.
الجدير بالذكر أن صناعة البودكاست تشهد نموًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، إذ تجاوز عدد المستمعين عالميًا حاجز الـ600 مليون شخص وفق أحدث التقارير، بينما تشير التوقعات إلى أن الإيرادات الإعلانية في هذا القطاع ستتخطى 4 مليارات دولار بحلول عام 2026. ويبدو أن نتفليكس وسبوتيفاي تراهنان على هذا النمو من خلال دمج قوة الفيديو مع التأثير الصوتي في منصة واحدة.
وبينما يترقب الجمهور تفاصيل إضافية حول هذه التجربة الجديدة، يبدو واضحًا أن نتفليكس تستعد لدخول مرحلة جديدة من المنافسة لا تقتصر على الأفلام والمسلسلات فقط، بل تمتد لتشمل محتوى الحوار والصوت والسرد الوثائقي المرئي، لتصبح بذلك منصة شاملة تُخاطب المشاهد والمستمع في آنٍ واحد.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
كبار المواطنين.. مصدر إلهام للأجيال
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الإمارات العربية المتحدة نموذج متفرد في رعاية كبار المواطنين، حيث توفر لهم بيئة داعمة ومستقرة، بما يترجم أسمى معاني الوفاء والعرفان، وتعمل على تكريس مكانتهم في المجتمع، كبناة للماضي والحاضر، وداعم أساسي في بناء المستقبل، فهم الذاكرة الحية وروح المجتمع.
تقوم مؤسسة التنمية الأسرية وضمن برامج متكاملة على تعزيز جودة حياة كبار المواطنين والاستثمار في خبراتهم، كونهم ركيزة أساسية في نسيج المجتمع، ومصدر إلهام للأجيال، من خلال مبادرات تعزز استقلاليتهم، وتمكّنهم من مواصلة دورهم الحيوي في المجتمع.
ذاكرة الوطن
عتيجة سالم القبيسي، من مركز أبوظبي بمؤسسة التنمية الأسرية، منسق برامج وفعاليات كبار المواطنين وتنمية مهاراتهم، قالت إن كبار المواطنين، هم ذاكرة الوطن الحية، وروح المجتمع والقدوة التي نستلهم منها قيم العطاء والوفاء، وعلى هذا الأساس تعمل المؤسسة على تعزيز جودة حياة هذه الفئة والاستثمار في خبراتها وتمكينها من مجموعة من المهارات لإسعادها وإدخال السرور على قلبها، وإشعارها بأهميتها تقديراً لجهودها. وأضافت: نستثمر في خبرات كبار المواطنين لنقلها للأجيال وتمكينهم في مختلف المجالات لإكسابهم مهارات جديدة، كما نعمل على إشراكهم في مختلف فعاليات الجهات الحكومية، مما يشعرهم بالفخر والاعتزاز وبأهميتهم في المجتمع.
أعمال فنية
وقات القبيسي: نعمل على استثمار خبرات فئة كبار السن في المجتمع من المواطنين والمقيمين، عبر تعزيز مهاراتهم مثل الرسم والحرف اليدوية، ونوفر لهم فرصة عرض أعمالهم ضمن معارض مختلفة، مثل «الملتقى الثامن لكبار المواطنين»، والذي نظمته مؤسسة التنمية الأسرية واستفادت منه أكثر من 25 سيدة من كبيرات السن، حيث أنتجن أعمالاً فنية مستوحاة من التراث الإماراتي، كما استفادت مجموعة أخرى من دورات تدريبية على الحرف اليدوية، ومنها السدو والتلي والخوص.
تدريب وتمكين
وأكدت القبيسي أن كبار المواطنين يعتبرون مؤسسة التنمية الأسرية بيتهم الثاني والملجأ الآمن لهم، لما يجدونه من اهتمام واحترام وتقدير، حيث يشعرون بالراحة النفسية. وأضافت: يستفيد كبار المواطنين من برامج متنوعة ومتكاملة، من رياضة وتدريب وتمكين، حيث يمارس أكثر من 35 مسناً الرياضة، وتبدع 25 سيدة بورش الرسم، ويستفيد 35 شخصاً من ورش الحرف التراثية، ونحرص على إشراكهم في الملتقيات والفعاليات الحكومية إلى جانب المدارس والجامعات، لدعمهم نفسياً واجتماعياً.
«كبار الصُّناع»
أكدت عتيجة القبيسي أنه في إطار تفعيل دور كبار المواطنين واحتفاء بهذه الفئة، تستفيد مجموعة كبيرة من مشروع «كبار الصنّاع»، الذي أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية تحت شعار «معاً»، بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية، ومركز«اصنع» ويستهدف فئة كبار المواطنين والمقيمين ممن تبلغ أعمارهم 50 عاماً وأكثر، من المسجلين في خدمة نادي بركة الدار بمؤسسة التنمية الأسرية، وبحضور جميع المشاركين، موضحة أن مشروع «كبار الصنّاع» الذي جاء من أجل تعزيز مهارات السن واستثمار طاقاتهم ورفع معنوياتهم، يحتفي بالمستوى الإبداعي لهذه المجموعة بعد فترة من التدريب. ويسهم في استدامة الموروث، لنقل ما تعلموه للأجيال، وتحقيق التواصل وتنمية المهارات، لتعلم حرفة قد تشكل مصدر دخل لهم.
ثقة بالنفس
وعبَّر مجموعة من المستفيدين من برامج المؤسسة عن سعادتهم وفخرهم بانتسابهم لهذه المبادرات التي غيرت حياتهم، وحفزتهم على العطاء، وأكسبتهم مهارات إضافية، وأعادتهم للمجتمع. وقالت فاطمة محمد: اكتسبنا مهارات جديدة ضمن ورش متخصصة، ليس فقط على صعيد الحرف اليدوية الصناعية، وإنما أيضاً من حيث التكوين والتأطير، فقد تعلمت صناعة الشموع، وهنا نشعر أننا أسرة واحدة، ضمن دعم معنوي وتحفيز على الإبداع.
وأشارت مريم عبدالرحمن الظنحاني، والتي تجيد حرفة التلي، إلى إنها استفادت كثيراً من برامج المؤسسة التي حققت لها العديد من المكاسب على الصعيد الاجتماعي والنفسي.
دعم اجتماعي
وأوضحت ميثاء راشد المهيري، أنها تعلمت ضمن مؤسسة التنمية الأسرية العديد من الحرف اليدوية ومنها حرفة سف الخوص والسدو، مؤكدة على أهمية الدعم النفسي لاسيما أن مشاركتها في برامج المؤسسة جعلتها تعمل على تكوين علاقات جديدة. وأضافت: شاركت في ورش تنمية الذاكرة، حيث نمارس الرياضة ونشارك في مختلف الفعاليات، لنسهم في نقل القيم وتعزيز الموروث الثقافي في نفوس الأجيال، للحفاظ على التراث واستدامته.
تراث بحري
قال يوسف أحمد العلي، خبير في التراث البحري: استفدنا كثيراً من برامج التنمية الأسرية، في مجال الصحة والرياضة، والمشاركة في الفعاليات، حيث نستثمر خبراتنا وننقلها لأبنائنا وأحفادنا، كما نشارك في الملتقيات، وننشر المعرفة بين الأجيال، ونعزز القيم والصبر والتحمل.